مؤتمر المعرفة الأول في دبي
في محاولة لتدارك ما فات، ولسد الفجوة المعرفية العميقة التي تفصل بين العالمين العربي والعالم المتقدم، ولدراسة كيفية تحقيق التنمية المعرفية.. نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم مؤتمر المعرفة الأول، وذلك في 28 أكتوبر 2007م، في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
شارك في فعاليات المؤتمر لفيف من المفكرين والباحثين، بالإضافة إلى منظمتي الإيسيسكو والمؤتمر الإسلامي، وعدد من الفعاليات السياسية.
وقد عقدت خلال أعمال هذا المؤتمر (15) جلسة، ناقشت واقع المعرفة في العالم العربي وسبل تطوير هذا الواقع، والخطط واستراتيجيات الإصلاح والتنمية المعرفية، وتطوير البحث العلمي، وسبل تحفيز العقل العربي على الابداع والابتكار.
في الجلسة الافتتاحية أشار الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، إلى التحديات التي تواجه العالمين العربي والإسلامي، والتي هي (تحديات بقاء، وليست فقط تحديات إصلاح وتطوير) لأن المركز المعرفي في نظره هو الذي سيقرر إلى حد بعيد قدرتنا على تجاوز التحديات؛ لذلك دعا المشاركين في المؤتمر إلى مناقشة جميع الأفكار للخروج بتوصيات تدعم قطاعات التعليم والثقافة والترجمة في العالمين العربي والإسلامي، كما أعلن عن بدء تنفيذ مشروع دعم المعرفة والتعليم والترجمة في العالم العربي الذي رصدت له مؤسسة محمد بن راشد (10 مليار دولار)، وكذلك إنجاز تقرير المعرفة العربي السنوي الذي سيصدر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتأسيس شبكة للأبحاث العربية.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى فقد أشار إلى ضعف الميزانيات المخصصة للتعليم وضعف البرامج التعليمية مع ارتفاع معدلات الأمية (71 مليون أمي في الفئة العمرية البالغة من العمر 15 عاماً فأكثر). كما أشار إلى ضعف معدلات الإنفاق والاستثمارات في مجال البحث والتطوير في العالم العربي، بحيث تقترب من درجة الصفر نسبة إلى الناتج القومي.
من جهته اعتبر الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي «أن من يملك العلم والمعرفة اليوم هو القادر على أن يثبت ذاته، بل وأن يفرض هيمنته على من لا يملك هذين العنصرين اللذين أثبتت التجارب والواقع المعاش ارتباطهما الوثيق بمستوى التنمية في بلد ما. كما أشار إلى برنامج عمل صدر عن القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة يقوم في جانبه العلمي والتكنولوجي على تحسين وإصلاح مؤسسات التعليم ومناهجه، وتشجيع برنامج البحث والتطور عن طريق تخصيص نسبة 1% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة لهذا الغرض».
كما أبدى بدوره قلقه من تفشي ظاهرة الأمية والجهل وتزايد عدد الأميين (ما بين 20 إلى 81%)، داعياً إلى إعادة النظر في الواقع المعرفي للدول الإسلامية وإمكاناتها البشرية، والعمل على إحداث إرادة التغيير الشاملة نحو الأفضل، وتسخير الطاقات العقلية والفكرية من أجل التفوق الحضاري، وتنمية الموارد البشرية واستثمارها في مجال النهضة والتقدم، واستخدام الحوافز لتشجيع الإبداع. كل ذلك من أجل تقليص الهوة المعرفية العميقة بين العالم المتقدم والعالمين العربي والإسلامي.
أما الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة أمة العليم السوسوة، فأشارت إلى أهمية اقتصاد المعرفة الذي بدأ يحرك الإنتاج والنمو الاقتصادي في العالم، كما أشارت إلى التحديات التي تواجه الأمة العربية في النظام التعليمي، وأكدت ضرورة الانخراط في هذا الاقتصاد عن طريق تشجيع البحث العلمي وتطويره. وقدمت السيدة أمة العليم رؤية استراتيجية للإصلاح واكتساب المعرفة وتقوية منظومتها، عبر إطلاق حرية الرأي والتعبير والتنظيم، وتعميم التعليم راقي النوعية، وتوطين العلم وتعميم البحث، وضرروة السير حثيثاً نحو نمط إنتاج المعرفة في البنية الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي.
