مازالت الأفكار والنظريات التي تحدث عنها المفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي تثير النقاش والأخذ والرد حولها. وذلك لما لها من أهمية في تعميق فكر النهضة الإسلامي. وقد اكتسبت هذه الآراء أهميتها من نضج الوعي وعمق التجربة الشخصية لهذا المفكر الإسلامي، فجاءت أفكاره ومعالجته لقضايا التخلف والحضارة متميزة وعميقة في بعدها النظري والواقعي. لقد صدرت عدة كتب كما نوقشت عدة أطروحات جامعية حول فكر مالك بن نبي والجامع بين هذه الإبداعات، الإعجاب الكبير بفكر مالك بن نبي وتميزه وإبداعه وقدرته على تشخيص علل المشاكل التي كان ومايزال العالم الإسلامي يتخبط فيها على جميع المستويات. والأخذ بعين الإعتبار نظرياته وأفكاره في معالجة هذا الوضع المتردي.
ضمن هذا السياق يأتي كتاب «مالك بن نبي ومشكلات الحضارة» لمؤلفه زكي الميلاد الذي قسم كتابه إلى خمسة فصول وملاحق. في الفصل الأول: أضواء على شخصية مالك بن نبي يتحدث المؤلف عن المكونات التربوية والثقافية التي ساهمت في صياغة عقلية ومنهجية ابن نبي، وكان لها أثر في شخصيته وطموحاته، وقد قسم المراحل الأساسية والمهمة في حياته إلى أربعة مراحل، الأولى: معايشة الإستعمار في الأرض المستعمرة (1905 - 1930م)، الثانية: معايشة حضارة الإستعمار وفهمها من الداخل (1930-1956م)، الثالثة: الهجرة إلى العالم العربي ونمو الإنتاج الثقافي (1956-1963)، الرابعة عهد الإستقلال والتفرغ الفكري (1963-1973م).
نظرات حول فكر مالك بن نبي هو عنوان الفصل الثاني، الذي تحدث فيه عن مجموعة قضايا تتعلق بمساهمة فكر ابن نبي في صياغة النظم الثقافية لبعض الحركات الإسلامية المعاصرة. وكذا الإختلاف حول موقعيته ومكانه داخل التيارات الإسلامية العاملة على الساحة والفكر الإسلامي المعاصر بشكل عام. الفصل الثالث خصصه المؤلف للحديث عن المرتكزات النظرية الفكرية عند مالك بن نبي، ويقصد بالنظرية الفكرية، كلما أنتجه ابن نبي من تراث فكري خلال عدة عقود من الزمن، في محاولة لإستشكاف أمهات الأفكار في تراثه. أما معالم هذه النظرية فهي كما يراها المؤلف: أولاً: مشكلة الحضارة، ثانياً: مشكلة الإستعمار أو القابلية للإستعمار، ثالثاً: نظرية الثقافة أو مشكلة الثقافة، رابعاً: النظرية الإجتماعية.
في الفصل الرابع تحدث المؤلف عن مكونات القوة في فكر مالك بن نبي والتي لخصها في سبعة نقاط هي: 1) التركيز على القضايا الأساسية في العالم الإسلامي، 2) تجاوز الحساسية الطائفية، 3) التخصص في العمل الفكري، 4)الفاعلية والديناميكية، 5) غلبة فكر البناء على الهدم، 6) إضافة مصطلحات جديدة، 7) العمق والإبداع.
الفصل الخامس والأخير خصصه المؤلف لنقد الفكر المنهجي لمالك بن نبي، وذلك بإبداء بعض الملاحظات النقدية حول مجموعة من الإرتسامات والإستنتاجات مثل، نخبوية الفكر، والتعثر في الحركة السياسية في المقابل تقدم في الحركة الفكرية، التوفيقية في بعض الأفكار، عدم تحول فكر مالك بن نبي إلى مؤسسة. وأخيراً مؤثرات الثقافة الأوروبية، وختم المؤلف كتابه بملاحق حول مقاربات في المنهج بين محمد اقبال ومالك بن نبي، وبيبلوغرافية حول مؤلفات مالك بن نبي، والأعمال الفكرية التي أنجزت حول فكره، بالإضافة إلى دراسة كمراجعة نقدية حول كتاب المؤلف نفسه.
