تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

الوعي التاريخي في الثقافة العربية الاسلامية : بحث في المسار والنشأة

حمادي السايح

الوعي التاريخي في الثقافة العربية الإسلامية..

بحث في المسار والنشأة

الدكتور حمادي السايح*

* أستاذ بجامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر، البريد الإلكتروني:

sayehham@yahoo.fr

 

 

 

إن تقدم الشعوب مرهون بلا شك باكتشاف شعورها التاريخي، فهو الذي يضعها في سياق الزمن، ويجعلها بلا ريب في مسار التاريخ، وفي أي مرحلة من التاريخ تعيش، فالشعور التاريخي هو شرط للوعي التاريخي الذي يؤهلها لإدراك مكانتها من الإعراب في العالم ورسالتها في الكون، فكيف تبلورت هذه الفكرة «الوعي التاريخي» في الثقافة العربية الإسلامية؟

عرب ما قبل التاريخ والفكر التاريخي

حين نفتش في الحقبة الجاهلية العربية عن صورة علمية أو شبه علمية للتاريخ لن نجد لها أي أثر على الإطلاق، أو لنقل: «لن نظفر بشيء»[1]، فلا حس ولا فكر تاريخيين يمكنهما إعطاء الكتابة التاريخية دلالتها الخاصة، أي لا وجود لأي وعي بأهمية الماضي كماضٍ أولًا، وثانيًا كماضٍ يساهم في بناء الحاضر واستشراف المستقبل.

أ- الوعي التاريخي:

يعبر الوعي التاريخي عن اكتساب جماعة لمرجعية دينية أو شبه دينية تؤهلها لأن تعطي «تفسيرًا للحياة أو مغزى للوجود في إطار زماني متسلسل يرتبط فيه الماضي بالمستقبل، وبذلك تصبح بدايات الأشياء ونهاياتها لها معنى في الحس الإنساني»[2].

هذا العامل الأول، أما الثاني فيتمثل في «التشكل الاجتماعي أو التنظيم السياسي المتماسك الذي يعطي هذه الجماعة وعيًا خاصًّا بذاتها الحضارية ورسالتها الإنسانية، مهما يكن أمر هذه الرسالة. فمثل هذا الوعي هو الذي ينشئ في ضمير هذه الجماعة الحس التاريخي بالماضي ومغزاه بالنسبة للمستقبل»[3].

وعليه يظهر أن الوعي التاريخي كي يتحقق لا بد من وجود فلسفة ما للحياة «دينية تفسر مغزاها أو سياسية تبرز حركتها»[4].

والحاصل أن ما يساعد على ترسيخ هذا الحس في الفترة الجاهلية لا وجود له، ففيما يتعلق بتصورات عرب الجاهلية الدينية فقد كانت قبلية، لكل قبيلة صنمها الخاص، ومثل هذا التصور الديني المحدود الذي لا يقدم أية فكرة عن الزمان ولا عن الوجود الإنساني ومصيره ولا عن الكون ومآله، لا يمكن أن يسعف على تصور تاريخي واعٍ بأي حال من الأحوال.

أما عن تصوراتهم السياسية فإننا لا نعثر لديهم على مفهوم للدولة كمؤسسات وظيفتها حماية الفرد، وتكوينه تكوينًا يدرك من خلاله هويته والرسالة التي وجد من أجلها في إطار يتم فيه الولاء بالدرجة الأولى للدولة، لا للقبيلة أو زعيمها كما كان موجودًا لديهم. فما عُرف عن جزيرة العرب ليس أكثر من جماعات بدوية كانت «دائمة التنقل والترحّل بين واحاتها، تفتقر إلى التنظيم السياسي الواسع، الأمر الذي أدّى إلى محدودية الأفق الفكري وإلى انعدام عملية التواصل للخبرات القديمة في المجتمعات البدوية، وبالتالي إلى عدم تولد رغبة لوضع مؤلفات تاريخية بالمعنى اللفظي للكلمة»[5].

وبغياب الإطار السياسي غاب الوعي التاريخي، الذي يعبر في مجمله باختصار عن الأبعاد الثلاثة: (ماضٍ، حاضر، مستقبل)، فالماضي هو نتيجة تدوين الحاضر النابع عن وعي تام للمستقبل، وكأن «الإنسان يحاول عن طريق التسجيل أن يخلّد ذكره ليقرأه اللاحقون من بعده»[6].

ب- الحقبة الجاهلية والفكر التاريخي

لا يمكن الحديث عن فكر تاريخي ما لم تتوفر ملكة النقد كشرط جوهري وأساسي، يعني ذلك أن السمة المعبرة عن وجود فكر تاريخي مرتبطة أساسًا «بتوفر ملكة نقدية لدى المؤرخ»[7]، وعلى ذلك «فجميع الكتابات التي لا تمثل موقفًا نقديًّا لا نتوقع أن نجد فيها فكرًا تاريخيًّا»[8].

