تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

الإسلام وأسئلة الحاضر

إبراهيم بورشاشن
الكتاب: الإسلام وأسئلة الحاضر.
الكاتب: د. سعيد بنسعيد العلوي.
الناشر: منشورات الزمن ـ الرباط.
سنة النشر: ط1 ، 2001م

لعل أهم غائب في معالجة الكثيرين للظاهرة الإسلامية اليوم هو ما أشار إليه عنوان الكتيب، الذي أصدره أخيراً الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، عميد كلية آداب الرباط بالمغرب، والموسوم بـ “أسئلة الحاضر” (1) ، فهذه الأسئلة تكاد تكون هي الغائبة اليوم لأن الكشف عنها ليس دائماً بالأمر الميسور لأنه يشترط على الأقل ضربين من الاستعداد: استعداد موضوعي واستعداد نفسي، أما الاستعداد الموضوعي فيتمثل في امتلاك أدوات معرفية تسمح بفهم اعمق لما يعتور الواقع من تشابك، وهو ما يُفتقد في كثيرين من المقبلين على معالجة الشأن الاسلامي. ‏أما الاستعداد النفسي فيتمثل في امتلاك حالة نفسية ذات قابلية كبرى للفهم الموضوعي لما يقدمه الواقع من معطيات دون العمل على تغييبها في غلاف وجداني واستبطانها انفعالياً مما يعوق عملية المعرفة والفهم، وهو ما يتطلب اتخاذ مسافة شعورية معقولة إزاء ما يقع في عالمنا المعاصر من أحداث ووقائع..‏
ودون الكشف عن “أسئلة الحاضر” يصاب كل عمل ثقافي او سياسي بضروب من الإعاقات لأن هذه الأسئلة هي التي تهدي الباحث سواء رجع إلى تراث المشاركين لنا في الملة او ضرب في تراث غير المشاركين لنا فيها، أو‏أنشا نصاً إبداعياً جمالياً يغذو الفكر أو الوجدان أو يغذوهما جميعاً، كما تهدي رجل السياسة سواء أنشأ نظرية لفهم الواقع او عمد إلى الفعل فيه...
ولا شك أن من اكثر الموضوعات حساسية والتي تعالج بانفعال زائد، نتيجة الجو السائد في مجتمعاتنا العربية ـ الإسلامية ونتيجة المناخ العالمي المعاصر، هي الموضوعات التي تمس من قريب أومن بعيد ديننا الحنيف وارتباطه، على الخصوص، بهواجس الحاضر وإشكالاته، وهو ما يفسر العنوان الذي اختاره الأستاذ الباحث لكتابه. ويفسره كذلك أن من المعوقات البارزة أمام الخطاب العربي ـ الإسلامي المعاصر أنه خطاب لا يزال في طور اكتشاف إشكالات الحاضر من اجل معالجتها معالجة واقعية تستند على نظرة شرعية مرتبطة بهموم الحاضر وآفاق المستقبل، دون الانخراط اللاشعوري في قضايا الماضي البعيد، وهو ما يحاول هذا الكتيب تنبيه الساحة العربية والإسلامية المعاصرة له.
يتخذ الأستاذ الباحث موقفين في معالجته للإسلام وأسئلة الحاضر، موقف يصدر فيه عن وجهة نظر مؤرخ الفكر، وهو الموقف الأثير عند الأستاذ سعيد بنسعيد والذي لا يني يصدر عنه في كثير من كتاباته ومداخلاته (2) . وموقف يصدر فيه عن وجهة نظر الفقيه المجتهد الذي يروم تقديم مساهمة في تصحيح بعض الأوضاع التي يقدر أنها تسيئ إلىالمسلمين ولاتعكس أصالة الإسلام.
والسؤال الأكبر الذي نريد منه ان يقود خطى تقديمنا لهذا الكتيب وعرض أهم قضاياه، يمكن صياغته كالتالي، كيف يتكامل المؤرخ والفقيه في تقديم المشهد الإسلامي المعاصر تقديماً يروم في المطاف الأخير غايات عملية كما يصرح الأستاذ الباحث (3) ، وهذا السؤال يمكن النظر إليه من خلال أسئلة فرعية ثلاث: ما هي الأسئلة التي ترصدها عين المؤرخ من خلال ما يثيره الواقع المعاصر؟ وما هي الرؤى التي يقترحها من أجل تجاوز عوائق اللحظة التاريخية القلقة التي يعيشها عالم الإسلام اليوم؟ وما طبيعة تدخل الفقيه في معالجة ما يطرحه واقع الاسلام والمسلمين من مشاكل وإشكالات؟ نعالجها من خلال جملتين اثنتين، إحداهما نفردها لأسئلة الحاضر، والأخرى نخصصها لفعل التصحيح الفقهي كما مارسه هذا الكتيب الطريف وهذا العدد المتميز من سلسلة الجيب التي تصدر، في المغرب، عن منشورات الزمن.