مما لاشك فيه أن قضية الإعجاز القرآني كان لها الأثر البالغ في توجيه مسيرة النقد الأدبي العربي. هذا ما يستنتجه الكاتب الدكتور أحمد سيد محمد عمار في كتابه هذا الذي قسمه إلى بابين وستة فصول.
في التمهيد تحدث المؤلف عن مسيرة معالجة قضية الإعجاز عبر التاريخ الإسلامي، وأنها لم تكن منفصلة عن مجمل القضايا الكلامية التي تناولتها الفرق الإسلامية الكلامية، أو تحدث عنها علماء التفسير، وقد ظهرت عدة كتب مهمة في هذا المجال، مثل: (الذكت في إعجاز القرآن) للرماني، و (بيان اعجاز القرآن) للخطابي، و(اعجاز القرآن) للباقلاني. ثم تحدث عن معالجة المعاصرين لهذه القضية ومن بينهم بعض المستشرقين مناقشاً افتراءاتهم ليصل إلى نتيجة مؤادها أن المحدثين لم يأتوا بجديد في هذا المجال بل اكتفوا بتكرار آراء القدماء فقط.
الفصل الأول من الباب الأول خصصه المؤلف للحديث عن الصرفة وهي في اصطلاح المتكلمين أمر إلهي خارق أجراه الله تعالى على يد نبيه (ص) ليكون دليلاً على صدق نبوته، وهو أن الله صرف همم العرب عن معارضة القرآن مع تحديهم أن يأتوا بسورة مثله، وإن لم يصرفهم لجاؤوا بمثله. وقد ذكر أقوال العلماء في ذلك موضحاً أن المعتزلة ليسوا وحدهم القائمين بالصِّرفة بل إن هذا القول ليس بعيداًعن أهل السنة لأن الغزالي وإمام الحرمين قد صرحا به، كما تردد فيه ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
في الفصل الثاني، تحدث المؤلف عن الإعجاز في محتوى القرآن. ذاكراً أوجه هذا الإعجاز كما أوردها المؤلفون القدماء. كما تحدث عن الإعجاز العلمي لينتهي إلىýأن أهم اعجاز هو الإعجاز البياني.
الفصل الثالث شرح فيه معنى النظم لغة واصطلاحاً، ومفهومه عند من كتب في الإعجاز القرآني مثل الرماني والخطابي والباقلاني والقاضي عبد الجبار. منتهياً إلى تأكيد حقيقة أن نظرية النظم هي من أدق مقاييس النقد الأدبي العربي. الفصل الأول من الباب الثاني خصه المؤلف للحديث عن آراء العلماء في الترادف والإيجاز ومجمل مفردات القرآن وتراكيبه، لأنها الجزئيات التي قامت عليها نظرية الإعجاز. الفصل الثاني تناول فيه آثار النظرية في حركة النقد الأدبي، انطلاقاً من اهتمام دراسات الإعجاز بالبناء الكلي للعمل الفني (الصياغة الكلية) وكيف أظهر ذلك أهمية الترابط بين أجزاء العمل الأدبي. في الفصل الثالث تحدث المؤلف عن الموازنات والمعارضات في جانبيها النظري والتطبيقي عند كل من الرماني والخطابي والباقلاني.
والمحصلة النهائية التي يصل إليها الكاتب في النهاية هي أن أهمية دراسة الإعجاز القرآني إنما للوصول إلى أن صياغة القرآن ليست مما قد يأتي مثله العقل أو الفكر البشري.
بعد الإنتصار الذي حققه السيد محمد خاتمي في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في ايران اتجهت الأنظار إلى الطروحات الفكرية التي نادى بها قبل فوزه بالرئاسة، وعرضها فيýأكثر من ندوة أو لقاء ومحاضرة. وتخص وجهة نظره في بعض القضايا الشائكة التي مازال العقل الإسلامي يتخبط في إيجاد العلاج لها. مثل دور علماء الدين والمثقف الإسلامي. وعلاقة الإسلام ديناًوشعوباً بالحضارة الغربية وغيرها من القضايا التي يثار النقاش حولها في المنتديات والمحافل والمؤتمرات الإسلامية، خصوصاً في السنوات الأخيرة. لذلك ولأهمية ماينادي به السيد خاتمي فقد توالت الطبعات والترجمات لكل ما قاله أو يقوله، في محاولة لنشر أفكاره المتميزة والتي تعتبر تجديدية ومتنورة. وبإمكانها أن تساهم في تطوير الفكر الإسلامي المعاصر بتعميق بحثه لقضايا حساسة يتوقف عليها التوجه المستقبلي للعالم الإسلامي برمته، وليس للجمهورية الإسلامية في إيران فحسب.
