شعار الموقع

هذا العدد

هيئة التحرير 2009-04-10
عدد القراءات « 702 »

 

العدالة هي الناموس العام والإطار الأكبر الذي يحتوي كل الفضائل والضرورات الدينية والدنيوية. والحرية لا تنمو في واقع إنساني بعيد عن مقتضيات ومتطلبات العدالة.. إذ إن الظلم وهو نقيض العدالة، حينما يسود في أي واقع اجتماعي، فإنه يزيد من إفساد الحياة العامة، ويحول دون المساواة والحرية وكل الفضائل الإنسانية. فالظلم هو البوابة الكبرى لكل الشرور والرذائل، كما أن العدالة هي بوابة كل الحسنات والفضائل. ولذلك جاء في الحديث الشريف أن «العدل رأس الإيمان، وجماع الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان».

ولو تأملنا قليلاً في مضامين الحرية الإنسانية، نجدها مفردات جوهرية في مفهوم العدل والعدالة. فلا مساواة مع ظلم، لذلك فإن طريق المساواة هو أن يعدل الإنسان مع نفسه ومع غيره. كما أنه لا حقوق محترمة ومصانة للإنسان إذا كان الظلم هو السائد، لأنه بوابة انتهاك الحقوق. لذلك فإن طريق صيانة الحقوق، هو إحراز العدالة بكل مستوياتها وجوانبها.

ومواد هذا العدد، لا تخرج عن هذا النطاق.. فالبناء الأسري السليم، لا يمكن أن يتحقق دون العدالة، كما أننا بحاجة أن نقرأ المذاهب الإسلامية بكل مدارسها على قاعدة العلم والموضوعية والعدالة..

فالتقريب كمفهوم لا يمكن أن ينجز بين مختلف المدارس الفقهية والكلامية والفكرية دون العدالة، التي لا تفتئت على أحد، ولا تلصق التهم جزافاً بأحد..

فالكلمة الأولى جاءت بعنوان «دور الدين في تمكين البناء الأسري» وهي من الدراسات المتميزة على صعيد التأصيل ومعالجة الشأن الأسري..

والإطلالة التاريخية لم تغب في هذا العدد، فهناك دراستان: الأولى بعنوان «الزيدية علامات وأفكار» والأخرى «ابن رشد الراهن والمستقبل».

ولكي يكتمل عقد هذا الاهتمام، هناك دراسة متميزة عن عطاء ورؤية أحد أعلام الأمة حول مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية. فجاءت الدراسة بعنوان «سؤال التقريب بين المذاهب عند محمد تقي القمي».

إضافة إلى مشاركات وأبحاث أخرى، توزعت على أبواب المجلة الثابتة. ونأمل أن يكون هذا العدد إضافة.

والله الموفق.