تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

الأزمة الفكرية والحضارية في الواقع العربي الراهن

قسم التحرير

إعداد قسم التحرير

الأزمة الفكرية والحضارية
في الواقع العربي الراهن

الكاتب: محمد أبو القاسم حاج محمد

الناشر: دار الهادي - بيروت

الصفحات: 458 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2005م

يرى الكاتب أن الأزمة الفكرية في الواقع العربي الراهن بداية ونهاية، هي أزمة تركيب ذهني، غير منهجي وغير معرفي، في تعاطيه مع المرجعية القرآنية من جهة وفي تعاطيه مع الواقع من جهة أخرى، فهي أزمة فكرية ومسلكية بآن واحد. ويصعب الخروج على هذا النوع من الأزمات المأزقية، الفكرية والمسلكية، ما لم تتطور البنية العقلية نفسها، أما عدا ذلك فيمكن للإسلاميين أن يحكموا ويمكن لحركاتهم أن تنمو ولكنها ستقع في النهاية أمام حكم الواقع عليها، فتصرع نفسها بعد أن تكون قد صرعت واقعها..

يحتوي الكتاب على تسعة فصول ومدخل وخاتمة، في المدخل أجاب عن سؤالين: ماذا بعد سقوط التجربة السوفياتية؟ هل الخلاص على يد العولمة الأمريكية؟ في الفصل الأول وتحت عنوان: الأزمة وتعدد المخارج، تحدث الكاتب عن مجموعة من المواضيع مثل: كسر طوق الاستبسال الدائري، ديناميكية انتشار الأفكار وعوالم الغيب، عالم الغيب في الفكر الإسلامي. في الفصل الثاني وتحت عنوان: مأزق الاغتراب والعدمية في الفكر العلماني الليبرالي عالج مجموعة من المواضيع مثل: قوانين التغير الاجتماعي، الاستلاب الماضوي للنص الديني، الذاكرة هي الأصل الحضاري للإسلام، وعي العصر ورفض الجماهير المسلمة. أما الفصل الثالث وتحت عنوان: عالمية التوجه نحو التغيير والبحث عن الآفاق الجديدة، فعالج موضوعات عدة مثل: أين الخلل في المادية الجدلية؟، أمريكا: ديموقراطية دون ليبرالية. في الفصل الرابع تحدث عن: توافق نهايات فكر النهضة العربي وبداية مرحلة الاستلاب الأوروبي.

وتحدث في الفصل الخامس عن: حقيقة الإسلام والعنف التكفيري. وفي الفصل السادس عن: مالك بن نبي، أركون، خليل أحمد خليل محاولات نقدية تحليلية دون تركيب. أما في الفصل السابع فتحدث عن الإطلاق والتعيين في القرآن الكريم. وفي الفصل الثامن تحدث عن: المكونات الاقتصادية والاجتماعية للشخصية العربية. وأخيراً تحدث عن المكونات الحضارية والثقافية والتدامج العرقي. وفي الخاتمة تحدث عن توجهات التغيير والخروج من الأزمة.

سؤال الثقافة

الثقافة العربية في عالم متحول

الكاتب: علي أومليل

الناشر: المركز الثقافي العربي - بيروت

الصفحات: 159 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 - 2005م

لا يعرض هذا الكتاب للثقافة بالمفهوم الذي يهم فئة المثقفين وجمهورهم، بل بالمعنى -كما يقول الكاتب- الذي يعتبر الثقافة رؤية ومبدأ للسياسات. لذلك فقد عرض للتحديات التي أصبحت تواجه الثقافة العربية أمام التحول العميق الذي أحدثته ثورة الاتصالات. كما ناقش أطروحات الليبراليين الجدد الذين يزعمون أن الثقافات وإن تعددت فهي ليست متكافئة القيم... كما ناقش أطروحات أخرى حول دور الدولة والعدالة الاجتماعية والتعددية الثقافية.

كذلك عرض الكاتب للدعوة الرائجة حول الثقافات وكيف أن الحوار لا يعني مجرد مناظرة بين أطراف ثقافية ودينية. لأن مثل هذا الحوار بنظر الكاتب لا يكون منتجاً إذا انغلقت الثقافات في نفسية مطلقة، فتكون كالجزر المعزولة، ولا معيار يقيمها. إن الخصوصية الثقافية واقع قائم ومشروع، لكنها لا يمكن أن تعني انعدام أي معيار مثل معيار حقوق الإنسان.

