شعار الموقع

مؤتمر: الشيخ محمد الطاهر بن عاشور

قسم التحرير 2010-02-04
عدد القراءات « 722 »

 

وقضايا الإصلاح والتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر: رؤية معرفية ومنهجية

الرباط ( المغرب) 2-3 مايو 2009م

بالتعاون مع شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، نظّم المعهد العالمي للفكر الإسلامي في العاصمة المغربية الرباط، مؤتمراً دوليًّا عن: «الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وقضايا الإصلاح والتجديد في الفكر الإسلامي المعاصر: رؤية معرفية ومنهجية» وذلك بين 2-3 مايو 2009م.

شارك في المؤتمر عدد من المفكرين والكتّاب والأكاديميين من الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ويهدف المؤتمر إلى إعادة قراءة تراث الشيخ ابن عاشور ومؤلفاته للكشف عن ملامح التجديد في فكره، والقضايا التي استحوذت على اهتمامه، ومنهجه في الإصلاح والتغيير والتجديد والنهضة.

وقد قدمت في المؤتمر (22) ورقة وبحثاً ناقشت مجموعة من المحاور نذكر منها:

- النزعة الإصلاحية التجديدية في فكر الشيخ ابن عاشور.

- منهج ابن عاشور في التعامل مع القرآن والسنة النبوية.

- ابن عاشور وجهوده في مجال مقاصد الشريعة.

- ابن عاشور وإصلاح النظام التعليمي ومناهجه.

انطلقت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية ترأّسها د. خالد الصمدي (رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية - المغرب)، وتحدّث فيها كل من د. محمد المختاري (عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط) الذي أشار في كلمته إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر، كما ثمّن العلاقة بين كليته والمعهد العالمي للفكر الإسلامي.

أما د. عبد الحميد أبو سليمان (رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي)، فتحدث عن المعهد وأهدافه وجهوده في مجال التجديد وإصلاح مناهج الفكر الإسلامي.

أما رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس د. العربي بوسلهام فقد رحّب في كلمته بالمشاركين في المؤتمر، كما أشار إلى جهود الجامعة في مجال البحث العلمي وأنشطتها العلمية المشتركة.

وقدّم د. محمد بلبشير (مؤسس شُعب الدراسات الإسلامية بالمغرب)، في هذه الجلسة محاضرة بعنوان: «ماهدون من المغرب العربي في النصف الأول من القرن العشرين»، تحدّث فيها عن جهود الرواد الثلاثة في الإصلاح والنهضة في المغرب العربي وهم: الشيخ ابن عاشور والشيخ عبدالحميدبن باديس وعلّال الفاسي، ومجالات اهتمامهم المشتركة، وكيف أنهم جميعاً سلكوا طريق الإحياء والتجديد والتشجيع على الاجتهاد والدعوة إلى التحرر من الاستعمار لإنجاز النهضة العربية والإسلامية، كما أشار إلى جهودهم المهمة في الاعتناء باللغة العربية وإصلاح التعليم في كل من القرويين والزيتونة ومعاهد العلوم الشرعية.

انطلقت بعد ذلك أعمال المؤتمر بجلسة أولى ترأّسها د. فتحي ملكاوي (المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي)، وقد قدّم فيها في البداية د. عمار الطالبي (أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الجزائر) ورقة بعنوان: «التجديد عند الشيخ الطاهر بن عاشور»، كشف فيها عن جهود الشيخ ابن عاشور في مجال تجديد المنهج الفقهي، وما أضافه في كتابه «مقاصد الشريعة الإسلامية».

الورقة الثانية قدّمها د. العروسي المزيوي (مدير المعهد العالي لأصول الدين بتونس) بعنوان: «مدى إسهام البحث العلمي بتونس في تجلية فكر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور»، تحدّث فيها عن الاهتمام العلمي الذي لقيه فكر وتراث ابن عاشور في تونس، والعلوم التي ركّزت عليها البحوث التي تناولت تراثه، مثل علوم القرآن والحديث والفقه، وعلم الكلام واللغة العربية، وقد تجاوزت هذه البحوث (50) بحثاً، كما رصد الكاتب عدداً من مقالات ابن عاشور الصحفية.