أولاً: عن أسئلة الحاضر

بقدم الأستاذ الباحث كتابه على أنه في عمقه تساؤلات، فكثير من المواضع في الكتاب تساؤلات (4) وهو ما يبدو في بعض عناوين فصول الكتاب احياناً (5) ، بل إن الأستاذ الباحث يكتفي احياناً بإثارة أسئلة عميقة دون تقديم جواب عنها تحريضاً للفكر على التدبر (6) ، وهو ما يبرز الطابع الإشكالي للكتيب رغم هذه الحلول المقترحة، والتي تنم عن عمق في النظر، وإن جاءت في كثير منها “ضمنا.. وعلى سبيل الإشارة والإيماء”. فالأمر الذي يتوخاه الأستاذ الباحث، بالقصد الأول، هو إثارة الفكر للتأمل في قضايا تعتبر من قبيل المسكوت عنها، وإخراج أسئلة من حالة القوة إلى حالة الفعل من أجل إشراك جمهور واسع في تاملهان وتجدر الإشارة أن هذه الأسئلة يُؤطَّر لها في احايبن كثيرة بفذلكات تاريخية تضعها في إطارها العام، كما قد تثير بعض الإجابات عنها بعض الجدل والنقاش من هنا او هناك، ولن نعرج، نحن ها هنا، على هذه الأرضية التاريخية، ولا على مناقشة ماورد في الأجوبة المقترحة وإن كنا ألمحنا، في الهوامش او في ثنايا العرض إلى بعض المواقف التي تهيء لمثل هذا النقاش، وإنما سنقصر مقاربتنا، في هذا المستوى الأول، على محاولةٍ تروم تقديم اهم هذه الأسئلة التي ترصدها عين المؤرخ، وهي بطبيعة الحال ليست كل الأسئلة الممكنة، ولا كل الأسئلة التي تمت إثارتها في هذا الكتيب الممتع والمفيد.

ـ سؤال الخطاب الإسلامي المعاصر.

لعل اول ما يثير في واقع الإسلام المعاصر اليوم هو الطريقة التي ينتج بها المسلمون اليوم خطابهم حول الإسلام وحول واقعهم المعيش مما ينتج عنه كثير من الخلل في الممارسة عند الكثيرين منهم، فكيف يمكن استيعاب الواقع وفهمه بخطاب يعاني من غلبة الإنفعالية عليه في الوقت الذي ينتظر من المسلمين ان ينتجوا خطاباً يرتفع إلى مستوى من المعقولية النظرية يستطيعون بها استيعاب ألإشكالات ومعالجتها لفهم ما جرى وما يجري في عالمهم وعصرهم؟!.‏ويرجع الأستاذ الباحث سبب هذ الضعف إلى ضمور الاهتمام بالمسالة الثقافية، وتبلغ المفارقة اوجها عند بيان الكاتب أن الثقافة الإسلامية، بطبيعتها، ثقافة منفتحة (7) وأن المجتمع الإسلامي، بفطرته، مجتمع مفتوح (8) . لكن ما المسؤول عن هذا الوضع؟ إن المسؤول عن هذا الوضع هو ارتباط نشأة الفكر الإسلامي بغلبة الشأن السياسي عليه.
لقد أوشك ان يجمع الرواد ان اسباب انحطاط المسلمين يرجع إلى ما اصطلح عليه بـ “دواء الشرق”، فساد المؤسسات السياسية في بلاد الإسلام (9) ، . وهو ما يجليه ما كتبه كل من رفاعة الطهطاوي والصفار والكواكبي وجمل الدين الأفغاني ومحمد عبده والمصلحين المغاربة وما كتبه منظرو الحركات الإسلامية (10) ، وهي غلبة لا تزال سارية المفعول إلى اليوم (11) . ولعل هذه الغلبة هي التي تفسر الفقر النظري للفكر العربي والإسلامي المعاصر كما لاحظ ذلك ايضاً احد الباحثين المعاصرين (12) . ومن هنا دعوة الأستاذ الباحث إلى‏أمرين، أولهما، العودة إلى الجذر والأساس الذي يؤول إليه المجتمع الإسلامي وهما “مسالة الثقافة وقضية القيم في ارتباطهما وتضافرهما” (13) .
فالاهتمام بالثقافة والقيم كفيل بان يعيد إلى المقدمة القضايا الفكرية والاجتماعية التي توارت وراء حجاب الإهتمام السياسي. وثانيهما، ضرورة اعتماد الخطاب الإسلامي المعاصر قراءة تتجنب الحماسة والإنفعال وتتحرى الشمول والإحاطة، قراءة يكون منطلقها معرفة الحاضر وتكون وجهتها المستقبل المنشود (14) .

ـ سؤال القطيعة مع فكر النهضة.