يتكوّن الكتاب من ستة فصول تحدث الكاتب في الفصل الأول عن: الليبراليين الجدد والقيم الثقافية. وفي الفصل الثاني عن: أضواء على المسألة الثقافية. كما تحدث في الفصل الثالث عن الثقافة العربية في عالم متحول. أما الفصل الرابع فخصصه للحديث عن: الحرية والعدالة. وخصص الفصل الخامس للحديث عن: حوار الثقافات: العوائق والآفاق. وأخيراً تحدث في الفصل السادس عن الدول النامية والمجتمع المدني: صراع أم شراكة؟

النظام السياسي في الإسلام

الكاتبان: د. برهان غليون ود. محمد سليم العوا

الناشر: دار الفكر - دمشق

الصفحات: 321 من القطع الصغير

سنة النشر: ط - 2004م.

تناقش هذه الحلقة من سلسلة الحوارات في مطالع هذا القرن الجديد التي تشرف عليها دار الفكر في دمشق، موضوع النظام السياسي في الإسلام، حيث جمعت بين مفكرين مشهورين، هما: د. برهان غليون ود. محمد سليم العوا.

في البداية وتحت العنوان نفسه، تساءل د. غليون هل في الإسلام نظام حكم؟ أي هل يقضي الإسلام باتباع نموذج محدد للحكم السياسي، يصبح المسلمون ضالين إن لم يتبعوه، أو أننا ينبغي أن ننظر إلى الإسلام في السياسة من الزاوية الأخلاقية، مما يتيح للمسلمين أن يأخذوا بأي نموذج للحكم السياسي يعتقدون أنه الأصلح من الوجهة العقلية؟

في مواجهة هذا السؤال يحتدم الصراع بين مذهبين في الفكر العربي المعاصر الإسلامي وغير الإسلامي، المذهب الأول يسميه د. غليون: المذهب الإسلامي، أو ما يطلق عليه اسم الإسلام السياسي، المذهب الثاني: يصفه بالمذهب العقلاني الذي يعتبر النظم السياسية التاريخية في دار الإسلام دخيلة عنه، فما حقيقة وجود أو عدم وجود صورة لنظام الحكم السياسي في الإسلام؟ وما طبيعة هذا النزاع داخل الفكر الإسلامي نفسه حول مسألة نموذج الحكم السياسي؟ هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها د. غليون في المبحث الأول.

أما د. العوا وتحت العنوان نفسه، فقد عالج الموضوع من زوايا متعددة، عندما وسع دائرة النقاش والتساؤل لمعالجة قضية الدين والدولة، ومسألة القيم الإسلامية، وقضايا التعددية السياسية، ومسألة العمل السياسي للمرأة، ثم بعد عرض البحثين تقدم كل واحد منهما بتعقيب نقدي لما ورد في بحث صاحبه، لينتهي النقاش بكشف مجموعة من الحقائق المتعلقة بإشكالية النظام السياسي الإسلامي، وما يطرحه من تساؤلات وقضايا هي الآن محل نظر واجتهاد في الفكر والفقه الإسلاميين.

العـــــــولـمـــــة

تاريخ - أبعاد ومؤثرات على العالم العربي

الكاتب: د. عماد يونس

الناشر: المؤسسة الحديثة للكتاب - طرابلس (لبنان)

الصفحات: 204 من القطع الوسط

سنة النشر: ط1 - 2005م

هل تشكل العولمة النموذج التوفيقي الذي سيكون لغة القرن الحادي والعشرين، على المستويات الفكرية والثقافية، على أسس التسامح، ومرتكزات الطاقة الخلاقة للإنسان، في إطار الديموقراطية والعودة إلى إحياء المجتمعات المحلية والمجتمع المدني؟ هذا السؤال وغيره يجيب عنه هذا الكتاب من خلال محاولة فهم ومعرفة النظام العالمي المتغير على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.. إلخ، كل ذلك -يقول الكاتب- عبر تحليل الظواهر المتفاعلة في عالم اليوم، والعلاقات المتعددة الطرف، والخصائص الذاتية للدولة، إضافة إلى الانعكاسات التي يمكن حدوثها، لاسيما منها على ساحة العالم العربي. كما يسلط الضوء على المنافسة الدولية، والابتكار التكنولوجي، وانتشار عولمة الإنتاج، وتبادل الابتكار والتحديث، ومدى تعميم ذلك، من خلال وسائل الاتصال والتقانة الحديثة، بين مجتمعات الدول العربية وإمكانية التنمية فيها، في ظل العولمة.

