شعار الموقع

تقارير ومتابعات

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 615 »
ندوتان دوليتان حول القرآن الكريم

كان للصحوة الإسلامية التي اتسعت رقعتها لتشمل الجمهوريات الإسلامية بعد تفكك الإتحاد السوفياتي السابق وحصولها على الإستقلال السياسي، تداعيات إيجابية تمثلت في الإقبال على الكتاب الإسلامي بشكل عام‏ـ والإهتمام باقتناء وقراءة القرآن الكريم بشكل خاص.
وقد جاء هذا الإهتمام بالقرآن مواكباً لصدور عدة ترجمات مختلفة. باختلاف اللغات العالمية والمحلية التي ترجم إليها الكتاب الإسلامي المقدس.
إن المشاكل التي أثارتها ترجمات القرآن الكريم كانت أكثر بكثير مما أثارته أي ترجمة للكتب المقدسة الأخرى مثل الإنجيل والتوراة. وذلك للإعتقاد الراسخ لدى المسلمين بأن القرآن ليس كباقي الكتب التي قيل عنها أنها سماوية، لأن القرآن خلافاً لغيره مقطوع الصدور عن الله سبحانه وتعالى شكلاً ومضموناً. بالإضافة إلى أن العناية الإلهية قد تكلفت بحفظه منýأي تحريف أو إضافة.
إن القرآن يعتبر معجزة الرسول الكبرى، لذلك فقد تحدى الله الإنس والجن أن يأتوا بمثله، وتحدّي العرب خصوصاً‏وهم أرباب البيان وأسياد اللغة العربية أن يأتوا بمثله كذلك، أو يجاروا بيانه أو فصاحته. هذه الخصائص اللغوية المتميزة وغيرها من الإمكانات التي يتيحها النص القرآني الذي وصف بأنه «حمال وجوه» ومشرع على التأويلات والتفاسير المتعددة، جعلت مهمة ترجمة نصوصه من أصعب المهمات، مما فجر نقاشات وسجالات لن تنتهي في القريب العاجل.
لكن الشيء المجمع عليه هو استحالة الوصول إلى ترجمة وفية للقرآن إلى باقي اللغات، وإنما أنجز أو ما يمكن إنجازه ما هو إلا محاولة لترجمة معاني ومضامين آيات القرآن وأحكامه الظاهرة، في إطار مقاربة لغوية لترجمة معانيه الظاهرة، أو المجمع على فهمها، أوالمتفق على شرحها وتفسيرها.
لكن هذه العملية لاتخلو من صعوبات جمة وتحديات، خصوصاً مع صدور مجموعة من الترجمات للغات عالمية، أثارت نقاشات واسعة حول مصداقيتها وأمانتها وبلوغها الحد المعقول من الترجمة الحقيقية.
وبما أن تداعيات الموضوع لاتزال طرية، والنقاش لن ينتهي حولها. فقد اهتم عدد من المختصين تدعمهم مؤسسات علمية إسلامية بهذا الموضوع الشائك،ودعوا لتبادل الخبرات والآراء بخصوصه. ومعالجة قضاياه الحساسة في إطار مؤسساتي عالمي، وذلك في محاولة للوصول إلى تحقيق هدف تقريب القرآن للمؤمنين به من باقي الشعوب الغير ناطقة باللغة العربية. والتي ازداد اهتمام مواطنيها مؤخراً، وقوي تطلعها لفهم القرآن ومعرفة معانيه.

مؤتمر: ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب والجماعات الإسلامية

في إطار هذا التبادل للخبرات وللإطلاع على مستجدات الترجمات التي أنجزت في العقد الأخير. قامت جامعة آل البيت في عمان (الأردن) بعقد ندوة دولية حول: «ترجمات معاني القرآن الكريم إلى لغات الشعوب والجماعات الإسلامية» وذلك بين 18و21 أيار (مايو) 1998م.