مثل هذا الشرط لا نعثر على أصل له في تصور أي عربي من الجاهلية، ولا عجب في ذلك، بما أن الحس التاريخي هو الآخر كان غائبًا، فمن غير المعقول أن يتشكّل أي فكر تاريخي من دون حس تاريخي، وإذًا ما الذي احتوته الحقبة الجاهلية؟

لقد تضمنت مادة محتواها الأول: «بعضه قصصي ديني وثني أو يهودي أو مسيحي نقله الأحبار والرهبان معهم، أو أخبار من التاريخ الفارسي كالذي جلس يرويه الحارث بن كلدة لقريش منافسة منه للنبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن، وما يحكى من أخبار الأولين»[9]. حيث كانت هذه الوقائع «موضوع سمر العرب في جاهليتهم وإسلامهم، قيل لجابر بن سمرة وهو من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما كنتم تتحدثون به إذا خلوتم في مجالسكم؟ قال: كنا نتناشد الشعر ونتحدث بأخبار جاهليتنا»[10].

وأما النوع الآخر فهو عبارة عن روايات تحمل اسم (الأيام) الذي يعتبرها روزنتال (1914-2003م) «أنها ترجع في أصلها إلى الأدب أكثر مما ترجع إلى التاريخ، وتضم ذكريات التاريخ البدوي للقبائل»[11].

الأيام

يوميات تروي فيها القبيلة حروبها وانتصاراتها على القبائل الأخرى، مستخدمة في ذلك الشعر أو النثر الذي تتخلّله الأشعار، غير أن «الصلة لم تكن واحدة دومًا بين الشعر والنثر، فأحيانًا يكون النثر شرحًا للقصيدة، وأحيانًا يكون الشعر مرتجلًا على لسان أحد أبطال الخبر دون أن تربطه صلة بالخبر المنثور»[12].

على كل يبقى «الشعر في كلتا الحالتين هو الذي يحافظ على تناقل الخبر وانتشاره، فلما نُسيت هذه الأشعار نُسيت الروايات القديمة، وابتكرت أشعار جديدة للتنويه بمآثر القبيلة من أفعال مجيدة»[13]. وكانت تروى بالدرجة الأولى في «المجالس القبلية المسائية، وتعدّ ملكًا مشتركًا للعائلة أو القبيلة، وكان بعض الأفراد مثل رواة الشعر ومشايخ القبيلة الرواة الأساسيين لها»[14]، بالإضافة إلى من لهم القدرة على القص والتأثير في النفوس.

فمثلًا من بين القصص التي تعبر عن ذلك، قصة (يوم الفجار الأول) الذي قيل عن أسبابه الكثير، فمن بين ما قيل أن سببه يرجع إلى «أن فتية من قريش قعدوا إلى امرأة من بني عامر، وهي وضيئة عليها برقع، فقالوا لها: أسفري لننظر إلى وجهك، فلم تفعل؛ فقام غلام منهم، فشقّ ذيل درعها إلى ظهرها ولم تشعر، فلما قامت انكشفت دبرها فضحكوا، وقالوا: مَنَعْتينا النظر إلى وجهك فقد نظرنا إلى دبرك، فصاحت المرأة: يا بني عامر فُضحتَ، فأتاها الناس واشتجروا حتى كاد يكون قتال، ثم رأوا أن الأمر يسير فاصطلحوا»[15].

أهم مميزات قصص الأيام

1- الطابع الشفوي

فهي روايات يتم تداولها «شفهيًّا وبصورة نثرية، ولكن الشعر يلعب دورًا أساسيًّا فيها، يتخلل القصة أو يرد في نهايتها حسب دور الشاعر إذا شارك في الحوادث أو لم يشارك فيها»[16]، فهو الوسيلة التي تعطي للرواية «حيوية وتأثيرًا»[17]. وكان يدور جلها حول «غزواتهم ومعاركهم وحول أنسابهم، وهي تتصل بالتنظيم الاجتماعي وبالآراء والمثل الاجتماعية، وفي طليعتها المروءة أو مجموعة الفضائل البدوية وفكرة النسب أو شرف الأصل وفكرة الحسب أو نبل الأعمال والمآثر، إذ يلزم الأفراد أن يعرفوا آباءهم والمآثر التي قاموا بها»[18].

باختصار تعتبر أيام العرب من حيث أسلوبها القصصي وبيانها الفني، ناهيك عمَّا تبرزه لنا من العلاقات التي كانت قائمة بين قبائل العرب نفسها، وبين العرب وغيرهم من الأمم الأخرى، كالفرس والروم، «مرآة صافية لأحوال العرب وعاداتهم وشأنهم في الحرب والسلم والاجتماع والفرقة والفداء والأَسر»[19]، بالإضافة إلى ما تتضمنه من بعض القيم الأخلاقية «كالدفاع عن الحريم، والوفاء بالعهد، والانتصار للعشيرة، وحماية الجار والصبر في القتال»[20].

وعلى كل ومهما قيل يبقى التاريخ تدوينًا وتسجيلًا منذ أن عرف الإنسان الكتابة «فراح يسجل أحداث حاضره وأخباره، ليقرأها في المستقبل أناس لا يعرفهم»[21].

2- الارتباك في التوقيت

من بين المعاني التي حددها السخاوي (ت:902هـ) للتاريخ أنه في اللغة هو «الإعلام بالوقت، يقال: أرَّخت الكتاب وورَّخته أي بينت وقت كتابته»[22]، وفي معنى آخر هو «فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عمَّا كان في العالم»[23].

