شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يكتسب هذا الملف أهمية مميزة من جهات عدة، فمن جهة يكتسب أهمية لكونه الملف الأول من نوعه الذي تنشره (الكلمة) وهي تشارف على بلوغ عقدها الثاني، ومن جهة ثانية يكتسب أهمية لطبيعة موضوعه، لكونه من الموضوعات التي ما زالت بحاجة إلى دراسات استكشافية جديدة في حقل الدراسات الإسلامية خاصة، وفي ساحة الثقافة الإسلامية عامة، وذلك لتجديد وتطوير المعرفة بهذا المجال الحيوي، بوصفه أحد المجالات التي تشتد فيه الاحتكاكات الثقافية والفكرية المؤثرة على منظومات القيم الأخلاقية والتربوية، وبوصفه أيضاً أحد المجالات التي لا بد من العناية بها في إطار الاهتمام بعمليات الإصلاح الفكري والبناء الحضاري للأمة، وذلك لما للفن والجمال من تأثير كبير في تشكيل ثقافة الأمة، وصياغة نفسيتها وأخلاقها وذوقها العام.
ومن جهة ثالثة، فإن هذا الملف يكتسب أهمية كذلك لكونه جاء من باحثين وأكاديميين قدَّموا دراساتٍ وأبحاثاً معرفية ومتخصصة في مجال الفن والجمال في الثقافة الإسلامية، تناولت جوانب وأبعاداً هامةً ومتنوعةً، لها علاقة بالمقصد والمنهج والتجربة، وتتصل بالصعيدين النظري والتطبيقي، وفي نطاق القديم والحديث.
وما هو جدير بالإشارة، فإن هذا الملف الثالث الذي تنشره (الكلمة)، بالتعاون مع جمع من الباحثين والأكاديميين الجزائريين، وفي طليعتهم الدكتور عبد القادر بوعرفة أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران، التعاون الذي نفخر ونعتز به، ونحرص عليه.
ولهؤلاء الأساتذة والباحثين نرفع لهم كامل الشكر والتقدير على هذا الجهد، وهذا التعاون المثمر، الذي سوف يدوم ويستمر إن شاء الله.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.