شعار الموقع

إصدارات حديثة

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 749 »

 

الفكر الإسلامي

تطوراته ومساراته المعاصرة

الكاتب: زكي الميلاد

الناشر: دار الهادي ـ بيروت

الصفحات: 176 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1‏ـ 2001م.

تعتبر الدراسات والبحوث حول نشأة وتطور الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر قليلة, وما أنجز حول الموضوع يعاني من نقص في الإحاطة بكل مسارات هذا الفكر ورجالاته ومحطاته الرئيسة, فضلاً‏عن عدم الإحاطة بكل تياراته المتنوعة, مع أنه قد حقق تراكماً مهماً يمكنه أن يخضع للدراسة المنهجية والتحليلية, لذلك يأتي هذا الكتاب ليسد النقص في هذا المجال, أولاً في محاولة للتأريخ لنشأة هذا الفكر واقتراح وتحقيب جديد لمراحله ومساراته, ورصد لمكاسبه واكتشاف مميزاته وخصائصه الأساسية.

الكتاب يحتضن خمسة فصول, حاول الكاتب في الفصل الأول رصد تطورات الفكر الإسلامي الحديث انطلاقاً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وإلى حدود العقود الأولى من القرن العشرين, باعتبار أن هذه الفترة تعتبر من أهم وأبرز فقرات تطور وتقدم مسارات هذا الفكر ـ كما يقول الكاتب ـ وقد ارتبط تطوره فيها بخلفيات موضوعية سياسية واجتماعية وثقافية وحضارية بشكل عام تركت بصماتها على توجهاته ومجالات انشغالاته ظهر ذلك جلياً في شخصيات هذا الفكر واهتماماتهم الفكرية وطبيعة تعاطيهم مع القضايا التي تأثروا بها وعايشوها.

ـ الفصل الثاني تحدث الكاتب حول تطورات الفكر الإسلامي ومساراته المعاصرة, وكيف أن هذا الفكر تأثر في هذه المرحلة بالمتغيرات والتحولات العالمية, ما جعله ينخرط في انشغالات جديدة وينفتح على مجالات عالمية فرضت عليه العمل على تجديد نفسه, لتقديم أجوبة وحلول لعدد من التساؤلات, خصوصاً‏وقد وصل الإسلاميون إلى الحكم وإدارة بعض الدول جزئياً أو كلياً,وبالتالي فالتنظير الفكري الإسلامي بدأ يأخذ بُعده الواقعي, بالإضافة إلى نقطة مهمة وتتعلق بتحديات الآخر الغربي الذي اتجه لدراسة حركة الإحياء الإسلامي التي امتدت لتشمل العالم الإسلامي برمته. وما يمكنه تأكيده أو استنتاجه في هذه المرحلة من مراحل الفكر الإسلامي هو أن هذا الفكر قد خضع لتطورات شملت مفاهيمه ومناهجه, وفسحت المجال أمامه لنهضة لها خصائصها ومميزاتها.

أما الفصل الثالث: فقد خصصه لدراسة الفكر الحركي الإسلامي ورصد أهم تحولاته وخصوصاً‏المراجعات التي شملت المنهج, في الفصل الرابع رصد الكاتب ملامح التجديد الثقافي في مناهج التغيير الإسلامي المعاصر, فتحدث عن معنى التجديد الثقافي وأهميته, واتجاهات التجديد الثقافي وأولويات هذا التجديد ومواضيعه, وأخيراً‏تحدث في الفصل الخامس عما أسماه بالفكر الإسلامي الجديد, ملامحه وقضاياه, فتحدث عن الأرضيات والشروط الموضوعية والثقافية, وملامح هذا الفكر وعلاقته بالعصر وبالآخر المغاير الحضاري, وأهمية المراجعات المستمرة والنقد للذات, بالإضافة إلى رصد أهم القضايا التي شغلت الفكر الإسلامي الجديد.