قدمت في الندوة (30) دراسة، أنجزها مفكرون وباحثون جاءوا من تركيا وإيران وألبانيا وانجلترا والولايات المتحدة بالإضافة إلى سورية ومصر. وقد تحدث الدكتور محمد عدنان البخيت رئيس جامعة آل البيت في افتتاح الندوة عن الجهود التي بذلت حتى الآن لترجمة معاني القرآن، وحث على مسؤولية العرب لإنجاز هذا المشروع المهم، لأن ذلك يقربهم أكثر من العالم الإسلامي، كما دعا للإستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال.
انقسمت مواضيع الندوة إلى ثلاثة محاور، الأول حول شهادات حية لأصحاب ترجمات تم انجازها مؤخراً، الثاني: مناقشة دراسات نقدية لبعض الترجمات، المحور الثالث: عالج العقبات التي تواجه ترجمة معاني القرآن.
الجلسة الأولى ترأسها الدكتور قحطان الدوري، وقدم فيها كل من الشيخ عز الدين الحايك شهادته حول الترجمة الجديدة بالإنجليزية التي صدرت في دمشق، (الطبعة الأولى سنة 1996م‏ـ والثانية 1998م). والدكتور محمد محمود غالي حول الترجمة الجديدة بالإنجليزية (صدرت الطبعة الأولى في القاهرة سنة 1997م والثانية 1998م). وشهادة الدكتور نديم حافظ إبراهيم غاندجيف حول الترجمة الجديدة للبلغارية (صدرت الطبعة الأولى في صوفيا سنة 1993م والثانية 1998م) وشهادة الأستاذ نظام الدين عبد الحميد حول الترجمة الجديدة للكردية التي هو بصدد انجازها.
ترأس الجلسة الثانية الدكتور عبد الله الخطيب، حيث قرئت فيها شهادة الدكتور عادل خوري عن الترجمة الألمانية التي صدرت الطبعة الأولى لها سنة 1987م.
كما تحدث الأستاذ عبد الله الصامت/ فرانك بوبن عن الترجمة الألمانية الجديدة التي أنجزها والتي ستصدر أواخر هذه السنة. وتحدث الدكتور فتحي مهدي عن الترجمة الألبانية (صدرت الطبعة الأولى سنة 1985م) وقدم الأستاذ سمير الحايك شهدته حول الترجمة البرتغالية التي صدرت الطبعة التاسعة لها سنة 1997م.
الجلسة الثالثة عقدت لمناقشة المحور الثاني للندوة. ترأسها الدكتور كمال عاتق، وقد قدمت فيها مجموعة من الأوراق. الأولى للدكتور محمد الأرناؤوط وكانت بعنوان: «نظرة مقارنة في الترجمتين الأوليتين (العربية والألبانية) لمعاني القرآن الكريم في البلقان». أما ورقة الدكتور خالد أرن فقد جاءت تحت عنوان: «الدراسات الببلوغرافية في أرسيكا ـ ARCICA حول ترجمات معاني القرآن الكريم».
أما ورقة الدكتور أسعد دوراكوفيتش فقد حملت عنوان: «ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة البوسنية من حيث سماتها الأسلوبية»، وتحدث الدكتور جداد لويش حول: «ملاحظات لغوية حول ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية».
الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور عبد الله شاكر تابعت عملها ضمن المحور نفسه، حيث تتابعت الأوراق والدراسات المقدمة، الأولى كانت للدكتور كمال نمر بعنوان: «أضواء على ترجمة الحاج (توماس) ارفنغ». ثم قدم الدكتور بهجة الحباشنة «دراسة نقدية لترجمة يوسف علي»، وجاءت ورقة الدكتور عبد الله الخطيب تحت عنوان: «دراسة نقدية لترجمة ن.ج. داوود» أما الدكتور عماد حاتم فتحدث عن «الترجمات الروسية لمعاني القرآن الكريم من سابلوكوف إلى بورخوفا».
الجلسة الخامسة ترأسها الدكتور محمد حسينات وقدمت فيها أوراق: «ترجمة الشاعر الألماني فريدريش روكرت لمعاني القرآن»، وورقة محمد الغزالي: «الترجمة التفسيرية للشيخ أشرف علي التهانوي وقيمتها العلمية في فهم رسالة القرآن الكريم». كما تحدث الدكتور جلال الحفناوي عن: «الترجمة الأردية لسورة الفاتحة في ترجمات معاني القرآن».