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول مع مقدمة وخاتمة. في الفصل الأول وتحت عنوان: مفهوم العولمة وأهدافها، عرّف الكاتب العولمة وتتبع ظروف نشأتها، ثم انتقل للحديث عن أهدافها السلبية والإيجابية. في الفصل الثاني تحدث عن التأثيرات الاقتصادية للعولمة، تأثيرها على الاقتصاد والتجارة الحرة، كما تحدث عن مؤسسات العولمة مثل البنك الدولي للإنشاء والتعمير، وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى آثار أدوات العولمة الاقتصادية والتكتلات الاقتصادية الدولية والشركات المتعددة الجنسيات.

في الفصل الثالث تحدث الكاتب عن أثر العولمة في المجالين السياسي والعسكري، خصوصاً مظاهر السيطرة السياسية على العالم، ودور هيئة الأمم المتحدة. أما الفصل الرابع فقد خصصه للحديث عن تأثير العولمة على العالم العربي، في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية... إلخ.

مطارحات في الدين والفكر والمجتمع

الكاتب: حسين علي المصطفى

الناشر: دار المحجة البيضاء - الواحة، بيروت

الصفحات: 387 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2005م

يضم هذا الكتاب مجموعة من الحوارات مع المؤلف، أشرف عليها الشيخ حسين البيات في منتدى (دانا فجر). وهي على شكل كشكول علمي، يعالج ويتعرض لمجموعة كبيرة من المواضيع التي تهم الواقع الاجتماعي، كما تعالج بعض القضايا العلمية والفكرية.

انطلقت الحواريات من تسليط الضوء على بعض المحطات في سيرة المؤلف الذاتية ورحلته لطلب العلم الديني، بعدها اتجهت لمعالجة مجموعة من المواضيع التي هي الآن موضع نقاش وإعادة النظر، مثل: علاقة الاختلاف المذهبي بالتسامح، وثقافة المرأة المتدينة، وقضية تعدد الزوجات، وأهمية تفعيل دور المسجد، وتكامل الأدوار بين المثقف والعالم، ودور المرجعية في الإفتاء، ووظيفة المسلم تجاه القرآن الكريم، ومسألة الثقافة الجنسية، ومشكلات الدعوة ومنهج مواجهتها، وأوقات الفراغ عند الشباب، كيف يمكن ملؤها بما هو مفيد، والمأتم الحسيني النسوي وآفاق تطويره.

أما بخصوص القضايا العلمية فقد عالجت الحوارات مجموعة من المسائل مثل: مناهج توثيق الأخبار، الإجماع: المفهوم والدلالة، الموقف من طرائق قراءة النصوص الدينية، دور العرف في تفسير العناوين الشرعية، وغيرها من المواضيع العلمية والفكرية والاجتماعية العامة...

أزمة الإدارة والوجدان المسلم

البعد الغائب في مشروع إصلاح الأمة

الكاتب: د. عبد الحميد أبو سليمان

الناشر: دار الفكر - دمشق

الصفحات: 336 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2004م

يقدّم هذا الكتاب محاولة لفهم الأسباب التي حالت حتى اليوم دون نجاح مشروع الإصلاح الحضاري الإسلامي، من خلال التركيز على ما يسميه الكاتب بالبعد الغائب في مشروع الإصلاح الإسلامي، الذي لا يمكن للمشروع الحضاري -دونه- إحداث التغيير المطلوب، هذا البعد هو الطفل الذي يمثل البذرة التي تحدد نوع الشجرة وطعم الثمرة كما يقول الكاتب.

ولتحقيق هذا الهدف يوضح الكتاب -كما يقول مؤلفه- الأدوات المنهجية والثقافية اللازمة للإصلاح التربوي، ويستجلي أهم أسس هذا الإصلاح ومنطلقاته، كما يلفت النظر إلى مؤسسة الأسرة ودورها المحوري الفطري الذي هو بمنزلة مفتاح التشغيل في عملية تحقيق الإصلاح التربوي والتغيير الاجتماعي والحضاري.

