شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
تقارير ومتابعات
إعداد: محمد الناصري*
* دكتوراه في الفكر الإسلامي وحوار الأديان والحضارات، المغرب.
ندوة: اللغة العربية ومسألة الهوية
نظم مختبر البحث العلمي والتربوي في العالم المتوسطي بالتعاون مع الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مكناس تافيلالت، ندوة علمية بعنوان: «اللغة العربية ومسألة الهوية» يوم 27 مارس 2013م، مكناس، وقد انتظمت أعمالها في خمس جلسات علمية، وشاركت في فعاليات هذه الندوة العلمية نخبة من الباحثين من مختلف الجامعات ومراكز التكوين بالمغرب، قدموا فيها بحوثاً متنوعة تمحورت حول: العربية والحرب اللغوية، العربية في المؤسسات التربوية العمومية والخاصة، العربية في الإعلام، العربية في السياسة، تأثير الازدواجية اللغوية على العربية، العربية والتعايش اللغوي، العربية والدوارج، العربية والأمازيغية.
وتضمن برنامج الندوة جلسة افتتاحية، تحدث فيها كل من: السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ومدير مختبر البحث العلمي والتربوي في العالم المتوسطي، ورئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية. وقد أجمعوا في مداخلاتهم على أهمية موضوع الندوة وضرورة الدفاع عن اللغة العربية.
وتوزعت أوراق الندوة على خمس جلسات علمية، فضلاً عن الجلسة الختامية. ففي الجلسة الأولى عرضت خمسة تدخلات؛ إذ قدم الأستاذ عبد الصمد بلكبير (كلية الآداب/ مراكش) ورقة بعنوان: «اللغة وإشكالية الهوية»، أبرز فيها وطادة العلاقة بين اللغة والهوية، وكيف أن الدول المتقدمة تعمل جاهدة من أجل الدفاع عن لغاتها، مقدماً أرقاماً ومؤشرات على صحة القول.
وقدم الأستاذ بلقاسم اليوبي (كلية الآداب/ مكناس) ورقة بعنوان: «وضعية العربية في التعليم الجامعي»، حاول فيها رصد واقع اللغة العربية بالتعليم العالي بالمغرب، وتقديم بعض الاقتراحات والأفكار لتعزيز حضورها وإصلاح وضعها بالجامعة المغربية.
وجاءت ورقة الأستاذ فؤاد بوعلي (مركز الدراسات والأبحاث الاجتماعية/ وجدة) بعنوان: «العربية والمواطنة»، رام من خلالها الإجابة عن أسئلة من قبيل: هل نعيش أزمة هوية أم أزمة مواطنة أم هما معاً؟ كيف يمكن تحقيق الانسجام الهوياتي داخل إطار المواطنة؟ وهل القانون يحل الإشكال اللغوي أم هو تدبير سياسي مؤقت للمسألة؟.
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ محمد رفيع (كلية الآداب/ فاس)، في موضوع: «جدلية الوحدة والتنوع في بناء الهوية المغربية»، أما ورقة الأستاذ عبد السلام ديرار (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، فكانت بعنوان: «اللغات والثقافات في السياق التعليمي»، تناول فيها علاقة اللغة بالثقافة، وعلاقة اللغة الأجنبية والثقافة المحلية، والآثار المترتبة عن التفاعل السطحي مع اللغة الأجنبية على اللغة والثقافة المحليتين...
الجلسة العلمية الثانية: عرضت فيها خمس ورقات؛ إذ قدم الأستاذ محمد بنلحسن (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ فاس)، ورقة بعنوان: «الهوية ولغة التعليم: تجربة المغرب أنموذجاً»، حاول من خلالها الإجابة عن الأسئلة التالية: ما علاقة لغة التدريس بالتعليم العالي المغربي بالهوية المغربية؟ هل تتميز هوية مخرجات نظام التعليم بالمغرب بمواصفات وسمات لها علاقة بلغة التدريس؟ هل تشكل عقول خريجي الجامعات تبعاً لهوياتهم المتغلغلة في المنظومة التربوية والنظام التعليمي أو تصوغ لغة التدريس الأجنبية باعتبارها جهازاً مشحوناً بفكر وافد دخيل شخصيات طلبتنا وأطرنا؟.
وقدم الأستاذ محمد السهول (الكلية المتعددة التخصصات/ الراشيدية)، ورقة بعنوان: «التعدد اللغوي في الوطن العربي نحو دراسة لسانية»، ناقش من خلالها الأفكار التالية: الطلس اللغوي في الوطن العربي: الخصائص والمميزات. هوية التحديات التي تواجه اللغة العربية في الوطن العربي: التعدد اللغوي نموذجاً. اللغة العربية الفصحى واللغات الأجنبية: تكامل أم تنافر؟. التعدد اللغوي الوظيفي وهوية الأمة.