يؤكد الأستاذ الباحث أن من اسباب الإعاقات التي يعاني منها الخطاب العربي و الإسلامي المعاصر هو القطيعة التي عمّقها مع فكر النهضه، ويبرز فكرة طريفة ترفع هذا الفكر، في قيمته وخطره، إلى نفس المنزلة التي يجدها الكثيرون في المرجعية السلفية (15) . إن فكر النهضة حاضر في وجدان المسلم، وهو ضروري لفهم الحاضر (16) ولعل هذا هو ما يفسر هذه العودة الحميمية إليه (17) .
لكن الفكر الإسلامي المعاصر في معظمه حريص على الإنفصال مع فكر النهضة كما تبرزه مظاهر مختلفة، منها: غياب سؤال شكيب أرسلان: لماذا تاخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ (18) ، وكذلك تعثر بعض المفاهيم من امثال مفاهيم الدستور، الحياة النيابية (19) ، كما غاب الإجتهاد (20) ، واحتجب مفكرو عصر النهضة (21) ، بل واختفت، كذلك، المرجعيات المعتادة في الفكر الإصلاحي... (22) .
لكن الأستاذ الباحث كعادته لا يمس ظاهرة ما دون البحث عن أسبابها، فما سبب هذه القطيعة؟ إنها في تقدير الأستاذ الباحث تغير نظرة المسلمين إلى الغرب، فالغرب الأوروبي والأمريكي لم يعد في حسهم مجتمع التنوير كما كان في حس أسلافهم، بل أصبح مجتمع الجاهلية الذي نحن “وإياه على مفرق الطريق” (23) ، وأصبحت “الدعوة الإسلامية لا تعني شيئاً آخر سوى إعلان القطيعة والانفصال مع مجتمع الجاهلية، تمهيداً لإلغائه فعليا عن طريق إزالته، متى امكن استجماع الأسباب الكافية لذلك” (24) ، وهو ما يفتح على سؤال العلاقة مع الغرب.

ـ سؤال العلاقة مع الغرب.

يشكل سؤال العلاقة مع الغرب اهم الأسئلة المعاصرة التي تتضارب حولها الاراء، لقد كان الغرب في حس رواد النهضة الحافز إلى التفكير في واقعهم كما يترجمه سؤال شكيب أرسلان. وهو السؤال الذي تفرعت عنه أسئلة أخرى منها السؤال الذي شغل محمد عبده وهو سؤال: هل في الإسلام ما يتعارض مع الأخذ بأسباب المدينة الحديثة (25) ؟ في عصر النهضة هذا كان المفكر العربي الإسلامي “يقرأ في صورة أوروبا..‏ما كان بالضبط يفتقده في عالمه فلا يجده” (26) ، لكن عند مطلع التسعينات بدأ ينتشر خطاب من اهم سماته الدعوة إلى القطيعة مع الغرب الذي لم يعد مجتمع التنوير بل أصبح مجتمع الجاهلية بامتياز (27) . ويرجع الأستاذ الباحث بعض أسباب هذه الظاهرة إلى سبب موضوعي يكمن في انتشار ما اسماه بـ “الإسلاموفوبيا”، وهي ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام مما يعتبر رموزا او علامات تدل عليه وتنذر بقوته وانتشاره 28() ، وهي الظاهرة التي رافقتها هجمة قوية على الإسلام، مما ادى إلى حال من الإنكفاء على الذات والدعوة إلى مقاطعة الغرب (29) .
إن الوعي الثقافي الغربي اصبح يرسم صورة جديدة عن الإسلام يرى إليه باعتباره “قوة ايديلوجية كاسحة” (30) ، أما العوامل التي تزيد في اهمية صورة الإسلام في الوعي الثقافي الغربي فيجدها الأستاذ الباحث في ثلاثة عوامل على الأقل:
1ـ الموقع الجغرافي والأهمية الإستراتيجية للبلدان الإسلامية، فبلاد الإسلام ذات أهمية كبرى من أجل رفاه الغرب.
2ـ واقع ما بعد الإتحاد السوفياتي الذي اذكى العداء للإسلام وأبرزه كعدو جديد للغرب (31) .
3ـ حال المهاجرين العرب في ديار الغربة من اهم روافد هذه الصورة التي ترسم لصورة الإسلام في الوعي الثقافي الأوروبي.
لكن هذه العوامل الثلاثة ترفدها جميعُها ذاكرة تاريخية تحمل مكونات ثقافية عميقة ومخزون وجداني هائل يُكوِّن صورة الإسلام في الذهن الأوروبي (32) ، وهذه الذاكرة الثقافية الغربية تعمل بطريقة لا شعورية (33) معتبرة أهل البلاد الإسلامية أهل تعصب وهمجية، فالمسلمون، عندها، أبعد الأمم عن رقة الحضارة وأمعن الناس في الخشونة والإنغماس في ضعف الذوق الجمالي (34) .
وهذه الجذور الثقافية العميقة والبعيدة في الثقافة الغربية، والتي تؤجج الذاكرة الغربية، أبرزها الكاتب في بعض مواقف الرحالة الذين قدموا إلى اكتشاف المغرب والذين يكشف تعاملهم عن أوهام تجلت على الأقل في وهمين خطيرين، اعتبارهم الإسلام قشرة سطحية في الوجود الروحي والإجتماعي في المغرب (35) ، ثم عدم فهمهم لطبيعة الدولة في المغرب (36) ، مما يجعل علاقة الغرب بالمغرب علاقة إثارة وغموض (37) ، والسبب في هذه العلاقة أن “الرحالة الأوروبي إلى أرض الإسلام يجد في هذه الأرض ما حمله معه إليها” (38) . فالمسلم في المغرب، في تصور هذا الرحالة، همجي ومتعصب دينياً وإسلامه يقتصر على السطح (39) . وهذا الموقف الغربي اللاشعوري من الإسلام والمسلمين مما يؤجج أُوار الموقف الآتي من الضفة الأخرى من الإسلام، ويشوش اكثر من نظرة الآخر لأرض الإسلام، ويدفع بالمسلمين إلى موقف أكثر حدة فيجأرون بالدعوة القوية إلى القطيعة والإنفصال مع الغرب وهو موقف لا يرضاه الباحث، فرغم ان الاخر الأوروبي له صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين فليس من المعقول الدعوة إلى القطيعة معه (40) لأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الإفقار النظري وإلى مزيد من العزلة السياسبة وإلى مزيد من التخلف والضعف والتضعضع الإقتصادي (41) ، داعياً إلى رفع لواء الحوار من اجل عمل هادئ يصحح الصورة الخاطئة التي رسمت للمسلمين في الذاكرة الغربية رغم صعوبة الأمر لما تكشف عنه المعرفة الإنسانية المعاصرة من بطء في تحول الذهنيات وتغيرها، وما يعزز هذا الطرح ويلح عليه أن الخريطة الثقافية للعالم أصبحت تتغير اليوم بطريقة مذهلة. ومن هنا لا بد أن يسهم المسلمون في تصحيح صورة الإسلام في الوعي الثقافي الغربي بالحكمة والجدال الحسن والكشف عن أخطائها المعرفية وأضاليلها الأيديولوجية (42) في عالم أصبح ينزع إلى ان يصبح متعدد المراكز والثقافات كما قرر ذلك احد الملاحظين المعاصرين (43) ، وهو العالم الذي بدأ يسمح للمسلمين بالفرار “من غرب إلى غرب”، من غرب لا يفهمهم، إلى غرب يمكن ان يتعاطف معهم ومع قضاياهم، متى نظروا إلى الغرب على أنه متعدد وليس واحداً...

