شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
تحتل الثقافة في الفضاءات الإنسانية المتحضرة، مساحة مُتقدِّمة، حيث تُخصَّص الميزانيات الضخمة لمختلف المناشط الثقافية، ويتم التطوير الدائم للبنية التحتية للعمل الإبداعي والأدبي والثقافي. لذلك تتحوَّل الثقافة في هذه المجتمعات إلى حالة عميقة ومركزية، بحيث تستوعب اهتمامات جميع شرائح المجتمع.
أما في المجتمعات المتأخرة حضاريًّا، فهي قليلة الاهتمام بالثقافة والعمل الإبداعي، وتعتبره من القضايا غير ذات الأولوية، لذلك تستوطن فيها الأمراض، وتفتقر إلى مشروع متكامل ينقلها من موقعها الحالي إلى مواقع أخرى أكثر تقدُّماً وتطوُّراً.
وتُعلِّمُنا تجارب الأمم المتقدمة أنه لا تقدُّم حقيقي إلَّا برافعة ثقافية - فكرية، وأنه إذا أرادت مجتمعاتنا النهوض والتقدُّم فعليها الاهتمام بالمعرفة والثقافة والإبداع.
ولعل من أهم أهداف مجلتنا منذ انطلاقتها هو إبراز الاهتمام بالثقافة والعمل الإبداعي، وتحفيز كل شرائح الأمة للالتفات إلى العامل الثقافي والفكري في نهوضنا وتقدُّمنا.
وانطلاقاً من هذه الرؤية جاءت أبحاث ودراسات هذا العدد. حيث يشاركنا السيد رئيس التحرير بدراسة بعنوان: «الفكر الإسلامي بين مرحلتيه الحديثة والمعاصرة طروحات ومناقشات».
والسيد مدير التحرير بدراسة بعنوان: «الإسلاميون من آفاق الربيع العربي إلى إكراهات مآلاته».
وتشاركنا في هذا العدد الدكتورة مليكة بن حنمان بدراسة رائعة بعنوان: «من قضايا الدرس اللغوي العربي مدخل لقراءة جديدة».
وغيرها من الدراسات والأبحاث التي توزَّعت على أبواب المجلة المختلفة، ونأمل أن تساهم مواد هذا العدد بفتح آفاق ثقافية ومعرفية جديدة.
ومن الله نستمد العون.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.