الكتاب عبارة عن محاضرة كان السيد خاتمي قد ألقاها في بيروت في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية التابعة للجامعة اللبنانية، وذلك بتاريخ 5/12/1996م.
يتحدث السيد خاتمي في البداية عن إشكالية المصطلح وصعوبة تحديث المفاهيم الخاصة بكل من التراث والحداثة والتنمية، ثم يتحدث عن الحضارة الغربية، وكيف أن انطلاقتها اقترنت بإعطاء العلم قيمة كبيرة. بعدها ينتقل لمناقشة التيارات الفكرية المختلفة التي حاولت أن تقدم رأيها بخصوص الأزمة الحضارية المعاصرة التي يعيشها العالم الإسلامي. فتحدث عما أسماهم بالتقليديين والحداثويين والإصلاحيين. وبين وجهات نظرهم في معالجة واقع الأزمة، مقدراً جهود الإصلاحيين لكونهم وحسب تعبيره «طليعة واعية وقادة أدركوا مكامن الألم».
ثم تحدث عن التنمية باحثاً في الأصول والأسس، كما تحدث عن الحضارة الغربية باعتبارها نتاجاً بشرياً قابلاً للنقد، ثم قدم وجهة نظره حول العلاقة بالغرب التي لخصها في وعي الغرب لا التسليم بهيمنته. وأخيراً تحدث عن التراث داعياً لنقده وليس القضاء عليه.
يعالج الكاتب ظاهرة الصراع المستمر في التاريخ الذي استنزف طاقات هائلة من البشر ومواردهم، المادية والمعنوية. ويعنى الكتاب بالخصوص برصد مسيرة المجتمع العربي عبر الصراع التاريخي. مقدماً تصوراته التي تمهد لدراسات موسعة في المستقبل.
يتكون الكتاب من ثلاثة أقسام:
الأول: (معالم في الصراع التاريخي) يرصد الكاتب بعض معالم الصراع التاريخي، التي مرت على المجتمع العربي ويركز في هذا القسم علىأنواع الصراع الطبقي، عبر المراحل التاريخية الرئيسية، وأثر الهوية والإختلاف في تغذية الصراع.
الثاني: (في سوسيولوجيا الصراع المستتر)، يخصص الكاتب هذا القسم لعرضýأنواع الصراع المستتر التي يعبر عنها بطريقة رمزية، وانعكاس ذلك على مستوى الفكر والتنظير.
الثالث: (الصراع التاريخي المستعاد) يرصد الباحث في القسم الثالث والأخير مسيرة المجتمع العربي في الصراع التاريخي، في تجلياتها الثقافية والسياسية، ويرد الكاتب أطروحة فوكوياما في نهاية التاريخ، ثم يرصد مسيرة المثقفين العرب في طريقة تعاملهم مع المجتمع العربي.
هذا الكتاب عبارة عن دراسة نقدية للديمقراطية الغربية، حيث نجد تتبعاً تاريخياً للمفاهيم والخلفيات لمجموعة من الأنظمة السياسية التي عرفها الغرب انطلاقاً من التجارب السياسية اليونانية ومروراً بالعصور الوسطى وإلى الآن. ليصل المؤلف إلى أن كل نظام من الأنظمة السياسية المتعاقبة كان يتميز ويحتضن وجهاً من وجوه الديمقراطية. وأن هذه الأوجه المختلفة تشترك جميعها في أنها استعبدت الإنسان إما كفرد أو شريحة أو طبقة مجتمعية. وبالتالي فالديمقراطية بأوجهها المختلفة والتي عاشها الإنسان في الغرب كانت غطاء شرعياً لأنظمة غير شرعية.
