شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
طرح الغرب الدعوة إلى إعادة ترتيب الأوضاع الاقتصادية بين دول العالم وفق منظور النظام الاقتصادي العالمي الجديد, وسوَّق فكرته سياسياً وإعلامياً , وخرج بمفهوم العولمة, وسخر له قدرته التقنية الفائقة التأثير ليخلص إلى أن العالم كله أصبح قرية كونية واحدة, وضعها في إطار منظمة التجارة العالمية,كشكل قانوني تمكن بكل إبهار في أن يخلق من ذلك المنظور الهلامي جسداً يحتضن روح الغرب, وينبذ تلك الدول التي صنفت بالعالم النامي بدرجاته الثالثة والرابعة. وانطوت اللعبة على هذا العالم النامي الذي لايملك في واقع الأمر القدرة على أن يكون لاعباً مؤثراً في هذه اللعبة الدولية فاكتفى بأن يكون متفرجاً يتلهى بزخم نصر صنعه الغرب وحصد جوائزه ونال به مبتغاه. وإذا كان بريق العولمة مازال يلمع في فضاء عالم اليوم, فهو بريق خادع كذلك السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً فإذا به يجره إلى صحراء تمعن في ضياعه. والضياع هو المصير الذي تؤول إليه النفوس التي تفقد حكمتها في تفعيل قدراتها فتصبح تابعة تخمد فيها جذوة العمل والإبداع. وفي عالم الأرقام والإحصاءات التي تعكس التباين الكبير بين الغرب المتقدم والآخر المتخلف من دول العالم ما يجسد هذه الهوة الهائلة التي يهدف بريق العولمة إلى طمسها وتغليفها في منظور يعمل على استمرار تفوق الغرب وترك فتات مائدته لدول العالم النامي يقتات منها بحرية تضمنها مبادئ تحرير التجارة الدولية وغيرها من مبادئ وقيم العولمة. أي عولمة؟ نعم..أي عولمة؟ سؤال نترك لبعض المؤشرات الإحصائية التي ذكرها تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية لعام 98 لتجيب عليه. وإذا كانت الإجابة قائمة فلعلها حظيظة بأنها لم تستمتع ببريق العولمة.. ذلك البريق الذي قد اصاب العالم النامي بالعمى ففقد الرؤية وأضاع الطريق. ومن ذلك التقرير نقرأ هذه المؤشرات ولانعلق عليها ففيها من الدلالات ما يوجع القلب. ولعل القلوب إذا وجعت أحست وإذا أحست تغيرت وإذا تغيرت تتمكن من التغيير.
ـ يوجد في الدول النامية 1.3 مليار شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم,و11% من سكان الدول الصناعية يعيشون بأقل من 11.4 دولار.
ـ يملك أغنى ثلاثة اشخاص في العالم أكثر من مجموع الناتج الإجمالي الداخلي للدول الـ 48 الأكثر فقراً في العالم, فيما يملك أغنى 15 شخصاً في العالم أكثر من مجموع الناتج الإجمالي الداخلي لدول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء, ويملك أغنى 32 شخصاً في العالم أكثر من الناتج الإجمالي الداخلي لدول آسيا الجنوبية.
ـ يستهلك كل أمريكي 119 كيلوجراماً من اللحم سنوياً ويستهلك كل نمساوي 103 كيلو جرامات,لكن متوسط الاستهلاك الفردي من اللحم في بنغلاديش يبلغ 3 كيلو جرامات سنوياً وفي الهند أربعة كيلو جرامات.
ـ ارتفع عدد الأفارقة الذين يعانون من نقص في التغذية من 103 ملايين عام 1970م إلى 215 مليوناً عام 1990م.
ـ يلزم ستة مليارات دولار سنوياً لجعل التربية عالمية بمعنى شمولها لكل سكان الأرض. ويشكل هذا المبلغ نصف ما ينفق لشراء العطور سنوياً في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
ـ تكلف تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لسكان العالم 13 مليار دولار. وعلى سبيل المقارنة,فإن أغذية الحيوانات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تكلف 17 مليار دولار سنوياً . والاستهلاك السنوي من التبغ في أوروبا 50 مليار دولار واستهلاك المخدرات يكلف العالم 400 مليار دولار والإنفاق العسكري العالمي يبلغ 780 مليار دولار سنوياً .
ـ الإنفاق العام والخاص على الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 2765 دولاراً لكل فرد بينما يبلغ ثلاثة دولارات في فيتنام. ومتوسط أعمار 31% من سكان أفريقيا جنوب الصحراء لايتعدى 40 عاماً .
ـ يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وسويسرا أكثر من 600 خط هاتفي لكل ألف شخص,مقابل خط واحد لكل ألف شخص في كمبوديا والتشاد.
لذلك يبقى السؤال ملحاً ومشروعاً أي عولمة هذه؟
* نائب رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية ورئيس تحرير مجلة عالم الاقتصاد عضو مجلس الشورى السعودي.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.