تحدّث في هذه الجلسة كذلك د.صادق كرشيد (أستاذ علوم القرآن والحديث والسيرة بجامعة الزيتونة) عن: «المنزع العقلي عند محمد الطاهر بن عاشور» فكشف عن تجليات ومصاديق هذا المنزع العقلي في فكر وتراث ابن عاشور، وخصوصاً في مجال إصلاح التعليم، وتجديد مناهج التفسير، ومراعاة الواقع والمصلحة عند إصدار الفتوى... إلخ.

كما قدّم د. علي جمعة الرواحنة (من قسم الفقه وأصوله، بجامعة آل البيت بالأردن) ورقة بعنوان: «المكافحة المنهجية عند ابن عاشور لفساد المجتمع ومجالات الإصلاح والتجديد»، كشف فيها عن هذه المنهجية وكيف واجه ابن عاشور مظاهر الفساد في المجتمع.

الجلسة الثانية

ترأّس هذه الجلسة د. العروسي المزيوي، وتحدّث فيها في البداية د. عبدالمجيد النجار (الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث) عن: «المنحى التطبيقي في مقاصد ابن عاشور»، حيث كشف عن الأهمية التطبيقية للمقاصد عند ابن عاشور، كما أشار إلى فرضية أن يكون الدافع لابن عاشور للكتابة في مقاصد الشريعة هو «الاستعمال التطبيقي للمقاصد»، كما أكّد الباحث على أهمية تفعيل البحث في مجال المقاصد ودور هذا البحث في تنشيط العقل الاجتهادي... إلخ.

الورقة الثانية، في هذه الجلسة قدمها د. إسماعيل الحسني (أستاذ مقاصد الشريعة والفقه المعاصر في جامعة مراكش بالمغرب)، وجاءت تحت عنوان: «الامتداد الزمني للمصالح في الفكر المقاصدي للإمام ابن عاشور: من البعد الاعتقادي إلى الوجهة التدقيقية»، تحدّث فيها بالتفصيل عن الامتداد الزمني للمصالح الشرعية، انطلاقاً من مفهوم المصلحة في الإسلام، وبعديها الدنيوي والأخروي.

أما الأستاذ محمد المنتار (رئيس تحرير موقع الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب)، فقد تحدّث عن: «استمداد المقاصد وشروط اعتبارها عند الطاهر بن عاشور: رؤية منهجية معرفية»، أشار فيها إلى ما يميز رؤية ابن عاشور عن الشاطبي في النظر إلى بعض قضايا المقاصد خصوصاً في مضانِّ استمدادها وشروط اعتبارها خصوصاً، فقد حصرها ابن عاشور في شروط هي: الثبوت، الظهور، الانضباط، الاطراد، والإطلاق، بالإضافة إلى العموم والشمول وعدم النسخ.. إلخ، كما ناقش مسألة التي تعرف بها مقاصد الشريعة...

الجلسة الثالثة

ترأّسها د. أحمد الريسوني (أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه في شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس سابقاً)، وتحدّث فيها في البداية د. جمال الدين دراويل (رئيس تحرير مجلة «الحياة الثقافية» الصادرة عن وزارة الثقافة التونسية) عن: «الاتجاه المقاصدي لدى الأستاذ الإمام ابن عاشور: دلالته واستحقاقاته»، حيث أشار إلى أن التوجّه المقاصدي لدى ابن عاشور ينطلق من خلفية نقدية للعقل الفقهي القديم، وأن هدفه هو تطوير وتفعيل الاجتهاد التشريعي باعتباره المدخل للنهضة الحضارية، كما أشار الكاتب إلى أن جهود ابن عاشور في المجال المقاصدي قدمت معالجة علمية لإشكالية الاختلاف والتناقض بين النص والواقع.

