شعار الموقع

التواصل التربوي واللغوي: في العملية التعليمية/ التعلمية

أحمد فريقي السفياني بن عبدالرحمن 2006-11-09
عدد القراءات « 938 »

 

- رسالة دكتوراه في علوم التربية

- إعداد الباحث: أحمد فريقي السفياني

- إشراف: د. المصطفى بن عبدالله بوشوك

- الموسم الجامعي: 2004 - 2005م

- جامعة محمد الخامس -

  كلية علوم التربية بالرباط

 

تعالج الرسالة موضوع: التواصل التربوي واللغوي في العملية التعليمية/ التعلمية بالسلك الأول من التعليم الابتدائي، دراسة وصفية تحليلية للنصوص القرائية بالسنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي.

* مقـدمة

تشكل الفلسفة التربوية الجديدة، والتفكر البيداغوجي المتمثل في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، إطاراً مرجعياً عاماً ومنطلقاً أساسياً للمنهاج التعليمي. حيث صورة التعليم المرغوب فيه في الاستراتجيات التي تضع ضمن أولوياتها البعد الإدماجي تترجمها المناهج الموضوعية للتعليم الابتدائي، والثانوي الإعدادي، والثانوي التأهيلي، وما يُراعى في بناء المناهج من خصوصيات المجتمع المغربي، ومشكلاته وحاجياته، وعلاقاته بالثقافة الإنسانية عموماً، وقضاياها ومشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المنهاج التربوي في مقرراتنا وكتبنا المدرسية.

 هذا ما جعلني أقف في صدارة هذا البحث على مجموعة من المنطلقات المنهجية مثل حصر مجال البحث وإظهار الدوافع العديدة التي كانت وراء صياغته، ورسم حدود البحث والحديث عن أهدافه، وذكر أهميته وصياغة إشكالية البحث وفرضياته ومنهجيته وأدواته... وذلك توخيًّا للتأطير النظري والمنهجي لهذا العمل التربوي... ولم أكن لأقول فيه دون أن أذكر الإسهامات السابقة عني، والتي أسهمت بشكل أو بآخر في إثراء نظرتي إلى الموضوع، وصقل صورة الموضوع التي كانت ستبقى عالقة لولا هاته المكتبة المتخصصة التثاقفية بالأساس، يوحي عنوان هذا المحور بأن الأمر يتعلق بالدراسات التي أنجزت حول التواصل التربوي واللغوي إلا أن المقصود بذلك هو البحوث التي اشتغلت في إطار الحقل المدرسي على التفاعلات الصفية في إطار دينامية الجماعة ، وقد اختلف هذا المجال والدراسات التي تصب فيها باختلاف إشكاليتها. وتكمن الغاية في تناول الدراسات بأن لها علاقة بموضوع البحث، والهدف من الدراسة هو إبراز نقط التقاطع والتجاوز بينها. بهدف إظهار مكانة هذه البحوث ودورها الفعال في خدمة العملية التعليمية. والملاحظ أن البحوث المنجزة في مجال التواصل التربوي قليلة، وتعرفنا على بعض الدراسات التي لها علاقة بموضوع التواصل، وعددها تسعة مواضيع.

ونحن ضمن هذا البحث المتواضع عملنا على تتبع هذا المسار من خلال القسم النظري حيث انصب اهتمامنا على سرد بعض المستويات النظرية في البيداغوجية الحديثة للتواصل، التي فتحت الباب على مصراعيه للاهتمام بالمحيط السوسيوثقافي للمتعلم.

وذلك في إطار الممارسة التربوية/ التعليمية، التي تنبني على مجموعة من العناصر الأساسية في التواصل، ومنها اللغة مثلاً، من حيث كونها أداة تواصل وتأمل، ولا غنى عنها في أي مجال، ويعد تدريس اللغة من أهم القضايا التربوية المعاصرة، وبما أنها، أي اللغة، أداة تواصل وتفاعل والتي يهتم بها البحث الديداكتيكي، فإن اهتمامنا ينحو في هذا البحث إلى استنطاق النصوص القرائية، في السلك الأول من التعليم الابتدائي، السنة الأولى والسنة الثانية، بهدف معرفة درجة حصول التواصل التربوي واللغوي ضمن هذه النصوص المقررة.