وعلى الشاكلة نفسها يسير الكافييجي (ت:879هـ) حيث ينظر إلى التاريخ على أنه «بحث عن الزمان وأحواله وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته»[24]. فهو إذًا ليس إخبارًا بحتًا، بل هو تعيين الوقت لحادث من الحوادث، كما ورد في لسان العرب. من دون أن ننسى البيروني ( 363-440هـ) الذي يعتبره مدة معلومة.

هي جملة المعاني التي غابت تمامًا عن الفكرة التاريخية العربية الجاهلية، حيث جاءت مرتبكة، أي إنها لم تأخذ الزمن بعين الاعتبار على ما سنرى لاحقًا.

3- الطابع الأسطوري

عبارة عن قصص طغى عليها الطابع الإنشائي واللاواقعي مما جعلها «ضئيلة القيمة خالية من الفكرة التاريخية»[25]. فمن القراءة الأولية وليست التمعنية تجعلنا نعتبرها ضربًا من ضروب الخيال الذي لا يتيح لنا أية فرصة بأن نضعها موضع شك من حيث الصدق والكذب، ولكن نجزم، لأنها أسطورة حقيقية، تختفي معها كل دلالة تاريخية لأية قصة. وتعجز عن «الإشارة إلى وجود أي شعور تاريخي»[26]، وحتى المصادر التي تناولت ذلك لا يزال النقاش يدور حول مدى دقتها.

يقول جلال الدين السيوطي (849-911هـ): «وقال ابن دريد: أجاز لي عمي عن أبيه، عن ابن الكلبي، عن أبيه، قال: حدثني عبادة بن حصين الهمداني قال: كانت مراد تعبد نسراً، يأتيها كل عام، فيضربون له خباء ويقرعون بين فتياتهم، فأيتهن أصابتها القرعة أخرجوها إلى النسر، فأدخلوها الخباء معه، فيمزقها ويأكلها، ويؤتى بخمر فيشربه، ثم يخبرهم بما يصنعون في عامهم ويطير، ثم يأتيهم في عام قابل، فيصنعون به مثل ذلك»[27].

أيضًا قصة عوج بن عناق «الذي كان يحتجز السحاب فيشرب منه، ويتناول الحوت من قرار البحر، فيشويه بعين الشمس ثم يأكله»[28].

انطلاقًا من المميزات السابقة «لم تشكّل القصص هذه أحداثًا متتالية تدفع بالعاملين في حقل التأريخ، إلى الاعتقاد بأن الشعور التاريخي كان قد تَقدَّم قبل الإسلام، وبالتالي لم تتجه وجهة تاريخية لتصبح في عداد الآداب التاريخية»[29].

الأنساب

لكن المادة التاريخية المنقولة عن العرب قبل الإسلام لا تقتصر فقط على قصص الأيام، بل هناك جانب آخر تضمنته ولقي عناية من طرف المؤرخين المسلمين، وهو ما يعرف بالأنساب.

تمثل «سلاسل أسماء تدعو لها الحاجة الاجتماعية القبلية للتعارف والتمايز»[30]، وذلك أن العرب بحكم طبيعتها «تعيش قبائل، وتعد القبائل وحدة كوحدة الأسرة، وتمحى فيها شخصية الفرد، فالمَحْمَدة يأتيها الفرد محمدة للقبيلة، والعار يرتكبه الفرد عار للقبيلة، والشاعر يشعر للقبيلة، وكذا الخطيب، وهكذا ملكت القبيلة أنفسهم وتفكيرهم. فلما جاء الإسلام أراد أن يُحِلَّ الأخوة الدينية محل الرابطة القبلية، وَوُجدت الرابطة الدينية فعلًا وكانت قوية، ولكن لم تمح العصبية القبلية»[31].

كل ذلك كان بسبب أن تظل القبيلة نقية بعيدة عن الشوائب، وأيضًا للتفاخر والتباهي أمام القبائل الأخرى، وكان ذلك يتم عن «طريق الرواية وعن طريق الأشعار، فالشعراء أخذوا مفاخر قبائلهم ونظموها في قصائدهم، وفخروا بها على خصومهم وضمّنوها نقائضهم»[32]. فها هو جرير (33-133هـ) يفخر على الفرزدق (38-110هـ) بفرعه من تميم، ويرد عليه الفرزدق ببيته من تميم، فمثلًا من فخر الفرزدق وهجاؤه لجرير ما يلي:

إن الذي سمك السماء بَنَى

لنا بيتا دعائمه أعز وأطول

إني ارتفعت عليك كل ثنية

وعلوت فوق بني كليب من عَلِ

وحتى هذه القصص لم تختلف في شكلها عن الأيام، لما احتوته من «صبغة خرافية وأسطورية»[33]، ولما اتسمت به كذلك من عدم الأخذ بعين الاعتبار عملية التدوين.

لذلك نجد أن هذا الفرع من تراث عرب ما قبل الإسلام «لم يسهم كثيرًا في إيجاد الأدب التاريخي»[34]، الذي يحمل تصورًا واقعيًّا في ضوء وعي بالزمن التاريخي، رغم المكانة التي سيتمتع بها هذا الفرع من التاريخ بعد الإسلام.

ومن هذا التقديم الموجز ننتهي إلى القول: إن ما نقل إلينا من «ثقافة العرب قبل الإسلام مما يمكن أن يرتبط بالمادة التاريخية في نمطيها المعروفين: الأيام والأنساب، لا يدل على وعي واضح بفكرة التاريخ»[35].