ـ سؤال الحركة الإسلامية:

يشعر الأستاذ الباحث بأهمية الحركة الإسلامية وخطورتها في الحياة المعاصرة على مستويات متعددة مما يستدعي، في نظره، إفرادها بسلسلة مستقلة من المقالات (44) . ولعل هذه الأهمية هو ما رفع سؤال الحركة الإسلامية إلى مستوى الهاجس الذي أصبح يؤرق وأدى إلى هذا الجدل الواسع في داخل البلدان الإسلامية وخارجها. ويحرص الأستاذ الباحث، بكثير من الهدوء والموضوعية، على معالجة سؤال الحركة الإسلامية وفكرها الذي هو نتاج واقع الإسلام والمسلمين اليوم (45) ، فما الذي أدى إلى نشأة هذه الحركة وما هي التحديات التي تقدمها أمام الفكر الإسلامي المعاصر؟
يعتقد الأستاذ الباحث أن الجهل بما دفع إلى نشوء الحركة الإسلامية هو الذي يمكن وراء الكثير من السوء في النظرة والخطأ في التقدير لهذا التيار الفكري والسياسي في المجتمعات المعاصرة، وهذا الجهل لا يقل خطراً، في نظره، عن ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام الذي ينتاب المنتمين إلى ملة غير ملتنا (46) . ويلمس الأستاذ الباحث على الأقل عاملين كانا وراء هذه النشأة المفترضة، أولهما هجمة الغرب الحاصلة على الإسلام وثانيهما الإساءة البالغة التي تعرض لها كثير من المسلمين في بعض ديار الإسلام من طرف انظمة تجهل قوة العامل الديني في المجتمع الإسلامي (47) ، فكانت الحركة الإسلامية رد فعل ضد تحديين أحدهما داخلي والآخر خارجي.
لكن رد الفعل هذا لم يكن في مستوى ما يطمح إليه الإسلام من أبنائه فأدت الدعوة إلى تعميق القطعية مع الغرب إلى نتائج سيئة، كما أدت المسارعة إلى الإفتاء والتأثيم والتفكير للرأي المخالف، في داخل مجتمعاتنا، إلى تقديم صورة غير صحيحة وغير مشرقة عن الإسلام. وقد حدد رد الفعل هذا أسلوب عمل الحركات الإسلامية الذي أصبح بؤرته الوصول إلى الحكم وقصده الاستيلاء على ا لسلطة، وهو قصد وراء العديد من الأخطاء التي لم تكن ابداً في صالح صورة الإسلام في وقعنا المعاصر. ويقف الأستاذ الباحث محللاً هذا الأمر مبرزاً أن الحركات الإسلامية “لا تمتلك القول بلسان الجماعة الإسلامية كلها”، فهي بمعنى آخر جماعة من المسلمين وليست جماعة المسلمين، و هي لذلك لا تنطق سوى بلسان فئة معينة، كما أنها “لا تملك الحق في الوصول إلى الحكم ولا الشرعية في الإستيلاء على السلطة” لأنها لا تنصاع إلى‏أحكام الشريعة مع إداراك مقاصدها (48) ، وهو يصل إلى هذه النتيجة بعد مناقشة حارة لما قد يقدم من اعتراضات على أطروحة مشروعية وصول الحركات الإسلامية إلى الحكم (49) .

