شعار الموقع

إصدارات حديثة

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 550 »
ـ الكاتب: د. محمد خاتمي.
ـ الناشر: دار الجديد ـ بيروت.
ـ الصفحات: 163 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: الطبعة الأولى 1998م.


ـ إن ما يطرحه السيد محمد خاتمي في محاضرات كتابه «مطالعات في الدين والإسلام والعصر» يعكس كما يقول السيد محمد علي أبطحي في تقديمه للكتاب، الهواجس والاشكالات التي تكتنف خطاب الوعي الديني في إيران اليوم. لكن في واقع الأمر هذه الهواجس ليست حكراً على الواقع الفكري والاجتماعي في إيران في ظل تجربة الحكم الإسلامي، وإنما هي هواجس مرتبطة بالدعوة إلى المشروع الإسلامي المعاصر ككل، وقد واكبت الصحوة الإسلامية منذ بداياتها الأولى وإلى الآن. وقد تعرضت هذه الهواجس للكثير من المعالجات وتناولها المفكرون الإسلاميون، كل من زاوية موقعه العلمي أو الحركي أو الدعوي. أما هذه الهواجس فهي تارة ذاتية فردية لها علاقة بموقع الإنسان المسلم كفرد، وكيف يتيسر له اليوم أن يجمع بين التدين والحياة المعاصرة وتداعياتها، التي تفرض نفسها عليه من كل جانب، دون أن تكون له اليد في صياغتها أو صنعها، كما أنه عاجز على صدها أو التحكم في منابعها، بل تجده منفعلاً بها، متأثراً بدرجة أو أخرى بهذه التداعيات التي أثرت عليه سلباً، وجعلته يخضع لتوفيقية صعبة ظهرت آثارها على نفسيته.
أما على الصعيد الاجتماعي فقد كانت المشاكل أكثر عمقاً إذ أنها ارتبطت بتحقيق الخيارات المعاصرة في الحرية والعدالة والتقدم، التي وجدت نفسها مكبلة بواقع سلبي يضرب بجذوره المتعددة في التاريخ، وينطوي على مظاهر معقدة تشكل حواجز صعبة لا يمكنه القضاء عليها بسهولة. دون أن ننسى البعد الحضاري العام، والأسئلة الملحة والمتعلقة بموقع الإسلام والمسلمين المستقبلي، وهل أن الحضارة الغربية تعتبر نهاية لتطور الأنماط ونظم الحياة الإنسانية. لن يتمكن الإنسان المسلم من تغييرها أو إيجاد بدائل مناقضة أو ناسخة لها تكون مستوحاة من قيم الإسلام وتعاليمه. بعض هذه الاشكالات أو الهموم الإسلامية إن صح التعبير يحاول السيد محمد خاتمي أن يعالجها من منطلقات تنحو باتجاه إيجاد صيغة قد تكون توفيقية بين التدين ومقومات الحداثة المعاصرة وتداعياتها المختلفة.
أما الكتاب فهو عبارة عن دراسات وحوارات مختلفة انتظمت ضمن فصول أربعة. في الفصل الأول نجد محاضرة تحت عنوان «التدين في عالم اليوم» كان قد ألقاها في دار الندوة ببيروت لما زارها سنة 1996م. المحاضرة الثانية وهي بعنوان «التراث، التنمية، الحداثة» ألقاها في كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة اللبنانية. بالإضافة إلى حوارين، الأول أجرته معه مجلة المنطلق اللبنانية، والثاني حديث متلفز بثته محطة «المنار» اللبنانية، وقد أضاف الناشر حديثان كانا قد نشرتهما جريدة الحياة اللندنية، الأول حول حوار الحضارات، والثاني حول التنمية والحرية.


ـ العدالة الاجتماعية والتنمية في الاقتصاد الإسلامي.
ـ الكاتب: د. عبد الحميد براهيمي.
ـ الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية ـ بيروت.
ـ الصفحات: 211 من القطع الكبير.
ـ سنة النشر: الطبعة الأولى 1997م.