 

المجتمع المدني

مقاربات في دور المرأة والشباب

الكاتب: السيد محمد خاتمي

ترجمة: سرمد الطائي

الناشر: دار الفكر ـ دمشق

الصفحات: 184 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1‏ـ 2001م

يعتبر المجتمع المدني في المشروع الإصلاحي للرئيس الإيراني محمد خاتمي مكملاً‏للسلطة منسجماً معها وداعماً‏لها, عن طريق ترسيخ القيم الإسلامية الداعية إلى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين, وكإفساح المجال أمام القطاعات الفاعلة والمنتجة والمتمثلة في الشباب من الجنسين للمشاركة الحقيقية في السلطة والتنمية في إطار القانون وحقوق المواطنة المنصوص عليها في الدستور, وهذا لن يتحقق إلا بتشجيع المبادرة الفردية والحريات العامة ودعم مؤسسات المجتمع المدني وإشراكها في جهود التنمية.

ومما يعطي لهذا المشروع الإصلاحي بُعده الواقعي, ويجعل من شعار ضرورة تفعيل المجتمع المدني الإيراني, ما حققته الثورة في مجالات التعليم والتنمية, فقد اتسع الدور النسوي في المجالات الاجتماعية, وارتفعت معدلات التعليم النسوي في المدينة والريف معاً, ودخلت المرأة سوق العمل بقوة وفي جميع المجالات, أما ارتفاع معدل النمو السكاني فقد جعلت البنية الاجتماعية الإيرانية تتسم بالسمة الشبابية, ومما لا شك فيه أن فئات الشباب لها طموحاتها ومطالبها الخاصة التي يمكن الاستفادة منها لتفعيل جهود التنمية وتطوير البلد, كما لها سلبياتها إذا لم يتم التعاطي معها بواقعية وحكمة وتخطيط استراتيجي.

هذه المفاهيم والقضايا المتعلقة بالمجتمع المدني ودور المرأة والشباب في التنمية هي المواضيع التي ناقشتها مجمل الخطابات التي ألقاها السيد خاتمي في السنة الأولى من فترة رئاسته الأولى وقد ترجمت بالعربية وقسمت إلى خمسة فصول, في الفصل الأول عالجت الخطابات موضوع المرأة بين التراث والحداثة. والمفارقات الواقعية في معالجة قضايا المرأة ووضع ودور المرأة في المجالين الاجتماعي والسياسي. وفي الفصل الثاني تحدثت الخطابات عن الشباب وقضايا التعليم,‏والنظام التعليمي الجديد والإسهام المطلوب للشباب والتيار التجديدي الشبابي, أما الفصل الثالث فتحدث عن الشباب والجامعة. وعالجت الخطابات في الفصل الرابع قضايا متعلقة بالعلم مثل: العلم والتقنية والبيئة والكتاب وعلاقته بالسياسة والثقافة, وأخيراً تناولت الخطابات في الفصل الخامس قضايا الشباب والرياضة, مثل رياضة المتقدمين, والبنية المريضة للحركة الرياضية في إيران, والرياضة والوحدة الوطنية.

 

التدين والحداثة

الكاتب: د. محمد جواد لاريجاني

ترجمة: علي رضائي

الناشر: الغدير ـ بيروت

الصفحات: 255 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 ـ 2001م

بعد التحول الإسلامي في إيران انبعثت الحياة من جديد إلى الفكر السياسي الإسلامي, الذي وجد نفسه أمام تحديات ذاتية وموضوعية, فالتراث لا يحتضن سوى الآداب السلطانية, اما التجارب التاريخية في الحكم فقد تميزت بالاستبداد والبعد عن قيم الإسلام ومقاصده في المجال السياسي, وهذا ما جعل عملية التنظير في هذا المجال تكتنفها صعوبات جمة, لكن قيام الحكومة الإسلامية في إيران دفع باتجاه تفعيل الاجتهاد في مجال الفقه السياسي, حيث ظهرت كتابات كثيرة تحدثت عن نظرية ولاية الفقيه وشرعيتها وشرعية التصدي السياسي وغيرها من المواضيع التي أملاها الواقع السياسي بعد الثورة.

