شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
ثمة ضرورة ثقافية وفكرية دائمة، في مواكبة مستجدات الفكر والثقافة، ومساءلة مسائل المعرفة السائدة؛ لأن في عملية المواكبة قدرة مستديمة لاكتشاف الجديد المعرفي، واستيعاب أحدث الأفكار المتداولة في المشهد الثقافي الإنساني.
كما أن في عملية الفحص والمساءلة، تتوفر القدرة الفردية والجمعية على تجاوز البالي من المسائل الفكرية والثقافية، ومراكمة عناصر القوة على المستويين الفلسفي والمعرفي.
فالمواكبة والمساءلة تقودان باستمرار، إلى اكتشاف مساحات جديدة تغذي العقل، وتثري المعرفة/ وتدفع بالمهتمين صوب تجاوز السائد، وتخطِّي عقبات الراهن.
وفي سياق اهتمام المجلة بمسألة المواكبة للمستجد الفكري والثقافي، ومساءلة الواقع بكل عناصره، تأتي دراسات وأبحاث هذا العدد.
فالكلمة الأولى التي كتبها السيد رئيس التحرير جاءت في سياق تقديم رؤية جديدة، وإجابة مغايرة للسؤال التاريخي الذي شغل بال الأمة بكل نخبها الفكرية والدينية.
«سؤال النهضة لماذا تأخَّر المسلمون ولماذا تقدَّم غيرهم».
وجاءت دراسة الأستاذ إدريس هاني ليقترب فيها من فكرة الإبداع ويحرض على تجاوز كل كوابح الإبداع، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي. ودراسته بعنوان: «تحديات الإبداع العلمي بين المحافظة والتجاوز».
ويحتضن هذا العدد ملفًّا فكريًّا متكاملاً بعنوان: «الحداثة والوعي الزمني»، شارك في دراسات هذا الملف وأبحاثه مجموعة متميزة من الأكاديميين الجزائريين، الذين قدَّموا رؤى متنوعة في سياق الحداثة وأسئلتها المختلفة.
ونودُّ في هذا السياق أن نُعبِّر عن خالص شكرنا وتقديرنا إلى الدكتور العربي ميلود، الذي أعدَّ هذا الملف ونسَّقه ورتَّب مواده وأبحاثه.
إضافة إلى دراسات وأبحاث، توزَّعت على أبواب المجلة الثابتة. ونرجو أن تساهم أبحاث هذا العدد في تزخيم الممارسة الحضارية في الأمة. ونسأل الله التوفيق والسداد.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.