يتخبط العالم الثالث في أزمات اقتصادية خانقة، عمقها فشل كلا النظامين الاقتصاديين الليبرالي والاشتراكي في تحقيق التنمية المنشودة داخل بلدانه، ومن ضمنه العالم الإسلامي الذي تعاني قطاعات شعبية كبيرة داخله من بؤس مادي وفكري. هذا الوضع الاقتصادي المتردي هو الذي يجعل المفكرين الإسلاميين أو ممن يؤمنون بصلاحية المشروع الإسلامي وقدرته على تحقيق التقدم والتنمية المطلوبة في المجال الاقتصادي. إلى البحث في هذا الجانب والكشف عن مميزاته وأساليبه وطرقه في معالجة المشكلة الاقتصادية وكذا نظرياته التي إذا ما أتيحت لها فرصة التطبيق، فإنها ستحقق ما فشلت فيه النظم الاقتصادية المستوردة.
كتاب العدالة الاجتماعية والتنمية في الاقتصاد الإسلامي، للدكتور عبد الحميد براهيمي، يأتي لمعالجة هذا الخلل، ولتقديم النظرية الإسلامية في المجال الاقتصادي، وطرقها في تحقيق التنمية المتكاملة والقضاء على الفقر، وبالتالي تقديم الاقتصاد الإسلامي كبديل آن الآوان للاهتمام به واعطائه الفرصة لمعالجة النتائج والمشاكل الكارثية التي تسبب فيها الأخذ بالنظم الاقتصادية الغربية المختلفة.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام، وسبعة فصول، خصص المؤلف الفصل الأول للحديث عن أسس الاقتصاد الإسلامي وفق تعاليم القرآن والسنة، أما الفصل الثاني فخصصه للحديث عن المفهوم الاقتصادي عند كبار المفكرين المسلمين.
في القسم الثاني تحدث المؤلف عن إحدى الركائز المهمة في الاقتصاد الإسلامي وهي الزكاة ليميز خصائصها الاقتصادية، ودورها في تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر.
أما القسم الثالث فقد خصه للحديث عن مشاكل التنمية ومحاربة الفقر، متحدثاً عن السياق العالمي للفقر خلال الثلاثين سنة الماضية، وعناصر الاستراتيجيا من أجل استئصال جذور الفقر، وعناصر هذه الاستراتيجيا من أجل التنمية في الاقتصاد الإسلامي. وكيف عالج الإسلام هذه المشكلات من خلال أهدافه التنموية.
وبشكل عام فالكتاب مساهمة جادة لإنجاز سياسات اقتصادية مستوحاة من الشريعة الإسلامية. لأن ذلك ـ حسب المؤلف ـ كفيل بتقليص تفاقم حالات الفقر، والحد من المديونية الثقيلة، ومعالجة مشاكل الندرة المزمنة، وما يتبع ذلك من توترات ومشاكل اجتماعية حادة يعاني من سلبياتها العالم الإسلامي برمته.


ـ تنشئة الأطفال وثقافة التنشئة.
ـ الكاتب: عبد الواحد علواني.
ـ الناشر: دار الفكر ـ دمشق.
الصفحات: 326 من القطع المتوسط.
سنة النشر: 1997م الطبعة الأولى.