من بين هذه الأدبيات السياسية ما كتبه د. جواد لاريجاني وهو من المقربين للحكومة الإسلامية وأحد المنظرين المعاصرين لها. والذي حاول تأصيل الفكر السياسي الإسلامي على المستوى العقلاني, عندما بحث في أساس المشروعية والفاعلية للحكومة الإسلامية, باعتبارهما مصدر جميع التساؤلات التي تخص الحكومة, فالمشروعية تأتي قبل إيجاد الحكومة كما تدعم التصدي, أما الفاعلية فتأتي بعد قيام هذه الحكومة, وهذا التأصيل العقلي للحكومة الإسلامية ضروري لأنه يدعم التأصيل الشرعي, وبذلك يمكن التنظير للحكومة الإسلامية أو المجال السياسي بنوع من التجديد المفيد للنظرية السياسية الإسلامية, التي تقدم نفسها باعتبارها نظرية فريدة ومتميزة وليست تابعة أو متفرعة عن أي فكر أو نظرية غربية أو شرقية,‏وبتظافر التأصيلين العقلي والشرعي يمكن للعقل الاجتهادي الإسلامي في المجال السياسي أن يجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بهذا المجال مثل: ما هو أساس التصدي للأمور? وهل من المعقول ذلك? ما هي وظائف الحكومة وشكلها التنظيمي? وكيف تقوم الحكومة بمسؤولياتها?, وماهي أفضل صورة للتشكيل الحكومي? وكيف يمكن للحكومة الوقوف أمام آفات السلطة مثل الاستبداد والظلم?

هذه التساؤلات وغيرها حاول د. لاريجاني الإجابة عليها من خلال مباحث هذا الكتاب وفصوله الخمسة, حيث تحدث في الفصل الأول عن مفهوم الدين وعلاقة الفكر الفلسفي بالتدين, لينتقل بعد ذلك في الفصل الثاني للحديث عن حدود المشروعية للحكومة, أما الفصل الثالث فقد عالج فيه مجموعة من المواضيع التي تتعلق بالفكر الإسلامي ومفهوم الحقانية, وخصص الفصلين الرابع والخامس للحديث عن المجتمع الديني والحداثة وما بعد الحداثة, لعلاقة ذلك بالعقلانية كمعيار حداثي لتقويم أي عمل ومنه عمل الحكومة.

 

نحو تفعيل مقاصد الشريعة

الكاتب: د. جمال الدين عطية

الناشر: المعهد العالمي للفكر الإسلامي ودار الفكر ـ دمشق.

الصفحات: 248 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 ـ 2001م

تفعيل مقاصد الشريعة هو جزء مهم في مجال الاجتهاد الفقهي, تأكيداً لخاتمية الشريعة وعالميتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان, لأن البحث في المقاصد يفتح المجال واسعاً أمام العقل الإسلامي لاكتشاف آفاق جديدة ليس فقط في مجال الحلال والحرام وإنما يساعد على تأصيل الكثير من القضايا المعاصرة, ويفسح المجال أمام المعاصرة ومواكبة التطورات المعاصرة وفهم أكثر شمولية وتكاملية للإسلام وشريعته التي جاءت لخدمة المصلحة الحقيقية للإنسان وللمجتمع الإسلامي.

أما الكتاب فهو محاولة لإبراز أهمية مباحث المقاصد وضرورتها بالكشف عن طرق إثباتها وأقسامها الظنية والقطعية وترتيب المقاصد وأهميتها, وصولاً إلى الآليات الاجتهادية لتفعيلها وجعلها منهجاً استنباطياً يمكن الركون إليه والاستفادة منه.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول, في الفصل الأول وتحت عنوان قضايا محورية تناول أربعة مباحث 1ـ دور العقل والفطرة والتجربة في تحديد وإثبات المقاصد. 2ـ ترتيب المقاصد فيما بينها. 3ـ ترتيب وسائل كل مقصد إلى ضروري وحاجي وتحسيني. 4ـ نسبية تسكين الوسائل في المراتب.

