شعار الموقع

متابعات وتقارير

قسم التحرير 2008-06-06
عدد القراءات « 823 »

 

مؤتمر:

«الشباب وتحالف الحضارات»

من أجل تعزيز ثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات، ولتفعيل مشاركة الشباب في هذا الحوار والتفاعل بين الحضارات، نظم في باكو عاصمة آذربيجان مؤتمر «الشباب وتحالف الحضارات» وذلك بين 1 - 2 نوفمبر 2007م.

شارك في فعاليات المؤتمر أكثر من خمسين دولة من العالمين العربي والإسلامي وافريقيا وآسيا وأوروبا. وقد افتتح المؤتمر بكلمة لحرم الرئيس الآذري السيدة مهريبان علييف، أشارت فيها إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في بلد تحترم فيه القوميات والديانات المختلفة ويتمتع فيه الجميع بحقوق متساوية. ثم أشارت إلى الظروف التي يعيشها العالم اليوم، والتي تتميز بغياب التفاهم والاحترام واتساع مظاهر الكراهية للآخر المختلف، مما يؤدي إلى اتنشار العنف وتقويض الاستقرار الاجتماعي، وهذا يتطلب التحرك السريع لتفعيل الحوار. كما أكدت على أن الهدف من تحالف الحضارات هو إقامة الحوار والاعتراف بالتنوع الثقافي والقيمي، وهنا يبرز الدور المهم للشباب، فهم القوة الاجتماعية القادرة على التغيير والتحول الإيجابي، لذلك لابد من توثيق الصلة بين الشباب عبر العالم وإشراكهم في أنشطة تحالف الحضارات.

الأمين العام لمنظمة الايسيسكو د. عبد العزيز التويجري أشار في كلمته إلى انشغال المجتمع الدولي بقضية تعزيز الحوار والتحالف بين الحضارات في الوقت الذي تزايدت فيه المخاطر جراء انتهاك القانون الدولي وتفاقم النزاعات وتفجرها في أكثر من بقعة في العالم وخصوصاً في العالم الإسلامي. وأضاف: في ضوء هذه الأجواء الإقليمية والدولية، انبثقت فكرة الحوار بين الثقافات والحضارات التي ما لبثت أن تبلورت في القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2001م السنة الدولية للحوار بين الثقافات والحضارات.

وأضاف التويجري: إن ضرورة الدفع في اتجاه تعميق مفهوم تحالف الحضارات، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش والاحترام المتبادل والاعتراف بالحق في الاختلاف والتنوع الثقافي والتعددية اللغوية والعرقية والتمايز الحضاري. وفي الأخير أمل د. التويجري أن يكون هذا المؤتمر فاتحة عهد جديد تتضافر فيه جهودنا المشتركة للعمل من أجل تعزيز ثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات من منطلق إيماننا بالرسالة الحضارية التي يحملها الإسلام إلى الإنسانية جمعاء.

كذلك تحدث في هذه الجلسة كل من الممثل الأعلى للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات جورج دمي سمبايو الذي طالب في كلمته بضرورة تعزيز المبادرات لتفعيل الحوار بين الحضارات والعمل على إزالة عوامل الكراهية والعداوة بين الشعوب والأمم.

أما حرم أمير دولة قطر الشيخة موزة بيت ناصر المسند، فقد أكدت في كلمتها على أهمية تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم لأنهم الفئة التي يعوّل عليها في تفعيل الحوار بين الثقافات. كما أشارت إلى التحديات التي تواجه الشباب وتمنعهم من القيام بأدوار فاعلة في مجتمعاتهم بما يخدم ثقافة السلام وحوار الحضارات.

تحدث كذلك في هذه الجلسة السيد علي ساركايا رئيس منتدى الشباب لتحالف الحضارات، فأشار إلى أن من أهم أسباب الخوف والكراهية بين الشعوب، الفجوة العميقة بين الدول الغنية والفقيرة، لذلك لابد من إقامة نظام عالمي جديد قائم على العدل والمساواة، وتشجيع الشباب على أخذ المبادرة لتحقيق أهداف البشرية في التعايش والتعاون.

بعد انتهاء فعاليات المؤتمر أعلن المشاركون ميثاق باكو للأجيال حول تحالف الحضارات. وعقدت جلسة ختامية لمناقشة توصيات المؤتمر.