ـ يعاني قطاع التعليم والتربية في العالم العربي، مشاكل حادة ومزمنة. تجاوزت الطرق والأساليب لتشكل المضمون والمحتوى. ومع كثرة المعالجات والكتابات التي اهتمت بهذا الموضوع فإن واقع التربية ما زال يعاني من الكثير من الإحباطات، ويتخبط في عدة مشاكل تظهر سلبياتها في النتائج الغير مُرضية، إلا أن محاولات العلاج ما زالت مستمرة. والطروحات التغييرية والإبداعية في هذا المجال تظهر بين الحين والآخر، لتقدم مجموعة من الاقتراحات والأساليب والمناهج، التي يأمل أصحابها من خلالها إدخال التغيير المطلوب على التعليم والتربية في الوطن العربي.
كتاب «تنشئة الأطفال وثقافة التنشئة» لمؤلفه عبد الواحد علواني، يعتبر مساهمة جادة في هذا المجال خصوصاً وقد تعرض المؤلف لتجربة فريدة من نوعها حاول أن يطبق فيها بعض النظريات التربوية والتعليمية، وأن يكسر الانحلال السلوكي والمنهجية القديمة، وأن يقدم الأسس الصحيحة بين المعلم وتلاميذه. وكذا كيفية الخروج بالمدرسة من مفهوم الثكنة العسكرية، التي يتخبط فيها نمط تعليمي تلقيني، إلى ساحة تقترن فيها لدى الطفل المعرفة بالمتعة والتعليم باللعب والتربية بالتسلية والفائدة.
يعالج المؤلف من خلال تسعة فصول تضمنها كتابه، مجموعة من المشاكل التعليمية والتربوية، ويقدم حلولاً مقترحة، كما يفجر أسئلة جديدة وحرجة تحتاج للمزيد من النقاش والمعالجة. ففي القسم الأول الذي تضمن ثلاثة فصول، عالج المؤلف مشكلة ثقافة التنشئة بين القديمة والإسلامية الحديثة، ثم بين أهمية التنشئة ومشاكل الطفولة وعلاقتها المباشرة بتحصيل الطفل لثقافته المتميزة، بعد ذلك تعرض لعلاج بعض القضايا الخاصة بالتنشئة الثقافية مثل اللغة والقراءة والكتاب، وأدب الأطفال. بالإضافة إلى التلفزيون والألعاب وتنمية المهارات المختلفة عن طريق مجموعة من الأساليب المستحدثة.
في القسم الثاني وخلال ستة فصول ناقش المؤلف قضايا حساسة وأساسية تتعلق بمضمون التنشئة واتجاهات التربية، التي تشمل عدداً كبيراً من المواضيع ذات الأهمية الكبيرة في مجال التعليم، إنها تعتبر الأسس التي تنبني عليها التربية الصحيحة والمثمرة. مثل التربية الدينية والمشكلات التي تعرفها، التربية الاجتماعية ودور المجتمع والأسرة في تفعيل هذه التربية، التربية الفنية والجمالية، التربية الثقافية والفكرية، التربية الجنسية، وأخيراً التربية الصحية.


ـ مسلمة على أعتاب القرن القادم.
ـ الكاتبة: كواكب عبد الرحمن الملحم.
ـ الناشر: مكتبة الأوقاف ـ الكويت.
ـ الصفحات: 103 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: الطبعة الأولى 1998م.

قدمت المؤلفة في البداية تمهيداً عن التطور الذي عرفته المرأة في وضعها العام بعد ظهور الإسلام وانتشاره إلا أن هذا التطور سيتعرض في العصور الأخيرة إلى انتكاسة كبيرة، حرمت المرأة من أغلب الحقوق التي منحها لها الإسلام.
لكن عدداً من المفكرين الإسلاميين المتنورين أدركوا خطورة هذه الانتكاسة وعواقبها على الأمة، فبدأوا بمسيرة تصحيح وتجديد، لكن هذه المحاولات وبسبب ندرتها لم تؤثر في توجيه الصحوة الإسلامية في بداياتها، فظلت المرأة تعاني معها من الظلم ولم تتغير الصورة السلبية عن المرأة إلا قليلاً.
أما أسباب هذا الوضع فقد ذكرت المؤلفة بعضاً منها: فالصحوة الإسلامية مقصرة في نشر الوعي الديني الصحيح والخاص بمكانة المرأة المسلمة وحقوقها، وأن الكثير من الشعارات التي رفعتها الصحوة وتعلقت بالمرأة كانت شعارات مبهرجة ونظريات تفتقر إلى التطبيق، كما أن نظرة أبناء الصحوة الإسلامية للمرأة تحتاج إلى التصحيح كذلك، لأنها تحتضن الكثير من المغالطات والأخطاء.
ثم تطرح المؤلفة مجموعة من الأسئلة على الخطاب الإسلامي المعاصر، وهل نجح فعلاً في تفعيل دور المرأة المسلمة وفهم متطلباتها؟ وهل قدم حلولاً لمشكلاتها العصرية؟ وهل استطاع هذا الخطاب أن يقدم نموذجاً حضارياً للمرأة المسلمة؟
الأجوبة على هذه الأسئلة جاءت في إطار نقدي لهذا الخطاب فهو قد جنح إلى التقليدية والجمود، وظل يردد ما جاء في كتب التراث دون تجديد أو تمحيص. كما همش دور المرأة العلمي. فهي لا تتحمل إلا مسؤوليات محدودة داخل الوسط الإسلامي الحركي، وقد ظل هذا الخطاب أسيراً ومتأثراً بالموروث البيئي والاجتماعي. كما أنه لم يقم بغربلة كتب التراث المتضمنة لأفكار مسيئة لوضع المرأة بل نجده في بعض جوانبه قد أحاط مجموعة من التفاسير والأفكار بنوع من القداسة، وهذا واضح في الأدبيات الإسلامية المعاصرة التي غلب عليها طابع النمطية والتكرار لمواضيع محدودة، أما فقه المرأة فإنه يعاني من الجمود وضعف الاجتهاد في القضايا المستحدثة مما شجع على انتشار فوضى فتوائية تسيء للإسلام كما تسيء للمرأة.
في الأخير تدعو المؤلفة لتحقيق واقع أفضل للمرأة المسلمة عن طريق العمل الجاد لتصحيح المفاهيم الخاطئة باستلهام نموذج المرأة الرسالية كما صاغها الإسلام في عصر الرسالة، مقدمة مجموعة من المطالب أهمها الدعوة إلى الاهتمام بتنقية التراث من المفاهيم والتفسيرات الخاطئة والتي تسيء للمرأة وضعاً وحقوقاً، وتشجيع دور الاجتهاد لإيجاد الحلول الإسلامية المعاصرة لمشاكل المرأة المسلمة، بالإضافة إلى دعوة الحركات الإسلامية لإعادة النظر في وضعية المرأة داخل صفوفها وفتح آفاق المشاركة لها في المجالات المختلفة.