الفصل الثاني وتحت عنوان جديد للمقاصد, تناول الباحث ثلاثة قضايا: 1ـ مسألة حصر المقاصد الضرورية في خمسة. 2ـ أنواع المقاصد ومراتبها. 3ـ من الكليات الخمس إلى المجالات الأربع.

وأخيراً الفصل الثالث الذي تحدث فيه حول تفعيل المقاصد ضمن مباحث خمسة هي: 1ـ الصورة الحالية لاستخدامات المقاصد, 2ـ الاجتهاد المقاصدي, 3ـ التنظير الفقهي, 4ـ العقلية المقاصدية للفرد والجماعة, 5ـ مستقبل المقاصد: علم مستقل أم وسيط أم تطوير للأصول.

 

دفاعاً عن الإسلام لا عن المرأة

الكاتب: محمد العليوات

الناشر: دار الإيمان ـ بيروت

الصفحات: 136 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 ـ 2001

لم تعد التقاليد والأعراف المتعلقة بعالم المرأة داخل المجتمعات العربية والإسلامية مقاومة طوفان التحولات الاجتماعية والاقتصادية, وإذا كانت لهذه التحولات سلبيات أضرت بالمرأة المسلمة فإنها من جانب آخر دفعت باتجاه تغيير وضعها الحقوقي نحو الأفضل, فقد استطاعت أن تحصل على نصيب محترم في مجال التعليم والثقافة, كما انخرطت بقوة في مجال الوظيفة العمومية, وأصبحت عضواً فاعلاً في عدد كبير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية, لكن المفارقة أن المكتسبات الحقوقية التي حصلت عليها المرأة شابها نوع من التغرب والاستلاب الاجتماعي كانت له سلبيات خطيرة على مستوى المرأة والأسرة وطبيعة العلاقات في المجتمع الإسلامي, ما جعل البعض ينادي بالتشبث أكثر بالأعراف والتقاليد الاجتماعية كوسيلة حمائية من مخاطر هذه التحولات المتتالية والمتسارعة.

من هنا انطلقت التساؤلات والكتابات التي تناولت وضع المرأة المسلمة على المستويين الحقوقي التشريعي والمستوى الواقعي. وبدأت الدعوات مطالبة بإعادة النظر في فقه المرأة وأحكامها, للتمييز بين التقاليد والأعراف والأحكام الإسلامية الملزمة, كي لا يتعمق الاختلاف وتتداخل الحقائق الإسلامية بالقيم الاجتماعية المتغيرة. وهذا ما يحاول الكاتب محمد العليوات معالجته عن طريق تسليط الضوء ـ كما يقول ـ على مشكلة العادات والتقاليد وخلفية الأفكار السلبية الحاكمة في مجتمعنا والتي تمنع من انبثاق رؤية دينية عميقة تجاه مسألة المرأة في الواقع المجتمعي المعاصر مما يسبب في إرباك حركة المجتمع في تشكيل قيمه وأفكاره وتحديد مساراته لصياغة مستقبل أفضل في إطار رؤية إسلامية تقود الحياة البشرية إلى الفلاح.. على أن تنطلق صياغة هذه الرؤية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة كي يتم الفصل بين الحقيقة الإسلامية والأعراف والتقاليد الإنسانية المتغيرة.

ينقسم الكتاب إلى فصلين, عالج الكاتب في الفصل الأول قضايا متعددة لكنها تصب كلها في قضية مراجعة الأفكار والموروثات ونقدها وغربلتها للوصول إلى الحقائق الإسلامية, بعيداً‏عن تداخلات الثقافات والمواقف الإنسانية النابعة من مصالح أو رغبات لها خلفياتها الذاتية والموضوعية, كما عالج في هذا الفصل القضايا المنهجية المتعلقة بهذه المراجعة وقضايا تفصيلية هي محل جدال وخلاف مثل مفهوم تحرير المرأة ومكانتها في المجتمع وحقها في النشاط السياسي, وموقف الإسلاميين من تحرير المرأة.

