شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
ثمَّة قناعة راسخة لدينا، مفادها أن الطريق لنجاح العمل المؤسسي في أي مجتمع أو أمة، هو تعزيز مفهوم الفردية في هذا المجتمع، فالذوات المعرّفة هي أكثر قدرة وحيوية وديمومة للالتزام بالعمل المؤسسي وحمايته من المخاطر والتحديات؛ لذلك فإن الطريق القويم لبناء مؤسسات في كل الفضاء الاجتماعي، هو تعزيز نزعة الفردية لدى شرائح المجتمع المختلفة؛ لأن تعزيز الفردية هو الذي يوفّر الشروط الفورية للعمل المؤسسي والجماعي. وعليه فإن أي إخفاق يصيب العمل المؤسسي ينبغي أن يتوجّه تفكيرنا بالدرجة الأولى إلى حالة الأفراد في مجتمعنا. فقمع الأفراد بحيث يفتقدون القدرة والمواهب المطلوبة، هو المسؤول الأول عن غياب العمل المؤسسي؛ لذلك نرى وبعمق أن حماية العمل المؤسسي في مجتمعاتنا يتطلّب تعزيز مفهوم لا يساوي الأثرة والأنانية، وإنما يساوي القدرة والتميّز في حياة الأفراد.
والمشروع الثقافي الذي تعمل عليه مجلة الكلمة لا يلغي الجانب الفردي في عملية التغيير والتطوّر، بل نرى وبعمق أننا بحاجة أن نتّجه إلى العمل المؤسسي في كل جوانب حياتنا. وهذا العمل المؤسسي لا يتشكّل مع غياب النزعة الفردية، بل السبيل الوحيد المتاح هو تعزيز النزعة الفردية لدى آحاد الأمة، حتى نتمكّن من تعميق العمل المؤسسي في كل جوانب حياتنا.
ومواد هذا العدد تأتي في سياق اهتمامنا المعرفي بضرورة تطوير العمل المؤسسي في الأمة. والكلمة الأولى جاءت بعنوان «الدولة العربية المعاصرة وجدليات الاستقرار والإصلاح» لمدير التحرير، والأستاذ رئيس التحرير يشاركنا في هذا العدد بدراسة بعنوان «حركة الإمام الحسين.. قراءة تحليلية في المواقف المعارضة». ويشاركنا في هذا العدد الدكتور الشيخ حسن الربيعي من جامعة الكوفة بالعراق بدراسة عن الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله، وكذلك الشيخ ليث العتابي بدراسة عن علوم القرآن بعنوان «قواعد التفسير وأصولها المنهجية.. دراسة في الأصول المنهجية للقواعد التفسيرية». إضافة إلى الأبحاث والدراسات الأخرى التي توزّعت على أبواب المجلة الثابتة..
نأمل أن يكون في هذا العدد ما يضيف جديدًا.
والله الموفق..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.