تحدث في هذه الجلسة كذلك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور عبد العزيز التويجري، الذي أبدى استعداد المنظمة للتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للنهوض بالتعليم وتطوير الثقافة والترجمة وتشجيع البحث العلمي.
انطلقت فعاليات المؤتمر في اليوم الأول بجلسة أولى تحت عنوان: (التنوع الثقافي في المجتمعات العربية: مصدر غنى، لا فتيل أزمات). ترأسها د. مصطفى الفقي (رئيس الجامعة البريطانية في مصر، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري).
وقد تحدث في هذه الجلسة الدكتور عبد المنعم سعيد (مدير مركز الأهرام للدراسات السياسة الاستراتيجية عن (الوحدة والتنوع في العالم العربي)، فرأى أن الأسباب وراء انعدام الحرية لا ينحصر فقط في الحكومات والأنظمة المستبدة ولكن هناك «سبباً لا يذكر كثيراً وهو أن من يريدون الحرية يصمتون عندما يتعلق الأمر بحرية الآخرين، سواء كانت هذه الحرية متعلقة بالحقوق السياسية أو الاجتماعية، ولكن قبل ذلك وبعده حرية الاعتقاد وحرية التنوع والاختيار»، مؤكداً حقيقة وواقعية هذا التنوع وضرورته للتعارف وتبادل الأفكار، مشيراً إلى أن المجتمعات العربية مركبة من أعراق وأديان ومذاهب مختلفة.
أما د. عبد الحسين شعبان (باحث عراقي مختص في القانون الدولي) فقد ناقش قضية التنوع وتداعياتها وأسباب ضعف الاهتمام بالتنوع الثقافي، وكذلك إغفال مبدأ المواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، مرجعاً ذلك إلى الاهتمام الذي ساد في الوطن العربي مع التركيز على وحدة المصير المشترك، ورفع شعارات الأمن القومي، والتشبث بقدسية الوحدة الاجتماعية ولو على حساب الحقوق والحريات والاعتراف بالتعددية والتنوع.
تحدَّث في هذه الجلسة كذلك الشاعر اللبناني عبده وازن (رئيس القسم الثقافي في جريدة الحياة) عن قضية التنوع والتعددية وكيف يمكن الاستفادة منها بطريقة إيجابية في خدمة المعرفة والإبداع.
وقد تتابعت فعاليات المؤتمر لمدة يومين قُدِّمت فيها العديد من الأوراق التي تناقش واقع المعرفة والإبداع في العالم العربي وسبل النهوض به. من هذه الأوراق ورقة د. عبد الخالق الذي تحدث عن (الجمعيات العلمية العربية) وأشار إلى أنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم تزايداً مستمراً في كم ونوع الجمعيات العلمية فإن الجمعيات العلمية العربية غائبة ومُغيَّبة وتعاني من الإهمال والإحباط. كما أن عدد الجمعيات النشطة قليل جدًّا، لكن رغم حالة الإحباط وعدم القدرة على تحقيق الغايات فإن الجمعيات والهيئات العلمية التطوعية تشكِّل حالة معرفية ووحدوية صحية قابلة للنمو، وقادرة على رفع سقف النشاط العلمي والنهوض بمجال البحث الأكاديمي العربي، مثل مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، فهذا المركز في نظر الباحث يعتبر من أقدم وأنشط المؤسسات الأهلية الفكرية والبحثية العربية، الذي لا يزال ينشط ويُنتج ويُنظم المؤتمرات، وينجز بحوثاً علمية مهمة وينشرها. وكذلك أشار إلى اتحاد المؤرخين العرب، والمنظمة العربية للترجمة، والشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا...
الندوة الدولية الأولى عن:
(الحاسب الآلي واللغة العربية)
بالتعاون مع جمعية الحاسبات السعودية، نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الندوة الدولية الأولى عن «الحاسب الآلي واللغة العربية» وذلك في مدينة الرياض بين 10 - 12 نوفمبر 2007م، الموافق 29 شوال و 2 ذي القعدة سنة 1428 هجرية.
شارك في فعاليات الندوة عدد من الخبراء في مجال المعرفة والإنترنت من العالم العربي والدول الغربية وخبراء من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدد من الإداريين ومدراء المراكز والشركات العاملة في مجال المعلوماتية.