أما الفصل الثاني فقد خصصه لمراجعة المفهوم الإسلامي للمرأة من خلال الآيات القرآنية التي ذكرت فيها المرأة مثل, قصة ملكة سبأ, وابنتي نبي الله شعيب, وامرأة فرعون وزوجة عمران ونساء الرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام. ليصل من خلال هذه المراجعات إلى إرساء مفاهيم جديدة حول المرأة المسلمة تضمنت حقوقها المشروعة بعيداً عن ضغوط التقاليد والأعراف.

 

المرأة: رؤية من وراء جُدر

الكاتبة: جميلة كديور

ترجمة: سرمد الطائي

الناشر: دار الفكر ـ دمشق

الصفحات: 160 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1‏ـ 2001

تنبع أهمية هذا الكتاب من عدة أمور, فمؤلفته الدكتورة جميلة كديور نائبة في مجلس الشورى الإيراني, وإحدى الأسماء النسوية في التيار الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس محمد خاتمي, وهي كذلك زوجة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي السابق الدكتور عطا الله مهاجراني, هذا من جهة, من جهة أخرى أهمية ما جاء في الكتاب من مواضيع ونقاشات تعكس مدى التطور الذي يعرفه الفكر الإسلامي بخصوص الموقف من المرأة, خصوصاً‏إذا كان الكاتب أو الباحث امرأة تناضل من أجل إعادة قراءة الموروث الفكري الذي يحجم دور المرأة في المجتمع, والذي لم يعد ينسجم مع التطورات والتحولات الاجتماعية والحضارية التي تعرفها المجتمعات الإسلامية داخل إيران وخارجها, لذلك فالنقاش والأفكار الواردة في هذا الكتاب لا تخص الوضع الإيراني أو المرأة المسلمة في إيران فقط وإنما المرأة المسلمة بشكل عام مادامت التحديات واحدة.

مواضيع الكتاب يمكن إدراجها ضمن محورين رئيسيين, الأول: رؤية المرأة إنساناً مساوياً‏للرجل انطلاقاً من وحدة الخلق, ثانياً: الرد على كل الآراء التي تحط من قدر المرأة وتجعلها إنساناً‏من الدرجة الثانية.

وهذه المراجعة أو إعادة قراءة الموروث الفكري والاجتماعي المتعلق بالمرأة يجب أن تهتدي أولاً وقبل كل شيء بالرؤية القرآنية دون غيرها من الرؤى التي يمكن أن تكون محل خلاف أو اختلاف, وباعتبار هذه الرؤية فإن كثيراً من التصورات الشائعة في مجتمعنا‏ـ تقول الكاتبة ـ سوف تصبح موضع التساؤل, حينئذ تتوافر الأرضية اللازمة لطرح بدائل جديدة, وسندرك أن المرأة تستعين في حياتها بالجانب العقلي من شخصيتها لا الظاهر المادي فقط, وأن الإسلام يعامل المرأة في المجتمع علىأساس إنسانيتها لا من زاوية كونها امرأة وحسب, وحين نتقبل هذا التصور سنشهد ظهور اتجاهات جديدة فيما يرتبط بالعديد من الموضوعات التي لا تزال تشكل حتى اليوم خطوطاً‏حمراء لا يمكن تجاوزها, كمسائل الحكم والسياسة والقضاء, الأمر الذي يمكنه أن يمهد لتحولات مهمة في قضية المرأة.

وهذا ما حاولت الكاتبة فعله بمناقشتها لهذه المواضيع في إطار احترام القيم المتعالية والأحكام الإسلامية المجمع عليها. والاستعانة كذلك بآراء جريئة لعدد من المفكرين المسلمين داخل إيران وخارجها, وقد احتضن الكتاب حواراً مع السيد محمد حسين فضل الله حول موقف الإسلام من قضايا الحكم والقضاء والشهادة بالنسبة للمرأة المسلمة.