أما بخصوص إعلان باكو فقد وافق المجتمعون على:

- التأكيد على البند الأول من تقرير المجموعة رفيعة المستوى لتحالف الحضارات والتأكيد على إنشاء حركة دولية للحوار بين الأجيال تحت مسمى شباب من أجل تحالف الحضارات، وقد كلف منتدى الشباب الإسلامي للتعاون والحوار الأعداد المسبق للمراجع المطبوعة والهيكل التنظيمي لتلك المبادرة.

- الطلب من حركة شباب تحالف الحضارات للتعاون الوثيق مع مجموعة تحالف الحضارات لضمان فعالية ونمو تلك الحركة.

- مطالبة مجموعة تحالف الحضارات بدعم الحركة وإنشاء لجنة قيادية لإدارة حركة تعتمد في عملها على المساواة والتمثيل المتكافئ بين ممثلي الشباب...

- التأكيد على أن مؤتمر مدريد القادم يقدم فرصة سانحة لكل الشباب وممثليهم لعرض أفكاره والأمل بأن تضع قمة تحالف الحضارات في اعتبارها كافة الاقتراحات اللازمة لإيجاد وتكوين آلية فعالة وشاملة لتطبيق الأهداف.

- التأكيد على أهمية حوار الثقافات في دعم السلام والتفاهم، والحاجة إلى خلق فرق أزمات للمناطق الساخنة بحيث تستجيب سريعاً للتحرك في مناطق نشوب النزاع بين الشباب.

أما توصيات المؤتمر فنذكر منها:

- الحاجة إلى تهدئة النزاعات والخلافات الثقافية.

- التأكيد على الإيمان بقيمة تحاور الثقافات والأديان وأهمية الحوار فيما بينها وكذلك بأهمية البرامج التعليمية والمعلوماتية.

- الرغبة في أن تلعب الحكومات والمنظمات غير الحكومية دورها على أكمل وجه في ترقية التفاهم الدولي وتحقيق الانسجام الثقافي العالمي بين المجتمعات والأعراق المختلفة، وذلك من خلال برامج تعليمية جيدة الاعداد تضم في إطارها التبادل الثقافي...

المؤتمر الإقليمي

(لتقويم منتصف العقد للتعليم للجميع في المنطقة العربية)

من أجل تقويم ما قامت به الدول العربية منذ سنة 2000م لتحقيق أهداف برنامج (التعليم للجميع)؛ نظمت منظمة الإيسيسكو بالتعاون مع مؤسسة قطر للتعليم «المؤتمر الإقليمي لتقويم منتصف العقد للتعليم للجميع في المنطقة العربية» وذلك في 19 شباط (فبراير) 2008م في الدوحة عاصمة دولة قطر.

شارك في المؤتمر بالإضافة إلى أعضاء في منظمة الإيسيسكو، عدد من وزراء التعليم والتربية في الدول العربية.

في الجلسة الافتتاحية تحدث رئيس مؤسسة قطر للتعليم د. عبد الله بن علي آل ثاني، عن تعاون المؤسسة في الجهود الرامية لتحقيق التعليم للجميع في حدود سنة 2015م كما هو مقرر في إعلان دكار سنة 2000م، ومشاركتها في القيم والمبادئ، وتوقع د. عبد الله أن يكون هناك مجتمع قوي يعتمد على المعلومات والاستثمار في التعليم والبحث العلمي.

تحدث كذلك في هذه الجلسة نائب رئيس مجلس الوزراء القطري عبد الله بن حمد العطية، الذي تساءل: أين نحن من أهداف مشروع «التعليم للجميع»، فحسب تقارير التنمية البشرية فإن هناك صعوبات في تحقيق هذا الهدف في أفق سنة 2015م.

وأضاف: إن جودة التعليم التي تعتبر المدخل إلى التنمية الحقيقية المستدامة وأساس الاقتصاد المعرفي، أعتقد أننا ما زلنا نبحث عن البوصلة التي تهدينا صوبها، مع علمنا القطعي بأنها ركيزة استيعاب التحديات الكونية التي تحوطنا.

أما المدير العام المساعد للتعليم في اليونسكو نيكولا بورنيت فقد طالب بفتح النقاش بين جميع الفعاليات لإزالة العقبات أمام تحقيق حلم التعليم للجميع سنة 2015م.

