شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
إذا كان هناك من قضية ينبغي أن تأخذ حيزاً في اشتغالاتنا الفكرية المتعددة، وشواغلنا العملية المتنوعة، في هذا الوقت بالذات، فهي قضية الاستعداد للقرن الحادي والعشرين، القضية التي بحاجة منا لوعي كبير، وأفق بعيد، ومنظور حضاري.
وإذا كانت خاتمة هذا القرن الذي نحن فيه بهذه المتغيرات الحساسة والسريعة والمتلاحقة التي ألقت بظلالها على كل المجتمع الإنساني، فإن هذا ينبئ على ان القرن القادم سوف يكون شديد الأهمية والخطورة، ومفتوحاً على كل الاحتمالات القريبة والبعيدة، فقد دخل العالم عصر التحولات الكبرى، وهو آخذ في التشكل بملامح مختلفة...
ونحن في العالم العربي والإسلامي شارفنا على دخول القرن الحادي والعشرين ولازلنا نجهل مكاننا فيه، ولم نفطن بعد إلى ما يحمله لنا من تحديات بحاجة إلى وعي، وآفاق بحاجة إلى اكتشاف، ومكتسبات بحاجة إلى تخطيط...
وكان يفترض أن نتوقف عند هذه القضية منذ زمن بعيد، لكننا تأخرنا عنها كما تأخرنا عن قضايا كثيرة، وما علينا الآن إلا نتدارك أنفسنا بوقفة جادة نستجمع فيها قوانا وشتاتنا، وما نملكه م علم ومعرفة وتجربة على أمل أن نتمكن من تغيير أحوالنا وتحسين نوعية حياتنا وان يكون لنا بعض الشأن في موقعنا في هذا العالم مع القرن المقبل.
وقبل هذا لابد من صحوة توقظنا على ان ندرك حجم الجهل الذي نعيشه في حياتنا، والتخلف الذي لا يطاق، والتفكك والانقسام الذي يزيدنا ضعفاً، وكيف نصل إلى رؤية حضارية تبعث في نفوسنا الفاعلية والنهضة والإنماء والعمران.
وكيف نجعل من القرن الحادي والعشرين، القرن الذي نبدأ فيه دورتنا الحضارية؟ وهذا يتوقف على ما نحمله من رؤية، وما عندنا من إعداد وتحضير.
فماذا أعددنا في مجال التربية والتعليم والتعليم العالي! فهل تمكَّنا من محو الأمية بالكالم، ووفرنا التعليم للجميع، وطورنا من طرق التربية، ونهضنا بالبحث العلمي، وماذا يمكن أن تقدم لنا الجامعات ومعاهد التعليم العالي مع القرن القادم؟.
وفي مجال الفكر والثقافة هل بات باستطاعتنا أن نقدم ثقافتنا إلى العالم، ونواجه التحديات الحضارية المعاصرة، ونجيب على أسئلة العصر الكبرى!
وفي مجال العلم والتقنية هل من خطوات جادة في ردم الفجوة التي تفصلنا عن العالم للتقدم، ونحسّن من قدراتنا في الاستفادة من العلوم والتقنيات؟
وفي مجال القيم والأخلاق هل من بشائر في إصلاح العلاقات والروابط بين البشر في القضاء على العنصرية والعصبية والكراهية والتمزق والحروب وان يستعيد الإنسان إنسانيته وتوازنه القيمي والأخلاقي؟
وماذا عن حوار الحضارات وعلاقتنا بالعالم وبالذات مع الغرب؟ وماذا عن موقع الإسلام في القرن المقبل؟
هذه بعض القضايا وبالتأكيد هناك قضايا كثيرة بحاجةýإلى التحاور والتدارس والتفاكر..
منهجيتنا في معالجة هذه القضايا هو أن نترك للأستاذ الباحث حرية اختيار الرأي والزاوية التي يريد.
نأمل من السادة الباحثين والكتاب أن يشاركونا في هذا الملف إدراكاً منهم بأهمية هذه القضية وخطورتها على مستقبليات الأمة.
ونحن بدورنا نعد بنشر كل ما يصلنا من رأي وفكر واستشراف.
ملاحظة: حجم المداخلة التي نقترحها في حدود 1000-1500 كلمة...
نشكر السادة الباحثين والكتاب الذين شاركونا في هذا الملف.. ونذكر بأن الملف القادم سوف يعالج قضية مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة.
نأمل أن يتواصل معنا الكتّاب والباحثون في معالجة هذه القضية بعرض آرائهم وأفكارهم...
القسم الرابع والأخير
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.