المحور الثالث كان حول العقبات التي تواجه هذه الترجمات، ففي الجلسة السادسة التي ترأسها محمد الزغلول تحدث الدكتور عاصم اسماعيل عن: «العقبات التي تعترض ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية».
وقدم الدكتور عبد الله شاكر ورقة بعنوان: «المؤثرات الصوتية والبصرية كعناصر مكملة لمعنى بعض المفردات في القرآن الكريم». كما تحدث الدكتور كمال عاتق عن: «العقبات التي تواجه فهم القرآن الكريم من خلال الترجمات» أما الدكتور رامز زكاي فقد تحدث عن: «العقبات التي تعترض ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية».
الجلسة السابعة ترأسها الدكتور عاصم اسماعيل وقدمت فيها الأوراق التالية: ورقة الدكتور نصر الله الدين شاملي بعنوان: «مشكلة ترجمة معاني القرآن الكريم في اللغات الأجنبية ـ نماذج من الترجمات الفارسية». وورقة الدكتور حسين الرحيل: «المشكلات التي تعترض ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الفرنسية». وكذلك ورقة الدكتور محمد ربيع حول: «العقبات التي تعترض ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية» وأخيراً قدم الدكتور طلعت حاقلي ورقة تحت عنوان: «ترجمة معاني القرآن الكريم والمشاكل التي طرأت في التعامل مع المصطلحات القرآنية».
الجلسة الأخيرة ترأسها الدكتور محمد الأرناؤوط وقدمت فيها ورقتان الأولى للدكتور عبد الرحيم كوزال حول «أهمية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى من زاوية موضوع العقائد» وورقة الأستاذ عبد الحليم الخفاجي حول: «أهمية الترجمة الجديدة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الألمانية».
وبعد مناقشات وسجالات حول مشاكل الترجمة والمقترحات التي يمكن أن تعالج بعض قضاياها الحساسة انتهت أعمال الندوة بتوصية أجمع المشاركون عليها اعتبرت هذه الندوة تأسيسية وأن تتحول إلى مؤتمر دولي يعقد كل سنتين.

مؤتمر: «مستقبل الدراسات القرآنية على أعتاب القرن الحادي والعشرين»

بمبادرة من معهدي الدراسات الإسلامية والثقافية في الشرق الأوسط ومركز التعاون الهولندي ـ الأندونيسي للدراسات الإسلامية. عقد مؤتمر دولي حول: «مستقبل الدراسات القرآنية على أعتاب القرن الحادي والعشرين». وذلك بين 10-12 حزيران (يونيو) 1998، الموافق 15-17 صفر 1419هـ. في مدينة ليدن المركز التاريخي للدراسات الشرقية والإسلامية في هولندا.
حضر المؤتمر أكثر من 24 باحثاً من العالم العربي وأوروبا وآسيا وأمريكا. منهم الدكتور حسن حنفي وحسين نصار وعفت الشرقاوي من مصر، ومحمد شحرور من سورية ومحمد محمود من السودان (يدرس في جامعة تافت في الولايات المتحدة). والدكتور باري عزمي من الهند، وعثمان شاسان من تركيا ومجتهدي شاهبستري من إيران والدكتور أمين عبد الله من أندونيسيا.
الحضور الأوروبي تميز بمشاركة مجموعة من الأكاديميين منهم البروفسور ستيفان ويلد من جامعة بون (المانيا)، والبروفسور يوهانسن يانسين من جامعة ليدن، وفريد ليمهاوس من جامعة غروتينغين وهارالد موزكي من جامعة خيميخين. وكلاهما من هولندا. بالإضافة إلى الدكتور ر. نيتلير من جامعة أوكسفورد والدكتور عبد القادر طيوب من جنوب افريقيا. وجان دامين ماك أوليفية من تورنتو، كما شارك أنيس كارتيش من جامعة ساراييغو في البوسنة والهرسك.
