شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
بصدور هذا العدد تدخل الكلمة عامها السادس, ولم تبقى إلا سنة واحدة لينتقل العالم إلى قرن جديد, شديد التغير والتحول في قسماته وملامحه وتضاريسه واتجاهاته. فقد وصلنا إلى نهاية العد التنازلي لخاتمة عصر, وبداية العد التصاعدي لعصر أقل ما نقول عنه أننا نجهل مكاننا فيه, ولانعرف أي موقع نختاره لأنفسنا. سوف تحتفل بعض الأمم باستقبال القرن الحادي والعشرين باستعدادات وتحضيرات تبرز إرادتها وعزمها وتصميمها على مواجهة تحدياته واكتساب منجزاته واكتشاف آفاقه. أما نحن في العالم العربي والإسلامي ومن هو على حالنا من دول الجنوب والعالم الثالث, فلا يظهر منا إلا الضعف والتمزق والإنقسام, والخوف من بعضنا, والتصادم مع أنفسنا, ونحن أقرب إلى التيه من الرشاد, نتكلم كثيراً ولانمارس ما نقول, نخفي عيوبنا ونتظاهر بالإنجاز, فهل نرضى لأنفسنا بأن نستقبل قرناً اختلف عن كل القرون السابقة, من جهة الإستعداد والتحضير له بهذا الوضع الذي نحن عليه؟والذي لانستطيع أن نخفيه أو نتجاهله, ولا أن نبرره, هو أكبر من ذلك وأشد وضوحاً وتأثيراً. فهل من وقفة مع الذات! وهل من مراجعة شجاعة مع النفس, وهل من أمل نتمسك به! منذ أن بدأنا نحن في مجلة الكلمة, حاولنا أن نفتح حوارات ونقاشات حول هذه القضايا التي من خلالها نكتشف مستقبلنا, ففي عام 1995م فتحنا ملف «إنماء المجتمع الأهلي», وفي 1996م فتحنا ملف «الحوار الإسلامي ـ الإسلامي», وفي 1997م فتحنا ملف «ماذاأعددنا للقرن الحادي والعشرين», وفي 1998م فتحنا ملف «مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة» الذي بقينا عليه لعام 1999م, وذلك لأهميته وحيويته, ولأن القضية التي يعالجها هي الأكثر اشتغالاً في النطاق العالمي. كما تطرقنا أيضاً في أكثر من مرة لقضايا المشروع الثقافي الإسلامي المعاصر واقعه وأفاقه, تحدياته ومستقبلياته, وجاءت الكلمة لكي تكون أحد روافده, وعبرنا عن مقولات الإنحياز إلى الأمة, وإحياء كل ما هو جامع فيها, دعونا الجميع أن يكتشف الجميع لبناء مستقبل الجميع, كنّا شديدي الوعي بظاهرة خطوط الإنقسام في الساحة الإسلامية التي كرست التجزئة والإحباط والصدام. وجاءت الكلمة لتكون كلمة في زمن نحتاج فيه إلى كلمة, وسنبقى كلمة داعية للحوار بديلاً عن الصدام, وللإنفتاح بديلاًعن الانغلاق, والمشاركة بديلاً عن الإنفراد, وللتواصل بديلاًعن القطيعة, وللإجتهاد بديلاً عن الجمود, وللوسطية بديلاً عن التطرف. هذا ما نعمل له قدر جهدنا واستطاعتنا.
والجديد الذي نضيفه مع هذه السنة الجديدة هو مشاركة الهيئة الإستشارية في كتابة الإفتتاحية, حيث يشاركنا في هذا العدد المفكر الإسلامي البارز الدكتور طه جابر العلواني رئيس جامعة العلوم الإسلامية والإجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية, شاكرين له هذه المشاركة ومقدرين له عطاءاته واسهاماته العلمية الرفيعة.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.