 

صراعات في الشرق على الشرق

الكاتب: حسن الأمين

الناشر: مركز الغدير ـ بيروت

الصفحات: 432 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 ـ 2001م

الغرض من هذا الكتاب ليس التأريخ بالمنهج الكلاسيكي لفترة معينة من تاريخ الحضارة الإسلامية وشعوبها, وإنما إعادة قراءة بعض الأحداث المهمة أو ـ كما يقول الكاتب ـ أحداثاً‏انغمرت في طيات الزمن فلم تعرفها الأجيال المتتابعة, لأجل العبرة والموعظة ومقارنة الحاضر بالماضي, وتقديم وقائع تاريخية وملابساتها وما آلت إليه نتائجها, لمعرفة جذور الكثير من الأزمات والتطورات في الأزمنة الحديثة والمعاصرة. والكشف عن أهمية هذه الأحداث في رسم الخريطة السياسية والحضارية لشعوب الشرق الإسلامية, وهذا ما يبرر انتقال الكاتب من منطقة إلى أخرى ومن حدث إلى غيره مع ما بين الأحداث والوقائع من اختلاف على المستويين الجغرافي والتاريخي.

لا ينقسم الكتاب إلى فصول أو أبواب وإنما محاور رئيسية عالج ضمنها مجموعة من القضايا ذات العلاقة, المحور الأول تحدث فيه عن ملابسات سقوط الأندلس وقيام دولتي بنومرين والموحدين في المغرب, المحور الثاني تحدث فيه عن بدايات الغزو الأوروبي البرتغالي لبعض المناطق في الشرق وما آل إليه الوضع من صراع بين القوى الحاكمة في المشرق والمغرب, ثم انتقل إلى محور آخر يتعلق ببدايات سقوط الدولة الصفوية وصراعاتها مع الدولة العثمانية والصراع السني الشيعي, المحور الرابع حول أحداث منطقة قفقاسيا والصراع المرير الذي خاضته شعوب هذه المنطقة مع الاستعمار الروسي, أما المحور الخامس فعالج قضية الصراع الإيراني الروسي وقيام الدولة القاجارية في إيران, والحروب التي خاضها البلدان والنتائج المترتبة على هذا الصراع الطويل, ثم انتقل للحديث عن الصراع الإنجليزي السوفياتي على إيران, وصعود رضا بهلوي وحكمه لإيران وسقوطه بعد ذلك, والأحداث والملابسات المختلفة التي عاشتها إيران خلال حكمه, وآثار ذلك على المستقبل الإيراني.

 

عن ثقافة النهضة

دراسة في قيم العقل والروح والنهضة الاجتماعية

الكاتب: فيصل العوامي

الناشر: مؤسسة الانتشار العربي ـ بيروت

الصفحات: 282 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 ـ 2001

سؤال النهضة من جديد يطرحه هذا الكاتب, لكن ليس من خلال تشخيص المعوقات المعاصرة والبحث في معالجتها وإيجاد الحلول لها, وإنما في محاولة تأصيل لثقافة وقيم النهضة والإحياء من خلال الرجوع إلى الماضي لإعادة قراءة تجربة الرسول (ص) في المدينة المنورة, وبنائه لدولة الإسلام النموذجية الأولى, فمما لا شك فيه أن للإسلام ـ ومن خلال هذه التجربة خصوصاً‏ـ قيمه الخاصة ومنهجه المتميز الذي طبقه رسول الإسلام (ص) وانتهجه في مسيرته الدعوية والإصلاحية وصولاً إلى إنشاء أول دولة إسلامية.