وبعد، فقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة أبواب؛ تعرضت في الباب الأول لمجموعة من المفاهيم الإجرائية التي شكلت جوهر البحث منهجياً مثل التواصل الذي تناولت منه كل أوجه الإجرائية، إذ تناولت النماذج اللسانية عملية التواصل وقواعد الكفاية التواصلية، ووظائف اللغة في المقارنة التواصلية، والشبكة التواصلية التربوية، وعوائق ضعف التواصل، والتواصل الإعلامي، والتواصل التعليمي... ولعلي، في تركيزي على التواصل، إنما توخيت منه أن أظهر أن الممارسة التعليمية إنما تقوم أساساً على هذا العنصر الأساس، فالتواصل هو ركيزة التعليم، ومن دونه لا يمكن أن نفهم الممارسة التعليمية. ووقفت أيضاً ضمن الباب الأول على مفهوم المنهاج الدراسي والذي قصدت به مجموعة الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة للتلاميذ، الاحتكاك والتفاعل وهو في صورته العامة، ربط المدرسة بالمجتمع والبيئة المحلية...

وهكذا فقد عالجت ضمن هذا المحور مجموعة من العناصر الجزئية من مثل النظرة إلى المنهاج على أساس أنه نظام عناصره هي المقررات الدراسية والكتب والمراجع والوسائل التعليمية والأنشطة وطرائق التدريس، والامتحانات وأساليب التقويم... إلخ وتقديم تعريف دقيق للمنهاج، ومنهجية التدريس والبرامج الدراسية، والأسس المعرفية للمنهاج، وأنواع المناهج، ونماذج المنهاج الدراسي، الذي وقفت ضمنه على ثلاثة أنواع هي منهاج المواد الدراسية، ومنهاج النشاط، والمنهاج المحوري... وأسس المنهاج الذي قد تكون فلسفية أو اجتماعية أو سيكولوجية أو ثقافية أو معرفية.

في آخر محور من هذا الباب تم وصف الكتاب المدرسي من حيث هو أداة مطبوعة موجهة للاستعمال داخل سيرورة تعلم وتكوين مخطط لها حسب التعريف الذي قدمه ريشودو. وهكذا فقد عالجت الكتاب بوصفه أداة لتعلم اللغة كما نظرت في أبعاد الكتاب المدرسي من مثل البعد المادي، والبعد التواصلي، والبعد البيداغوجي، والبعد الثقافي، ونظرت في وظائف الكتاب المدرسي التي يمكن تصنيفها في معارف ومعلومات. كما عالجت قضية الكتاب المدرسي بين الإيديولوجيا والبيداغوجيا بحيث إن الكتاب المدرسي يكون إيديولوجيا بامتياز في طرائق عرض المفاهيم واختيارها واختيار عناوينها وترتيبها، وتحدثت عن الكتاب المدرسي المغربي، ثم تطرقت إلى الأسس التي ينبغي أن يكون عليها الكتاب المدرسي كأن يكون محتوياً على الصور والرسوم والبيانات، والجداول، والشروح ثم جردت أهداف الكتاب المدرسي التي من بينها تزويد التلاميذ بالمعارف، وتشجيع أعمال التلاميذ الأحادية، ودعم نشاط التلاميذ داخل الفصل، وتمكين التلاميذ من الاندماج في الدروس ومساعدتهم على الخروج من الانطوائية والانغلاق.. كما تمت الإشارة إلى نواقص الكتاب المدرسي في المرحلة الابتدائية وضرورة تحديث الكتاب المدرسي وذلك من خلال توفير رصيد موثق، وإفساح المجال للتثاقف والتلاقح واستثمار الكفاءات الوطنية والمحلية، وأوردت الحديث عن الإخراج الطباعي للكتاب المدرسي، الذي يتمفصل بين إخراج ديداكتيكي، وإخراج طباعي، وانتهيت بتقويم للكتب المدرسية على أساس أن لها سلطة لا يجب أن نغض الطرف عنها، وأن النهوض بهاته الكتب المدرسية مشروط بالمساهمة في تحقيق تطلعات المجتمع وإخراجه من سيطرة الاستعمار الاقتصادي والسياسي والفكري والثقافي.

وأما الباب الثاني من هذا البحث فقد خصصته للموارد النظرية لإشكالية البحث، واستهللته بمفعول القراءة في التواصل، وراهنت على تعريف القراءة من منطلق كونها فعالية لغوية وعملية سيكومعرفية ونشاطاً فيزيولوجياً؛ فهي تكتسي أهمية قصوى وجوهرية بين نسقية مكونات المنهاج الدراسي... وهكذا عالجت في هذا الإطار الأهداف النوعية لتدريس اللغة العربية في التعليم الابتدائي، والتواصل الصفي من خلال القراءة، وإعداد البرامج، وتحديد وصياغة الأهداف... ودور اللسانيات في تحديد أهداف تدريس اللغة ودور اللسانيات في تحديد المحتوى.. كما قدمت برامج اللغة العربية للسنوات الست من التعليم الابتدائي، والوظيفة التواصلية للغة بالطور الأول من التعليم الابتدائي وتعليم اللغة العربية بين المقاربة الكلية والمقاربة الجزئية، وركزت أخيراً على القراءة الوظيفية أو الأساسية من منطلق كونها تلعب دوراً أساساً في اكتساب مهارة القراءة إذ تروّج للغة والقاعدة بشكل دقيق وفاعل.

