شعار الموقع

تقارير ومتابعات

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 551 »

بالتعاون مع المعهد النمساوي للدراسات الشرقية ـ الجنوبية ـ الشرقية نظمت كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة الروح القدس (جبيل لبنان) مؤتمراً عالمياً حول: <<صورة الآخر>> لمعالجة موضوع بروز الهويات والخصوصيات الثقافية نتيجة تحديات العولمة الثقافية، وذلك بين 29 ـ 30 آذار (مارس) 2001م، وقد حضره بالإضافة إلى متخصصين بالشؤون التربوية والاجتماعية والنفسية من لبنان والنمسا وفرنسا وتونس مهتمون من أوروبا الوسطى ودول البلقان حيث تعاني هذه المنطقة من مشاكل الصراع العرقي والاختلاف بين الهويات الدينية والثقافية المختلفة.
أثناء جلسة الافتتاح أكد عميد كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية بجامعة الروح القدس الأب جورج حبيقه بأن العولمة قد ألغت الحدود والمسافات ما أدى إلى تداخل العوامل الثقافية والدينية والحضارية، وقوض الكيانات المنطوية على نفسها، هذا الوضع الجديد جعل الأصوات والنداءات ترتفع داعية للتوصل إلى نوع من التعايش العالمي بدل التصادم، وتساءل حبيقة: <<هل بإمكاني أن اخرج إلى حيز الوجود بدون الآخر، هذا الآخر المواجه لي والمغاير الذي لا يكف عن مساءلتي في ما اعتبره بداهات وحقائق خالدة عندما أسعى إليه لجعله شبيهاً بي أو لتهميشه أو إلغائه. بالذات أليس تصرفي تجاهه ضرباً من التحطيم الذاتي البطيء واللاواعي، وبالتالي إبطأًلا معيناً لطاقات الإنسان العقلية..

أما ممثل الأمم في لبنان دي مستورا فأشار إلى أهمية ودور التوافق من خلال ثقافة السلام الذي تحتاجه منطقة الشرق الأوسط، وأكد على ضرورة إرساء قواعد للحوار ترتكز على المعرفة بالألوان وبالآخر، مدركة للفوارق الجوهرية بين الحضارات، وأمل في أن تكون هذه السنة الفرنكفونية محطة انطلاق للحوار بين الثقافات. وأعاد تأكيده على أهمية دور لبنان كنموذج لصهر الثقافات والاثنيات وقدرته علىحمل رسالة التعايش بين الثقافات والهويات المختلفة. ثم تناول الكلمة ممثل معهد الدراسات الجنوبية ـ الشرقية ـ الجنوبية في فيينا، بيتويوني فأكد على أهمية المؤتمر وموضوعه واعتبر أن ‏أعمال المؤتمر يمكن أن تؤسس قواعد جديدة للوفاق العالمي، ثم استعرض تجربة المعهد النمساوي وأهدافه التي من بينها: التعاون مع المؤسسات العلمية في‏أوروبا وآسيا إجراء أبحاث جغرافية وتاريخية تساعد في حل مشاكل الحدود القائمة وغيرها من المشاكل الأخرى.