كل هذا عن عرب الشمال، ويبقى الآن أن نتكلم عن آثار عرب الجنوب علّها تقدم لنا صورة من صور الحس التاريخي عندهم.

عرب الجنوب

حين نتكلم عن اليمن «وهي مركز حضارة عريقة حفظت لنا آثارها النقوش المعينية والسبأية والحميرية، ضرب من ضروب الروايات التاريخية المدونة، إلَّا أن جميع ما وصلنا يحمل طابع الرواية الشفوية، ويشتمل على قليل من أسماء ملوك قدماء، وقصص يشوبها الغموض والمبالغة عن ماضٍ موغل في القدم، وأخبار أدق من ذلك وعتها الذاكرة من أحداث القرن الأخير السابق للإسلام، لكنها أيضًا أخبار يلحقها الاضطراب. في أثناء القرن الأول الهجري نسج الخيال حول هذه الروايات المنقولة شفويًّا طائفة من الأخبار الأسطورية، زعموا أنها تاريخ قديم لبلاد العرب، ونسبوها إلى وهب بن منبه (ت110هـ) وعبيد بن شرية (ت 67 أو 70هـ)، ويمدّنا كتاب هذين الرجلين الإخباريين ببرهان ساطع»[36] على أنهما كانا «يطلقان لخيالهما العنان في تصوير الوقائع، ويلونان الحوادث التاريخية بأطياف خيالية قد تخرج بها إلى حدِّ الخيال، كما يدخلان في تاريخهما الكثير من الحوادث التي لا أصل لها، ولذلك يصدق عليهما اسم القصص التاريخي أكثر من أي نعت آخر»[37].

مما سبق يمكن القول: سواء تم الحديث عن قصص الأيام أو الأنساب اللذين يعتبران المصدرين الأساسيين للمادة التاريخية في شمال الجزيرة العربية، أو آثار الجنوبيين، فإننا نستخلص افتقادها للقيمة التاريخية بالمعنى العلمي نظرًا لما احتوته من انحياز وعصبية، يضاف إلى ذلك امتزاجها بالأساطير والخرافات، كما أشير سابقًا.

فالفترة الجاهلية العربية تكون قد تركت لنا تراثًا «لم ينزل إلى درجة القصص فنقرؤه على أنه وليد الخيال واختراع الوهم، ولم يرتفع إلى درجة التاريخ فتفحص وقائعه، وتمتحن أحداثه، وتضبط رواياته، بل كان مزيجًا من هذا وذاك، مزج فيه الواقع بالخيال والحقائق بالأوهام، ويروي صاحبه خبرًا صحيحًا ويمزجه بأخبار مخترعة، ويرويها كلها على أنها وقائع ثابتة وأحداث صادقة، فهو يرويها كما يروي التاريخ، ولكن لا يدقق فيها كما يدقق المؤرخ»[38].

لأن فن التاريخ حسب ابن خلدون «في ظاهره لا يزيد على إخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق»[39].

وقد أطلق على هؤلاء الرواة الذين لا يفحصون ولا يدقّقون ولا يتمحّصون اسم (الأخباريين) بفتح الألف وسكون الخاء وفتح الباء وفي آخرها الراء، رواة الحكايات والقصص والنوادر على ما يقول السمعاني (506-562هـ) في كتابه (الأنساب)، وهو اسم «أقل في الدلالة من اسم مؤرخ»[40]، لأن المؤرخ يشعر برواية الحق فقط، أما الأخباري فإنه «يشعر بالحق والخيال معًا»[41].

والداعي إلى ذلك «السمّر اللذيذ، وأكثر ما يعجب فيه الغريب الظريف، فإذا رأى الأخباريون في الوقائع الثابتة ما يغذّي هذه العاطفة قالوه، وإذا لم يجدوه اخترعوه، وقد يكون أساس الحادثة صحيحًا ولكنه ليس يستخرج أقصى العجب فيكملوه من خيالهم، ويتزيَّدوا فيه من أوهامهم، ويصقلوه بالأسلوب اللطيف حتى يخرج الخبر كله كأنه واقعة صحيحة»[42].

وقد اشتهر بهذا الوصف جماعة من أشهرهم: الهيثم بن عدي (ت206هـ) الكوفي ذو الأصل العربي، له كتب كثيرة في الأنساب والمثالب والتاريخ والأدب، فقد نادم الكثير من الخلفاء العباسيين، وكان يجاريهم بسبب حبسه له مرة من طرفهم. فقد نادم المنصور والمهدي والهادي والرشيد، وكان «يُتحفهم بالأخبار الطريفة المصطنعة غالبًا؛ سأل المهدي يومًا: ويحك! إن الناس يخبرون عن الأعراب شحًّا ولؤمًا، وكرمًا وسماحًا، وقد اختلفوا في ذلك، فقال الهيثم: خرجت من عند أهلي.. ومعي ناقة أركبها فَنَدَّت، فجعلت أتبعها حتى أمسيت، فأدركتها ونظرت فإذا خيمة أعرابي فأتيتها؛ ثم وصف المرأة بمنتهى البخل والشح، والرجل بمنتهى الكرم والسماحة. ثم قال: إنه مضى لسبيله وأمسى عليه المساء فنزل خيمة أخرى، وحدَّث عمَّا جرى له، فإذا المرأة سمحة كريمة والرجل شحيح لئيم، فَتَبَسَّمَ، فسأله الرجل: مِمَّ تبتسم؟ فحكى له قصته في الخيمة الأولى، فقال الرجل: إن هذه التي عندي هي أخت ذلك الرجل، وتلك التي عنده أختي»[43]. وبذلك يكون قد لَفَّق الحكاية وصقلها ليبين «أن في بعض العرب كرمًا وسماحة، وفي بعضهم لؤمًا وشحًّا»[44]، ليدلل بذلك على معايب كل قبيلة من قبائل العرب.