قسّم الكاتب كتابه إلى ستة فصول مع مقدمة وخاتمة. في الفصل الأول عالج مجموعة من القضايا مثل: دواعي البحث، الشمولية والجزئية في المنهج، أهمية إدراك خصائص منظومة الذات العقدية والفكرية، العلاقة بين المعرفي والوجداني، جذور الأزمة وكيف بدأ ضعف الطاقة الإيمانية الأخلاقية؟.

الفصل الثاني خصصه لتشخيص الداء، حيث تحدث عن التشوهات والانحرافات في فكر الأمة وثقافتها، مثل التشوه المنهجي والمفاهيمي وتشوه الخطاب.. إلخ

الفصل الثالث وتحت عنوان: الطفل قاعدة الانطلاق، تحدث الكاتب عن مجموعة من القضايا بدأها بالحديث عن حركات الإصلاح الإسلامي والحاجة إلى التقييم، وضرورة تنمية الوعي التربوي وإصلاح التعليم لأنه أساس الإصلاح، ثم قدّم مقارنات في قضية الوحدة الإسلامية: الصين والهند وأوروبا، مؤكداً على وجود خلل في ثقافة الأمة، وأن الإسلام هو مصدر كل ما بقي في الأمة من خير.

في الفصل الرابع أكد أن الحل الأساسي يكمن في بناء الطفولة من خلال طرق الإصلاح ومواجهة التحديات والخرافة والتصحيح المنهجي والتنقية الثقافية، مع إعطاء الأولوية للفكر السنني..

الفصل الخامس وتحت عنوان: الأسرة المسلمة منبع الوجدان، عرض الكاتب أسرار الشريعة في بناء الأسرة: الأسس والمنهج.

وأخيراً قدم في الفصل السادس خطة العمل، ركّز فيها على ضرورة توعية المثقفين والمفكرين وتنمية الفكر الإسلامي الاجتماعي الناقد، كما تحدث عن خطة مدرسة إسلامية المعرفة لتأصيل الفكر الإسلامي، مؤكداً الحاجة إلى إعلان مبادئ منهجية وفكرية...

كسر أصنام الجاهلية
في الرد على الصوفية

الكاتب: صدر المتألهين الشيرازي

تصحيح وتعليق: حسين الطقش

الناشر: معهد المعارف الحكمية - بيروت

الصفحات: 197 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2004م

من الإشكالات العلمية التي أثارها بعض الدارسين والباحثين والمؤرخين المسلمين وبعض المستشرقين الغربيين قديماً وحديثاً، قضية العلاقة بين التصوف والتشيع، مع أن التصوف لا يختص بمذهب دون آخر، فقد انتسب للتصوف وتياراته ومدارسه عدد من الفقهاء والعلماء المنتمين لكل المذاهب الفقهية والكلامية، وإن كانت الأكثرية منهم من المذاهب الفقهية والكلامية السنية. لكن الذين يحاولون تأكيد الصلة بين التشيع والتصوف، إنما يريدون تبرير وجود بعض العقائد التي يلتقي فيها التشيع بالتصوف، مثل مفهوم القطب في التصوف ومفهوم الإمامة في التشيع، مع أن عدداً من كبار فقهاء الشيعة الإمامية وفلاسفتهم، وعدداً كبيراً من الكتب والمصنفات تردّ على عقائد الصوفية، وتكشف سبب التشابه الظاهري بين التصوف والتشيع من بينها كتاب (كسر أصنام الجاهلية) للفيلسوف الشيعي الإمامي الكبير الملا صدرا الشيرازي (ولد سنة 979هـ-1572م)، الذي يقدّم في كتابه هذا -كما يقول المصحح- نقداً موجهاً وتنظيراً مؤطراً من التصوف لا يكاد يكون مسبوقاً في تاريخ التصوف بعامة، وشكّل بالتالي قفزة نوعية وتحولاً جذرياً في النظرة إلى التصوف مما جعل هذا الكتاب يعتبر بحق مفصلاً أساسياً ما بين التصوف المنبوذ والعرفان الصاعد الذي يكاد يحتوي العقيدة الكاملة في النظرة الشيعية للتصوف..