بعده تحدث رئيس جامعة الروح القدس الأب يوسف مونس عن موضوع المؤتمر فقال: <<ستطرحون اليوم وغداً صورة الآخر في جوانبه كافة، وعبر هذه الدراسات ستواجهون تصوراً شخصياً لبيئتنا يعكس تفاعلنا مع التصرف والحالة التي نعيشها. إن صورة الآخر هي صورة للذات، وبهذه الجدلية تطرح الهوية الشخصية. فصورة الآخر هي صورتنا نحن، وهي الصورة التي نضعها ونطلقها عن الآخر.. واخاف: <<إذا كان المطلوب أن نعي صورة الآخر، فالواجب يدعونا أن نفتش عن نظرتنا نحو الذات، والآخر هو الأفق... الذي ترنو إليه أنظارنا، الآخر هو بتمايزه يغنينا... ويوجهنا نحو العوامل الأخرى، ..>>
واخيراً تحدث وزير الاتصالات جان لوي قرداحي فاعتبر أن موضوع المؤتمر له أهمية كبرى خصوصاً في ظل الظروف المحلية والإقليمية والعالمية، وأشار إلى أن طبيعة العلاقة مع الآخر هي أساس قيام السلام على قاعدة العدل والحرية. لأن هذه العلاقة أو التصرف تجاه الآخر يحمل أبعاداً قيمية تربوية واجتماعية ودينية، كما أشار الوزير قرداحي إلى‏أهمية النموذج اللبناني.‏
الجلسة الأولى ترأسها الرئيس السابق أمين جميل وناقشت موضوع مقاربة صورة الآخر من خلال علم النفس والتربية والاجتماع، وشارك فيها بمداخلات كل من الأساتذة: أنطوان مسرة، طاهر لبيب، كارين كنايسل، وعيدا هليط وجان غي سركيس. ومن بين المواضيع المبحوثة: لبنان كعالم صغير متعدد الثقافات، صورة الآخر في الثقافة العربية، الحوار بين الشرق والغرب ، وكذلك شبكة الإنترنت وقدرتها على تجاوز الحدود الثقافية المتنوعة في العالم.
الجلسة الثانية ترأسها سفير النمسا في لبنان هلموت فرند تشوس، وتمحورت المداخلات فيها حول التقاليد الريفية والمدينية وتأثيرها على الهويات والخصوصيات، وكذلك صورة الآخر في الحياة العامة، ومشاركته في إدارة الأزمات، وقد تحدث فيها كل من الأساتذة: هدى نعمة، فاليريا أوبرحبي، مانفرد بيتيوني، فادياكيوان، ديديه توزين، أنطوان فورستز، وسليم الصايغ وجنفياف أومبرت كينتل.‏

مؤتمر : <<الاستفادة من ثورة المعلومات في تطوير طرق التدريس في الجامعات العربية>>

بحضور اكثر من أربعين باحثاً وأستاذ جامعة ومسؤول في مجال التعليم الجامعي من تسع دول، وممثلين عن جامعات لبنانية وسورية وأردنية وعراقية وسودانية ومصرية، وأمريكية. عقدت جامعة سيدة اللويزة في ذوق مصبح (لبنان) بين 12 ـ 13 آذار (مارس) 2001م مؤتمراً حول: <<الاستفادة من ثورة المعلومات في تطوير طرق التدريس في الجامعات العربية>>.
في جلسة الإفتتاح تحدث كل من مدير العلاقات العامة في جامعة سيدةاللويزة سهيل مطر والأب بطرس طربيه رئيس الجامعة الذي اعتبر انعقاد المؤتمر في لبنان هو دليل على عودة هذا البلد إلى دوره الحضاري والإنساني، واعتبر د.ألبرت الريحاني المتحدث باسم الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية بأن <<المتغيرات السريعة والمتلاحقة في الميادين التعليمية في القرن العشرين أثرت بشكل مباشر على السياسة التعليمية وفرضت إعادة النظر في طرق التدريس>>.
أما وزير التعليم العالي عبد الرحيم مراد فقد‏أكد بأن <<ثورة المعلومات قد قفزت بالمعرفة فوق الزمان والمكان وأتاحت الفرصة أمام طلاب العلم لتحصيل أدق المعارف بأيسر السبل>> واعتبر ان هذه الثورة قد <<أخلت كثيراً بالتوازن العلمي بين المجتمعات، وأوجدت فجوة يصعب تجاوزها بين الدول المتقدمة والدول النامية، ورتبت مسؤولية أخلاقية على الدول التي تنتج المعرفة تجاه الدول التي تستهلكها...>>
ثم انطلقت أعمال الجلسات فعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان: <<الإنماء الأكاديمي والتعليم عن بعد>>. أما الجلسة الثانية فقد عقدت تحت عنوان: <<مشكلة الكادر التعليمي في الجامعات العربية>> وناقشت الجلسة الثالثة موضوع: <<التربية والتعليم عن بعد>>.