وأسهم الأستاذ سعيد شقروني (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، بورقة معنونة بـ«تجليات ضعف اللغة العربية عند الناطقين بها: الخطاب التعليمي نموذجاً»، عرض فيها تجليات ضعف اللغة العربية من خلال زاويتين: زاوية تقويم فروض المراقبة المستمرة والامتحان الوطني، وزاوية التعبير الشفهي من خلال مختلف مقامات التواصل الصفي، كما قدم مقترحاته لعلاج ضعف اللغة العربية.
والورقة الأخيرة في هذه الجلسة كانت للأستاذ عبد الرحيم أخ العرب (أكاديمية مكناس)، وسمت ب: «اللغة العربية بالمغرب بين لغة الهوية وهوية اللغة»، وقد قسمها إلى ثلاثة مباحث: علاقة اللغة بالهوية. اللغة العربية في المغرب بين السلطة والتداول. مقترحات لتجاوز غربة اللغة والهوية.
لنصل إلى الجلسة العلمية الثالثة، التي أدارها الدكتور الحاج ساسيوي، في البداية تدخل الأستاذ عبد الرحمن الخالدي (الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية)، في موضوع بعنوان: «تدريس اللغة العربية في التعليم الثانوي التأهيلي ورهان التشويق»، وتنطلق هذه الورقة من مسلمة مفادها: أن المتأمل في حال اللغة العربية كما ينطقها التلاميذ ويكتبونها، وكما يتفاعلون معها يدرك ضعفاً واضحاً. حاول الأستاذ بعد ذلك التوقف عند الأسباب وراء الوضع، وكذا تقديم حلول تسهم في تجاوزه.
أما المداخلة الثانية في هذه الجلسة فكانت للأستاذ محمد سعيد صمدي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، وقد حملت عنوان: خطورة تعليم اللغة الفرنسية قبل اللغة العربية لأطفال التعليم الأولي»، فكما يدل عنوان المداخلة، فقد عمد الأستاذ المحاضر تبيُّن خطورة تعلم اللغة الفرنسية قبل اللغة العربية للأطفال، وتبيُّن الاختلالات القيمية التي تنتج عن ذلك.
تلته مداخلة الأستاذ زكريا السرتي (مدير شبكة ضياء)، «الحرب اللغوية ومستقبل اللغة العربية»، وتحاول هذه الورقة دراسة جانبين اثنين: أولهما تفكيك العوامل والمقومات التي تؤسس مشروع إبادة ومحاصرة اللغة العربية. وثانيهما بيان معالم المشروع الحضاري في النهوض باللغة العربية محليًّا وعالميًّا.
أما الأستاذ عبد العلي المودني (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، فقد أسهم بورقة بعنوان: «الوعي الهوياتي واللغة العربية في رواية المورسكي لحسن أوريد». تلته مداخلة الأستاذ يحيى رمضان (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، وتفترض ورقته أن كثيراً من الأسئلة التي ووجه بها اللسان العربي في مرحلة ما بعد الاستعمار العسكري، وانشغل كثير من المهتمين بالرد عليها تسويغاً حيناً وتفنيداً حيناً آخر لم تكن ملائمة، ومن ثم أمكن اعتبارها خاطئة، ليحاول الباحث بعد ذلك تلمس طبيعة هذه الأسئلة وتجلياتها وقيمتها في ميزان البحث العلمي الراهن، وما نتائجها والمآلات الآيلة إليها؟، تلك بعض الأسئلة التي رامت المداخلة مقاربتها.
أما الجلسة العلمية الرابعة فقد تمحورت حول اللغة العربية في المؤسسات التربوية، وأدارها الدكتور شاكر المودني، وقد أسهم فيها كل من الأساتذة؛ عبد الرحيم وهابي، عبد الكبير الحسين، مصطفى شميعة، أحمد بنيحي، حسن محب، عز الدين الشهدي.
استهل هذه الجلسة الأستاذ عبد الرحيم وهابي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ فاس)، بمداخلة بعنوان «تعليم اللغة العربية بالمغرب الصعوبات والبدائل»، مشدداً على خطورة الاختلالات التي تواجه تعليم اللغة العربية، ومحاولاً الكشف عن الصعوبات التي تعوق تطوير تعليم اللغة العربية في النظام التعليمي.