كما أن الهاجس المعياري الذي يحكم الكتاب هو ميزان العلم والمعرفة والعمل بما يقتضيه، القرآن والسنة، فالشريعة هي الطريق والزاد والغاية، فالمعرفة شرط أساس في فهم الشريعة والعمل بها. وبالتالي ليس هناك من ميزان خاص في الحكم على المتصوفة سوى الميزان العام وهو المعارف الشرعية والعمل بالقرآن والسنة.. وبالتالي فالموقف من التصوف والمتصوفة حسب الكتاب ومؤلفه يرتكز على هذا المعيار.

الشرق والغرب حين يلتقيان

نصوص في الفكر والتاريخ والسياسة

الكاتب: مصطفى النيفر

الناشر: دار الهادي - بيروت

الصفحات: 582 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2004م

إذا كانت المركزية الغربية قد استطاعت أن تبلور لها مفاهيم تبرر استعمارها للأمم والشعوب غير الغربية، فإن العالم الإسلامي، وانطلاقاً من ردود الفعل ودفاعاً عن هويته وخصوصياته، قد بلور هو الآخر مركزية مناهضة تسعى لتحقيق الممانعة، وهذا ما جعل هاتين المركزيتين تتصارعان وتتجاذبان.

يقدّم في هذا الكتاب محاولات لإعادة صياغة هذه الإشكاليات التي تحكم العلاقة بين الشرق والغرب، من خلال رفضه لإيديولوجية المركزية الثقافية التي تعتبر أن الحضارة كامنة بالقوة في الموروث الثقافي ولا تحتاج إلا إلى الإحياء. لكنه في الوقت نفسه لا يحجم عن اللجوء إلى الإمكانيات الذاتية المتوفرة في المبادئ والعقائد لتوسيع أفقها الزمني ودلالاتها التاريخية عن طريق قراءة التجارب المعرفية والعلمية للعصر. وهذا ما قام به المؤلف من خلال تسعة عشر فصلاً.

الفصل الأول وتحت عنوان: دور العقيدة في المشروع النهضوي، مثال (البيروف) عند ماكس فيبر، شرح المؤلف مفهوم (البيروف) وعلاقته بالعمل والنشاط الاقتصادي والعلم والمعرفة، وتساءل: هل تكون السياسة بيروفا، كما أشار إلى علاقة أزمة الغرب بغياب البيروف.

في الفصل الثاني تساءل المؤلف: لم لا يكون تصوف الغزالي منشطاً اقتصادياً؟ وأجاب عن سؤاله من خلال معالجته لعلاقة الزهد بالحياة الاقتصادية، والمقارنة بين الزهدين الإسلامي والبروتستاني، وفلسفة العمل والنشاط والاقتصاد، وعلاقة الزهد بالثروة والمال. أما في الفصل الثالث، فاستعرض معايش الصوفية من خلال الرسالة القشيرية. لينتقل بعد ذلك إلى الحديث في الفصل الرابع عن: غربة الفلسفة الإسلامية في مجتمعاتها: ابن طفيل في جزيرة حي بن يقظان. في الفصل الخامس تحدث عن: الياد وعودة الأسطورة، فعرفها وتحدث عن علاقتها بالدين والفلسفة. أما الفصل السادس فتحدث فيه عن: الوجه والقناع: الدولة والدين من خلال محاكمات ابن حنبل والحلاج وابن رشد. أما الفصل السابع فخصصه للحديث عما أسماه بتوبة المستبد: تجربة تونسية سابقة: عهد الأمان. وهكذا في باقي الفصول فقد تحدث وعالج مواضيع متنوعة مثل: الدولة الإسلامية في نظر محمد إقبال، خير الدين التونسي: حسن الإمارة أم دولة حديثة، المثقف أم السياسي؟ آرثر كوستلر بين الصوفي والثوري، غيبة الجمهور، من بريسترويكا لأخرى، بعض ملامح المركزية الأوروبية في الفكر الماركسي، أجوبة مغربية عن أسئلة أوروبية، تركيا: الدور الطبيعي والدور المرسوم.. وغيرها من المواضيع الأخرى..