أما التوصيات فقد أكدت على ضرورة تعزيز الأداء الجامعي وتفعيل طرق البحث والتعليم ودعم التخصصات الجامعية، والعمل من أجل تجاوز المعوقات المادية والإدارية والتنظيمية باستخدام الكومبيوتر ومواكبة التطور العلمي، ومساعدة الأساتذة على فهم العلاقة بين الأساليب الحديثة في التعليم والمعلوماتية، كما أوصى المشاركون باعتماد أنظمة وقوانين جامعية جديدة تساعد على الاستفادة من ثورة المعلومات وإدخال تطبيقات الكومبيوتر في جميع التخصصات. كما أوصوا بضرورة تعزيز دور شبكات الاتصال في العملية التعليمية، كما طالبوا بالاستفادة من البرامج الإلكترونية لتفعيل الإبداع في مجال التعليم، وتعزيز العلاقة بين اللغة العربية والبرمجيات التكنولوجية، وحددوا سبع نقاط أخرى تتعلق بمجال البحث العلمي عن بُعد، أهمها:‏ 1ـ ضرورة العودة إلى مصادر المعرفة في الأنترنت، والتعامل مع ثورة المعلومات كوسيلة يمكن الاستفادة منها لتطوير الدراسات والأبحاث الجامعية في جميع المجالات المعرفية.

مؤتمر <<جامعة القرن الحادي والعشرين>>

استمراراً للأنشطة والفعاليات التابعة للمؤتمر العالمي حول التعليم الذي نظمته منظمة اليونسكو في تشرين الأول (اكتوبر) سنة 1998 م، نظمت وزارة التعليم العالي في سلطنة عُمان مؤتمراً دولياً حول موضوع: <<جامعة القرن الحادي والعشرين>> في النصف الثاني من شهر آذار <<مارس>> 2001م، شارك فيه اكثر من (200) متخصص ومهتم بالشؤون التربوية والتعليمية ومن جامعات حكومية واهلية، من بينهم مدير عام اليونيسكو ماتسورا واللورد ديرنج من بريطانيا والبروفسور كولين باور من استراليا والبروفسور هانس جنكل من هولندا رئيس جامعة الأمم المتحدة، والدكتور أمين محمود رئيس جامعة عمان (الأردن)ومدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج د. سعيد المليص، ومشاركون من الولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا والمانيا ودول عربية وإسلامية.‏
أما المحور الأساسي الذي عالجته مجمل البحوث المقدمة للمؤتمر، وخلال ثلاثة أيام من أعماله فهي استعراض أهم التحديات التي تواجه التعليم العالي في العالم مستقبلاً، وما هي السبل الناجعة لجعل هذا التعليم يواكب التطورات العالمية على جميع المستويات، وقد توزعت البحوث على مجموعة من المحاور، المحور الأول وتحت عنوان: <<الجامعة في القرن الحادي والعشرين: رؤية جديدة>> تحدث المشاركون حول تعريف التعليم الجامعي، وكيف يمكن الانتقال من الكلية الجامعة، وكيف يمكن تطوير التعليم الجامعي، ودور البحث العلمي في تطوير المعرفة كذلك. المحور الثاني كان حول: <<الأدوار الأخرى للتعليم العالي>> وقدمت فيه محاضرة رئيسية تحت عنوان: أدوار ووظائف حديثة للتعليم العالي، وقد دارت النقاشات حول تفرعات هذا الموضوع، كما