وخضت في الباب الثاني غمار الديداكتيك الذي يقصد به في مفهومه العام «فن التدريس» ويقصد بدراسته في مجال التربية الإلمام بالتفاعلات التي تربط بين المتعلم والمعلم والمعرفة في إطار مجال مفاهيمي معين... ونزولاً إلى التفصيل في هذا المفهوم الإجرائي تم التركيز على الديداكتيك العام الذي يهتم بمختلف مواد التدريس، والديداكتيك الخاص الذي يهتم بتدريس مادة من مواد التكوين، ثم تطرقت إلى علاقة الديداكتيك بالمنهاج التعليمي حيث إن الديداكتيك قد أغنى وجود المفاهيم والتصورات داخل الحقل البيداغوجي، وأفرز عدة نماذج للتعليم. وفي هذا الإطار لجأت إلى تحديد مفهوم العملية التعليمية/ التعلمية على أساس أنها نظام متفاعل ودينامي ومشتمل على عناصر مترابطة وعلاقات مكثفة مع المحيط. وقد تبين لي في استغلال نظريات الديداكتيك في الموضوع الذي أشتغل عليه أن الديداكتيك قائم على محاور ثلاثة هي: المعرفة والتلميذ والمدرس، ولذلك فإن جزءاً من اهتماماتي انصرفت إلى تشريح كل محور على حدة؛ الديداكتيك والمادة الدراسية، والديداكتيك وسيكولوجية الطفل، والديداكتيك وشخصية المدرس. ومن جهة أخرى حاولت أن أكشف عن أغلب المقاربات التي عاينت الفعل الديداكتيكي من مثل المقاربة السيكولوجية، والمقاربة السوسيولوجية، والمقاربة الديداكتيكية.

وتناولت في إطار هذا الباب أيضاً طرائق العمل الديداكتيكي ووسائله، وعرضت أنواع الطرائق وحددت مفهوم الطرائق البيداغوجية ومكونات هذه الطرائق التي هي المستوى المنهجي، والوضعيات المستعملة، والوسائل المجندة، وطبيعة العلاقات البيداغوجية المقترحة... وأما عن أنواع الطرائق التدريسية فقد فصلت الحديث في الطرائق الفعالة والطرائق التلقينية، والطرائق الحدسية والحسية، كما رصدت طبيعة العلاقة الكائنة بين الطرائق التي تحتاج إلى ذكاء المدرس ومعرفته وتواصله التربوي والمعرفي، ونشاطه ومعلوماته ومهارته الفنية. وفي الإطار نفسه تبينت منهجية التدريس بالمرحلة الأولى من التعليم الابتدائي مخصصاً القول عن القراءة بالسنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي التي ترتكز على أسس سيكولوجية وبيداغوجية محددة، كما وقفت على خصائص القراءة ومميزاتها إذ عرضت بهذا الصدد للمعيار الفضائي والمعيار الفيزيولوجي، والمعيار الأدائي، والمعيار الديداكتيكي. وبسطت الكلام عن مكونات فعل القراءة ومنهجية تدريس القراءة، وأبعاد الفعل القرائي من مثل البعد السيكولوجي الاجتماعي والبعد الإبستيمولوجي، والبعد البيداغوجي، المتعلق ببنية القراءة وتطورها المدرسي في تعليم القراءة بالسنة الأولى ابتدائي، والسنة الثانية ابتدائي.

وأما عن الوسائل التعليمية فقد تصدرت هذا الأمر بتعريف مفهوم الوسيلة التي هي جزء من تكنولوجيا التعليم، وتطرقت لأنواع الوسائل، ووظيفة الوسيلة التعليمية، والوسائل التعليمية وآليات التواصل التربوي، وأسس استخدام الوسائل التعليمية وكيفية استخدامها.

وختمت هذا الباب بالحديث عن التقويم الذي يقصد به في مفهومه العام درجة التلاؤم بين مجموعة من المعارف ومجموعة من المعايير، وهو عمل ديداكتيكي يحيط بكل جوانب التكوين وقوفاً عند التقويم التشخيصي وهدفه وشروطه وأغراضه ووظائفه وأنواعه.

