شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
المسألة الثقافية بكل مكوناتها النظرية، ومتوالياتها المعرفية، ومقارباتها المنهجية، هي رصيدنا الفعلي في مجلة الكلمة، ويأتي هذا العدد لنواصل معكم سعينا الحثيث نحو تقديم رؤى متجددة في الوعي بمسألتنا الثقافية، وضخها بالمزيد من المقاربات الموضوعية في شتى مجالات تلك المسألة، والذي يأتي على رأسها في هذا العدد، الملف الذي أعده من المغرب الزميل الباحث الأستاذ إدريس هاني، حول علم المستقبل والمستقبليات، والذي قدم إليه بمقاربة نقدية جاءت بعنوان: بمثابة تقديم لملف مستقبل المستقبليات: ماضي المستقبل، واحتوى الملف على ثلاثة حورات مع ثلاثة مفكرين وهم: المهدي المنجرة، ومحمد بالريش، من المغرب العربي، وجاء الحوار الثالث مع المفكر المصري السيد ياسين.
أما المشاركات في هذا الملف فجاءت لكل من الباحث الأستاذ سعيد الركراكي تحت عنوان: موقع المدرسة بين سؤال الحقيقة وشرعنة إعادة الإنتاج، وشاركت الباحثة الأستاذة نجاة مكاوي فقدمت ورقة بعنوان: الجامعة العربية في قلب الاستراتيجيات التنموية، كما قدم الباحث الأستاذ هشام الميلوي بحثاً بعنوان: رؤى مستقبلية، وشارك في هذا الملف أيضاً زميلنا الباحث الأستاذ ذاكر آل حبيل بورقة حملت عنوان: المستقبل والمستقبلية.. التشكل والبناء والاستهداف.
وفي هذا العدد أيضاً أضفنا عودة ـ نتمنى أن تكون موفقةـ لباب كنا قد أوليناه سابقاً اهتمامنا الخاص وهو باب رسائل جامعية حيث نعرض ملخصاً موضوعياً لرسائل جامعية منجزة، على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه، فقدمنا رسالة للأستاذ عبدالعالي معزوز، جاءت بعنوان: الحداثة الاستطيقية عند تيودور أدورنو، كما نواصل تقديم ترجمة أخرى في باب ترجمات، حملت عنوان: هل يمكن الحديث اليوم عن الحضارات.
كما تضمن العدد دراسات وأبحاثاً عنت بموضوعات، لامست على مستوى الاهتمام مقرباتها الموضوعية في الشأن الثقافي والمعرفي، لتقدّم رأياً إضافياً متجدداً، فقد قدّم الدكتور عبدالهادي الفضلي بحثاً بعنوان: إنشاء العقد بالكتابة، وقدّم رئيس التحرير الأستاذ زكي الميلاد بحثاً بعنوان: نظرية الثقافة عند مالك بن نبي، كما ناقش الأستاذ محمد المحفوظ مدير التحرير في باب رأي ونقاش، مسألة المواطنة وقضايا الانتماء الوطني، وقدم إلينا الباحث المغربي محمد مراح بحثاً جاء بعنوان: نحو رؤية إسلامية لتعارف الحضارات، فيما قدم إلينا الباحث عمارة بحثاً قيماً عن فلسفة التأويل (الهرمينوطيقا)، جاء بعنوان: الهرمينوطيقا مقاربة في المفهوم.
إلى جانب كل ما تقدم ذكره، حافظ هذا العدد على جوانب الجدة والإضافة في أبوابه الثابتة، آملين أن نكون قد قدمنا لكل من يتواصل مع هذه المجلة كل ما هو جديد ونافع.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.