شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
من المؤكد أن نوعية الثقافة التي يحملها الإنسان فردًا أو جماعة، هي التي تحدد إلى حدٍّ بعيد طبيعة الخيارات السياسية والاجتماعية والفكرية التي يلتزم بها؛ لأن الثقافة بمعناها العام والحضاري، هي بمثابة الخلفية العميقة لخيارات الإنسان وأولوياته.
من هنا فإن الاهتمام بالثقافة، هو اهتمام بالإنسان ومجالاته وأولوياته في الحياة والوجود الإنساني.
ويأتي هذا العدد من مجلتنا، ليؤكد مجددًا، أهمية الاعتناء والالتفات إلى الثقافة ونوعيتها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
لإيماننا العميق أنه لا مستقبل لنا إلَّا بالثقافة، ولا قدرة للخروج من مآزقنا وأزماتنا إلَّا بالثقافة بمعناها العميق.
وإن كل جهد يبذل في سبيل تعزيز الثقافة في أي فضاء اجتماعي ينبغي أن يرحب به ويُدعم ويسند، بوصف الثقافة هي حجر الأساس لكل العمليات الاجتماعية.
والكلمة الأولى في هذا العدد يكتبها الأستاذ السيد رئيس التحرير بعنوان: «المسلمون الشيعة ومسألة التقريب بين المذاهب».
أما مدير التحرير فيشاركنا بدراسة بعنوان: «التحليل الثقافي لظاهرة العنف الديني». وشاركنا الدكتور علي صديقي بدراسة متميزة بعنوان: «تقريب المنطق الأرسطي في التراث العربي الإسلامي». والأستاذ حسين منصور الشيخ يشاركنا بدراسة بعنوان: «دور الدكتور الفضلي في معالجة المفاهيم القلقة».
وغيرها من الدراسات والأبحاث التي توزَّعت على أبواب المجلة الثابتة.
نرجو أن تكون دراسات هذا العدد إضافة نوعية لوعي القرّاء الكرام.
ونسأل الله التوفيق والسداد.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.