الدكتور نصر حامد أبو زيد قال بأن الأبحاث التي قدمت حاولت أن ترصد «طبيعة التطورات في الدراسات القرآنية خلال القرن العشرين سواء على مستوى المنهج أو مستوى الموضوعات الجديدة، في محاولة لإستشراف رؤية مستقبلية للجهود المنتظرة في القرن الحادي والعشرين..».
أما المواضيع التي بحثتها الدراسات المقدمة فقد انضوت تحت خمسة أبواب هي:
علوم القرآن، التفسير القرآني في مواجهة المضامين الحديثة، التحليل النصي والمقارنة الأدبية والفكرية في الدراسات القرآنية، ثم البعد السياسي لهذه الدراسات.
خلال الأيام الثلاثة لأعمال المؤتمر قدمت عدة دراسات وأبحاث مهمة ركزت على الجوانب المنهجية والإشكالية في القراءات المعاصرة للنص القرآني. من هذه الدراسات: ورقة البرفيسور أمين عبد الله: «مقتربات التفسير القرآني في الدراسات الحديثة». و «نظريات التفسير القرآني على أعتاب القرن الحادي والعشرين» التي قدمها الدكتور عفت الشرقاوي. وتحدث البروفيسور يوهانسن يانسين حول: «الدولة الحديثة وتفسير آيات الحاكمية»، كما قدم هارالد موزكي دراسة تحت عنوان: «إعادة النظر بالتوجهات الغربية تجاه النص القرآني في ضوء التطورات الميثولوجية المعاصرة». أما مجتهدي شاهبستري فتحدث عن: «أثر الفلسفة والعلوم في التفسير الفقهي».
الدكتور نصر حامد أبو زيد الذي تحدث عن: «مساهمة خلف الله في المقاربة الأدبية للقرآن الكريم» قال بأن الدراسات الإسلامية في الغرب تخلصت من عدد من المواقف المسبقة في نهاية هذا القرن، كما تخلصت من النزعة التشكيكية التي كانت تحوط بها مصادر القرآن الكريم ونبوة رسول الإسلام. وهذا التطور جعل هذه الدراسات الإسلامية في الغرب تعرف نقلة نوعية وكبيرة على حد قوله.
ويأمل منظمو المؤتمر أن تساهم الأبحاث المقدمة من قبل المشاركين في فتح باب الحوار واستعادة فعاليته كما كان عليه الحال خلال ثلاثينيات هذا القرن، بين العواصم الإسلامية ومراكز البحث في الغرب.

لقاء: «صورة العرب في الغرب»

هناك عوامل متعددة ساهمت في تشويه صورة العرب والمسلمين في الغرب، منها ما يعود بجذوره إلى الصراعات العسكرية القديمة بين العالم الإسلامي والدول الأوروبية، ومنها ما يعود إلى الفترة الحديثة والمعاصرة.
لذلك وانطلاقاً من شيوع صراع الحضارات، وأن الإسلام قد يكون العدو المرتقب للغرب، وأن الحضارتين الغربية والإسلامية مقبلتان على صراع ايديولوجي بل وعسكري شامل، انطلاقاً من هذه الخلفية، نجد أن عدداً من المؤتمرات والندوات واللقاءات قد عقدت في الآونة الأخيرة. نظمتها فعاليات فكرية وسياسية بهدف البحث في العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي، في محاولة لمعالجة النقاط والقضايا التي تشكل بؤراً للإختلاف، وتعمق بالتالي حالة النفور والكراهية المتبادلة، مما يدفع بالصراع نحو الأوج أي الإنفجار.
وقد دعت جميع هذه الندوات والمؤتمرات إلى ضرورة فتح باب الحوار وتشجيع المعرفة الموضوعية بالآخر سواء أكان الغرب أو العالم الإسلامي، وعدم تعميم بعض المظاهر السلبية واعتبارها قيماً تشكل الركائز التي تنبني عليها حضارة «الآخر».