ثم يقدم المؤلف قراءة نقدية لواقع الديمقراطية الغربية المعاصرة وكيف يتم استغلال الأمم والشعوب الغير غربية انطلاقاً من هذه الديمقراطية، وعليه وانطلاقاً من الوقائع التي يسردها على المستويين المحلي الغربي والعالمي يتوصل المؤلف إلى نتيجة مفادها أن الديمقراطية ملازمة للديكتاتورية يقول: إن الفارق الرئيسي بين الحكم الديمقراطي والحكم الإستبدادي هو ليس أن الأول هو حكم الشعب أو المجموع والثاني حكم الفرد، فالحكمان هما حكم الأقلية، غير أن الحكم الإستبدادي هو حكم الأقلية المتأزمة المحاصرة المشتبكة بشكل حاد مع خصومها. أما النظام الديمقراطي فهو حكم الأقلية وهي في أوج قوتها الإقتصادية والتنظيمية والعلمية.
وبعدما يوجه النقد لواقع الإنسان الغربي في ظل الديمقراطية التي جعلت منه مجرد آلة صناعية يتحدث عن مفهوم الثيوقراطية ويطرح سؤال حول الحكومة الإسلامية، هل يمكن وصفها بالثيوقراطية؟ أما الجواب فهو النفي لأن الثيوقراطية هي حكم الرب الذي يمارسه وزراءه أما الحكومة الإسلامية فلاتدعي الألوهية بل هي حكومة لتطبيق القانون الإلهي.
وأخيراً يدعو المؤلف إلى ضرورة امتلاك الوعي بمضامين ومحتوى تجربة الآخر، واكتشاف العناصر الأصيلة وتفجير الطاقات المختزنة في موروث الأمة الفكري والحضاري من أجل بعث نهضة شاملة تشمل كافة جوانب حياتنا.
اختلفت المواقف وردود الفعل إثر الصدمة الشاملة التي تعرض لها العالم الإسلامي، الذي وجد نفسه فجأة يرزح تحت نير استعمار غربي، لم يكتف بالقضاء على دفاعاته العسكرية، بل تطاول ليهدم الأسس التي انبنت عليها حضارة الإسلام والمسلمين، فإلى جانب الموقفين المتطرفين الأول الذي يدعو إلى قطع الصلة بالماضي تراثاً وديناً، والإرتماء في حضارة الغرب قلباً وقالباً، الثاني يدعو للتشبث بالماضي والواقع على علاته وسلبياته الكثيرة، الموقف الثالث نظر أصحابه إلى قضية الأصالة والمعاصرة من وجهة نظر أكثر موضوعية، فلم يختبئوا وراء الأصالة وتمترسوا وراءها لمحاربة المعاصرة، لأن موقفهم من المعاصرة كان موضوعياً، عندما دعوا إلى التعاطي الإيجابي معها باعتبارها واقعاً موضوعياًلايمكن الفرار منه. وذلك بالدخول فيها محملين ومحافظين على قيم الأصالة الأساسية والمهمة والتي لاتخضع لقانون التغير ومعطيات الحضارة المتجددة باستمرار، لذلك فقد نادى أصحاب هذا الموقف بضرورة التجديد لتفعيل العقل المسلم وإيقاظه من سباته العميق، كيف يستعيد نشاطه وحيويته في الإبداع والإبتكار والإجتهاد على جميع المستويات وأهمها في مجال الفكر الإسلامي، لأن هذا المجال له علاقة مباشرة بهوية الأمة الدينية والحضارية، هذه الهوية التي باتت تتعرض لتحديات كبيرة أثرت عليها سلباً وتوشك أن تقضي عليها إن لم نتدارك الأمر بالتجديد الإيجابي بدل الهروب إلى الوراء أو إلى الأمام.
كتاب مناهج التجديد الذي أصدرته مجلة قضايا إسلامية معاصرة، هو محاولة تهدف لتعريف القارئ ببعض الرؤى التي ينادي بها دعاة التجديد في عدة قضايا مهمة وحساسة. لذلك جاء الكتاب عبارة عن حوارات مع علماء ومفكرين اسلاميين يحملون راية التجديد كل من منطلقه المعرفي واهتمامه الخاص.