وأما الباب الأخير من هذا البحث فقد خصصته للتطبيق وعمدت فيه إلى دراسة وصفية تحليلية لمقرر مادة القراءة للسنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي، كاشفاً عن طبيعة المضامين المتعلقة بهذه النصوص القرائية في مجال التواصل اللغوي والتربوي، ومتعرّفاً على طبيعة الخطاب الذي يحاول الكتاب المدرسي تمريره للمتعلم.

إن موضوع البحث ذو طبيعة تربوية يستهدف النصوص القرائية باعتبارها مجالاً قابلاً لإثارة إشكالية مشروعة انطلاقاً من مبررات موضوعية تمليها طبيعة المستجدات التي ظهرت في الساحة التربوية، وأعني هنا بالخصوص الكتاب المدرسي الجديد، في جميع مستويات التعليم، الذي فتح الباب لكل الفاعلين التربويين قصد تأليف وإخراج كتاب مدرسي له مواصفات عصرية حديثة ومساير للتطورات الحياتية مع التركيز على الهوية، وخصوصية المجتمع المغربي، والتركيز كذلك على الخصوصية المحلية والإقليمية والجهوية والثوابت الوطنية والدولية والقارية.

والسؤال الذي انطلقنا منه والذي قمنا بطرحه يتعلق بمحتوى كتب القراءة في السنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي عددها خمسة: كتابان في السنة الأولى، وثلاثة كتب في السنة الثانية، وما مدى تلبيتها لحاجيات التلاميذ تربوياً ولغوياً وديداكتيكياً، بل يتعلق الأمر باستيعابها وفهمها وتوظيفها وإغنائها قصد الاستفادة منها.

* إشكالية البحث

وانطلاقاً من هذه المعطيات طرحنا الإشكال المركزي على النحو الآتي:

* هل للتواصل التربوي الناجح علاقة بتفاعل المتعلمين مع النصوص القرائية؟

وتفرعت في هذه الإشكالية إلى عدة أسئلة محورية وجاءت كما يلي:

* هل يؤثر مدلول القيمة التكوينية للمادة الدراسية، واختيار معايير تنظيم محتواها في التواصل التربوي للمتعلمين؟

* هل محتويات النصوص القرائية تثير انفعالات المتعلمين للتجاوب معها؟

* كيف يؤدي تنويع أشكال الوضعيات الديداكتيكية إلى التأثير على التواصل بين المدرس والمتعلمين؟

* ما هو هدف التقويم في علاقته بالتواصل التربوي؟

أما فرضيات البحث فانطلقت مشروعيتها من الأسئلة التي حددناها سابقاً في إطار تحديد السؤال الإشكالي، وعددها ثلاث فرضيات، كل فرضية تحتوي على مجموعة من الأسئلة الفرعية، لها علاقة بالإشكالية، إذن ففي كل دراسة يطغى هاجس البحث عن الجديد وهو ما سعينا إليه في هذه الدراسة. ولقد فرضت طبيعة الإشكالية التي تنطلق منها الدراسة المزاوجة بين مقاربتين في البحث: مقاربة كيفية ومقاربة كمية. فيما يتعلق بالمقاربة الكيفية فقد اتبعنا فيها منهجاً وصفياً وتحليلياً قصد الإجابة عن الأسئلة الفرعية من الإشكالية، بالاعتماد في هذا المجال على مقرر مادة القراءة للسنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي. أما المقاربة الكمية في هذا البحث فهي المتعلقة بالجانب الإحصائي، الذي ارتبط بتحليل البيانات وتحويلها إلى مفهوم كمي دال على طبيعة الموضوع المستهدف، وتجلّى ذلك في النسب المئوية المستخلصة طبقاً للقراءة العلمية لهذه الإحصائيات. ومن المسلم به أن يعتمد أي بحث -يتوخى العلمية والموضوعية ولو نسبياً- على مجموعة من الوسائل والأدوات لجمع المعلومات، وتكوين رؤية واضحة حول الموضوع المستهدف وقد اخترنا من أجل ذلك الاستمارة فوظفناها من أجل معرفة مشاكل التواصل والتفاعل مع النصوص القرائية المقررة. علماً أن الاستمارة موجهة إلى المدرس قصد الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالتواصل التربوي واللغوي، والتعرف على المعيقات والمشاكل التي تحدّ من التواصل الفعّال.

ونظراً للإكراهات التي يعرفها توزيع الكتاب المدرسي حسب المقاطعات التربوية والدوائر التابعة لنيابات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الرباط سلا زمور زعير قمنا في بداية الأمر بجمع معلومات حول المدارس التي تقرر العمل فيها بالكتب المعينة في جميع النيابات التابعة للجهة.

* المعالجة الإحصائية

لقد تم اعتماد أربع مراحل أثناء الاشتغال بالمعطيات الإحصائية:

أولاً: عملية الوصف الأولي.

ثانياً: عملية مقارنة النتائج.

ثالثاً: عملية تأويل النتائج.

رابعاً: عملية مناقشة النتائج.

* نتـائج الـدراسة

وقد انتهينا إلى مجموعة من النتائج نذكر منها:

* هناك تأثير مباشر لاختيار معايير تنظيم محتوى المادة الدراسية في التواصل التربوي.

* النصوص القرائية التي لا تمت بصلة إلى البيئة المحيطة للمتعلمين قد تعطل تحقيق التواصل التربوي في الدرس.

* حسن توجيه معرفة التلاميذ على النصوص القرائية، وتأطيرها وظيفياً في سياق خطوات وتقنيات مناسبة من شأنه توفير الظروف الملائمة لتحقيق فعل تعلم القراءة.

* عدم تنويع أشكال العمل الديداكتيكي لا يساهم في تحقيق التواصل التربوي مع النصوص القرائية.

* تأثير اختيار الطرائق البيداغوجية، وانتقاء الوضعيات الديداكتيكية ينعكس بالإيجاب على فعل التواصل التربوي ويساعد على إغناء منظوراتهم في التناول والمقاربة.

* سوء استغلال الوسائل التعليمية يؤدي إلى عرقلة التواصل التربوي وعدم بلوغ الأهداف المنشودة.

* وسائل التقويم الناجعة تؤثر بشكل إيجابي في عملية التواصل التربوي.

* انعدام الأخذ بمبدأ التدرج في تمرير أنشطة التقويم قد ينعكس سلباً على التواصل التربوي مع المتعلمين.

* إجراءات التقويم التكويني تسمح للمدرس بإحكام ضبط إيقاعات التدرج البيداغوجي في فعل القراءة، ويقوي من تحقيق التواصل التربوي مع النصوص.

* الاقتــراحـــات

وفي ضوء نتائج هذا البحث توصلنا إلى استخلاص التوصيات، وهي على النحو الآتي:

* يجب تنويع الكتاب المدرسي وتحسين جودته.

* أن تشتمل كتب القراءة على تصورات وتمثلات تتضمن منظومة من القيم والمفاهيم المرتبطة بمراكز اهتمام الطفل، كمفهوم العمل والزمن، والمكان، والتركيز على القيم.

* صورة الطفل في النصوص ينبغي أن تكون نموذجية باعتبارها تروج له بوصفه بطلاً، له أفكار يستطيع بها حل بعض المشكلات. وأن تعكس النصوص احترام الراشد لوجهة نظر الطفل ولمواقفه، ولو كانت قاصرة.

* أن تكتسي النصوص طابعاً عملياً.

* أن ترد النصوص المتعلقة بالبيئة والمحيط في صور تدعو إلى التعليل والنقد، مما يمكِّن الطفل من طرح مجموعة من التساؤلات والقضايا البيئية.

وختاماً أقول: إن الكتاب المدرسي لا يعد مصدراً للمعرفة الوحيدة، بل هو مجال للتكوين الوجداني والنفسي والجمالي، ولهذا يجب أن يراعى في تأليفه الواقع المعيش للطفل، سواء إن كان على مستوى العلاقات الاجتماعية أو على مستوى الحاجيات الفعلية والواقعية. ولقد اتضح من الدراسة النظرية والوصفية للنصوص القرائية المكونة للمجالات في موضوع البحث: أن إشكالية التعليم وقضاياه ليست فقط من حيث هي نصوص آلية محضة، وإنما يجب في نظرنا التركيز على محتويات البرامج ونوعيتها ومضامينها، بما أن العملية التعليمية/ التعلمية هي أولاً عملية تواصلية تفاعلية تبنى على شبكة من العناصر البيداغوجية.

وعموماً يعتبر هذا البحث مساهمة تسعى إلى تطوير التدريس بصفة عامة، وتدريس النصوص القرائية في المرحلة الابتدائية بصفة خاصة حتى تكون هذه النصوص مسايرة للتطور والمستجدات البيداغوجية في مجال التواصل والاتصال، كما تشكِّل هذه الدراسة إلى جانب ما سبقها من محاولات وما سيأتي بعدها من مساهمات أخرى في مجال البحث التربوي وسيلة لإغناء حقل التدريس.