من جهته أشار المدير العام للأونيسكو كويشيرو ماتسورا إلى أن المنطقة العربية تتحرك في الاتجاه الصحيح، إلا أن التطور الذي تحرزه ليس بالسرعة الكافية لتحقيق أهداف برنامج التعليم للجميع. أما بالنسبة للمؤتمر فهو يشكل فرصة لوكالات الأمم المتحدة لتوحيد الجهود من أجل تأمين التعليم الأساسي، ولمعرفة كيفية ترجمة هذا الالتزام العالمي، كما يشكل فرصة لقويم ما قامت به الدول العربية منذ سنة 2000م وإلى الآن. وكذلك العمل على وضع استراتيجية لإدخال أعداد كبيرة من الأطفال إلى سلك التعليم ومعالجة معضلة التسرب، وكذلك زيادة الاهتمام بتعليم الفتيات لأنهن مازلن يواجهن خطر الاستبعاد من المدارس، فثلاثة من خمسة من الفتيات لم يلتحقن بالمدارس حتى سنة 2005م.

بعد الافتتاح عقدت الجلسة الأولى حيث تحدث فيها د. عبد المنعم عثمان مدير مكتب الأونيسكو الإقليمي في بيروت، فعرض (تقرير رصد التعليم للجميع: الرؤية العالمية)، كما تحدث عن أهم ما تحقق من تطورات في سبيل تحقيق التعليم للجميع، فأشار إلى التقدم الذي تحقق على المستوى العالمي في مجال التعليم الابتدائي، خصوصاً في الدول العربية وجنوب غرب آسيا وأفريقيا. والتعليم الابتدائي وإن كان قد تقدم ببطء منذ 1999م إلا أنه سجل تقدماً في عملية التكافؤ في التعليم بين الجنسين.

فحسب التقرير فقد ازدادت نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي في الدول العربية بنسبة 11% إلا أن ذلك حصل بوتيرة أبطأ بالمقارنة مع عقد التسعينات، أما نسبة التكافؤ بين الجنسين فقد بلغت في الدول العربية 50% في التعليم الابتدائي وفي التعليم الثانوي 35%. لكن هناك 6 ملايين طفل في الدول العربية خارج المدرسة (60% منهن فتيات). ومن أصل 51 بلداً حققت التعليم للجميع تقريباً هناك 10 دول عربية استطاعت أن تحققه. وقد خصصت غالبية الدول العربية التي توافرت بيانات بشأنها خمس إجمالي إنفاقها الحكومي على الأقل للتعليم في عام 2005م، كما تزايدت المعونات الخارجية لمصلحة الدول العربية بنسبة 54% للتعليم الأساسي منذ 1999م - 2000م.

أما على صعيد الاهتمام بالأمية فقد انخفض الاهتمام بمحو الأمية لذلك فقد ناهز عدد الأميين من الكبار في العالم العربي 57 مليوناً، كما تحتاج هذه الدول إلى 1,8 مليون معلم إضافي في التعليم الابتدائي بحلول 2015م...

تحدث في هذه الجلسة كذلك وزير التربية اللبنانية د. خال قباني فأشار إلى ما حققه لبنان في مجال التعليم للجميع، وكذلك تجاوزه لعدد من المشكلات مثل: الالتحاق المبكر بالمدارس ومشكلة المساواة بين الجنسين، لكن هناك مشاكل أخرى لا يزال قطاع التعليم في لبنان يعاني منها مثل: تعزيز نوعية التعليم، وتهيئة البيئة المدرسية المناسبة، من أبنية وتجهيزات، وكذلك توفير الهيئة التعليمية الكفوءة والملائمة.

أما الجلسة الثانية فقد خصصت لاستعراض الأهداف التعليمية وكيفية توسيع وتحسين الرعاية والتربية، وقد تحدث حول هذا الموضوع كل من السيدة ملك زعلوق وحجازي إدريس من منظمة الأونيسكو والدكتورة كرمى الحسن من الجامعة الأمريكية في بيروت.

كما تحدث كل من عبد المنعم أبو نوار من صندوق الأمم المتحدة للسكان وعماد ثروة مستشار منظمة اليونسكو، وزينة علي أحمد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن موضوع تعليم الفتيات، وسبب حرمان قطاع كبير منهن من التعليم.

بعد ذلك انطلقت المناقشات لما ورد من آراء وأفكار وإحصائيات وتقارير.

ثم بعد ذلك نظمت مجموعة من الطاولات المستديرة، حيث ناقشت الطاولة الأولى مشكل الأطفال خارج المدارس وكيف يصل التعليم إليهم. وناقشت الطاولة الثانية قضية إعداد المعلمين، في حين عالجت الطاولة الثالثة مشكلة التكافؤ والمساواة بين الجنسين.

وأخيراً ناقشت الطاولة الرابعة موضوع التخطيط والإدارة واستراتيجيات التعليم للجميع...