شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا لعدد
يمكن أن نحدد اتجاهات دراسات هذا العدد بثلاثة: الاتجاه الأول مقاربة المسألة الطائفية التي تعاني منها العديد من المجتمعات العربية والإسلامية، وتهدد استقرارها الاجتماعي والسياسي من زاوية جدلية الدين والدولة. بمعنى أن نجاحنا في بناء دولة مدنية، ديمقراطية، هو سبيلنا لإنهاء المشكلة الطائفية في الأمة.
والاتجاه الثاني: يتعلق بضرورة صياغة وانبثاق مشروع نهضوي متكامل في الأمة، قادر على إخراجها من أزماتها المستفحلة، ويخلصها من حالة الوهدة والتخلف التي يعيشها المجال الإسلامي على أكثر من صعيد ومستوى.
والاتجاه الثالث: الاطلاع والتواصل مع التجارب الفكرية والإصلاحية في الأمة، للاستفادة من هذه التجارب، وتبيئة العناصر الإيجابية التي تركتها هذه التجارب الإصلاحية في واقعنا الراهن.
وتعبر دراسة السيد مدير التحرير عن الاتجاه الأول، وهي بعنوان: «المسألة الطائفية وجدلية الديني والمدني.. النقاش الراهن». وتعضدها دراسة الأستاذ إدريس هاني الموسومة بـ«تكفير التكفير..».
وتعبر دراسة السيد رئيس التحرير المعنونة بـ«عصر النهضة كيف انبثق في المجال العربي الحديث» عن الاتجاه الثاني. وتسندها دراسة الأستاذ عبد الفضيل أدراوي المعنونة بـ«الكتابة الهاشمية في مواجهة سلطة المركز».
وثمة دراسات ثلاثة رئيسة عن الشيخ الشاطبي والشيخ النورسي والدكتور على شريعتي، كل هذه الدراسات تعبر عن الاتجاه الثالث المتعلق بالتعريف بالتجارب الفكرية والإصلاحية في الأمة.
وغيرها من الدراسات والأبحاث الموزعة على أبواب المجلة الثابتة.
ونرجو أن تُعبِّر دراسات هذا العدد عن هموم الأمة الأساسي وسبل تجاوزها.
ونسأل الله التوفيق والسداد.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.