شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هـــذا الــعــدد
ثمة حاجة فكرية ومعرفية مستديمة، لمقاربة الموضوعات والقضايا الفكرية الأساسية وذات الاهتمام الحيوي في الأمة، وذلك لأن العطاء الفكري الفعال، هو ذلك العطاء، الذي يجيب عن أسئلة المعرفة الأساسية، ويستجيب لمحن الإنسان الفرد والنوع؛ لأن هذه العطاءات هي التي تقدم خريطة طريقة لخروج الإنسان من مآزقه، والأمة من مشكلاتها.
والقيمة المعرفية الأساسية لأي نتاجٍ معرفي تتجلَّى في قدرة هذه المعرفة على تقديم حلول ومعالجات واقعية وممكنة للمشكلات التي يعانيها الإنسان الفرد أو الجماعة.
ونحن في مجلة الكلمة أخذنا على عاتقنا ومنذ انطلاقتنا إخلاصنا للعمل الثقافي والفكري الذي لا ينفصل عن هموم أمته، واحتياجاتها المعرفية، والاهتمام بالعمل الفكري والثقافي هو من أولوياتنا التي لا نحيد عنها، وندعو في الوقت ذاته كل المهتمين بالفكر والثقافة إلى إعطاء أولية في نشاطهم للفكر والثقافة وصناعة المعرفة.
ومواد ودراسات هذا العدد لا تخرج عن هذا السياق. فجاءت الكلمة الأولى عن (الحراك العربي وتحديات التعددية ومواجهة الكراهية)، ويشاركنا في هذا العدد الأستاذ عيسى الدودي بدراسة رائعة ومهمة عن (الوجه الجديد للاستعراب الأسباني)، والأستاذ عبد الكريم عنيات عن (الغزالي والمنطق.. هل نحج في أسلمة المنطق)، والأستاذ شريف الدين بن دوبه عن (الفارابي وفكرة المواطنة)، و قدم الأستاذ نور الدين الفيلالي دراسة جديدة في مضمونها ومقاربتها لابن خلدون بعنوان (قراءة فكر بن خلدون إبداعيًّا).
إضافة إلى دراسات وأبحاث أخرى، توزعت على أبواب المجلة المختلفة.
ونسأل الله التوفيق والسداد..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.