في هذا الإطار عقد مؤخراً لقاء خاص أطلق عليه اسم «كونغرسا زيوني» Conversazione ، جمع في فندق ريفي قرب اكسفورد حوالي 35 من الأكاديميين والديبلوماسيين ورجال أعمال وصحافيين من الدول العربية وبعض الدول الغربية. وذلك برعاية الأمير حسن بن طلال ولي عهد الأردن. والمعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان. وبمساعدة معهدين مقرهما في اكسفورد. انعقد هذا اللقاء بين 8-10 حزيران (يونيو) 1998م.
الأمير الأردني تحدث عن «الكونفرسازيوني» باعتباره جزء من المساعي لمواجهة تحدي التعددية الثقافية، و«ضرورة التوصل إلى حل وسط عبر الحوار بين الجانبين العربي والغربي». كما أكد تطلعه لإنشاء مركز يقوم بدراسة الغرب على غرار مراكز الإستشراق الموجودة. وهذا النقص هو ما أشار إليه سفير أمريكي سابق عندما لفت الأنظار إلى عدم وجود مركز في العالم العربي يهتم بدراسة الولايات المتحدة الأمريكية. وتحدث سفير أوروبي غربي سابق في العالم العربي عن مشاعر الإحباط في العالم العربي وصورة الولايات المتحدة فيه. وذلك بسبب ازدواجية المعايير التي تمارسها الولايات المتحدة بخصوص القضايا العربية أو الإسلامية.
البروفيسور أودوشتاينباخ مدير معهد الشرق الألماني في هامبورغ تحدث عن اختلاف صورة العرب بين الولايات المتحدة ودول أوروبا، وأعطى مثالاً عن الصورةالسلبية في فرنسا لمواطني شمال افريقيا. كما أن صورة الأتراك والعرب والمسلمين بصفة عامة فيýالمانيا «سلبية لدرجة قد تؤدي إلى نزاع داخلي خطير».
الأمين العام لمنتدى الفكر الإسلامي في عمان علي أحمد عتيقة، تحدث عن بعض الصور السلبية التي صنعها العرب لأنفسهم، وظهرت جلية في الإعلام العالمي الذي روج لها يقول عتيقة: «نحن نبالغ في القدرة الجماعية للعرب، لكن عندما نأتي إلى العمل نتحرك بصورة مشتتة. وهذا يخلق صورة سلبية في أذهان الناس. صُورت قضية فلسطين مثلاً باعتبارها تمثل كفاح العرب ضد إسرائيل، لكن لم يكن هناك اطلاقاً كفاح عربي موحد ضد اسرائيل».
أما السيد يوسف الخوئي مدير قسم العلاقات العامة في مؤسسة الخوئي فقد اعتبر أن صورة العرب في الغرب هي في الواقع مشكلة غربية وليست مشكلة عربية، وإنها مؤشر على ازدواجية المعايير لدى وسائل الإعلام الغربية، التي تصف أي عمل سيء يقوم به مواطن لإحدى الدول العربية بأنه عمل عربي.
وحاول صحافي بريطاني أن يقدم تبريراً لعدم انجاز تغطيات موضوعية وشاملة لقضايا عربية بسبب عامل الوقت، والإضطرار إلى تبسيط القضايا. والحاجة إلى الصور التي لاتتوفر عليها الأرشيفات الإعلامية الغربية عادة.
كما تحدث عدد من المشاركين عن الصورة الأكثر سلبية للعرب في الولايات المتحدة منها في أوروبا. وأكد أكاديمي أمريكي يعمل في اوروبا أن العرب ليس باستطاعتهم تحسين صورتهم في أمريكا بشكل سريع الآن مهما بذلوا من مجهودات لأن «هناك بالفعل جماعة أحسن تنظيماً تملك صلات أقوى بحكومات أظهرت منذ الحرب العالمية الثانية أنها ليست صديقة للعرب».
