شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
يشكّل التراث حصيلة معرفية وسلطة رمزية ومضمونًا اجتماعي، لذلك حينما التفت إليه المثقفون، حاول كل طرف من أطراف المشهد الثقافي الاستيلاء على التراث، والتعامل معه، بوصف قيمه هي المعادل الموضوعي للقيم ذاتها التي يحملها هذا الطرف أو ذاك.. وهذه الممارسة وغيرها تؤكد حقيقة أن التراث يُشكّل مادة عابرة لحقل التاريخ، وبإمكان الجميع الاستزادة من التراث وتوظيف بعض محطاته وعناصره لخدمة اللحظة الراهنة.
وبعض مواد هذا العدد هي محاولة للتعرف على بعض التجارب العلمية والفكرية، واستنطاقها بما يخدم مشروعات وتوجّهات اللحظة الراهنة. فالسيد رئيس التحرير كتب الكلمة الأولى «مالك بن نبي ناقدًا لإقبال»، وهي محاولة فكرية جديدة في قراءة الفكر الإصلاحي لإقبال من قبل أحد أعلام الفكر والإصلاح الأستاذ مالك بن نبي.
وجاءت الدراسات التي بعدها في هذا السياق، فكتب الدكتور عبد العزيز بو الشعيرعن«محوريةالإنسانفيحركةالتاريخعندمالكبننبي»،وكتبتالدكتورةنعيمةإدريسعن«فلسفةالدينعندإقبال.. الأصولوالمرجعيات»، والدكتور إسماعيل نقاز عن «التفسير السنني وتجربة التأصيل عند محمد باقر الصدر»، والدكتور علي بن مبارك بلور رؤية جديدة لمعالجة مشكلة الجفاء والخصومة بين المدارس الفقهية الإسلامية في دراسته الموسومة بـ«الاستشراق في أدبيات التقريب».
وغيرها من الدراسات والأبحاث التي توزَّعت على أبواب المجلة الثابتة.
نرجو أن يكون هذا العدد ملبِّيًا لطموحات قراء المجلة الكرام.
ونسأل الله التوفيق والسداد..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.