شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
الحداثة والاجتهاد
عند زكي الميلاد
الدكتور براهيم أحمد*
*أستاذ الفلسفة ومدير مخبر حوار الحضارات بجامعة عبدالحميد بن باديس بمستغانم -الجزائر.
- جامعة عبدالحميد بن باديس، كلية العلوم الاجتماعية، الجزائر
- رسالة ماجستير، قسم الفلسفة، تخصص فكر عربي معاصر
- إعداد الباحثة: زوليخة بزخامي
- إشراف: الدكتور براهيم أحمد
- تاريخ المناقشة: 20 يناير 2016م
استكمالا لمتطلبات الحصول على شهادة الماجستير في «الفكر العربي المعاصر»، حصلت الطالبة الجزائرية بزخامي زوليخة بموجبها على درجة الماجستير بتقدير مشرف من شعبة الفلسفة بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة عبدالحميد بن باديس في مستغانم غرب الجزائر، بالبحث الذي تقدَّمت به والموسومة بـ«الحداثة والاجتهاد عند زكي الميلاد».
وقد اجتمعت اللجنة العلمية للمناقشة العلنية بتاريخ 20 يناير ألفين وستة عشر الموافق 9 ربيع الثاني1437هـ، والمؤلّفة من السادة الأساتذة: الأستاذ الدكتور حموم لخضر أستاذ محاضر بجامعة مستغانم رئيسًا للجنة، والأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد أستاذ محاضر بجامعة مستغانم مشرفًا مقررًا، والأستاذ الدكتور العربي ميلود من جامعة مستغانم أستاذًا مناقشًا، والأستاذ الدكتور بن دنيا سعدية أستاذة مناقشة بجامعة مستغانم.
وهذه أول رسالة جامعية تناقش موضوع المقاربة بين الحداثة والاجتهاد عند زكي الميلاد في جامعة عبدالحميد بن باديس، وجاء اختيار هذا الموضوع بعد محاضرة تقدم بها الأستاذ زكي الميلاد لمجموعة من طلبة الماجستير والدكتوراه بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة عبدالحميد بن باديس في شهر أبريل 2013م، وحملت المحاضرة عنوان (مقاربات بين الحداثة والاجتهاد).
وعن اختيار هذا الموضوع ترى الباحثة بزخامي أن أزمة الفكر العربي والإسلامي المعاصر من الموضوعات المهمة والملحة في عصرنا الحالي، وهذه الأزمة ترتبط من جهة بالذات فكرًا وتراثًا، جمودًا وتراجعًا، وترتبط من جهة أخرى بالآخر حداثةً ومعاصرةً، تقدمًا ونهوضًا، الأمر الذي أوجب العناية والاهتمام بقضية التجديد الديني لتدارك هذه الأزمة من جهة، وللنهوض بالأمة من جهة أخرى.
وربط هذه القضية بزكي الميلاد لكونه صاحب أطروحة حديثة في هذا الشأن، وتحدّدت أطروحته في اعتبار أن مفهوم الاجتهاد في المجال الإسلامي، هو المفهوم الذي يعادل أو الذي بإمكانه أن يعادل مفهوم الحداثة في المجال الغربي.
ويرى الميلاد أن المقاربة بين الحداثة والاجتهاد تُعدُّ من المقاربات الفكرية الجادَّة والمهمة، وتتَّسم بقدر من الإثارة والدهشة ولا تخلو من طرافة، كما أنها من المقاربات الجديدة التي لم تُطرق من قبل عربيًّا على ما يُعلم في حقل الدراسات الفكرية والنقدية والأكاديمية، لذا فهي بحاجة إلى مزيد من البحث والنظر المعرفي والمنهجي، وإلى مزيد من التذاكر والتفاكر بين المشتغلين في البحث الفكري والفلسفي.
وعلى ضوء هذه الأطروحة تحدَّدت إشكالية البحث التي عبَّرت عنها الطالبة بزخامي في التساؤلات الآتية:
إذا كانت الحداثة مفهومًا غربيًّا عبَّرت عنه التجارب الحضارية الأخرى، وأن الاجتهاد مفهوم ارتبط تاريخيًّا بالمنظومة الإسلامية، فما الحداثة والاجتهاد عند زكي الميلاد؟
وما هي الآليات التي يراها الميلاد كفيلة بتحقيق صيغة التكامل بين الإسلام والحداثة؟ وكيف يمكن للعولمة أن تكون مكسبًا لنا؟
ما هي أسباب الركود والجمود في الفكر الإسلامي؟ وكيف تنطلق محاولة التجديد فيه؟
وبصيغة أخرى: كيف يمكن إيقاظ روح التجديد والاجتهاد في نظر زكي الميلاد؟
والهدف من هذه الدراسة في نظر الباحثة هو إلقاء الضوء على الحداثة والاجتهاد من حيث المفهوم والتاريخ والأهمية، ومقاربة الحداثة للاجتهاد مرورًا بالتجديد لمجاوزة مرحلة الجمود والركود الفكري، وذلك باعتماد الاجتهاد كرؤية لتجديد المنهج.
ومن جهة المنهج استندت الباحثة إلى المنهج التحليلي والتاريخي في دراسة وتحليل مكونات مفهوم الاجتهاد كما تشكَّل في المجال الإسلامي، وكما تبلور وتحدد عند زكي الميلاد، واستندت إلى المنهج المقارن في محاولة المقارنة والمقاربة بين الإسلام والحداثة، والاجتهاد والحداثة.
أما الرسالة بنيةً وتكوينًا، فقد تكوّنت من مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول رئيسة، كل فصل احتوى على ما بين مبحثين وأكثر، فالمقدمة احتوت على الإطار النظري وإشكالية الدراسة، وشرحت مبررات اختيار الموضوع المناقش وأهمية دراسته.
حمل الفصل الأول عنوان: (نحو تأثيل وتأريخ المفاهيم) واحتوى على مبحثين، المبحث الأول جاء بعنوان: (الملامح التاريخية لمفهوم الحداثة في الفكر العربي الإسلامي)، وركّزت فيه الباحثة على جينيالوجيا مفهوم الحداثة في الفكر العربي الإسلامي وناقش المواضيع الآتية: مفهوم الحداثة، بين الحداثة والتحديث، الحداثة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، محاولة بناء أنموذج إسلامي. والمبحث الثاني جاء بعنوان: (مفهوم الاجتهاد وتاريخانيته)، وناقش المواضيع الآتية: مفهوم الاجتهاد، تاريخ الاجتهاد، علم أصول الفقه، مفهوم التجديد.
أما الفصل الثاني فكان لبّ الرسالة حيث احتوى على إشكالية الحداثة عند زكي الميلاد، وحمل عنوان: (إشكالية الحداثة عند زكي الميلاد) واحتوى على أربعة مباحث، المبحث الأول جاء بعنوان: (زكي الميلاد وثنائية الإسلام والحداثة)، والمبحث الثاني جاء بعنوان: (الإسلام ومدى ارتباطه بالعولمة)، والمبحث الثالث جاء بعنوان: (أسباب الجمود والركود في الفكر الإسلامي)، والمبحث الرابع جاء بعنوان: (محاولة التجديد في الفكر الإسلامي).
الفصل الثالث حمل عنوان: (الاجتهاد كمقاربة فكرية)، واحتوى على مبحثين، المبحث الأول جاء بعنوان: (تجديد الخطاب الإسلامي)، وناقش موضوعين هما: تفكيك عناصر مفهوم تجديد الخطاب الإسلامي، تركيب المفهوم. المبحث الثاني جاء بعنوان: (الاجتهاد كرؤية لتجديد منهج الفكر)، وناقش موضوعين هما: الاجتهاد مبدأ الحركة في الإسلام، الاجتهاد عند الميلاد معانٍ ودلالات.
في هذا الفصل دافعت الباحثة بزخامي عن أطروحة المفكر زكي الميلاد أمام لجنة المناقشة، خاصة فيما تعلّق بمشروع تجديد الخطاب الإسلامي عنده، وأكّدت على مبدأ الاجتهاد كرؤية لتجديد منهج الفكر، ثم عرّجت الباحثة في نهاية هذا الفصل على بعض الرؤى والمقاربات الخاصة بالاجتهاد في بعض المسائل التي عالجها المفكر الميلاد من خلال التطرّق لسيرته الفكرية، كمسألة قضية المرأة، الديمقراطية، الثقافة، وحقوق الإنسان...
ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث هو التأكيد على الفارق الموجود بين الحداثة التي ترتبط بالجانب الذهني والعقلي، والتحديث الذي يرتبط بالجانب المادي، وهذا ما يؤكد عليه المفكر زكي الميلاد إلى جانب مفكرين آخرين. كما توصّلت الباحثة إلى أن الحداثة في الفكر العربي ارتبطت بمفهوم الاجتهاد عنده، وذلك من خلال محاولة بلورة مشاريع نهضوية تجديدية تنهض بالثقافة العربية الإسلامية.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.