من بين المحدثين الذين هاجموه هجومًا عنيفًا يحيى بن معين (ت233هـ) الذي يعتبره «ليس بثقة، وكان يكذب»[45]. حتى جاريته – جارية الهيثم - لم تنسه وَرَوَتْ عنه فقالت: «كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب»[46]. حتى أبو نواس (145-199هـ) قال فيه:

«له لسان يُزَجِّيه بجوهره

كأنه لم يزل يغدو على قَتَبِ»[47]

بهذا المعنى يكون الخبر هو السمة البارزة في ثقافة عرب ما قبل الإسلام.

الخبر

لقد عُرِف الخبر عند العرب منذ العصور الجاهلية حيث «أخذ شكل الحكاية التي تصف حادثة واحدة معينة وصفًا شاملًا بدون اعتبار الزمن وتسلسله واستتباعاته»[48].

وقد بَيَّن روزنتال خصائص الكتابة الخبرية في النقاط التالية:

أ- غياب التآلف والسبك

فالأخبار المروية من هذه الجهة لا تتيح لنا توثيق «الصلة السببية بن حادثين أو أكثر»[49]، هذا يعني أن نقل الأخبار لم يكن يشير إلى بداية حصولها، وكذا مختلف الأسباب التي أدّت إلى حدوثها ولا الوقوف عند غايتها. بالمختصر، هي أخبار مهلهلة متناثرة لا وجود لأي تسلسل أو ربط منطقي بين مقدمات الواقعة الواحدة ونتائجها بين واقعة وأخرى.

ب- الإثارة العاطفية

ومن جهة ثانية نجدها قد احتفظت «منذ عهد سلفها القديم بخصائص القصة القصيرة المروية بشكل حسي، وبتفضيل الوقائع المثيرة الملونة على الحقائق الرزينة»[50]، فهي أخبار لم يتم سبرها بمعيار الحكمة وتحكيم النظر والبصيرة على ما يقول ابن خلدون، بل تقاس بمدى تأثيرها في الآخرين. فالبناء إذًا عاطفي والغرض عاطفي، فهي بذلك تخلو من أية فكرة تاريخية.

ج- التعبير الفني

أما آخر صفة اتّسمت بها الكتابة الخبرية فتتمثل في أنها «نعمة لا تخلو من شوائب باعتبارها استمرارًا لقصص الأيام، وصورة من صور التعبير الفني احتاج إلى الاستشهاد بالشعر، إذ يندر أن نرى كتاب تاريخ خاليًا تمامًا من الاقتباسات الشعرية»[51].

ولعل هذه الصورة الأخيرة تمثل علامة الاتصال بين الشكل الخبري ومادته بالأصل الجاهلي المتمثل في الصورة الأدبية الشفوية لقصص الأيام، بمعنى «أن الخبر شكلًا وموضوعًا من خلال صفاته الثلاث مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأدب الجاهلي عامة وبالقصة العربية المروية المتصلة بالأيام خاصة»[52].

على كل تكون الصورة الأصلية للتاريخ العربي هي الخبر الذي يختلف اختلافًا جوهريًّا عن التاريخ.

من الخبر إلى التاريخ

تعدّ كلمات (تاريخ) و(تأريخ) و(التواريخ) عند العرب المسلمين، أقل ما يقال: إنها لا تزال مثار جدل، لا من حيث مصدرها ولا من حيث معناها، هل هي من ابتكار عربي أم اقتبست من علم الحديث أم جاءت من الأمم المجاورة؟

لا توجد إجابة واحدة، فقد عزاه البعض لتقويم فارسي معروف بـ«ماه روز بمعنى يوم الشهر، فعربوها وقالوا: مؤرخ، وجعلوا المصدر منها التاريخ، وهو اشتقاق بعيد لا يظهر فيه تقارب بين اللفظين العربي والفارسي»[53].

ويعتبرها أبو منصور الجواليقي (466/540هـ) كلمة معربة وتعني «التوقيت، ومصدرها سرياني بمعنى الشهر»[54]. لكن الأصمعي (121-216هـ) يؤكد على أصالتها العربية حيث يقول: «إن بني تميم يقولون: وَرَّخْتُ الكتاب توريخًا، وقيس تقول: أرَّخته تأريخًا»[55].

هذه الفكرة نفسها نجدها عند المستشرق الألماني روزنتال الذي يذهب ويغلِّب «احتمال الأصل السامي، حيث ترجع إلى اللغة العربية الجنوبية»[56]، والتي تعني القمر أو الشهر، على الرغم من أن الكلمة «لا تظهر في العصر الجاهلي، ولم تذكر في القرآن ولا في الأحاديث النبوية»[57].