لذلك فمن خلال دراسة هذه التجربة بعمق وتفصيل سيتمكن الباحث من اكتشاف ملامح المنهج النبوي التغييري والنهضوي,‏ومن ثمة يمكن الباحث أن يؤسس ـ ومن خلال النتائج التي يتوصل إليها ـ نظرية الإسلام النهضوية, وهذا ما حاول الباحث العوامي القيام به في الفصل الأول من الكتاب الذي خصصه لاستعراض صورة المجتمع العربي قبل الإسلام, والأمراض والعلل التي كان يعاني منها, حيث أكد أن هذا المجتمع كان مأزوماً على المستويين العقلي (الأمية) والروحي (عقائد وثنية بدائية). لذلك اهتم الرسول (ص) بعلاج هذين المستويين معاً في الوقت نفسه. فجاءت النتائج إيجابية, بل شكلت نقلة نوعية على المستوى الاجتماعي والحضاري العربي آنذاك, واعتبرت تجربة فريدة من نوعها في التاريخ الإنساني, حيث استطاع رسول الإسلام (ص), أن يجعل من أفراد وقبائل أمية متناحرة وبعيدة عن المدنية والحضارة, مجتمعنا متلاحماً في دولة قوية ما لبثت أن امتدت لتصبح إمبراطورية عظمى تحمل مشعل العلم والثقافة والحضارة, وهذا الجمع بين هذين المستويين العقلي والروحي هو سر نجاح تجربة الرسول (ص) في المدينة.

من هنا يمكن التأكيد على هذه القيم في أي منهج تغييري, فالخلل إذا أصاب جانب العقل فإنه يؤثر لا محالة في الجانب الروحي, والعكس كذلك صحيح. لذلك لابد من الجمع بينهما في أي مشروع نهضوي منشود.

الفصل الثاني خصصه الباحث للحديث عن قيم العقل المسلم, حيث ناقش فيه مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بمفهوم العقل والقيم المتعلقة به والتي حث عليها الإسلام مثل: حب العلم وأهميته, والقضايا المتعلقة بالتعلم والتقليد وطريقة التفكير, وقضية العقل والنقل والإشكالات التي تثيرها, ليصل إلى نتائج مهمة فالإسلام قد حث على التفكير مؤكداً أن العقل والوحي لابد أن يندمجا في مسيرة تكاملية واحدة. أما الفصل الثالث فقد خصصه للحديث عن قيم الروح المسلمة, وأهمها الإيمان, وكيف تتجلى تأثيراته في الحياة الواقعية, وقدرته على إحداث التغييرات الجذرية في حياة الإنسان والمجتمع المسلم. وبشكل عام فقد عالج الباحث مجموعة من القيم التي رأى أنها تؤسس لرؤية تتداخل فيها قيم الروح والعقل, ومن ثمة التأسيس والتأصيل كذلك لنهضة اجتماعية إسلامية منشودة.

 

المعلوماتية والمجتمع

مجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع المعلومات

الكاتب: د. معن النُّقري

الناشر: المركز الثقافي العربي ـ بيروت

الصفحات: 183 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 ـ 2001م

يعرف الكاتب المعلوماتية بأنها علم متنامٍ بسرعة مذهلة, أو تخصص أو مادة علمية, هي جميعاً‏العلم أو التخصص الذي تتعدد فيه علوم متنوعة عديدة كالرياضيات والفيزياء والتكنيك والسييرنيتيك وغيرها من العلوم اللازمة لصنع الحواسب, واللازمة لأتمتة النظم الإدارية, وبهذا المعنى تكون المعلوماتية علماً‏تطبيقياً متعدد الاختصاص..