تحدّث في هذه الجلسة كذلك د. مبارك أخرضيض (من جامعة القرويين ومسؤول إداري بولاية أغادير - المغرب) عن: «الإمام المجدد الناقد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وإشكالية قطعية أصول الفقه: قراءة في كتابه مقاصد الشريعة»، حيث أشار إلى جهود ابن عاشور لتأسيس علم أصول الفقه مبني على القطع أو الظن القريب منه، كما كشف عن المنطلقات والأسس التي اعتمدها ابن عاشور لإثباث ظنية أصول الفقه، وآلياته الجديدة لتطوير الاجتهاد المقاصدي...

رئيس قسم الدراسات العامة بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية بماليزيا، د. نعمان جغيم، قدّم ورقة بعنوان: «فقه السنة النبوية عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور»، كشف فيها عن المنهج التحقيقي لابن عاشور في تعاطيه مع السنة الشريفة، من خلال كتبه: (كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا)، و (النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح). كما قدّم الكاتب نماذج تطبيقية لتطبيق منهج ابن عاشور في نقد المتن في عدد من الروايات والأحاديث.

الورقة الرابعة في هذه الجلسة قدمها د. سليمان الشواشي (أستاذ محاضر في أصول الدين بجامعة الزيتونة بتونس) بعنوان: «موقع ابن عاشور في الفكر الإصلاحي الحديث»، تساءل فيها هل ابن عاشور امتداد للحركة الإصلاحية التونسية التي تزعمها خير الدين التونسي وغيره، أم أنه متأثر أكثر بمدرسة الأفغاني وعبده الإصلاحية المصرية، وما هي سماته الإصلاحية الخاصة؟ وقد خلص الباحث إلى أن ابن عاشور استطاع ان يستفيد من المدرستين التونسية والمصرية ومزج بينهما في حركته الإصلاحية؟؟

الجلسة الرابعة

ترأّس هذه الجلسة د. عبد المجيد النجار وتحدَّث فيها في البداية د. صحراوي مقلاتي (أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والإسلامية بجامعة باتنة في الجزائر) عن: «تأصيل القيم العالمية الكبرى عند الشيخ محمد الطاهر بن عاشور»، أكد فيها أن الدقة العلمية لدى ابن عاشور واجتهاداته في مجال تأصيل المفاهيم والقيم الإنسانية مثل الحرية والعدالة والمساواة والحوار والتسامح، جعلت منه شخصيةً وحدويةً ورائداً من رواد الإصلاح في الأمة.

الورقة الثانية في هذه الجلسة قدمها د. محمد همام (مسؤول إداري بولاية أغادير) وجاءت بعنوان: «نقد مقصد الحرية في فكر محمد الطاهر بن عاشور»، أكد فيها اهتمام ابن عاشور بمقصد الحرية ما جعله من الشخصيات الفكرية التي انتبهت مبكراً لدور الحرية في تنمية الإنسان، وبالتالي أهمية كونها من أهم مقاصد الشريعة.

تحدّث كذلك في هذه الجلسة د.إسرار أحمد خان (عالم هندي وأستاذ في قسم القرآن والسنة في الجامعة الإسلامية بماليزيا) عن: «نظم القرآن ومنهج ابن عاشور: دراسة تقويمية»، كشف فيها عن منهج ابن عاشور في التعاطي مع النظم القرآني، كما عرض بعض النماذج على ذلك، من خلال تفسيره التحرير والتنوير.

الجلسة الخامسة

ترأّس هذه الجلسة د. عمار الطالبي (أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الجزائر)، وتحدّث فيها د. عبد الرحمن العضرواي (أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه الإسلامي بجامعة السلطان مولاي سليمان – بني ملال المغرب) عن: «أسئلة الإصلاح وأجوبة المقاصد في سلفية الطاهر ابن عاشور».

أما د. بدران بن لحسن (أستاذ محاضر بقسم الفلسفة بجامعة باتنة في الجزائر) فقد قدّم ورقة بعنوان: «ابن عاشور وإعادة الاعتبار للقول الكلي في الفكر الإسلامي»، كما قدم د. خالد الطرودي (باحث في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن) ورقة بعنوان: «المقاصد التربوية من إصلاح التعليم في فكر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور».

وأخيراً تحدث في هذه الجلسة د.محمد عبد الفتاح الخطيب (مدرس اللغويات والفكر الإسلامي بجامعتي الأزهر والإمارات) عن: «فهم النص وإشكالية التأويل عند محمد الطاهر بن عاشور: قراءة في مقدمات تفسيره».