عولجت مواضيع أخرى مثل تنمية الموارد البشرية علاقتها بسوق العمل، ومشاكل نقل التكنولوجيا والنمو الاقتصادي وتكامل النظام المدرسي ومؤسسات التعليم العالي. الممحور الثالث عالج موضوع عولمة الثقافة ودور التعليم العالي، ودار النقاش فيه حول تأثير العولمة في التعليم العالي وكيف يمكنه الاستجابة لهذه المتغيرات والاستفادة من التطورات التقنية، كما نوقش موضوع التعليم عن بعد بالإستفادة من وسائل الإتصال الإلكترونية.‏
أما المحور الرابع فقد ناقش الاتجاهات والتحديات الرئيسة في التعليم العالي الحكومي والخاص، من حيث التمويل والبحث عن مصادر أخرى لتمويله او شراكات جديدة. لكن ليس في إطار المنافسة بين القطاعيين العام والخاص بل التكامل والشراكة من‏اجل تحقيق التنمية، وكذلك تمت مناقشة موضوع دور التعاون الإقليمي والعالمي في النهوض بهذا القطاع. أما المحور الخامس فخصص لمتناقشة تجربة سلطنة عُمان في مجال تطور التعليم العالي، وكان وزير التعليم العالي العماني يحيى بن محفوظ المنذري قد ألقى محاضرة حول تطلعات وتحديات التعليم العالي في السلطنة في القرن الحادي والعشرين، وكشف عن مساهمة الحكومة في تطوير هذا القطاع، والميزانيات المخصصة لدعمه ودعم الطلبة لمتابعة دراساتهم الجامعية داخل السلطنة وخارجها وان الحكومة تتحمل 75% من كلفة المصاريف الدراسية للطلبة. وأشار الوزير العماني إلى الجهود المبذولة لتطوير هذا القطاع وأن الدولة ستنشئ كلية خاصة للطب وأخرى لمرحلة الدراسات الإكلينيكية والتطبيق العلمي. كما نوقشت ضمن هذا المحور مواضيع أخرى مثل دورالجامعة في الحفاظ على الثقافة والتراث الحضاري العماني وتطويره، و أهمية تطوير البحوث الأكاديمية في مجالات المعرفة العامة وخصوصاً المجالات الاقتصادية وغيرها، مما يساهم في التنمية المستديمة.
أما التوصيات فقد أكدت على‏أهمية التكيف السريع لهذا القطاع مع المتغيرات والتطورات العلمية كي يصبح قادراً على تطوير نفسه ومواكبة العولمة والتخفيف من سلبياتها. كما أكدت التوصيات أهمية التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالتعليم العالي، وتفعيل دورهما في المساهمة في التنمية واستيعاب سوق العمل وتطوير البحث العلمي..‏

متابعات لفعاليات سنة حوار الحضارات 2001م [1]

بعد متابعاتنا خلال السنتين الماحنيتين لمجمل الأنشطة وفعاليات التحضير لسنة حوار الحضارات 2001م نتابع مسيرتنا ومتابعاتنا المستمرة لفعاليات سنة الحوار، ونبدا بفعاليات شهر كانون الثاني (يناير) 2001م حيث تقرر في المركز الدولي لحوار الحضارات في طهران تنظيم ورشة عالمية تعليمية لمعرفة ثقافة وحضارات ست دول آسيوية وأوروبية هي: أسبانيا، فرنسا، اليابان، الهند، اليونان، إيطاليا، وتستمر أعمال هذه الورشة مدة ثلاثة أشهر.