وأكد علىýأن فرصة تحسين صورة العرب هي في أوروبا أفضل بكثير منها في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن البعض تحدث عن تحسن طرأ فصورة الفلسطينيين تحسنت في الآونة الأخيرة، وقد حظيت ذكرى نكبة فلسطين بتغطية إعلامية غربية جيدة. إلى أن رئيس مؤسسة غربية مدافعة عن حقوق الفلسطينيين نبه إلى كثرة الإنتهاكات الحقوقية التي تعرفها مناطق الحكم الذاتي، مما يجعل الصورة الإيجابية ترتكس إلى الوراء.
حضر اللقاء جاك شاهين الأستاذ في موضوع وسائل الإتصال الجماهيرية في الجامعة الينوي الجنوبية، والذي يدرس منذ ربع قرن الصور السلبية للعرب في الثقافة الشعبية في الغرب. وقد تحدث عن بعض الصور السلبية التي روجتها هوليود عن العرب، محملاً العرب بعض المسؤولية في ذلك، كما أشار إلى بعض التحسن الحاصل مؤخراً ودعاً إلى إنشاء مركز ثقافي عربي في لوس أنجلس لأن ذلك سيمكن العاملين في هوليوود من معرفة وفهم العالم العربي بموضوعية أكثر، مما سيؤثر على انتاجهم السينمائي.
رجل الأعمال المصري جورج عسيلي رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات اللبنانية تحدث عن تحسن مهم لصورة العرب داخل أوساط الأعمال الغربية في السنوات الأخيرة. وأشار ميشال سليمان إلى وجود مفارقات غربية. فبالرغم من الصورة السلبية للعرب في الغرب لكن الحكومات الغربية ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية جيدة مع العالم العربي. كما تحدث بعض المشاركين عن العلاقات الجيدة التي تربط بين أناس عاديين داخل العالمين الغربي والعربي. وتحدث سفير بريطاني سابق عن أهمية السياحة في العالم العربي لزيادة التفاعل والتعارف.
المسح الإستطلاعي للرأي الذي أجراه فواز جرجس في فترات مختلفة في الولايات المتحدة، أظهر أنه على صعيد الإعتبارات الأمنية يلعب الإرهاب بشكل خاص دوراً في خلق الصور السلبية عن العرب. وقال جرجس إن غالبية الجمهور الأمريكي في 1981م لم يكونوا قادرين على التمييز بين العرب والمسلمين والإيرانيين، لكنهم الآن أكثر قدرة على إجراء مثل هذا التمييز، بالإضافة إلى التمييز بين البلدان العربية الصديقة وغير الصديقة.
المشاركون اتفقوا على أن عوامل مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والحقوق السياسية، وغياب الديمقراطية، والإنقسامات العربية، كلها صور تعمق النظرة السلبية للعرب داخل الأوساط الغربية، كما أن وضع النساء في العالم العربي يزيد هذه الصورة تشويهاً وقتامة، إلا أن الباحثة ليلى فواز من جامعة تافت قالت بأن الصورة السلبية للنساء في العالم العربي ترجع في جانب منها إلى الحواجز النفسية والمشاكل التي يعاني منها الغربيون. لكن جانباً من المسؤولية يتحمله العرب أنفسهم خصوصاً على المستوى الشعبي.
كما اتفق المشاركون على ضعف الدور الذي تلعبه السفارات العربية في الغرب، من أجل تحسين صورة العالم العربي. بل إن موقفها من الصحافيين الغربيين الذين يُحرمون من تأشيرات الدخول، يفاقم الوضع ويرسخ الصورة السلبية إلى حدود بعيدة.
في نهاية اللقاء اقترح المشاركون مجموعة من الإقتراحات تساعد على تحسين صورة العرب في الغرب. لكن الجميع أكدوا على ضرورة أن تتحسن بشكل فعلي داخل العالم العربي. لكي ينعكس ذلك على العالم الخارجي. أما بدون ذلك فمن الصعب الحديث عن تحقيق تحسن فعلي مهما بذلت الأموال لخلق صورة زائفة عن هذا العالم، كما اقترح البعض الشروع في مبادلات في مجالي الثقافة والتعليم، وتشجيع التعاون بين مراكز الدراسات في الغرب والعالم العربي.