شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هـــذا الــعــدد
ثمة ضرورة ثقافية ومعرفية مستدعية، لقراءة وقائع الحياة والتحولات الكبرى التي تجري في الوجود الإنساني. لأن هذه القراءة والفحص الدائم في مسار التحولات، هو الذي يكثف الوعي الإنساني ويراكم من عناصر الخبرة الإنسانية.
لذلك ثمة حاجة دائمة إلى نبذ الغفلة وضرورة اليقظة الدائمة لقراءة الأحداث والتحولات بعمق، حتى لا تنطلي على الأمة أو نخبها ألاعيب ومخططات القوى التي لا تريد خيراً لأمتنا.
فالظروف الحالية التي تعيشها الأمة حساسة وذات مآلات متعددة، ولا مناص من الوعي العميق والمعرفة النوعية بطبيعة الأحداث والظروف والتحولات التي تشهدها مناطق وبلدان المسلمين في هذه اللحظة التاريخية.
فاليقظة الدائمة ونبذ كل أشكال التجاهل والغفلة هي بوابة التحرر من مخططات شياطين الأنس والجن، واتخاذ الرأي والموقف المناسب من كل ما يجري من أحداث وتطورات في ساحاتنا العربية والإسلامية المتعددة.
ودراسات وأبحاث هذه العدد جاءت في سياق مراكمة الوعي الثقافي وزيادة إمكانات اليقظة، من خلال الاقتراب الفكري من بعض القضايا التي تتطلب باستمرار دراسة واعية وفحص مستديم، وعلى رأس هذه القضايا قضية النهضة في الأمة. فجاءت الكلمة الأولى للأستاذ رئيس التحرير بعنوان: «عصر النهضة دراسات ومناقشات»، ودراسة الأستاذ مدير التحرير بعنوان: «الإسلام السياسي وضرورات التحول من الأصولية إلى المدنية».
ويشاركنا في هذا العدد الباحث التونسي علي بن مبارك بدراسة حول «التواصل الثقافي والبعد التقريبي في فكر سمير سليمان».
وتشاركنا الدكتورة شفيقة مهري ببحث حول «الظاهرة الإعلامية المعاصرة في صورتها التلفزيونية».
وغيرها من الدراسات والأبحاث، التي توزعت على أبواب المجلة الثابتة. ونرجو أن تساهم دراسات هذا العدد في تعميق حالة اليقظة في الأمة. ونسأل الله التوفيق والسداد.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.