تلته مداخلة الأستاذ عبد الكبير الحسني (أكاديمية تادلا - أزيلال)، بدراسة بعنوان: «تأثير التنوع المصطلحي على اللغة العربية داخل النظام التربوي المغربي»، والتي حاول من خلالها تسليط الضوء على مدى تأثر اللغة العربية في التعدد المصطلحي، ومدى انعكاس ذلك على المنظومة التربوية المغربية.
وجاءت المداخلة الثالثة للأستاذ مصطفى شميعة (أكاديمية فاس)، حول «واقع اللغة العربية الجديد في ضوء السياسة التعليمية الراهنة»، وقد كشف عن الوضع غير الطبيعي الذي باتت اللغة العربية تعيش عليه في المؤسسات التعليمية بالمغرب، وسبل تجاوز هذا الوضع. أما مداخلة الأستاذ أحمد بنيحي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، فقد جاءت بعنوان: «الهوية واللغة عند أمين معلوف». تلته مداخلة الأستاذ حسن محب (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ فاس)، وكانت بعنوان: واقع اللغة العربية في التعليم المغربي»، أكد فيها أن تأثير المرحلة الاستعمارية على المنظومة التربوية ظل حاضراً حتى ما بعد الاستقلال، فرغم المحاولات المبذولة في هذا السياق لتحرير التعليم من مخلّفات الاستعمار، من خلال رفع الشعارات الثلاثة: المغربة، التعريب، التعميم، فإن اللغة العربية ما زالت تئن تحت وضع الاختلالات العديدة. وقد اختتمت أعمال هذه الجلسة بمداخلة الأستاذ محمد العلمي (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ مكناس)، حيث قدم ورقة بعنوان: «واقع اللغة العربية في مؤسسات التعليم من الابتدائي إلى العالي».
لنصل إلى الجلسة العلمية الخامسة والأخيرة التي تمحورت مداخلاتها حول «اللغة والحرب اللغوية»، وقد أدارها الدكتور عز الدين النملي. كان الأستاذ إدريس مقبول الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس،، أول المتحدثين في موضوع: «من الحرب على العربية إلى الحرب على الهوية»، ويظهر من عنوان المداخلة أن الباحث يقرن بين اللغة والهوية، مما يعني عنده بالاقتضاء أن خسارة الأمة للغتها خسارة لهويتها، وهو ما جاءت أفكار المداخلة لتأكيده.
بعده تناول الكلمة الأستاذ محمد مراحي الذي شارك بورقة بعنوان: «اللغة والهوية: إسقاطات وتمثّلات»، بعده تناول الكلمة محمد الناصري (أستاذ زائر بكلية الآداب/ بني ملال)، للحديث عن موضوع: «اللغة العربية ومحاولات التغريب»، وقد حاول الباحث الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما المقصود بالتغريب؟ ما هي الأساليب التغريبية التي اعتمدها الآخر في سعيه إلى تخريب اللغة العربية؟ ما واجبنا نحو اللغة العربية في هذه الظرفية الصعبة؟.
وقد أعقبت كل جلسة نقاشات وحوارات قيّمة حول الأوراق التي قدّمت، كما أسفرت تلك البحوث والحوارات عن هموم مشتركة وتوصيات نجملها فيما يلي:
1– تفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة باللغة العربية من حيث الحماية وتنمية الاستعمال.
2- صياغة قانون حماية اللغة العربية، وتجريم كل مس بمكانتها الدستورية والحضارية.
3- مأسسة البحث العلمي المتعلق بالعربية وتنسيق جهود التعريب والترجمة.
4- تنزيل مؤسسة أكاديمية محمد السادس للغة العربية والإسراع بإخراجها إلى الوجود، وتمكينها من الأدوات اللازمة للقيام بأدوارها كما جاء في التصريح الحكومي.
4- تقوية حضور اللغة العربية بالمؤسسات الجامعية ودعم محاولا ت التدريس بها في الشعب التقنية والعلمية.
5- حث الإدارات العمومية والجماعات المحلية على استعمال اللغة العربية في كل معاملاتها الداخلية والخارجية.
6- دعم الأبحاث الخاصة بتطوير هندسة اللغة العربية وبوجودها في العالم الرقمي والافتراضي.
7- دعم الأبحاث الخاصة بتطوير طرق تدريس اللغة العربية.
8 – الحفاظ على الأدوار الحضارية والاستراتيجية للعربية من خلال تقوية العلاقات مع الشعوب والدول لعربية والإسلامية.
9 تشجيع استعمال اللغة العربية في المجالات الاقتصادية والمهنية.
10- دعم حضور اللغة العربية في الفضاء الخارجي.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.