وتهدف الندوة إلى التعريف بأحدث التطورات العلمية والتقنية في مجال الحاسب واستخداماته المختلفة باللغة العربية. وإتاحة الفرصة للباحثين لتطوير البحث العلمي في العالم العربي، عن طريق التقاء الخبراء وتوفير إمكانات التدريب على آخر التقنيات والمستجدات في مجالات استخدام الحاسوب، وموقع اللغة العربية في هذه المجالات.
أما المحاور والمواضيع التي ناقشها الأوراق والمشاركات، فهي كثيرة نذكر منها: المحتوى الرقمي العربي، معالجة المصطلحات العربية بالحاسوب، الإنترنت واللغة العربية، الطرق الآلية للتعامل مع النصوص العربية، الترميز للغة العربية باستخدام الحاسوب، تطبيقات الإنترنت باللغة العربية، المعالجة الصرفية للغة العربية باستخدام الإنترنت، التعليم الإلكتروني العربي، تجارب محلية في تطوير محتوى عربي على الإنترنت، مجتمع المعرفة واللغة العربية... إلخ.
بعد الجلسة الافتتاحية التي عقدت تحت عنوان: (تطوير المحتوى الرقمي)، انطلقت أعمال الندوة حيث عقدت عدة جلسات خلال يومين من فعاليات الندوة، قُدِّمت فيها مجموعة من الأوراق نذكر منها: مشاركة مدير عام شركة أنتل (من دول مجلس التعاون الخليجي) سمير الشماع الذي تحدَّث عن (التحول الرقمي)، حيث أشار إلى ما أحدثه ظهور الحاسب وتأثيره في تقدم المعرفة البشرية، وكذلك ظهور الإنترنت وانفجار ثورة المعلومات. كما أشار إلى بعض المشاركات والمواقع العربية في الإنترنت.
تحدَّث كذلك الباحث فوزي حراق عن نمذجة التنقيب عن اللغة العربية وتطبيقها على الحديث الشريف باستخدام لغة النمذجة الموحدة.
د. عبد المحسن الثبيتي تحدَّث عن استخدام ذخائر النصوص لاستخلاص المصطلحات المتخصصة. أما د. فهد العرابي الحارثي (عضو مجلس الشورى السعودي) فقد قدم ورقة بعنوان: (العرب والتقنية). كذلك قدم د. تركي العتيبي (جامعة محمد بن سعود الإسلامية) ورقة بعنوان: (إثراء المحتوى العربي على الإنترنت). الدكتور سعد الحاج بكري (جامعة الملك سعود) قدم ورقة بعنوان: (نحو خطة متكاملة للتفاعل المنشود بين اللغة العربية وتقنيات المعلومات). وكذلك قدم د. ياسر العنيزان (رئيس قسم أبحاث الترجمة الآلية بشركة آي بي إم) ورقة بعنوان: (أبحاث المعالجة الآلية للغة العربية بشركة آي بي إم) تحدَّث فيها عن آليات الترجمة المستخدمة في الشركة وآخر ما توصلت إليه الشركة في هذا المجال. كما قدَّم د. منصور الغامدي (من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) ورقة بعنوان: (مشكل المدينة الآلي للنص العربي).
كذلك شارك د. عبد الكبير حسين (من جامعة ماليزيا الإسلامية الدولية) بورقة تحت عنوان: (توحيد شفرة رومنة النصوص العربية). شاركت كذلك د. هند الخليفة (من جامعة الملك سعود) بورقة عن (ترميز اللغة العربية في مواقع الإنترنت). أما عبد الرحمن السلمان (من جامعة الملك سعود) فقد شارك بورقة بعنوان: (التعرف الضوئي على برايل العربي).
أما الدكتور خالد بن عبدالله المقرن (نائب وزير التربية والتعليم للبنات) فقد شارك بورقة بعنوان: (أهمية التعليم الإلكتروني في التقدم العلمي). الدكتور فيصل بن عبد الرحمن المعمر (المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز) شارك بورقة بعنوان: (تحديات وقضايا حوسبة فهارس الملك عبد العزيز العامة). كما شارك د. محمد عزمان شريف الدين بورقة بعنوان: (تحول المملكة إلى مجتمع معرفي».
أما الأوراق المقدمة في اليوم الثاني فقد ناقشت المواضيع والمحاور الأخرى التي اقترحها المنظمون لهذه الندوة الدولية.
الملتقى السابع عشر
لأجيال علماء الاجتماع
لمناقشة البحوث ورسائل الدكتوراه التي أنجزها عدد من طلبة الدراسات العليا في علم الاجتماع، من تونس والمغرب ولبنان والسودان، عقد الملتقى السابع عشر لأجيال علماء الاجتماع، وذلك في مدينة الحمامات بتونس بين 6 - 15 آب (أغسطس) 2006م.
في الجلسة الافتتاحية وتحت عنوان: (تقييمات عامة لمنهج التدريس والبحث السوسيولوجي) تحدث د. طاهر لبيب أستاذ علم الاجتماع بالجامعة اللبنانية ومدير المنظمة العربية للترجمة، فأشار إلى مسيرة الملتقى والبلدان العربية التي استضافته، ثم قدَّم خارطة طريق لأشغال الملتقى، أكد فيها أن الملتقى هو فرصة للالتقاء بين مختلف أجيال علماء الاجتماع، وبالتالي فعلى الباحثين أن يشتغلوا في جوٍّ من الصرامة المعرفية، لأنها من أهم شروط العقد العلمي التي تبرر انعقاد هذه الملتقيات.
أما الأستاذ فريدريك معتوق (مدير معهد العلوم الاجتماعية ببيروت) فقد أكد أهمية هذه اللقاءات لكل من الطلبة الجدد لعلم الاجتماع ولعلماء الاجتماع القدماء الذين شارف البعض منهم على التقاعد. أما الأستاذ محسن بوعزيزي منظم الملتقى فقد أشار إلى ضرورة النظر في الكثير من المفاهيم السوسيولوجية التي تغيَّرت أو أصبحت موضع السؤال والمناقشة.
في اليوم الثاني عقدت الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ محمد بوطالب، وكانت بعنوان: (الشباب والثقافة)، وقد تحدث فيها كل من شيراز الغانمي عن (الممارسات الثقافية لدى الشباب)، ومنال الكنزالي عن (الوسائط الحديثة للاتصال وتشكل الثقافات الفرعية لدى الشباب: دراسة سوسيولوجية بولاية المنستير)، ومنتهى بن قاسم عن (الشباب والعمل المؤقت بين الاندماج والإقصاء المهني والاجتماعي: دراسة حالة الشباب العامل في قطاع السياحة بالساحل).
في اليوم الثالث عقدت جلسة ثالثة تحت عنوان: (أدب وفن) وترأسها الأستاذ فايز الصباغ، وقد تحدَّث فيها كل من نسرين المقبلي عن (صناعة نجوم الفن العرب: تلفزيون الواقع مثالاً)، وكلثوم النفزي عن (لغة الصور المتحركة في عيون الطفل)، ولبابة صبري عن (الرؤية الكونية في روايات غسان كنفاني).
في اليوم الرابع عقدت الجلسة الرابعة تحت عنوان: (سوسيولوجية الأسرة)، وترأسها الأستاذ فريدريك معتوق، وقد تحدَّث فيها كل من غيدا ضاهر عن (تمثلات الحب في لبنان: دراسة سوسيولوجية)، ونور حويك عن (الزواج عبر الإنترنت في لبنان)، وشربل نصر عن (اللبناني وسيارته: مقارنة سوسيو-سيميائية).
في اليوم الخامس عقدت الجلسة الخامسة برئاسة الأستاذ ميخائيل سليمان تحت عنوان: (الدين)، وقد تحدَّث فيها كل من: عبد الحكيم أبو اللوز عن (الحركات السلفية في المغرب 1970 - 2003م: دراسة أنثروبولوجية سوسيولوجية»، ولارا يوسف عن (إسهام المؤسسات الدينية في التغيير الاجتماعي)، وسمية بن مختار عن (الإسلام المتلفز: الداعية مثالاً).
اليوم السادس عقدت جلسة سادسة ترأسها الأستاذ عبد السحباني وكانت بعنوان: (الاندماج الاجتماعي والمؤسسة)، وتحدث فيها أحمد العجلان عن (الاندماج الاجتماعي لسكان مدينة الثورة في محافظة الرقة)، وخالد عتيق عن (تدبير الموارد المائية بالعالم القروي وآثاره على التنمية بهضبة ابن سليمان)، وهدى عبد اللاوي عن (الأطباء والمرضى: البناء الاجتماعي للمرض والصحة، النموذج التنظيمي وسيرورة الاتصال داخل المؤسسة).
وقد استمرت فعاليات الملتقى لليوم الأخير حيث عرضت باقي المداخلات المقررة في هذا الملتقى.