ثانياً: معالم من التصحيح الفقهي:

رغم أن القول الفقهي ليس هو القول الوحيد الممكن، أو لا ينبغي أن يكون كذلك على الأقل لأهمية تنوع الخطاب، فإن تدخله في مجتمعنا العربي الإسلامي يعتبر ضرورياً لأهميته التداولية، ومن هنا فإن إنشاء خطاب فقهي منفتح ومرتبط بهموم العصر مسألة ملحة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ويقدم هذا الكتيب نموذجاً لخطاب فقهي يشخص واقعاً من خلال مفاهيم الاجتهاد، المقصد، تحقيق المناط، وغير ذلك من المفاهيم الفقهية، مستلهماً بعضاً‏من رموز التراث الفقهي الكبار من أمثال الشافعي والجويني والغزالي والماوردي، ضارباً إلى الفكر المقاصدي، من أجل تصحيح كثير من طرائق النظر والعمل التي نشأت في بلداننا العربية والإسلامية. مقدماً بين يديه جملة من المبادئ التي يعتبرها ضرورية لتصحيح صورة الإسلام في الواقع المعاصر؟
أولى هذه المبادئ مبدأ التمييز بين الخاصة والعامة. إن أول ما يسيء إلى المسلمين هو تصدُّر كثير من غير ذوي الاختصاص في معالجة الشأن الإسلامي اجتهاداً وممارسة، ومن هنا يقف الأستاذ الباحث عند هذه المسألة لخطورتها، فعندما يَقدم أناس من العامة على تولي مهام ليست داخلة في طبيعتهم وتجدهم يقتحمون ميدان الفتوى وهم أبعد الناس عن التأهل لها فإنهم يسيئون أبلغ الإساءة إلى الدين من حيث يظنون أنهم يحسنون صنعاً، ومن هنا وجب إقامة حد فاصل بين الخاصة وبين من لا يُعتد بخلافه ولا يُأبه لموافقته من العامة (50) . ويقدم الأستاذ الباحث، بين يديه من أجل تعزيز هذا التمييز شرعياً، نصاً دالاً للشافعي من الرسالة (51) . وترتبط هذه المسألة ارتباطاً وثيقاً بقضية الاجتهاد.
ومن هنا المبدأ الثاني الذي يعبّر عنه بالاجتهاد واجب وعصمة الأمة ضمانة. إن الإسلام لا يمكنه أن يعيش كدين دون اجتهاد يُحَيِّن به المسلمون دينهم في كل عصر وصقع، ولخطورة هذا الفعل فإنه يشترط في المتصدي له شروطاً لا تتأتى للجميع (52) . ومن هنا وجب، الحذر من كل من يدعي الاجتهاد وهو عن مؤهلاته عاطل.. وحتى يكون المسلم على بصيرة بخطورة هذا الفعل يقدم الفقيه تعريفاً للمجتهد وللمجتهدين لإبراز حقائق أولى لا يصح الجهل بها، كما يقدم الشروط التي يجب أن تتوفر للمجتهد (53) ليستطيع النفاذ إلى أسرار الشرع ومقاصده.
ومن هنا مبدأ مقاصد الشرع ورعاية مصالح العباد. إذ أن الاجتهاد، عند الفقيه، لا يكون على الحقيقة إلا إذا كان عملاً‏عقلياً يروم استكناه الأهداف البعيدة التي يقصدها الشرع من الشريعة حسب تقدير المجتهد. والهدف من الشريعة مصالح الخلق، والمصلحة هي المحافظة على مقصود الشرع. إن الله تعالى غني عن العباد، ومقصود الشرع هي الكليات الخمس التي تعتبر المبادئ الكبرى العامة التي تنير الطريق أمام المجتهد، فـ “مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو ان يحافظ على دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم” (54) ، ويقف الأستاذ الباحث عند إشكال الوجه الصحيح الذي يكون عليه تأويل الكليات الخمس؟ مؤكداً أن مقصد حفظ الدين هو أم المقاصد (55) ، لكن المفارقة في تناول هذا المقصد تكمن في أن المسلمين اليوم عوض أن يخوضوا في مقصد حفظ الدين يختلفون في مسائل أخرى هي ألصق بالسياسة (56) .
وهو ما يكاد ينطبق على المبدأ الرابع الموسوم بحفظ النفس أول مصالح الخلق. وهو المقصد الذي تم تضييعه في كثير من الأماكن في عالمنا الإسلامي اليوم وهي الأماكن التي يتم فيها إهدار دم المسلم دون حق مما يساهم في الإساءة إلى الإسلام إساءة بالغة. ومن هنا حرص الفقيه على بيان ما معنى المصلحة الحق؟ وما هي شروط المصلحة؟ وما معنى المصلحة التي يقصد الشرع مراعاتها؟ وذلك من أجل الوصول إلى تقدير معنى المصلحة الحق (57) . وهو ما يساهم في توضيحه الأستاذ الباحث من خلال معالجته للمبدأ الخامس،
أقصد مبدأ حفظ المصالح بين السعة والضيق، إن معنى المصلحة يضيق ويتسع حسب تباين النظر إلى مقاصد الشرع، ويقف الأستاذ الباحث عند المصالح الثلاث: حفظ النسل ـ حفظ المال ـ حفظ العقل. مبرزاً كيف يضيق النظر في كل مصلحة من هذه المصالح وكيف يتسع هذا النظر (58) . والقصد من ذلك مساعدة المسلم المعاصر على رؤية أكثر واقعية لمشاكله، وانفتاح واع في ممارسته لشؤونه، وامتلاك القدرة على تقدير المصلحة وتمييز معناها، وعلى إمكانية إدراك مقاصد الشريعة في واقع المسلمين (59) .