حوار مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول استئناف النظر في مناهج الإجتهاد بعدما تبين قصور علم أصول الفقه عن الإستجابة لحاجات الإستنباط الفقهي المتجددة. حوار مع الدكتور طه جابر العلواني حول اسلامية المعرفة فكرة ومشروعاً، حوار مع الدكتور عبد الحميد أبو سليمان حول اصلاح منهجية الفكر الإسلامي، والحوار الأخير كان مع الدكتور جمال الدين عطية حول المنهجية الإسلامية.
إن هذه الحوارات المتنوعة بتنوع اهتمام أصحابها قد قدمت مجموعة من الإجتهادات المتميزة حول عدد من القضايا والمسائل التي تعتبر من أخطر الموضوعات التي عالجها الفكر الإسلامي المعاصر، وهي قضية التجديد.
التوسعة والتضييق بالمعنى اللغوي ليسا إلا تعبيراًعن الإطلاق والتقييد، أي كل ما كان فيه دلالة على الشمول، فهو توسعة، وكل ما كان فيه دلالة على إخراج بعض الأفراد المفترض دخولها فهو تضييق. وإن كان الأكثر يرى بأن الإطلاق بمعنى الإرسال وهو يختلف من حيث المدلول عن التوسعة، لكن الذي يستوقف الناظر، ولربما يجعله يعدل عن رأيه السابق، وجود بعض الكلمات عند الأعلام توحي بل تطرح بخلاف ذلك.
يقول المؤلف حلمي السنان: لهذا أوجب التوقف عندي في إطلاق نسبة التناسب الطرد بين الحالتين، حيث استدعى ملاحظة الموارد الفقهية المحتملة لذلك وعدمه. ولكن الذي يسترعي الإنتباه هنا هو تعدد وكثرة استعمال هذين اللفظين في علم الأصول. ولو بمعنونهما. ومع ذلك لم يفرد لهما مسألة مستقلة. فما هي النسبة بينهما؟ وهل هما متلازمان بنحو من أنحاء التلازم؟
هذه الأسئلة وغيرها حول نظرية التوسعة والتضييق في نهج الدليل الشرعي، يجيب عنها المؤلف في بحث أصولي مقسم إلى:
تمهيد حول الدليل الشرعي ومراتبه، وثلاثة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: خصصه لمجموعة من البحوث التمهيدية مثل معاني كل من التوسعة والتضييق، دلائل عن وجودهما من الكتاب والسنة، موقعية كل من التوسعة والتضييق في لسان الدليل.
الفصل الثاني: تحدث عن دوائر التوسعة والتضييق في الدليل الشرعي، مثل دائرة الثبوت والإثبات، دائرة الظهور، الحجية، الإمتثال.
الفصل الثالث: خصصه للحديث عن أساليب الخطاب الشرعي في عمليتي التوسعة والتضييق.
وأخيراًتحدث في ملحق عن الخطاب القانوني مقارنة بأسلوب الخطاب الشرعي.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول انتشار موجة عدم القراءة بين المتعلمين واقتصار الطلبة والتلاميذ على مطالعة المناهج والكتب والكراسات المقررة فقط. من أجل الإستعداد للإمتحانات. وهذه الحالة استفحلت لدرجة شملت المثقفين أنفسهم، مما جعل البعض يتحدث عن ظاهرة أمية المثقفين، أو الأمية الثقافة. بالإضافة إلى ازدياد معدلات الأمية الأبجدية بشكل كبير ومهول، بدأ فعلاً ينذر بكوارث تصيب الحياة العلمية والثقافية في العالم العربي بالإنهيار والإنحطاط.
وقد بدأ فعلاً ملامح الكارثة تتكشف، مع اصدار بعض دور النشر لأرقام مبيعاتها السنوية، وعدد العناوين وكميات الكتب التي وزعتها، وعلى حد قول أحد المسؤولين في دار نشر عربية، إن كتاباً ثقافياً يطبع منه 1500 نسخة، يحتاج إلى ثلاث سنوات ليتم توزيعه. وبعض العناوين تحتاج إلى سنوات أكثر. في الوقت الذي يفوق عدد سكان العالم العربي (200 مليون نسمة).