وقد اكتسبت مصادر المعلومات أهمية استراتيجية بفضل ارتفاع حجم المعلومات المتداولة وتطبيقاتها الاجتماعية ما جعلها تكتسح جميع المجالات المرتبطة بانتاج ونشر المعلومات واستخدامها, كما أصبحت العامل الأساسي في انتاج المعرفة العلمية وصنع التقدم التقني والتحكم فيه, من هنا تكمن أهميتها وخطورتها, وضرورة معرفة أبعادها وتأثيراتها الاجتماعية, وهذا ما يحاول الكاتب النقري أن يفصل القول فيه وأن يعالجه من خلال قسمين هما محتويات الكتاب, القسم الأول خصصه لإيضاح المفاهيم, حيث شرح فيه ما هي المعلومات وما هي المعلوماتية, وعلاقة الإبداع والإنسان والأخلاق بالمعلوماتية, والآثار الإيجابية والسلبية للانخراط في هذه المعلوماتية والتعاطي مع وسائلها, بالإضافة إلى تعريف الاتصالات الفضائية والمنظمات الدولية التي تشرف عليها. وكذلك موقف العالم النامي من ثورة المعلومات والمعلوماتية, كما بحث قضية اللغة العربية في عصر المعلومات لعلاقة ذلك بموضوع التنمية, وضرورة استخدام اللغة بكثافة في شبكات الاتصال والبحث العلمي والمعلوماتي.

في القسم الثاني وتحت عنوان المعلوماتية ونظريات المجتمع بعد الصناعي, عالج د. النقري مجموعة من المواضيع ذات العلاقة بالمعلوماتية وآثرها على النظم الاجتماعية, مثل التكنوقراطيا والنظرية الاجتماعية, والمجتمعات ما بعد الصناعة, والآثار السلبية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات على الحياة الخصوصية للإنسان وفرادته ووحدته الداخلية.

 

التسامح والعنف في الإسلام

الكاتب: د. عطاء الله مهاجراني

ترجمة: سالم كريم

الناشر: دار رياض الريس ـ بيروت

الصفحات: 182 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 ـ 2001م

يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات كتبها وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي السابق رداً على اعتراضات الشيخ مصباح يزدي, الذي اعتبر الدعوة إلى التسامح الثقافي قد تؤدي إلى التهاون في تطبيق الشريعة وتقلص من الغيرة الدينية, إلا أن مهاجراني يرى العكس مؤكداً أن الدعوة إلى الغيرة الدينية كما يتحدث عنها الشيخ مصباح يزدي تؤدي إلى العنف وتقوض أركان الفكر والثقافة والحضارة, أما نظرية التسامح فتشيدها وتبنيها.

ومن خلال النقاش والجدال بين الطرفين نجد أن الخلاف والاختلاف ليس حول مفهوم التسامح أو التساهل لأن الطرفين معاً يؤمنان بأن الشريعة الإسلامية سهلة سمحة, لكن الشيخ اليزدي يتخوف من أن يؤدي هذا الأسلوب في التعاطي مع عدد من القضايا الفكرية والاجتماعية إلى التهاون في تطبيق الأحكام الدينية وغض الطرف عن تجاوز القيم الإسلامية, أما مهاجراني فهو يرفض هذا الفهم للتسامح والتساهل ويؤكد أن سياسة التسامح ليست ضد القيم الدينية, وإنما أسلوب في التعاطي مع قضايا الحرية الفكرية, وقد ناقش مهاجراني مفهوم التساهل في مجالات العلوم الدينية وفي مجال الفلسفة السياسية وتتبع مفهوم هذه الكلمة في المفاهيم اللغوية وكتب التفسير وأقوال العلماء. ليصل إلى أن الفكر الإسلامي لم ينظر إلى التساهل باعتباره إنعداماً للغيرة أو تقليصاً‏لها وإنما أسلوب في التعامل يعمق قيم اللين والرفق والتسامح التي اعتمدها الرسول (ص) في دعوته وبنائه لدولة الإسلام الفتية في المدينة. وبشكل عام فنظرية التسامح والتساهل ـ كما يقول مهاجراني‏ـ ظاهرة قابلة للإثبات سواء من خلال الأصول العقائدية للإسلام أو من خلال منهج الأنبياء في الدعوة والتبليغ, أو في منهج وسنة النبي (ص) في الدعوة إلى الإسلام أو أسلوب التعامل مع المخالفين والأعداء.