الجلسة الختامية

وترأّسها د. فتحي ملكاوي، حيث فسح في المجال للمشاركين في المؤتمر لإبداء آرائهم في المؤتمر وما قُدِّم فيه من أوراق وبحوث.. وقد ركّزت التوصيات على ضروروة استلهام الدروس من تجربة الشيخ ابن عاشور الإصلاحية وخصوصاً في مجال تجديد مناهج العلوم الدينية، كما طالب المشاركون بتشجيع الأبحاث حول هؤلاء الأعلام والشخصيات المتميزة التي أغنت حركت الأصلاح والتجديد في العالمين العربي والإسلامي...

المؤتمر الوطني الأول «للأمن الفكري: المفاهيم والتحديات»

لمناقشة أهمية الأمن الفكري في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، وكيف يمكن مواجهة العولمة والغزو الفكري الغربي، ومواجهة ظواهر الغلو والإرهاب، نظَّم كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز في جامعة الملك سعود «المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري: المفاهيم والتحديات»، وذلك في مدينة الرياض بين 23 - 25 جمادى 1430 - الموافق 17 - 19 أيار (مايو) 2009م.

شارك في المؤتمر عدد كبير من المفكرين والأكاديميين والكُتَّاب من العالم العربي وعدد من الدول الإسلامية.

أما الأهداف العامة للمؤتمر فهي الدعوة إلى تعزيز معاني الوسطية، وتنمية قيم التسامح الإسلامي، ونشر ثقافة الحوار ونبذ العنف... أما الأهداف الخاصة فهي حسب المنظمين للمؤتمر تتلخص في:

1- تأصيل وتحرير مفهوم الأمن الفكري وفق الضوابط العلمية، ومناقشة إشكالات المفهوم وطرح البدائل المقترحة.

2- التركيز على تشخيص وتحليل التحديات والمعوقات التي تواجه الأمن الفكري.

3- رصد الجهود المتنوعة الساعية إلى معالجة مشكلة الأمن الفكري وتقويمها علميًّا.

4- الوصول من خلال مشاركات المؤتمر إلى توصيات عملية لتحقيق الأمن الفكري المنشود...

ناقش المؤتمر قرابة (24) ورقة في أربع جلسات، حيث ناقشت كل جلسة محوراً معيناً.. ففي الجلسة الأولى ناقشت الأوراق: بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي، وفي الجلسة الثانية نوقشت المعالجات الفكرية والثقافية للأمن الفكري، أما الجلستين الثالثة والرابعة فناقشتا: الأمن الفكري: تأصيل المعالجات الشرعية، والأمن الفكري: الجهود والمبادرات الشرعية...

بعد الجلسة الافتتاحية، انطلقت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى التي ترأّسها د. محمد العقلا (مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، وتحدث فيها في البداية د.عبد الرحمن اللويحق (الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود) عن «بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي: مفهوم الأمن الفكري أنموذجاً»، حيث تحدث عن أهمية المفاهيم ودورها في بناء المعرفة وكذلك أهميتها في الصراع الفكري والحضاري، مطالباً كرسي الأمير نايف بتبني مشروع لبناء المفاهيم على ضوء الإسلام، والاهتمام بالتفاصيل في هذا البناء للنظريات وخصوصاً نظرية الأمن الفكري في الإسلام، ورصد جميع مداخل الخلل والانحراف الفكري سواء كان مصدرها داخليًّا أو كانت وافدةً من الخارج، لأن ذلك يصبُّ في حماية الأمن الفكري والاجتماعي للمجتمع الإسلامي.

الورقة الثانية في هذه الجلسة قدّمها د. إبراهيم الفقي (أستاذ الجغرافيا السياسية المساعد في معهد الدراسات الدبلوماسية)، وكانت بعنوان: «الأمن الفكري: المفهوم، التطورات، الإشكاليات»، أشار فيها إلى أهمية الأمن الفكري في حماية الإنسان والمجتمع من الانحراف والإرهاب، كما تحول دون الانجرار نحو الجريمة والعنف.. ثم طالب بضرورة تحديد المخاطر الأمنية، وأسباب الفوضى الفكرية والفتوائية، والعمل على نشر ثقافة الحوار في المجتمع، والتحذير مما تبثه الفضائيات والإنترنت من أفكار مضللة ومنحرفة، ومواجهة ذلك بأساليب علمية فاعلة.

ثم تناولت الكلمة د. إيمان عزمي (محاضرة بكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك سعود) فقدمت ورقة بعنوان: «مفهوم الأمن الفكري بين المحددات العلمية والإشكالات المنهجية المعاصرة»، أشارت فيها إلى وجود ثلاثة محدادت للأمن الفكري وهي: المحددات العقلية والنفسية والشخصية.. أما الحماية الفكرية فلها فرعان هما: الحماية الذاتية ويحققها الدين الإسلامي من خلال تعاليمه الرحيمة والسمحة، والفرع الثاني الحماية المؤسسية، من خلال تكاتف مؤسسات المدرسة والبيت والمسجد والجامعة ومؤسسات العمل.

الورقة الرابعة في هذه الجلسة قدمتها د. هيا آل الشيخ (أستاذة العقيدة بكلية التربية في جامعة الملك سعود) بعنوان: «مكونات مفهوم الأمن الفكري وأصوله)، أشارت فيها إلى المخاطر والآثار السلبية للانحراف والتطرف الفكري، من قبيل الغلو في الدين، وتوجيه الانتقادات السياسية عبر وسائل الإعلام دون مراعاة مخاطر، ذلك والتعصب للرأي وعدم الاعتراف بآراء الآخرين، واستثارة عواطف الشباب بالحديث عن الجهاد دون ضوابط، كل ذلك يتطلب وجود جهات رسمية لمواجهته وضبطه في إطار سياسة إعلامية وفكرية وسطية واضحة لحفظ الأمن الفكري والاجتماعي.

الدكتور إبراهيم شوقار (من الجامعة الإسلامية في ماليزيا) قدّم ورقة بعنوان: «الأمن الفكري وأسسه في السنة النبوية»، تحدّث فيها عن أهمية الأمن الفكري في ظل المتغيرات الدولية والعولمة الثقافية وسهولة انتقال الأفكار والأيديولوجيات عبر العالم، لذلك لابد من البحث في السنة عن الأسس والقواعد التي تساعد على تحقيق الأمن الفكري للمجتمع.

أما الورقة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت بعنوان: «الأمن الفكري في ضوء متغيرات العولمة».

الجلسة الثانية ترأّسها د. بندر العيبان (رئيس هيئة حقوق الإنسان)، وتحدّث فيها في البداية د. سعيد الصيني عن «الأمن الفكري وأنظمة الدولة»، حيث أشار إلى العوامل التي تؤثر في الأمن الفكري وطبيعة التشريعات والأنظمة المنظمة والمساعدة على تحقيق هذا الأمن، مؤكداً أن مؤسسات السلطة هي التي تتحكم في تحديد درجة حرية التعبير التي يُسمح بها للأفراد في إطار الأنظمة والقوانين الموضوعة.. وبالتالي فهي القادرة على ضبط هذا الأمن وتوجيهه بما يخدم الأفراد والمجتمع، لكن بشرط التواصل بين المواطنين والموظفين الحكوميين وتيسير عملية تقبل الشكاوى، وأن تقوم وسائل الإعلام بدورها في هذا المجال.

الدكتور عبد العزيز الصاعدي تحدّث عن «دور الحرية في حماية الفكر والتفكير وتعزيز التحصين الذاتي في الأمن الفكري» فأكد أهمية الحريات العامة باعتبارها من حقوق الفرد والمجتمع، والأرضية التي ينمو ويتفتح فيها الفكر ومن خلال هذه الحريات يمكن توجيه الفكر نحو الصواب والرشد، لذلك طالب الكاتب بنشر ثقافة الدفاع عن الحريات العامة، كي تصبح مطلباً اجتماعيًّا، من خلاله يمارس المجتمع حريته في التفكير بما يحفظ أمنه ويمكنه من معالجة كل الانحرافات التي قد تطرأ على المجتمع بقناعة تامة بهذه الحرية الفكرية وبالأمن الفكري معاً.

الورقة الثالثة في هذه الجلسة قدمها الأستاذ عبد الرحمن الحاج بعنوان: «الفكر بوصفه قضية أمنية: الأمن الاجتماعي والحرية الفكرية في المجتمعات المسلمة»، أشار فيها إلى الفرق بين الأمن الفكري المتعلق بالفرد والمتعلق بالمجتمع، مؤكداً أن الأمن الفكري للمجتمع يتطلب تضافر جهود مؤسسات وهيئات كثيرة وإجراءات قانونية متعددة، والعمل على بناء استراتيجيات أمنية في مجال الفكر والثقافة، ووضع آليات لمواجهة المخاطر المتنوعة التي تهدد الأمن الفكري، لذلك طالب الباحث بضرورة تشجيع البحث في هذا المجال لتطوير العمل والتفكير في وضع هذه الاستراتيجيات.

كما قدّم في هذه الجلسة الأستاذ محمد جماعة ورقة بعنوان: «التعددية الثقافية ومفهوم الهوية المتعددة الأبعاد»، أكد فيها أن المشكل الذي تقع فيه بعض الحركات الإسلامية هو الانتقائية في فهم وتطبيق المفاهيم الدينية، وقدّم على ذلك مثال تنظيم القاعدة والذي في نظره وبالرغم من أنه يثير أحاسيس الرهبة الممتزجة بالرعب والكراهية في الغرب، فإنه يثير في الوقت نفسه كثيراً من الحيرة والمشاعر المتناقضة في العالم الإسلامي؛ نظراً لاعتماده على مفاهيم ومصطلحات مشتركة لا إشكال فيها من الناحية الشرعية لو أخذت في سياقها وبمفهومها السليم وفي إطار علاقتها ببقية المصطلحات والمفاهيم الإسلامية، وتوظيفها بشكل إنتقائي لتبرير الصراع الذي يقوده في العالم على وجهات مختلفة.

ولمواجهة فكر هذا التنظيم يجب التركيز على نقد التأسيسات الفقهية للخروج على الحكام وقتل المدنيين وتقسيم الديار إلى دار إسلام ودار حرب... إلخ كما وردت في كتب القدامى، وكذلك مراجعة الكتابات الجهادية السلفية المعاصرة، وإعادت النظر في الظروف الواقعية والموضوعية التي تساعد هذه الحركات على القيام بهذه الأفعال.

أما د. ممدوح صابر (أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة المنيا - مصر) فقد قدّم ورقة بعنوان: «الأفكار اللاعقلانية»، طالب فيها بدعم وتنمية التفكير العقلاني لدى الشباب عن طريق المناهج الدراسية، وكذلك إنشاء مراكز للإرشاد النفسي والتربوي والديني في الجامعات لتطوير التفكير العقلاني وتحقيق الوقاية والحماية من التفكير اللاعقلاني.

الورقة الأخيرة في هذه الجلسة قدّمها د. خالد الشنيبر (من جامعة الملك سعود) بعنوان: «الأمن الفكري في ظل مبادئ حقوق الإنسان»، أشار فيها في البداية إلى العلاقة بين الحديث عن الأمن الفكري والإرهاب، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب أصبحت مطلباً دوليًّا لكن يبقى أن الإشكال يتمحور في موقف الثقافات المتعددة من تصنيف الأمور الفكرية التي تحتاج إلى حماية من المجتمع.. كما أن هناك إشكالاً في الاختلاف بين مبادئ حقوق الإنسان في المواثيق الدولية والحقوق في الشريعة الإسلامية.

الجلسة الثالثة ترأّسها وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ وتحدّث فيها د. عبدالله الغملاس (من كلية الملك عبد العزيز الحربية) عن «النصوص الشرعية المتشابهة وأثر الغلط في فهمها على الأمن الفكري»، أشار فيها إلى خطورة تفسير وفهم مجموعة من النصوص المتشابهة فهماً عامًّا واستغلال هذا التفسير والفهم لتبرير ممارسات عنفية، مؤكداً أن هذه التفاسير المغلوطة هي التي تقف وراء زعزعة الأمن الفكري للمجتمع وتهدد تماسكه.. كما طالب الكاتب بضرورة تدريس مصطلحات الجهاد في المقررات الدراسية لتوضيحها ودفع التفاسير الخاطئة عنها كي يعرفها الجيل الشاب فيفهم الجهاد على حقيقته وبذلك نحمي هذا الجيل من التنظيمات التي تستغل جهل الشباب بهذه المفاهيم الدينية فتورطهم في أعمال إجرامية.

أما د. عبد الله الجيوسي (من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك بالأردن) فقد قدّم ورقة بعنوان: «الأمن النفسي في القرآن الكريم»، أكد فيها على التلازم بين الأمن الفكري والصحة لدى الإنسان وأن الإسلام أعطى للإنسان الحرية كي يمارس تفكيره الحر لكي يتوصل إلى الحقائق، في نفسه وفي الكون والآفاق، وهذه الحرية عندما تمارس بشكل إيجابي تكون ضماناً للرشد والبعد عن الانحراف ومن ثم يحقق الإنسان أمنه المطلوب.

د. مشرف أحمد الزاهراني (أستاذ مساعد لعلوم التفسير بجامعة الملك سعود) قدّم ورقة بعنوان: «تحديات الأمن الفكري في صدر الإسلام»، دعا فيها إلى الاستفادة من التجارب الماضية في مواجهة أي انحراف فكري، كما طالب بضرورة تدريس السنة النبوية والرد على الأفكار المنحرفة والتعريف بأصحابها...

أما د. عبد الرحمن علوش (من جامعة جازان) فقد تحدّث عن «فقه الائتلاف وأثره في تحقيق الأمن الفكري»، وطالب بضرورة أن يتم تدريس هذه المادة والتأصيل لفقه الائتلاف، وأن يصبح مادة مقررة في المعاهد والجامعات، وأن تشرف على هذا المشروع رابطة العالم الإسلامي ووزارات الشؤون الإسلامية وغيرها من المؤسسات التعليمية الفاعلة، فهذا المشروع هو الكفيل بتحقيق الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية.

من جهته تحدث د. عبد اللطيف الحفظي (أستاذ العقائد بجامعة الملك خالد) عن «استثمار مسائل الاعتقاد في حماية الأمن الفكري»، حيث دعا إلى ضرورة التعاون بين الجهات الأمنية والمؤسسات العالمية والدينية لحفظ الأمن الفكري داخل المجتمع.

أما د. حامد الجدعاني فقد قدّم ورقة بعنوان: «السياسة الشرعية في مواجهة الأفكار الهدامة»، طالب فيها بضرورة إنجاز مشروع وطني لحماية الأمن الفكري وتعزيزه، وأن يتم تدريسه وجعله مقرراً في جميع المعاهد.

الجلسة الرابعة في هذا المؤتمر ترأّسها الشيخ عبد العزيز الحمين، وتحدّث فيها د.سعد العريفي عن «دور هيئة كبار العلماء في تعزيز الأمن الفكري».

ثم تحدّث د. عبد الله السهلي عن «جهود الشيخ عبد العزيز بن باز في تعزيز الأمن الفكري».

أما د. سهل العتيبي فقد قدّم ورقة بعنوان: «دور خطبة الجمعة في تعزيز الأمن الفكري»، قدّم فيها بعض المقترحات والتوصيات التي تجعل الخطباء يستفيدون من هذه الخطبة في المساعدة على تحقيق الأمن الفكري داخل المجتمع.

أما د. محمد اليمني فتحدث عن «الأمن الفكري في مناهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية»، حيث قدّم مجموعة من المقترحات وطبيعة هذه المناهج والمواضيع التي يجب التركيز عليها لتحقيق الأمن الفكري.

وأخيراً تحدث د. هاشم الأهدل عن أهمية «تعزيز الأمن الفكري في مؤسسات المجتمع المدني السعودي»، ودور الدولة في دعم الأنشطة الحوارية والعلمية، البعيدة عن الغلو والتطرف...