ـ المجتمع المدني: دراسة نقدية.
ـ الكاتب: د. عزمي بشارة.
ـ الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية ـ بيروت.
ـ الصفحات: 339 من القطع الكبير.
ـ سنة النشر: الطبعة الأولى 1998م.

إن هدف الكتاب هو تحويل مقولة ساكنة تثير الرضا والاسترخاء عند بعضهم والسخط والنقمة عند بعضهم الآخر. إلى مقولة تاريخية متحركة تظهر الطاقة الكامنة فيها من خلال بحث طريق تطورها التاريخي. هذا ما يقوله المؤلف الدكتور عزمي بشارة عن كتابه «المجتمع المدني دراسة نقدية» الذي بدأه بالحديث عن ما أسماه بالأسئلة الفلسطينية حول مفهوم المجتمع الفلسطيني من حيث ظهوره وتكونه.
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول، حيث تناول في الفصل الأول وإلى الرابع التطور التاريخي لمفهوم المجتمع المدني كعملية تأريخ للتطور السياسي الغربي الحديث، متحدثاً عن حدود مفهوم المجتمع المدني، وعن انفصال المجتمع عن الدولة لكي يعود إليها، وعلاقة الأمة القومية بالمجتمع المدني. وفي الفصل الخامس والأخير، تحدث المؤلف عن واقع وفكر المجتمع المدني: من خلال حوار عربي، وذلك في سياق مناقشة الخيارات الديمقراطية التي طرحتها أزمة الأنظمة السلطوية العربية، الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية، وظهور وانتشار منظمات المجتمع المدني، والدور الذي بدأت تلعبه رغم كثرة التعقيدات السياسية. كما عالج المؤلف ما أسماه «مسألة ثقافة» حيث ناقش مجموعة من الأفكار والآراء حول الإسلام والقومية وعلاقتهما بالديمقراطية، محللاً وناقداً بعض الآراء التي تعتبر مثلاً أن عدم نجاح التجربة الأرستقراطية في العالم العربي، يرجع لعدم توفر قاعدتها الاجتماعية والاقتصادية كما حصل في الغرب الأوروبي. وأن كلاً من الإسلام والقومية قد ساهما في خلق العقبات أمام نضج وغرس الديمقراطية في تربة الوطن العربي. ليصل في نهاية النقاش إلى أن الديمقراطية التي يحتاجها الوطن العربي ستكون مغايرة عن مثيلاتها الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لأنها تتميز بمشاركة أوسع للجماهير.
وهذا الواقع الجديد سيعطي لمفهوم النخب السياسية بعداً مختلفاً لمواقفها وآرائها تجاه الجماهير ومشاركتها في أحداث وتعميق التجربة الديمقراطية داخل الوطن العربي.


حاكمية الله وسلطان الفقيه
قراءة في خطاب الحركات الإسلامية المعاصرة
ـ الكاتب: د. عبد الغني عماد.
ـ الناشر: دار الطليعة ـ بيروت.
ـ الصفحات: 167 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: 1997.

يستهدف الكتاب بحث منظومة الأفكار والتصورات التي يقوم عليها خطاب الحركات الإسلامية المعاصرة، ومن أبرزها مصطلح «حاكمية الله» ومصطلح «ولاية الفقيه"، وهي المصطلحات التي شكلت ركيزة فكرية لهذه الحركات، ويرصد هذا الكتاب تطوّر هذه المصطلحات، منذ تكونها البسيط، إلى مرحلة إنشاء المفهوم.
يرى الباحث أن مفهوم «الحاكمية» شهد ولادته الأولى على يد الخوارج، يوم خرج هؤلاء من بين الصفوف في موقعة صفّين رافضين تحكيم الحكمين، ومكفرين القابلين به ومعلنين صيحتهم المشهورة لا حكم إلاّ لله.
وفي الواقع دخل مصطلح «الحاكمية» في الاستخدام السياسي مع الداعية الإسلامي أبو الأعلى المودودي، ثم انتقل إلى الإستخدام السياسي في العالم العربي مع التيار الجديد في تنظيم الأخوان المسلمين الذي قاده سيد قطب. وقد أخذ المفهوم أبعاداً عدة من تكفير الدولة التي لا تطبق الحاكمية الإلهية إلى تكفير المجتمع إلى تكفير الأمة، ثم وقفات التقييم، ومراجعة الآراء المتشددة هكذا يذهب المؤلف.
وحول مصطلح «ولاية الفقيه» كما يتحدث المؤلف فإنها مثلت الأطروحة الملائمة لتجاوز الفصل الذي كان قائماً بين الولاية الدينية والولاية السياسية للفقيه، وقد بدأ بطرح مسألة «ولاية الفقيه» الشيخ الصدوق محمد بن بابويه القمني وذلك في مرحلة الحكم البويهي على العراق، لكنها تبلورت على يد الشيخ الكركي المشهور «بالمحقق الثاني". وتحولت الفكرة إلى مفهوم على يد الإمام الخميني الذي نقل «ولاية الفقيه» من حيز الفقه إلى حيز علم الكلام، فمعه أصبحت ولاية الفقيه بديلاً عن الإمام المعصوم في عصر الغيبة. ثمة فارق واحد فقط وهو إن ولاية الإمام تكوينية، وولاية الفقيه اعتبارية.


الاستلاب والارتداد
الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد
ـ الكاتب: علي حرب.
ـ الناشر: المركز الثقافي العربي ـ بيروت.
ـ الصفحات: 119 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: 1997م.

يتناول علي حرب المعروف بمجهره النقدي، الخطاب الأيديولوجي عند المفكر روجيه غارودي والأستاذ نصر حامد أبو زيد، باعتبارهما مثقفين ينتميان إلى فضاء واحد وهو الإسلام، بيد أن أحدهما يدخل إليه من خارجه، والآخر يخرج عليه من داخله.
الأول يمارس اللاهوت الديني لتحرير البشرية من نزعاتها البربرية، والثاني يمارس اللاهوت العلماني لتحرير الإسلام وأهله مما يسميه إرهاب العقل الأصولي.
يتألف الكتاب من مقدمة وأربعة فصول.. يناقش في الفصل الأول والثاني مشروع غارودي في نقد الفكر الأصولي، والالتباسات التي وقع فيها. واستعراض أهم القضايا الساخنة التي تعرض إليها غارودي كمساهمات في نقد العالم المعاصر.
الفصل الثالث والرابع خصصهما الكاتب في طرح الإشكالية التي تداعت على أثر قضية أبو زيد، وتداعيات الصراع العنيف بين المعسكر الديني وبين المعسكر العلماني. مع ملاحظة أن الكتاب عبارة عن عدد من المقالات التي نشرها الكاتب في الصحافة اللبنانية على فترات متباعدة.


ثقافة الطفل
مقدمة تحليلية لأخطار المؤثرات الثقافية الموجهة للطفل
ـ الكاتب: د. جاسم محمود مهدي.
ـ الناشر: الصندوق الوقفي للثقافة والفكر.
ـ الصفحات: 101 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: 1997.

يعتبر الطفل المرآة الصافية التي يمكن أن نرى من خلالها المستقبل الذي سيكونون صنّاعه والقائمين عليه، ولذا فإن الاهتمام بالنشء وثقافته التي يتلقاها تعد من الأعمال التنموية التي ينتظر منها الكثير في الفترات الزمنية القادمة.
يعرّف الكاتب ثقافة الطفل بأنها كل الأعمال الأدبية والترفيهية والتعليمية الموجهة للطفل سواء كانت شعراً أو رسماً أو مجلةً أو كتاباً أو عملاً مسرحياً أو فيلماً سينمائياً أو برنامجاً إذاعياً أو تلفزيونياً. وتأتي أهميتها بأنها توفر سياقاً نفسياً اجتماعياً يراعي سمات الإبداع وينميها خلال عملية التفاعل والتمثل والامتصاص، وتمثل ثقافة الطفل التربية غير النظامية التي تؤثر فيه إيجاباً أو سلباً بشكل جوهري.
تنقسم الدراسة إلى سبعة فصول يتعرض الفصل الأول لمفهوم وأهداف ثقافة الطفل ومعايير تقويم العمل الموجه إلى الطفل. ويتناول الثاني تاريخ الصراع الحضاري بين المسلمين والغرب وعلاقة ذلك بأدب الطفل الغربي. ويتابع الفصل الثالث مراحل انتصار الغرب وغزوه الثقافي للمسلمين والتي يحصرها بأربع مراحل. أما الفصل الرابع فيحلل الباحث طبيعة الثقافة الغربية وإشكالية عالميتها. ويستعرض في الفصل الخامس دوائر خطر أدب الطفل الغربي بالنماذج والأمثلة القريبة والتي نعايشها فعلاً، ويقرأ في الفصل السادس أدب الطفل العربي ومدى تأثره بالثقافة الغربية. ويختتم بالفصل السابع بعدد من المقترحات في كيفية مواجهة التأثير الثقافي الغربي من خلال أدب الطفل.


شخصيات لها تاريخ
ـ تأليف: جلال أمين.
ـ الناشر: دار رياض الريس ـ بيروت.
ـ الصفحات: 262 من القطع المتوسط.
ـ سنة النشر: 1997م.

يتضمن الكتاب كما يشير عنوانه على عدد من المقالات حول عدد من الشخصيات التي لعبت أدواراً مهمة على المستوى العربي أو العالمي في مجالات السياسة والثقافة والفكر والاجتماع.
يهدف الكاتب كما يشير في مقدمته إلى قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي لعبت فيه هذه الشخصيات دورها التاريخي. نقرأ مثلاً.. أحمد بهاء الدين (أربعون عاماً من الكتابة الراقية) ـ فتحي رضوان (المعارض الأبدي) ـ أحمد أمين (الحس الأخلاقي وسلطان العقل) ـ سليم سحاب (الأصالة والمعاصرة) ـ صافيناز كاظم (الكتابة بنصف قلم) ـ سلوى البكر (أدب الإحباط). ؟؟


تحرير المرأة ممن؟ وفيم حريتها؟
الكاتب: د. شوقي‎أبو خليل
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الصفحات: 79 من القطع الصغير
سنة النشر: الطبعة الأولى 1998م.

يعالج الكتاب موضوعاً كثر حوله الجدل في الآونة الأخيرة ويتعلق بحقوق المرأة ووضعها في الإسلام، لأن هناك عدداً كبيراً من المثقفين والدعاة خاصة ممن لم يطلعوا على رؤية الإسلام الإنسانية الشاملة للإنسان بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، لذلك ومع اعتمادهم على بعض الأحاديث الضعيفة والأخبار والروايات الواهية يساهمون في تشويه نظرة الإسلام الحقيقية للمرأة.
يتحدث المؤلف في البداية عن حقيقة التحرر والوضع المزري الذي تعرفه المرأة في مجتمعات أوربية قيل أنها استطاعت أن تمكن المرأة من جميع حقوقها وأن تساويها بالرجل لكن هذه المساواة التي لم تراعي فطرة المرأة وأنوثتها انقلبت إلى مأساة مفجعة وقد أورد المؤلف عدة أرقام عن انتحار المرأة في مجتمعات شمال أوربا (السويد ـ الدانمارك) وكذا ارتفاع معدلات الطلاق.
أما بخصوص الشرق أو العالم الإسلامي بالتحديد فالإسلام بريء من كل ظلم حاق أو يحيق بالمرأة وإنما هي تقاليد وأعراف متوارثة جاهلية في أكثرها، بالإضافة إلى الإعتماد كما قلنا سابقاً على أحاديث وروايات مكذوبة على رسول الإسلام (ص)، أو أحاديث وأخبار لم تفهم في سياقها التاريخي ولم يستوعب البعض مقاصدها وما ترمي إليه فاتخذوها مطية للتقليل من شأن المرأة أو هضم حقوقها واعتبار ذلك ديناً يتشبث الرجل به.
لقد تعرض المؤلف لمجموعة من هذه الأحاديث وفندها نقداً وتحليلاً، كما استعان بآراء وشروح بعض العلماء المسلمين الذين اكتشفوا بدورهم خطورة هذه الروايات والأحاديث وفهمها المغلوط الذي يشوه الحقيقة الإسلامية الخاصة بالمرأة المسلمة بشكل خاص والمرأة كإنسانة مكرمة بشكل عام.