وهو مايفضي إلى مبدأ آخر يربط الإسلام بأسئلة الحاضر وهو مبدأ الإجتهاد مراعاة “حكم الوقت” يؤكد الأستاذ الباحث أن حفظ الدين يشترط “مراعاة حكم الوقت”. وحكم الوقت هو “شروط الوجود الإجتماعي والسياسي” وهذا الحكم هو ضرب من الإعتراف بـ “منطق التاريخ في التغير والتحول.. وإقرار لسنة الله في الكون.. وإعمال للعقل الفقهي” (60) ، فلا بد من ربط المصلحة بتقدير ما يقضي به “حكم الوقت” وذلك من اجل تعليل الحكم تعليلاً كافياً عند استنباطه من مصادره المعتبرة (61) . ويلج الأستاذ الباحث مجالاً فقهياً خصباً محدداً ما معنى التعليل؟ وما معنى العلة؟ وما هي الفتوى المعتد بها؟ وكيف يكون المجتهد. داعياً كل شخص “من موقعه ودائرة سلطته بحسن إعمال العقل وتسديد النظر تحرياً للإصابة في تعيين ما يقضي به علينا حكم الوقت” (62) باعتبار أن هذا الحكم هو من مقاصد الشرع.
إن الفقيه هاهنا يروم توجيه النظر إلى وجوب التماس الحكم الشرعي في المشكلات التي ترجع إلى وجودنا الاجتماعي والسياسي الحضاري في عالم اليوم (63) من اجل العمل على مجاوزة سوء الحاضر، وهو ما يمكن إذا وعى المسلمون المبدأ الأخير وهو في الأصل مبدءان، مبدأ تقديم درء المفاسد على جلب المصالح ومبدأ الأخذ بأخف الضررين، وهنا يؤكد الفقيه على أهمية الأخذ بالمبدأين السابقين لترشيد الفكر والفعل، إذ على المجتهد أن يراعي ضرورة دفع الخطر لإزالة الفساد فبل التفكير في تحصيل المنفعة (64) . ويجب أن يغلب على همه الحرص على اجتناب الخسارة الراجحة قبل التفكير في تحقيق المصلحة المحتملة، ومن هنا يجب اعتبار تفادي الخسارة ربحاً وفائدة عظيمة وعَدُّ ارتكاب أخف الضررين نصراً مبيناً (65) ، وهو ما يساهم في إعادة ترتيب الأولويات التي تضيع دوماً في خضم ردود الأفعال التي تسيء إلى الإسلام والمسلمين.
لقد حرص المؤرخ على الإنصات إلى الواقع من اجل تسجيل أسئلة الحاضر التي يمليها عليه، وقد حرصنا على إبراز بعض منها من أجل الوعي بها وجعلها محط تامل، لأن هذه الأسئلة تقدم فعلا مجالا خصباً للتأمل والحوار المنتج في ساحتنا الثقافية المعاصرة. كما حرص الفقيه على تبصير المسلمين شرعياً، بما يعتبر إعاقات في طريق نهضتهم المرتقبة، وانحرافاً عن مهيع الإسلام الصحيح، لينتهي بدعوة المسلمين إلى مراجعة ذواتهم. ويبدو أن إثارة هذه الأسئلة من جهة واقتراح هذه المراجعة من جهة أخرى ليس لهما من قصد سوى التأهل لمعالجة المسلمين لمشكلتهم الكبرى، مشكلتهم في العجز عن التوحد والتقدم (66) .
وأخيراً، إن القصد من هذاالكتيب الغني في مضمونه، والذي كُتب بلغة مشرقة ترتفع عن حضيض الإسفاف وتنحط عن تشغيب المتكلمين المعاصرين، هو قراءة معاصرة لحال الإسلام وحاضر المسلمين من خلال تراثهم، وهو في ذلك ينخرط ضمن هذا التيار التجديدي المعاصر الذي يرى أن “النهضة لا تنطلق من فراغ بل لا بد فيها من الإنتظام في تراث” (67) و”أن كل حديث عن الحداثة بحاجة إلى أرضية تاخذ بعين الإعتبار تراث الناس” (68) ، هذا التيار الذي يؤكد “أن الإسلام غني بالمبادئ النبيلة: العدل، المساواة الممكنة بين المؤمنين، المؤاخاة في الله، العطف على الضعفاء، التضامن، التكافل. ولكي تكون ثقافة سياسية، لا مناص من أن ترمي هذه المبادئ إلى تطبيقها بكيفية ملموسة في نواة الدولة وليس طرحها كبرنامج حكم” (69) ، وذلك من اجل المضي في بناء المشروع الحضاري العربي الذي يقوم بالإسلام ويتوجه إلى المستقبل (70) ، ويرتبط بالإبداع والإبتكار، بما يقتضي من جرأة وإقدام وقدرة على المراجعة ومعاودة النظر والحساب (71) لبناء الدولة الحديثة والمجتمع المدني (72) ، هذا المجتمع الذي بدأ الإهتمام به حديثاً في البلدان العربية والإسلامية، والذي يمكن أن يلعب دور المصحح لمسار البلدان العربية والإسلامية، كما يمكنه أن يلعب دور المنشط لأدوار المجتمع السياسي (73) .
وهكذا يجمع كتيب الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي بين همّين، همّ نظري أكاديمي يغترف من معين الدراسات التاريخية والأنتربولوجية والشرعية من اجل مزيد فهم واستيعاب لأسئلة لحاضر، وهمّ عملي يروم ضرباً من التصحيح لواقع المسلمين، أولاً بتوجيه النظر إلى وجوب التماس الحكم الشرعي في المشكلات التي ترجع إلى قضايا الوجود الإجتماعي والسياسي والحضاري في عالم اليوم (74) ، وثانياً بدعوتهم، من خلال التسلح بالحوار وبنظرة تجديدية للدين، إلى تجاوز كثير من السلبيات والتي يمكن أن نضيف إليها، وقوف المسلمين عند “الرأي”، كما حدده باشلار، باعتباره ترجمة الحاجات إلى فكر، وكذلك ركونهم إلى “خيال معاق” يَحْجُزُهم عن الانطلاق إلى المستقبل الذي يطرح تحدياً كبيراً على المسلمين بتوجُّهه، بقوة وإصرار، إلى القضاء على المسافات والخصوصيات، ومن هنا هذه الأسئلة الكثيرة التي تمت إثارتها، وهي أسئلة ليس همّها المعرفة النظرية فقط، وإنما همّها العمل والحركة أيضاً (75) ، وهكذا يتزاوج في تركيب طريف همّ النظر، همّ المؤرخ والأنتروبولوجي، وهمّ العمل، همّ الفقيه، من أجل معالجة، تمتح من آليات الكتابة الفلسفية الكثير، لموضوعات ملتهبة تثير الكثير من الجدل والنقاش في الساحة العربية والإسلامية المعاصرة...