من هنا كان التاريخ هو: «التوقيت بالقمر، أو بتعبير آخر الإشارة إلى الشهر والليلة من الشهر عن طريق القمر. ثم انتقل المعنى للدلالة على الليلة والشهر في الوثائق، ثم اكتسبت الكلمة معنى الكتابة التاريخية، وقد رسخت بهذا المضمون.. ويظهر أنها أخذت دلالتها هذه من كتب التاريخ الأولى التي كانت تحتوي تحديدًا زمنيًّا»[58].

ومن ثمة يصبح مفهوم الزمان «عنصرًا رئيسيًّا وجوهريًّا في مضمون التاريخ العربي»[59]، أكان ذلك في القرون الأولى أم في ذروة نضج الكتابة التاريخية. فالبيروني مثلًا حين يعرف التاريخ يجعل من عنصر الزمن مفتاحًا له بما أنه مدة معلومة. لكن، هل لهذا التحول من فائدة؟

إنه بلا شك يعبر عن نضج عقل عربي تاريخي تجلّى في العناصر الآتية:

أ- فالانتقال من كلمة خبر إلى استعمال مصطلح التاريخ يعني «تحوّل الفكر من الانفصال إلى الاستمرار، أي من زمان متقطع إلى زمان صقيل ممتد يستدعي البحث عن المرجع والسبب عن المصدر والمصير»[60].

ب- كلمة خبر أصبحت تعني المادة التاريخية للفكر التاريخي الذي هو في باطنه حسب ابن خلدون (1332-1406م) «نظر وتحقيق وتعليل الكائنات ومباديها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق»[61].

ج- التأريخ وحقله وموضوعاته ومنهجه، بل وفلسفته، لم تكن له من صلة بعصر ما قبل الإسلام كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقًا، إنما الكتابة التاريخية في صورتها العلمية أخذت في «التشكُّل والتكوُّن من خلال معطيات التجربة التاريخية الإسلامية الجديدة التي انطلقت كدعوة دينية ورسالة، وتمثّلت بمشروع سياسي كبير تجسَّد في دولة - خلافة، وفي فتوحات وتنظيمات استمدت عناصرها من القرآن الكريم والسنة وعناصر التفاعل الثقافي مع حضارات العالم القديم»[62].

وبذلك تكون نشأة التدوين التاريخي عند العرب متعددة الأوجه نقتصر على ذكر البعض منها بحسب ما أورده شاكر مصطفى.

1- تاريخية الإسلام

ظهور الإسلام قد جاء بنظرات جديدة إلى الماضي من خلال القرآن الذي يؤكد على «أمثلة التاريخ الغابر وعظاته، وذكر حوادث الأمم والشعوب السالفة للتأكيد على العبر الدينية والخلقية التي تنطوي عليها»[63]. فالمادة القصصية الواردة في القرآن عن الأمم والقبائل والأنبياء قد شكّلت وعيًا جديدًا في المخيال العربي وفي الوقت نفسه، كانت بمثابة الحافز الذي أدّى بالعلماء المسلمين إلى البحث والتنقيب بغية تفكيك رموزها وتوضيح إشاراتها، الأمر الذي احتاج إلى بحث تاريخي.

ويصبح إذًا «التفسير كوجه يعبر عن تطور ثقافي من العوامل التي دعت إلى التدوين التاريخي»[64]. مما يؤدي إلى القول: إن الاهتمام بالمادة التاريخية جاء مرتبطًا بالقرآن ومنشطًا لها على ما يقول روزنتال.

يضاف إلى ذلك أن «القرآن لم ينزل دفعة واحدة، أثناء إشراقة مباغتة، بل نزل تباعًا وبالتدريج. وتغيّرت بعض الأحكام، إما إلى تعميم وتشديد وإما إلى تخصيص وتوسعة، الأمر الذي ألزم معرفة السابق من اللاحق»[65].

2- التاريخ وصلته بعلم الحديث

لما كانت أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأعماله موصى بها، فقد أصبحت مدعاة للعناية بها، مما أدّى فيما بعد إلى ظهور ما يسمى (بالمغازي والسير)، التي كانت في شكلها الأول جزءًا من الحديث، أي إنها كانت تروى في صورة أحداث كما يروى الحديث، وبذلك جاءت مختلطة به.

ولكن لما رتبت الأحاديث النبوية وبُوبت، حصل العمل نفسه في القسم المتعلق بحياة النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث جمعت في أبواب مستقلة، ومن ثمة انفصلت عن الحديث مشكّلة بذلك بابًا اشتهر (بالمغازي والسير)، وأُلِّفت فيها الكتب الخاصة. يبقى فقط أن نشير إلى أن المسلمين لم يهتموا بالحديث لأغراض عملية، ولكن أيضًا «ليفسروا بها القرآن ويستنبطوا منها أحكام الدين»[66].

3- التدوين التاريخي ودور الفعاليات الثقافية

لقد أفضى تراث الحقبة الجاهلية بما تحتويه من تراث أدبي ولغوي، إلى أن تصبح رواية الشعر والأدب والدراسات اللغوية، أخبارًا تاريخية وجزءًا من المادة التاريخية التي أسهمت في نشأة التدوين التاريخي. فظهر من بين «كبار اللغويين، إخباريون من أمثال أبي عبيدة الذي كتب في المفاخر والمثالب والأخبار من خلال رواية الشعر والأدب»[67].