منهج السيد محمد باقر الصدر في تجديد الفكر الإسلامي
الكاتب: عبد الجبار الرفاعي
الناشر: مؤسسة التوحيد للنشر الثقافي، إيران.
الصفحات: 144 ص من القطع المتوسط
سنة النشر: الطبعة الأولى 1998م.

هو أول كتاب يصدر في إطار سلسلة «رواد الإصلاح» التي تصدرها هذه المؤسسة في محاولة للكشف والإهتمام بمجموعة من المصلحين والمفكرين، الذين لم يلقوا العناية المتكاملة بتراثهم، وما قدموه من جهود وابداعات ساهمت في اصلاح الوضع الإسلامي في مناحيه المختلفة وخصوصاً الفكرية، ودعت للتجديد والإبداع ونقد التراث وتمحيصه.
من هؤلاء المصلحين الكبار الذي أثروا الفكر والواقع الإسلامي العام والشيعي بالخصوص، بابداعاتهم واجتهاداتهم، يبرز اسم السيد الشهيد محمد باقر الصدر، الفقيه الإمامي الذي قدم نفسه كنموذج لفقيه ومفكر مبدع، استطاع أن يعالج قضايا الإسلام ومشكلاته الفكرية في إطار من الشمولية، والموضوعية العلمية، التي قل نظيرها. لذلك لن نجانب الصواب إذا قلنا بأن السيد الصدر استطاع فعلاً‏وبجدارة أن يضع اللبنات الأساسية لتجديد الفكر الإسلامي المعاصر، وعلى أكثر من صعيد. لذلك يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على هذه المساهمة، ليعرف بها أولاً، وليكشف عن مدى ما أحدثته من تطور في حركة الفكر الإسلامي. وما قدمته من رؤى وأفكار مختلفة واجتهادات، لتجديد فاعلية العلوم الإسلامية سواء على مستوى المنهج أو المواضيع المعالجة.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول خصصه المؤلف للحديث عن شخصية السيد الصدر ومناقبياته وتمثله لقيم الإسلام علماً وعملاً. ثم يقدم نماذج من ابداعاته في علوم: الكلام والتفسير واصول الفقه، وما يميز هذه الإبداعات من رؤى نقدية وتجديدية. وكذا ابداعاته في مجال الفلسفة والمنطق.
الفصل الثاني خصه للحديث عن نهج التأصيل النظري. وكيف عالج السيد الصدر عملية الإنتقال من الواقع إلى فقه النص. أما الفصل الثالث والأخير فقد فصل القول حول مساهمة السيد الصدر في تجديد علم الكلام وكيف ناقش وعالج مباحث التوحيد، ورؤاه الجديدة التي ضمنها كتبه، واستطاعت أن تغني علم الكلام وتجدد قضاياه، ليجعلها منطلقاً يتجاوز الحدود التي وضعها القدماء، ولتنفتح على آفاق وأبعاد جديدة ومهمة كقضية تأسيس الدولة ومفاهيم الحرية والعدل الإجتماعي والتنمية وصولاً إلى تحقيق المثل العليا التي نادت بها الشريعة الإسلامية ووضعت‎اسسها ومبادئها في جميع مناحي الفعل الإنساني.