تجارب التكامل العالمية
ومغزاها للتكامل العربي

الكاتب: د. محمد محمود الإمام

الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت

الصفحات: 732 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2004م

بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الحاجة الماسة للسلم العالمي خصوصاً في أوروبا التي دمرتها الحرب، ومن ثم بدأت الدول تتطلع لإعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية وعلاقاتها السياسية على المستويين الإقليمي والعالمي، وفي هذا السياق حولت أوروبا مساعيها الوحدوية إلى دعوات لانتهاج أسلوب التكامل الإقليمي السلمي الذي يبدأ من المجال الاقتصادي ليطور فيما بعد إلى اندماج يسهل إقامة وحدة سياسية، وهكذا جرى تطوير المنهج الوظيفي الذي يقوم على أساس التعاون في مجالات أقل ما تكون إثارة للخلاف أو مساساً بالسيادة.

وإذا كانت أوروبا الغربية -كما يقول الكاتب- سبّاقة إلى بلورة ترتيباتها الخاصة فكرياً وعملياً، وإلى تطوير الأسس النظرية وتطويع الممارسات العملية لتتماشى مع مقتضيات التجربة ومع التطورات في البيئة العالمية، فإن العرب، مثلهم مثل العديد من تجمعات العالم الثالث الأخرى التي عانت من التعثر، أجروا في مناسبات عدة مقارنة بين تلك التجربة وتجاربهم الذاتية، لعلها تهديهم إلى طريق النجاح.

من هنا ينطلق هذا الكتاب لدراسة أسباب عجز تجمعات العالم الثالث عن الوصول إلى مشارف الغايات التي عملوا من أجلها، كما يهدف الى بناء مشروع لتطوير التكامل العربي مستمد من خلاصة هذه التجارب الإقليمية المختلفة ومن خصائص التجربة العربية.

ينقسم هذا الكتاب إلى ستة أقسام، تحتضن بدورها تسعة عشر فصلاً. القسم الأول خصصه الكاتب للحديث عن الخبرة الإفريقية في التعاون والتكامل الإقليمي، وفي القسم الثاني تتبع فيه تجارب آسيا وأوقيانوسيا والباسيفيكي. وفي القسم الثالث تحدث عن التجارب الأمريكية. أما القسم الرابع فقد عرض فيه المعالم الأساسية للتجربة العربية. وفي القسم الخامس استعرض خلاصة التجارب العالمية من أجل استخلاص مغزاها بالنسبة إلى الوطن العربي. وفي القسم السادس والأخير قدّم مشروعاً مقترحاً للتكامل العربي، مبتدئاً بمنطلقات هذا المشروع ثم معالمه الأساسية، وختم ببيان قضايا تطبيقه..

من قضايا النهضة الحسينية

أسئلة وحوارات

الكاتب: فوزي آل سيف

الناشر: دار المحجة البيضاء - بيروت

الصفحات: 400 من القطع الكبير

سنة النشر: ط1 - 2005م

هناك الكثير من القضايا في التاريخ الإسلامي أصبحت من المسلمات، وهي في حقيقة الأمر تحتاج إلى من يعيد النظر فيها دراسة وتحقيقاً وطرحاً للأسئلة الإشكالية، لإعادة صياغة الكثير من الوقائع بما يتناسب مع الحقيقة والعقلانية والسننية. من هذه القضايا التاريخية السيرة الحسينية التي عانت طوال التاريخ من مظاهر الحشو والزيادات لعدة أسباب، بعضها عن سوء نية وأغلبها لأهداف نبيلة، وورث الخلف هذا الكم الهائل من الوقائع واختلفوا في كيفية التعاطي معه، بين رافض وشاك في عدد كبير من الوقائع، وبين مقدِّس لكل ما ورد وكتب سواء صح أم أثبت التحقيق خطأه.

من هنا ارتفعت أصوات بعض المفكرين والدعاة والمحققين لإعادة النظر في هذه السيرة، من أجل تصحيحها وتنقيحها بما يحفظ لأهل بيت النبوة صورتهم الحقيقية والواقعية، وهذا ما حاول مؤلف هذا الكتاب القيام به من خلال ما قدّمه في بداية كتابه، ومن خلال الإجابة عن أسئلة من كان يحضر مجالسه الحسينية في ليالي المحرم. منطلقاً من حقيقة أنه ليس كل ما ورد في كتب السيرة صحيحاً، لكن المنهج العلمي يقتضي أن يستند كل من الإثبات والنفي للروايات والأخبار إلى دليل، لذلك لابد من أن تخضع السيرة الحسينية إلى تحقيق علمي دقيق ينفي عنها الزوائد والشبهات ويؤكد الحقائق الواردة في الكتب التاريخية المعتمدة.

الجزء الأول لهذا الكتاب خصصه المؤلف لإعادة النظر في السيرة الحسينية والإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بها. ثم انتقل في الجزء الثاني لمعالجة مجموعة من القضايا مثل: المنبر الحسيني: بين التطوير والتكلس، تطوير الخطابة النسائية، أسئلة في السيرة والثورة الحسينية.. ثم انتقل في الجزء الثالث لمعالجة قضايا أخرى مثل: دور المنبر في المجتمع الشيعي، التطرف في الطرح الطائفي، طغيان الجانب السياسي، تساؤلات حول كتاب المنتخب للطريحي، وغيرها من الوقائع التاريخية المتعلقة بعلاقة أهل البيت A بالحكم الأموي وما تعرضوا له من ظلم وعدوان..


ندوة:
حصيلة العقلانية والتنوير
في الفكر العربي المعاصر

من أجل تقويم ومساءلة الحصيلة التي راكمها الفكر الإصلاحي العربي خلال القرن الماضي، في باب توطين قيم العقل ومفاهيم العقلانية المتداولة في الفكر المعاصر، كما يقول الباحث كمال عبد اللطيف، نظّم مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت بين 9 - 10 كانون الأول /ديسمبر 2004م ندوة تحت عنوان: (حصيلة العقلانية والتنوير في الفكر العربي المعاصر). شارك في الندوة 27 باحثاً ومفكراً عربياً من لبنان، مصر، الأردن، العراق، سورية، فلسطين، الكويت، السودان، تونس والمغرب.

ناقشت الندوة أربعة محاور أساسية هي: المصادر الفكرية للعقلانية في الفكر العربي المعاصر، تيارات العقلانية والتنوير في الفكر العربي، في معنى التنوير، والمحور الرابع: نظرة تقويمية في حصيلة العقلانية والتنوير.

في المحور الأول: تحدث كل من د. رضوان السيد (لبنان)، و د.حسن حنفي (مصر). د. رضوان السيد تحدّث في بداية بحثه عن مفهوم العقلانية والتنوير في الفكر العربي، مشيراً إلى الفروقات الموجودة بين الفكرين العربي والإسلامي، ثم استعرض تيارات العقلانية في الفكر الإسلامي المعاصر، مركزاً على مفهوم الخصوصية في كتابات عباس العقاد وطه حسين ومحمود قاسم وعلي سامي النشار وغيرهم. كما تحدّث عن خصائص الانتقادات الأصولية التي برزت خلال النصف الثاني من القرن الماضي، مشيراً إلى ظهور ما أسماه (عقلانية من نوع جديد)، تحاول إعادة النظر في طبيعة العلاقة مع الذات والآخر.

أما د. حنفي، فقد استعرض التيارات الثلاثة التي ظهرت في الفكر العربي المعاصر، وهي: التيار الإصلاحي الإسلامي، والتيار الليبرالي، والتيار العلمي العلماني، وبحث في مظاهر العقلانية لدى هذه التيارات ومصادرها وتطورها، والنقد الذي وُجِّه لها كمشاريع فكرية، من طرف بعض الباحثين والنقاد، وما أسفر عنه هذا النقد.

في المحور الثاني: تيارات العقلانية والتنوير في الفكر العربي، تحدث كل من الباحث كمال عبد اللطيف (المغرب) والباحث علي محافظة (الأردن).

بالنسبة للباحث عبد اللطيف، حاول في بحثه الكشف عن عقلانية النزعات الإصلاحية في الفكر العربي المعاصر، مع تأكيده على صعوبة تحديد مفهوم أو دلالة خاصة ومحددة لهذه العقلانية، وضرورة الاهتمام بالعامل الصدامي بين الغرب والعالم الإسلامي، للكشف عن طبيعة العقلانية في هذا الفكر، كما حاول أن يقدّم تحقيباً لمسار هذه العقلانية، بالاستناد إلى مجموعة من المعطيات الموضوعية، التي تكشف عن ثلاث لحظات، يطلق عليها: عقلانية وعي الفارق، عقلانية المقايسة والتمثيل، وعقلانية وعي التأصيل.

