شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
لعل من المهام الأساسية للمعرفة والثقافة، هي توفير المناخ الاجتماعي والمعرفي المناسب للاستفادة من كل الممكنات التي توفرها الثقافة في الفضاء الاجتماعي.
فالثقافة لا تحفر في المجرد، بل في البيئة الاجتماعية والإنسانية، لتوليد ممكنات ثقافية ومجتمعية، لنقل المجتمع من طور إلى آخر أكثر حيوية وتقدُّمًا.
وعليه فإنه لا تقدُّم اجتماعيًّا وإنسانيًّا دون معرفة وثقافة. فهي الشرط الضروري لتهيئة كل المناخات لبناء حالة مجتمعية جديدة.
وهذا العدد بدراساته وأبحاثه المتعددة، لا يخرج عن سياق بلورة الأفكار والمفاهيم الجديدة، التي تُهيِّئ الأرضية الاجتماعية للاستفادة القصوى من كل الآفاق والممكنات الجديدة على المستويين الاجتماعي والمعرفي.
وفي هذا النطاق جاءت الكلمة الأولى لهذا العدد «مفاهيم نهضوية على ضوء آيات الذكر الحكيم» للسيد مدير التحرير.
وحاول الأستاذ رئيس التحرير معالجة موضوع بدأ يشغل الساحة الإسلامية وبالذات من يعتني ببناء علاقة إيجابية بين جميع أطراف وأطياف المسلمين. ودراسته بعنوان «المسلمون الشيعة ومكابدة تصحيح الصورة».
إضافة إلى دراسات وأبحاث أخرى جادة، كدراسة الدكتور محمد حفيان، التي قدّمت مراجعة نقدية لقراءة الدكتور نجيب محمود في مناقشته لأفكار أبي حامد الغزالي، وحملت هذه الدراسة عنوان: «نظرية المعرفة عند أبي حامد الغزالي.. مقاربة نقدية لقراءة زكي نجيب محمود».
ونسأل الباري أن نكون قد وفقنا في إضافة رؤى ومعارف جديدة للقارئ الكريم.
ومنه تعالى نستمد العون والنجاح.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.