* كاتب من المغرب.

الهوامش
1ـ الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، “الإسلام واسئلة الحاضر” منشورات الزمن يناير 2001.
2ـ أصدر الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي إلى حد الآن جملة كتب:
ـ دولة الخلافة، دراسة في الفكر السياسي عند الماوردي، منشورات كلية الآداب، الرباط 1980.
ـ الأيديولوجيا والحداثة، المركز الثقافي العربي، البيضاء 1987.
ـ الخطاب الأشعري، مساهمة في دراسة العقل العربي الإسلامي، دار المنتخب العربي بيروت 1992.
ـ الاجتهاد والتحديث، دراسة في أصول الفكر السلفي في المغرب، مركز دراسات العالم الإسلامي 1992.
ـ أوروبا في مرآة الرحلة، منشورات كلية الآداب، الرباط 1995.
ـ الوطنية والتحديثية في المغرب، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1997.
ـ كما أن للأستاذ الباحث دراسات أخرى نشرت في أعمال جماعية باللغتين، العربية والفرنسية، .
3ـ د. سعيد بنسعيد العلوي، الإسلام وأسئلة الحاضر ص91.
4ـ المرجع السابق ص 22ـ44ـ69ـ70ـ89ـ90ـ91 ص95.
5ـ المرجع السابق ص37، وص84.
6ـ المرجع السابق ص50.
7ـ المرجع السابق، ص11ـ12.
8ـ المرجع السابق ص10 وص31.
9ـ ويذكر الباحث نماذج من هؤلاء من مثل: الطهطاوي والصفار والكوابي وجمال ومحمد عبده وغيرهم.. المرجع السابق ص14، وصص 19ـ20.
10ـ سعيد بنسعيد المرجع السابق صص 14ـ30.
11ـ ويمكن أن نضيف ها هنا أن الاهتمام بالعلاقة بين الإسلام وبين الدولة هو أيضاً‏هاجس الدراسات الغربية عن الإسلام كما يشير إلى ذلك رضوان السيد في مقاله “مسألة الدين والدولة: إشكالية الوعي التاريخي” ضمن كتيبه “جوانب من الدراسات الإسلامية الحديثة” نشر الفنك ص25. وقد أشار د. عبد الله العروي، في برنامج في الواجهة الذي تقدمه القناة الثانية المغربية، إلى سيطرة السياسة على الوعي في المغرب للإعتقاد بأن السياسة هي التي تحل جميع المشاكل، لذلك تطغى السياسة، في نظره، وتوظف الثقافة.
12ـ هشام جعيط، أزمة الثقافة الإسلامية دار الطليعة بيروت الطبعة الأولى 2000 ص10 وراجع ضمن الكتاب المقالة الموسومة بـ”أزمة الثقافة في بلداننا” صص 32ـ41. والمقالة الموسومة بـ”النزعة الإنسانية والعقلانية في الإسلام” صص 42ـ59.
13ـ د. سعيد بنسعيد، “الإسلام واسئلة الحاضر” مرجع سابق ص35.
14ـ المرجع السابق ص85.
15ـ د. سعيد بنسعيد، الإسلام وأسئلة الحاضر مرجع سابق ص38.
16ـ المرجع السابق ص41ـ42.
17ـ انظر على سبيل المثال العدد الأخير من مجلة عالم الفكر، المجلد 29، والعدد الأخير من مجلة المناهل التي تصدرها وزارة الشؤون الثقافية العدد 61.
18ـ المرجع السابق ص42 وانظر حول مناقشة سؤال أرسلان، هشام جعيط، مرجع سابق ص34.
19ـ المرجع السابق ص47 وص49.
20ـ المرجع السابق ص47.
21ـ من أمثال الطهطاوي ومن لحقه من مفكرين من أمثال عبد الرحمن الكواكبي وعبد الله النديم ومصطفى كامل وجمال الدين الأفغاني، وكذلك محمد عبده وتلامذته من أمثال مصطفى عبد الرازق وأحمد أمين وغيرهم.
22ـ من أمثال ابن خلدون وابن حزم والماوردي وابن رشد وغيرهم المرجع السابق ص50.