كتاب «أمة اقرأ، لاتقرأ» هو محاولة لوضع خطة عمل لترويج عادة القراءة بعدما تحسس المؤلف حسن آل حمادة، وشعر بخطورة الأمية الثقافية التي بدأت تزحف، والنفور المتزايد من الكتاب داخل الأوساط الطلابية والمتعلمة. تعتبر هذه الدراسة إجابة مختصرة على سؤالين رئيسيين وضعهما المؤلف وحاول الإجابة عنهما.
الأول: لماذا لانقرأ؟. ثانياً: كيف نستطيع أن نروج لعادة القراءة في أوساطنا الإجتماعية؟
يجيب المؤلف عن السؤال الأول بمجموعة نقاط نذكر منها:
1ـ الإبتعاد عن تعاليم القرآن والسنة، فخيم علينا بعد ذلك الجهل.
2ـ ضعف المناهج التعليمية في العالم العربي، واعتمادها على الحفظ والتقلين.
3ـ غياب مفهوم التثقيف الذاتي.
4ـ منافسة وسائل الإعلام المرئية خصوصاً للكتاب.
5ـ انجذاب الشباب لبعض الظواهر الرياضية ككرة القدم مثلاً.
6ـ حالة الإحباط التي يعيشها الإنسان العربي نتيجة ظروفه الواقعية. وأخيراً انحطاط المستوى الإقتصادي والإجتماعي لعدد كبير من الأسر والفئات.
أما الإجابة عن السؤال الثاني فقد تحدث المؤلف عن فاعلية ودور الهيئات الأربعة في التشجيع على القراءة، وهذه الجهات هي: الأسرة، المدرسة، المجتمع، وسائل الإعلام. وبعد الحديث عما يمكن أن تقدمه هذه الجهات للدفع بالشباب نحو القراءة والتشجيع عليها، قدم المؤلف مجموعة من التوصيات والمقترحات العامة، كلها تصب في التشجيع على القراءة وحث الشباب عليها.
يتناول هذا الكتاب قضية هامة من قضايا الفكر الإسلامي التي دار حولها النقاش واختلفت حولها الآراء بين المذاهب الإسلامية، هذه القضية هي عصمة الأنبياء والسبب يعود لوجود مجموعة من الأحاديث أغلبها من الإسرائيليات التي تسربت إلى كتب ومسانيد الحديث النبوي، ومضامين هذه الأحاديث تصب بشكل واضح، وجلي في عدم تنزيه الأنبياء عن ارتكاب الأخطاء والزلل، بل الكبائر في بعض الأحيان. وبما أن الأنبياء مكلفون بتبليغ الرسالات وهذه المهمة تقتضي حتماً عصمتهم عن الخطأ ليحصلوا على ثقة الناس بهم ويطيعوهم فيما يقولون ويفعلون، فقد حصل نوعٌ من التناقض والتنافي بين عصمتهم المطلوبة عقلاً وبين الأحاديث التي تتهمهم بالوقوع في الخطأ. لكن هذا المشكل تمكن العلماء من تجاوزه برفض هذه الأحاديث واعتبارها روايات مختلقة ومكذوبة، لكن المشكلة لم تنتهِ وذلك لوجود مجموعة من الآيات القرآنية يفهم من ظاهرها أن عدداً من الأنبياء قد أخطأوا فعلاً وارتكبوا مخالفات.
لقد تصدى العلماء لهذه المشكلة ودرسوها وذهبوا فيها مذاهب شتى، لكن غالبيتهم اتجهت صوب تنزيه الأنبياء عن الأخطاء والكبائر وحاولت تأويل الآيات بما يتماشى مع هذه العصمة.
الكتاب الذي بين أيدينا يناقش هذه القضية بطرح الشبهات التي قيلت حول ثلاثة من كبار الأنبياء هم آدم (ع) ونوع (ع) وابراهيم (ع). في محاولة لإثبات عصمتهم وتنزيههم عن الوقوع في الزلل، بإيجاد تفسير أو تأويل يصب في هذا الإتجاه، كما حرص المؤلفان من خلال ذلك على نفي التنافي أو التناقض المزعوم بين الآيات القرآنية التي تحدثت عن تاريخ الأنبياء وأعمالهم ومواقفهم.