شعار الموقع

هذا العدد

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 540 »
لقد كانت تربطنا علاقة كنا نعتز بها مع الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، منذ بداية صدور مجلة <<الكلمة>> سنة 1994م، وبقيت مستدامة إلى أن نقل إلى جوار ربه رحمة الله عليه. فقد كنا نرجع إليه في طلب الرأي والنصح والمستورة وكان يبادلنا الاهتمام والعناية، حيث كان يحتفظ بتقييم خاص له عن مجلة <<الكلمة>>، التقييم الذي كان مشجعاً ومحفزاً في الاستمرار على نهج الاعتدال والتجدد والوسطية.
وكنا نرى فيه أنه من المرجعيات الفكرية التي تتصف بالتنوير والإصلاح والوسيطة والاعتدال، فهو من رموز الفكر الإسلامي المعاصر، ومن رجالات الإصلاح والتنوير الإسلامي في هذا العصر، ومن دعاة الانفتاح والتجديد والتريب، وهي العناوين التي نتمسك بها ونلتزم بنهجها. كما إنه تمثل شخصية الفقيه المفكر والمفكر الفقيه، يحاوره المثقفون من بيروت إلى القاهرة، ويناظره العلماء من بيروت إلى النجف ومنهم. كان متميزاً في عطائه الفكري وشجاعاُ في طرح أفكاره ومجدداً في نظراته. لذلك كانت خسارة الأمّة كبيرة بفقده وغيابه.
وقد وجدنا من واجبنا أن نخصص ملفاً حوله لاستكشاف عالمه الفكري تعزيزاً وتمسكاً بقيم التنوير والتجديد والاعتدال والوسيطة في الفكر والمنهج.
وهذا ما إلتقت عليه مشاركات الباحثين والكتاب في هذا الملف على تنوع الأبعاد والاتجاهات. فهناك من نظر لريادته في تطوير الأسلوب والمنهج في أنظمة التعليم بحوزة النجف العلمية، وهناك من نظر لتميز عطائه الفكري والتجديد الذي كان اليتصف به، وهناك من نظر لمنهجه الفقهي، وهناك من نظر لاجتهاداته في قضايا المرأة والوحدة والدولة والأمة، أما المشاركون فمنهم من كان زميلاً وصاحباً للفقيد منذ وقت مبكر كالدكتور عبد الهادي الفضلي، ومنهم من كان مقرباً منه ومتعاوناً معه كالشيخ حسن الصفار، ومنهم باحثون قريبون من فكره واجتهاداته ونظراته التجديدية.
سيظل الشيخ شمس الدين رمزاً وعلماً للتنوير والتجديد والاعتدال والوسطية وسوف يذكرنا دائماً بهذذ العناوين الكبرى.
والله الموفق...