23ـ المرجع السابق ص47ـ48..
24ـ المرجع السابق ص26.
25ـ المرجع السابق ص43.
26ـ المرجع السابق ص20.
27ـ المرجع السابق ص47.
28ـ المرجع السابق ص53.
29ـ المرجع السابق ص54.
30ـ المرجع السابق ص92.
31ـ المرجع السابق ص95.
32ـ المرجع السابق ص95.
33ـ المرجع السابق ص92.
34ـ المرجع الساق ص116.
35ـ أنظر تقديم كتاب “المعرفة والسلطة في المغرب: صورة من حياة مثقف من بداية القرن العشرين” الصادر عن مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بترجمة محمد عفيف، حيث أبان الأستاذ الباحث تهافت الأطروحة الاستشراقية في نظرها إلى التمييز بين إسلام المدن وإسلام البوادي، ص4ـ5.
36ـ المرجع السابق ص131 وص138.
37ـ المرجع السابق ص129.
38ـ المرجع السابق ص127.
39ـ المرجع السابق ص133.
40ـ المرجع السابق صص 108ـ110.
41ـ المرجع السابق ص111.
42ـ المرجع السابق ص119ـ120.
43ـ انظر مجلة le courrier internatioanl، Demain un autre monde، العدد 523 من 9 إلى 27 نوفمبر 2000 ص80.
44ـ المرجع السابق ص52.
45ـ المرجع السابق ص51.
46ـ المرجع السابق ص55.
47ـ المرجع السابق ص54ـ55 وانظر كذلك د. أحمد الموصلي، تجارب التنوير وإخفاقاتها في العالم العربي، مجلة عالم الفكر، مرجع سابق ص139.
48ـ المرجع السابق ص100ـ101.
49ـ المرجع السابق ص99ـ103.
50ـ يقول ابن قتيبة “والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضاً، ولوظهر لهم من يدعي النبوة مع معرفتهم بأن رسول الله (ص) خاتم الأنبياء أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعاً وأشياعاً” كتاب تأويل مختلف الحديث دار الكتاب العربي بيروت لبنان ص13.
51ـ المرجع السابق ص57.
52ـ المرجع السابق ص62.
53ـ المرجع السابق ص61 وص62 وص64.
54ـ المرجع السابق ص66.
55ـ المرجع السابق صص67ـ68. 56ـ المرجع السابق ص69.
57ـ المرجع السابق صص 69ـ72.
58ـ المرجع السابق صص 75ـ78.
59ـ المرجع السابق ص79.
60ـ المرجع السابق ص81.
61ـ المرجع السابق ص79ـ80.
62ـ المرجع السابق ص84.
63ـ المرجع السابق ص85 وص91.
64ـ المرجع السابق ص103ـ104.
65ـ المرجع السابق ص105.
66ـ أنظر رضوان السيد، مشكلتنا في العجز عن التوحد والتقدم مجلة الكلمة العدد 24 السنة السادسة صيف 1999 صص 5ـ7.
67ـ د. محمد عابد الجابري التراث والحداثة المركز الثقافي العربي 1991 ص33.
68ـ فرحان صالح، الملحق الثقافي لجريدة الإتحاد الاشتراكي المغربية 12 يناير 2001 ص12.
69ـ هشام جعيط، أزمة الثقافة الإسلامية مرجع سابق ص113.
70ـ سعيد بنسعيد، المرجع السابق ص35.
71ـ المرجع السابق ص106 وص106. ويشير الأستاذ هشام جعيط أن المسلمين “أقدر على المجابهة مِنْـ[هُمْ] على الإبداع” مرجع سابق ص7.
72ـ المرجع السابق ص111.
73ـ من الكلمة التي قدم بها الأستاذ سعيد بنسعيد العلوي ندوة “المجتمع المدني في البلدان الإسلامية”، أنظر ملخصاً لها في “جريدة الإتحاد الاشتراكي” الجمعة 17 نوفمبر ص3.
74ـ المرجع السابق ص85.
75ـ المرجع السابق ص91.

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة