شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
المراجعة ومساءلة الذات فكراً وآراء واجتهادات ومواقف، من أجل التقويم والإجابة عن أسئلة الحاضر والتطلع نحو المستقبل واستشرافه ِضرورة ملحة، تهدف الكلمة المشاركة فيها من خلال ما تنشر من دراسات وأبحاث.
ودراسات هذا العدد وأبحاثه، لا تخرج عن هذا السياق. فقدكتب الزميل الأستاذ ذاكر آل حبيل الكلمة الأولى عن "المعرفة والإصلاح"، استجلاءً للدال الثقافي الجديد في عملية الإصلاح.
ويناقش الأستاذ خالد ياموت "علاقة الشريعة بالدولة المدنية في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر" إجابةً عن سؤال: هل للإسلام صيغة محدّدة للحكم ونظام الدولة؟ أم أنه يكتفي بقيم وأخلاقيات يشترطها في أي نظام أو دولة؟
و "في سبيل بناء نظرية للثقافة" ينتهي تطواف رئيس التحرير في المنتج العالمي والعربي والإسلامي في مجال الثقافة ونظريتها قراءةً وتحليلاً، بدراسة يستحث فيها الهمم للنهوض بهذا المشروع الملحّ على العقل العربي والإسلامي، ويستقرئ التراث الإسلامي والعربي بحثاً بين مختلف نصوصه عن بذور هذه النظرية.
وكتب الزميل الأستاذ أحمد شهاب عن "تأثير العولمة على وضعيات المرأة المسلمة" من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. ويكتب مدير التحرير دراسة تستقصي "أسباب ظاهرة العنف في العالم العربي" يمهِّد لها باستجلاء معنى العنف في اللغة والقانون والاجتماع والثقافة إلى جانب المنظور الإسلامي. ويحاور الزميل الأستاذ محمد دكير سماحة السيد فضل الله حول "قضايا المرأة في الاجتهاد الإسلامي المعاصر".
وفي باب رأي ونقاش يطالعنا الأستاذ إدريس هاني بدراسة حول العلاقة بين "الإسلام والعلمانية" يدعو فيها إلى إعادة النظر في مسلمات العلاقة بين الطرفين لتكون نظرة كل منهما للآخر في الوطن العربي مختلفة عن نظرة مثيله في الغرب. وضم الباب أيضاً دراسة أخرى للدكتور رسول محمد رسول كرّسها لـ"نقد المثقف الوعظي" من منظور اجتماعي من خلال ما اشتغل به د. علي الوردي في هذا الشأن.
ويترجم د. إلياس بلكا دراسة بعنوان "مفهوم الهوية: تاريخه وإشكالاته". ويقرأ الأستاذ عبدالإله التاروتي كتاب الكلمة الثالث: "الحوار الإسلامي - الإسلامي" ويقاربه بدراسة تُضاف إلى دراساته. ومن الدراسات الجامعية نتصفح محتوى رسالة للزميل محمد دكير تناولت "العقوبة في ضوء القانون الوضعي والشريعة الإسلامي" بالدراسة المقارنة.
نأمل أن يضيف هذا العدد جديداً إلى القارئ العزيز.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.