من جانب آخر أعلن وزير خارجية اليابان يوهي كونو عن عزم بلاده لتوسيع العلاقات مع العالم العربي في إطار <<خطة جديدة>> ترتكز على تعزيز الحوار مع العالم الإسلامي في إطار حوار الحضارات، وأكد في الدوحة بأن علاقات بلده مع العالم الإسلامي تعود لبداية القرن الثالث عشر، لكنها كانت مقتصرة على المسائل التجارية، أما القضايا الثقافية فقد أشار إلى أن <<معظم اليابانيين لم يتعرفوا على الإسلام إلا من خلال أمريكا وأوروبا وهذه المعرفة لم تكن واقعية لذلك فالمعرفة الحقيقية بالإسلام اصبحت ضرورية ومهمة جداً>>، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة للدراسات الإسلامية في وزارة الخارجية اليابانية، واقترح الوزير الياباني لتوسيع آفاق الحوار بين اليابان والعالم الإسلامي، إنشاء شبكة من المثقفين من الجانبين للتبادل الثقافي والعلمي، تدعم المنتديات الموجودة بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي، على‏ان يشارك في هذا الحوار الشامل القطاع الخاص من الجانبيين كذلك وفي نيويورك احتفلت دار النشر الالكترونية (راتا بلاكس بريس) بمنهاتن ببدء برنامج: الحوار بين الحضارات عن طريق الشعر، الذي تبنته الأمم المتحدة وذلك بتنظيم سلسلة من القراءات الشعرية شارك فيها عدد من كبار الشعراء عبر العالم في مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة وفي عدد من المدن الأخرى. وقد أشار الشاعر رام ديغينيني إلى أن الدار ستقوم بالتعاون مع جمعية الكتاب في الأمم المتحدة قد اعتبر هذه المنطقة الدولية البيت الحقيقي للحوار بين الحضارات والمعقل الذي يمكن أن يزدهر فيه الحوار وأن يُثمر في جميع مجالات العمل الإنساني. ‏أما ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لسنة الحوار بين الحضارات جياندومينكو بيكو فقد أكد في تقريره المرفق بتقرير الأمين العام بأن <<الغرض من‏إنشاء الأمم المتحدة أن تكون نموذجاً للعلاقات الدولية التي تقوم على أساس الانضمام وليس الاستبعاد. ومن ثم يبدو من المناسب أن يتحدث المرء في إطار الأمم المتحدة عن مجموعتي حضارات: تلك التي تعتبر التنوع بمثابة تهديد، وأولئك الذين يعتبرون التنوع بمثابة مكون نمو تكاملي، وينبغي أن يجري الحوار بين هاتين الحضارتين أو مجموعتي الحضارات..>>
وكانت دار راتابالاكس بريس قد أعلنت أنها بصدد إعداد أنتولوجيا شعرية عالمية إلكترونية باللغات العالمية الأصلية مصحوبة بترجمة إنجليزية، كحلقة من حلقات حوار الحضارات.
أما فعاليات شهر شباط (فبراير) فنبدؤوها بما جاء في تقرير خبراء مجموعة الدول الثمانية الإسلامية التي عقدت قمتها في القاهرة باعتباره جدول أعمال القمة الإسلامية ومشروع إعلان القاهرة، فقد اثنى المشروع على‏إعلان عام 2001م عاماً للحوار بين الحضارات، وأشار إلى سلبيات العولمة والإجحاف الذي تتعرض له الدول النامية، داعياً إلى تفعيل الحوار من‏أجل التقليل من هذه السلبيات.
وفي إطار الاحتفال بالدورة (19) لمهرجان فجر السينمائي فقد نظمت في طهران ندوة دولية حول السينما وحوار الحضارات، شارك فيها عدد من المثقفين من عدد من الدول الإسلامية والغربية والآسيوية، ونوقشت خلالها السبل الكفيلة بجعل السينما والفن وسيلة للتعارف بين المجتمعات في العالم. وكان المهرجان قد افتتح انشطته تحت شعار: <<حوار الحضارات>>.
واخيراً فقد ألقى النائب اللبناني نقولا فتوش محاضرة في أبرشية زحلة تحت عنوان: <<الموارنة وحوار الحضارات>> تحدث فيها عن <<التحديات الجديدة التي تواجه المسيحيين عموماً وموارنة الألفية الثالثة خصوصاً، في ظل حوار الثقافات والحضارات المتزايد عمقاً، وتدفعهم إلى كتابة صفحات جديدة في تاريخ المسيحية المشرقية...>> وأكد على أن الحوار يقتضي <<الرجوع إلى الينابيع، أي العودة إلى الله والذات والآخر، مما يحتم أن نمشي في الطليعة إلى فتح الإنسان الجديد>>. كما أشار إلى: <<أهمية دور المدرسة المارونية في روما التي خرجت رجالات علم وفكر، وكانوا رواداً في التقارب بين العالمين الشرقي والغربي)..>>.
أما أنشطة شهر آذار (مارس) فنبدؤوها بتصريحات السيد محمد خاتمي أثناء لقائه السيد جان لوبي توران وزير خارجية الفاتيكان، حيث اعتبر بأن غياب القيم المعنوية الإلهية من حياة البشر يعد إحدى أهم المشاكل التي تعامي منها البشرية اليوم، واكد السيد خاتمي على ضرورة الدين في حياة الإنسان، وكون الحوار بين الإديان من مبادئ الحوار بين الحضارات. وقال السيد خاتمي: <<إن رسالة كافة الأنبياء الإلهيين هي تلبية نداء المظلومين أجمعين ومن ضمنهم الشعب الفلسطيني المظلوم>> كما أشار إلى الدور الكبير لعدد من العلماء والمفكرين من غير المسلمين في إثراء وإغناء الحضارة الإسلامية، معتبراً إيران بأنها مكان للتعايش السلمي بين أتباع المذاهب والمدارس الدينية والفكرية على مر التاريخ.
أما وزير الخارجية الإيراني د.كمال خرازي فقد ألقى كلمة في حالة أبحاث بحر الأبيض المتوسط في‏أثينا (اليونان) أمام جمع من العلماء والمفكريين اليونانيين جاء فيها: <<إن الأدب الحديث في عالم اليوم هو أدب الحوار بين الحضارات.. أدب الحوار والتماثل الفكري والتعقل والمشاركة المتبادلة وصولاً إلى العدالة والحرية والسلام في عالم الشعوب. واعتبر د.خرازي بأن اطروحة الحوار بين الحضارات تعني المساواة ولها مكانتها وأهميتها الأساسية.. وفي ادب الحوار بين الحضارات لا يجري تقسيم الشعوب والدول إلى درجة أولى وثانية، لأن هذه المفاهيم هي امتداد للاعتراف بالتمييز وعدم المساواة بين الناس..)). أما بخصوص اليونان فقد أكد د.خرازي بأن <<ماضي العلاقات الثقافية بين إيران واليونان يعود إلى ما يقرب من ثلاثة ألاف سنة..>> وبخصوص علاقات إيران بجيرانها فقد أكد د.خرازي بأن الجمهورية الإسلامية باعتمادها علىالاستقلال والاحترام المتبادل تتابع بنجاح سياسة إزالة التوتر وبناء الثقة في منطقة الخليج والدول المجاورة...
كما أكد بأن: حقوق ملايين المسلمين المشردين من الفلسطينيين لا يجوز مصادرتها بالتوسل بالعنف والإرهاب لصالح فئة خاصة..
وفي طهران أكد رئيس الجمهورية اليونانية السيد كاستيس استيفانو بويس أثناء زيارته لإيران ولقائه وزير الخارجية د. كمال خرازي: بأن لإيران واليونان حضارتين عريقتين فيا لتاريخ، وأن بلاده تدعم الحوار بين الحضارات، وأكد كذلك على‏أهمية استمرار الاتصال بين مسؤولي ومفكري البلدين، لدعم وتحقيق الحوار بين الحضارات في العالم.
أما د.كمال خرازي فقد رحب بالتعاون المتنامي بين إيران واليونان في المجالات الثقافية ومن بينها تحقيق الدعوة إلى حوار الحضارات، ودعا لمواصلة هذا النهج وتوسيعه والعمل على إزالة العقبات التي تحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية.‏
وأثناء لقائه أمين العاصمة اليونانية رحب بإقتراح إنشاء نصب تذكاري لحضارة البلدين في ذكرى تخليد حوارالحضارات وافتتاحه خلال الألعاب الأولمبية المقبلة التي ستنظمها اليونان سنة 2004م، وفي موسكو وأثناء زيارته الأخيرة لهما أنتقد السيد محمد خاتمي التعاطي الصهيوني والدولي مع المهجرين الفلسطينيين، أثناء إلقائه محاضرة حول موضوع العدل والحرية أمام المئات من الطلبة في معهد العلاقات الدولية في موسكو، كما إنتقد <<ما يسمى الحضارة الغربية التي تحمي أعمال الصهيونية>>، وقال: إن <<حقائق اليوم مرتبطة بالروح البشرية ويجب إرساء نموذج أخر بعد هذا القرن من التفرقة والعنف والحرب.>>
وأكد أن: <<الحوار هو الذي سيسمح بتجنب الحرب والفقر>>. وأشار السيد خاتمي الذي منحه المعهد دكتوراه فخرية إلى أن دعوته تستند إلى <<رفض التفرقة العنصرية والعنف والصراع الطبقي>>. من جهة أخرى أكد راعي الكنيسة الأرثوذكسية خلال لقائه السيد خاتمي على دعمه لمشروع الحوار بين الحضارات.

وكانت إيران وعلى لسان ممثلها الدائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت استنكارها وأسفها على قيام حكومة طالبان في أفغانستان بتدمير المعالم الأثرية في أفغانستان لأن ذلك يتعارض مع مبادئ الإسلام، لأن الإسلام إذا كان يعادي عبادة الأوثان إلا أنه يحترم الفنون، أما الربط بين النحت والوثنية في الأزمنة المعاصرة فليس سوى ضيق أفق وتحجر في الفهم والإدراك لحقيقة العقائد الإسلامية، وهذا ما أكده كذلك الناطق الرسمي باسم وزارة لخارجية حميد رضا آصفي الذي اعتبر الآثار المهدمة جزءاً من تراث أفغانستان الوطني، وجزءاً من تاريخ وحضارات شعوب تلك المنطقة، وهي الآن ملك للبشرية جمعاء. وقد جاء هذا الإجراء والعالم يعيش سنة الحوار بين الحضارات، لقد جاء ـ يقول آصفي ـ في وقت تسعى الشعوبُ إلى إرساء التعايش السلمي والسلام الدائم على الساحة العالمية.
واخيراً في لبنان فقد كان موضوع الحوار بين الحضارات هو محور النشاطات الثقافية في معرض لبنان الدولي السابع للكتاب الذي افتتح يوم 15 آذار (مارس) واستمر لمدة عشرة ايام، حيث شارك في افتتاحه رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات ومستشار الرئيس الإيراني محمد خاتمي د. عطاء الله مهاجراني. وقد أشار وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة في حفل الافتتاح إلى أهمية التكامل في الشعار الذي تبناه منظمو المعرض أي الجمع بين حوار الحضارات وحوار الثقافات والأديان. وقد نظمت في المعرض ندوة حول: <<حوار الثقافات والأديان>> يوم 16 آذار (مارس) تحدث فيها د. عطاء الله مهاجراني عن التنوع الثقافي والديني وأهمية انطلاق الحوار الجاد الذي يحول دون الصدام، ويمكّن أصحاب هذه الثقافات والمذاهب والتيارات الدينية من التعرف على الآخر وخصوصياته وآرائه كما هي دون تحريف او ضغط من عوامل خارجية سياسية أو مصلحية، كما أشاد بدور لبنان <<المميز على صعيد حوار الحضارات، فهو ـ حسب د. مهاجراني ـ يصلح لأن يكون التربة الخصبة لبناء وتشكيل نموذج المواطنة العالمية الواحدة القائمة على احترام الآخر، والمشاركة المتساوية..>>.