4- الفتوحات الإسلامية

إن لتوسّع الدولة عن طريق الفتوحات، وتكوين إمبراطورية وعدم امتلاك تراث عربي قادر على حل المشكلات السياسية الاجتماعية والاقتصادية التي كانت مطروحة آنذاك، «أثر قوي على الدراسات التاريخية»[68].

روى المسعودي (ت346 هـ) عن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان «أنه كان بعد أن يفرغ من عمله، يستمر إلى ثلث الليل في أخبار العرب وأيامها والعجم وملوكها، وسياستها لرعيتها، وغير ذلك من أخبار الأمم السالفة»[69].

يعني ذلك أن البحث التاريخي ارتبط بأغراض عملية، الأمر يذكّرنا بما ذهب إليه ابن مسكويه (ت420هـ) في كتابه (تجارب الأمم) الذي يقصد به، أن ما جرى للأمم من قبل الملوك والناس، إنما هو عبرة ودرس وإرشاد لمن يشاء.

يقول ابن مسكويه: «وكان شرطنا في أول الكتاب ألَّا نثبت من الأخبار إلَّا ما فيه تدبير نافع في المستقبل، أو حيلة تمت في حرب أو غيرها، ليكون معتبرًا وأدبًا لمن يستأنف من الأمر مثله.. ولأجل ذلك تركنا ذكر أكثر مغازي الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنها كلها توفيق الله ونصره وخذلانه أعداءه ولا تجربة في هذا ولا تستفاد منه حيلة ولا تدبير بشري»[70].

وبذلك يكون التاريخ عبارة عن سجل من الاستشهادات والحلول التي توصل إليها السلف الصالح، والتي تنير السبيل أمام الخلف في تنظيم شؤونه المختلفة.

فمن أين يأتي التدبير النافع للمستقبل؟ يستبعد ابن مسكويه كل تفسير ديني لحوادث التاريخ، أو ما يمكن أن نطلق عليه إرادة الله فهو يذهب إلى إعطاء الأولوية للجانب الاقتصادي ويعتبره «العامل المؤثر في السياسة، بل في العمران كله»[71]، فمن هذا التفسير المادي تستخلص عِبَر التاريخ وترتسم معالمه ولعل هذا ما جعل محمود إسماعيل، يجعل من ابن مسكويه أول مؤرخ إسلامي يفطن لما سماه التفسير المادي للتاريخ.

5- وضع التقويم الهجري

من بين المعالم التي أعطت للفكرة التاريخية حيويتها وساهمت في إنشائها، وضع التقويم الهجري من طرف عمر بن الخطاب، ومنذ ذلك الوقت «أصبح توقيت الحوادث أو تأريخها العمود الفقري للدراسات التاريخية»[72] العربية الإسلامية، حيث تصبح الحوادث مترابطة بزمن تاريخي متسلسل وممتد، مما «أعطى للتدوين دقّة في تحديد زمن الواقعة، فمنع ذلك اختلاط الأحداث بين عصر وعصر ومكان وآخر»[73].

في الختام نخلص إلى الآتي:

أولًا: أن العلاقة بين الوعي التاريخي ومن ثَمَّ التاريخ، علاقة قطيعة، بشهادة باحثين ودارسين في حقل التاريخ، على رأس هؤلاء المستشرق الأنجليزي هاملتون جب الذي نجده يؤكد نفي العلاقة والإقرار «بالهوة الواسعة التي لم تلقَ بعد لها تفسيرًا، بين الروايات الشعبية الأسطورية التي وردتنا عن بلاد العرب قبل الإسلام، وبين التواريخ العلمية الدقيقة نسبيًّا التي تظهر في القرن الثاني الهجري»[74].

من دون أن ننسى عبد العزيز الدوري، الذي هو أيضًا يقطع الشك باليقين ويسير في اتجاه جب نفسه، حيث يرى أن تراث عرب الجاهلية المتضمن للقصص الأيامي والأنسابي ونقوش الجنوبيين لا أهمية له في نشأة التدوين التاريخي عند العرب، رغم استمرار وجوده حتى العصور التي بدأت فيها الكتابة التاريخية في صورتها العلمية.

ثانيًا: علم التاريخ عند العرب لا صلة له بتراث ما قبل الإسلام، إنما يكون «جزءًا من التطور الثقافي العام، وصلته بعلم الحديث وبالأدب بصورة خاصة وثيقة وتستحق اهتمامًا خاصًّا، ثم إن ظهور الإسلام وتكوين الإمبراطورية، والتصادم بين الآراء والتيارات الحضارية، وتطور الأمة وخبراتها كل هذه حيوية لفهم التطورات الأولى للكتابة التاريخية»[75]، كما تَبيَّن من خلال التحليل السابق.

 

 

 



[1] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، منشورات اقرأ، ط2، 1980، ص11.

[2] عفت محمد الشرقاوي، أدب التاريخ عند العرب، بيروت: دار العودة، ص159-160.

[3] المرجع نفسه، ص12.

[4] المرجع نفسه، ص12.

[5] محمد أحمد ترحيني، المؤرخون والتأريخ عند العرب، دار الكتب العلمية، ص11.

[6] مصطفى العبادي، نشأة الفكر التاريخي وتطوره عند اليونان، عالم الفكر، العدد 1، المجلد 31، سبتمبر 2002، ص7.

[7] المرجع نفسه، ص8.

[8] المرجع نفسه، ص8.

[9] شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، بيروت: دار العلم للملايين، ط3، 1983، ص54.

[10]2 كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي، ترجمة: عبد الحليم النجار هنا، ج1، دار المعارف، ص182.

[11] شاكر مصطفى، مرجع سابق، ص54.

[12] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، مرجع سابق، ص12-13.

[13] المرجع نفسه، ص54.

[14] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، بيروت: دار المشرق، ش م م، ص19.

[15] إبراهيم شمس الدين، مجموع أيام العرب في الجاهلية والإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 2002، ص71.

[16] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص16.

[17] المرجع نفسه، ص16.

[18] المرجع نفسه، ص16.

[19] إبراهيم شمس الدين، مجموع أيام العرب في الجاهلية والإسلام، مرجع سابق، ص4.

[20] المرجع نفسه، ص4.

[21] مصطفى العبادي، نشأة الفكر التاريخي وتطوره عند اليونان، عالم الفكر، مرجع سابق، ص7.

[22] السخاوي، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ، بيروت: دار العربي، 1979، ص6.

[23] المرجع نفسه، ص7.

[24] الكافييجي، المختصر في علم التاريخ، تحقيق: صالح أحمد العلي، بغداد: مكتبة المثنى، 1963، ص549.

[25] المرجع نفسه، ص15.

[26] عفت محمد الشرقاوي، أدب التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص149.

[27] المرجع نفسه، ص148.

[28] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، بيروت - لبنان: مكتبة خياط، ص185.

[29] محمد أحمد ترحيني، المؤرخون والتأريخ عند العرب، مرجع سابق، ص12.

[30] شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، مرجع سابق، ص55.

[31] أحمد أمين، ضحى الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، ط7، ج2، ص346.

[32] المرجع نفسه، ص241.

[33] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص13.

[34] شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، مرجع سابق، ص55.

[35] عفت محمد الشرقاوي، أدب التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص153.

[36] هاملتون جب، دراسات في حضارة الإسلام، ترجمة: إحسان عباس وآخرون، بيروت: دار العلم للملايين، 1979، ص144.

[37] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص54.

[38] أحمد أمين، ضحى الإسلام، مرجع سابق، ج2، ص356.

[39] عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، موفم للنشر، 1991، ج1، ص23.

[40] أحمد أمين، ضحى الإسلام، مرجع سابق، ج2، ص356.

[41] المرجع نفسه، ص356.

[42] المرجع نفسه، ص356.

[43] المرجع نفسه، ص357.

[44] المرجع نفسه، ص357.

[45] المرجع نفسه، ص357.

[46] المرجع نفسه، ص358.

[47] المرجع نفسه، ص358.

[48] فتحي التريكي، الفكر التاريخي العربي والمنهج العلمي البيروني، الثقافة، مجلة تصدرها وزارة الثقافة والسياحة بالجزائر، عدد 98، مارس/ أبريل 1987، ص163.

[49] فرانس روزنتال، علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة: صالح أحمد العلي، بغداد: مكتبة المتنبي، 1963، ص96.

[50] المرجع نفسه، ص96-97.

[51] المرجع نفسه، ص97.

[52] فتحي التريكي، العقل والنقد في فلسفة التاريخ عند العرب، الفكر العربي المعاصر، عدد 88/ 89، مايو/ جوان1991، بيروت- باريس: مركز الإنماء القومي، ص28.

[53] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص5.

[54] محمد عبد الحميد الحمد، حياة البيروني، مرجع سابق، 161.

[55] المرجع نفسه، ص 161.

[56] فرانز روزنتال، علم التاريخ عند المسلمين، مرجع سابق، ص23.

[57] المرجع نفسه، ص23.

[58] ليلى الصباغ، دراسة في منهجية البحث التاريخي، مطبعة خالد بن الوليد، 1979-1980، ص29.

[59] المرجع نفسه، ص29.

[60] فتحي التريكي، الفكر التاريخي العربي والمنهج العلمي البيروني، مجلة الثقافة، مرجع سابق، ص163.

[61] ابن خلدون، المقدمة، مرجع سابق، ص23.

[62] وجيه كوثراني، تاريخ التأريخ، لبنان: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ص46.

[63] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص17.

[64] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص19.

[65] عبد الله العروي، العرب والفكر التاريخي، الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط3، 1992، ص80.

[66] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، مرجع سابق، ص15.

[67] وجيه كوثراني، تاريخ التأريخ، مرجع سابق، ص50.

[68] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص16.

[69] حسين نصار، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، مرجع سابق، ص15-16.

[70] تجارب الأمم، نقلًا عن كتاب: بحث في مفهوم التاريخ ومنهجه، مرجع سابق، ص25.

[71] محمود إسماعيل، إشكالية تفسير التاريخ عند المؤرخين المسلمين الأوائل، عالم الفكر، مجلد 29، أبريل/يونيو، ص49.

[72] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص19.

[73] وجيه كوثراني، تاريخ التأريخ، مرجع سابق، ص49.

[74] هاملتون جب، دراسات في حضارة الإسلام، مرجع سابق، 143.

[75] عبد العزيز الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، مرجع سابق، ص17.

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة