شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
لقد إلتزمنا في مجلة الكلمة بخطاب فكري يتمسك بنهج الحوار والاعتدال, التضامن والاتحاد, التآلف والتقارب, وسعينا لتعزيز هذا النهج وإنماء هذا الخطاب, وجعله حاضراًونابضاًومتجلياً. ولقد دعونا دوماً إلى إحياء كل ما هو جامع في الأمة, وتجاوز خطوط الانقسام بكل أشكالها وصورها. ودعونا الجميع لأن يكتشف الجميع, ويعملوا من أجل الجميع ومستقبل الجميع. وكنا على ثقة كبيرة ووضوح تام بهذا الخطاب الفكري الذي نرى فيه كافية الأمّة كل الأمة, ونرى فيه أملاً بمستقبلنان, الأمل الذي نبحث ونفتش عنه في زمن يمكن أن يضيع فيه الأمل.
وفي هذا السياق تأتي بعض دراسات هذا العدد التي عالجت القضايا مثل السلم الاجتماعي مقوماته وحمايته, ورسالة التقريب بين المذاهب الإسلامية وهي رسالة العقلاء في الأمة, والدعوة إلى الحوار كفضيلة وفاعلية وتواصل, ومسألة الانسجام الفكري والثقافي بين المسلمين على قاعدة مرجعية الإسلام.
كما يضم هذا العدد دراسة علمية مهمة هي أطروحة فكرية في موضوعها, وهي دراسة الدكتور محمود الذوادي حول العلاقة بين ما يصطلح عليه بالمروز الثقافية وطول أمد حياة الجنس البشري من خلال رؤية ثقافية إسلامية إلى جانب دراسات أخرى عالجت موضوعات الدولة الحديثة في المنظور الفقهي,وموضوع الاستشراق الفلسفي عند المستشرق الفرنسي هنري كوربان,وموضوع العلاقة بين الذات والآخر على خلفية التحولات في مجال الاتصال والمعلوماتية. وهي الموضوعات التي يعالجها باهتمام الفكر الإسلامي المعاصر. وفي باب الكتب هناك مراجعة لكتاب حول الفكر الإسلامي المعاصر في إيران جدليات التقليد والتجديد. وفي باب الندوات هناك تغطية لمؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي. بالإضافة إلى الأبواب الأخرى, الاصدارات الحديثة والتقارير والمتابعات. نأمل أن يساهم هذا العدد بقدر من الإضافة والاجتهاد.
ونسأل الله التوفيق والسداد
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.