أما الباحث محافظة، فقد تحدث عن وجود أربع تيارات عقلانية في الفكر العربي المعاصر، لها مميزاتها وخصائصها، وهي:

1- التيار العقلاني الإصلاحي الإسلامي،

2- التيار العقلاني الليبرالي،

3- التيار العقلاني الثوري،

4- وأخيراً التيار العقلاني النقدي.

وقد تحدّث الباحث عن طبيعة العلاقة بين هذه التيارات والسجالات القائمة بينها.

في المحور الثالث: في معنى التنوير، تحدث الباحث فيصل دراج (فلسطين) عن مقولات عصر التنوير، والإشكاليات التي اصطدم بها العقل العربي الإسلامي وهو يواجه واقعين مختلفين، واقع الهوية، وواقع المفاهيم الجديدة الوافدة من الخارج، وقد نجم عن هذا الصدام في نظر الباحث، فكر أصولي تلفيقي تبعي، لكن ذلك لا ينفي عنه بعض الإيجابيات..

أما الباحث المغربي علي أومليل فقد قارن في حديثه عن معنى التنوير، بين المفكر العربي والمفكر الأوروبي الأنواري، منطلقاً من جواب الفيلسوف الألماني كانْتْ عن سؤال: (ما هي الأنوار؟). كما تناول بالبحث والمناقشة إشكالية العلاقة بين الإصلاحية العربية والدين وهل تعاملت مع الدين بنفس المنهج النقدي الذي تعامل به مفكرو عصر الأنوار مع الدين المسيحي، وفي الأخير أشار الباحث أومليل إلى وجود هوة شاسعة بين الفكر والواقع في العالم العربي.

في المحور الرابع وتحت عنوان: نظرة تقويمية في حصيلة العقلانية والتنوير، تحدّث د. عبد الإله بلقزيز (المغرب)، منطلقاً من سؤالين منهجيين، يتعلقان -كما يقول الباحث جمال باروت- بإسقاط الزمن المادي الموضوعي التحقيبي على الفكر العربي، وإسقاط ذلك التحقيب في المحصلة للفكر الإسلامي من فضاء العقلانية والتنوير.. والمماهاة ما بين العقلانية والتنوير من جهة، وبين تيار الليبرالية المعاصرة.

كما أشار إلى تمايز التيارات العقلانية، لاختلاف منطلقاتها ومصادرها، أما حصيلة العقلانية، فقد وصفها بأنها عقلانية مجهضة، بسبب انهيار المشروع السياسي الإصلاحي وعوامل أخرى.

وأخيراً تحدّث الباحث طارق البشري (مصر) عن موقفه التقويمي لحصيلة العقلانية والتنوير، فأكد أن الفكر العربي الإسلامي كان سبّاقاً في اكتشاف منهج الشك المعرفي، كما أشار إلى أن المطلوب النظر إلى العقلانية من خلال ممارستها وليس من خلال نصوصها، ومؤكداً التأثر السلبي الذي لعبه الاستعمار، الذي أربك الخيارات، وحوّل مشكل العقلانية من فكري إلى سياسي.

المؤتمر الفلسفي الرابع:
(ثقافة العقل العملي: عمانوئيل كانْتْ)

بمناسبة المئوية الثانية للفيلسوف الألماني "كانْتْ"، نظم قسم الفلسفة في الفرع الثالث لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بطرابلس (لبنان)، والاتحاد الفلسفي العربي، بالتعاون مع اتحاد بلديات الفيحاء، المؤتمر الفلسفي الرابع، بعنوان: (ثقافة العقل العملي: عمانوئيل كانْتْ) وذلك بين 15-17 كانون الأول (ديسمبر) 2004 م.

في الجلسة الافتتاحية، تحدث كل من رئيس الجامعة الدكتور إبراهيم قبيسي، ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد جمال، وعميد كلية الآداب في الجامعة، الدكتور رياض قاسم، ورئيس الاتحاد الفلسفي العربي، الدكتور عبد الأمير الأعسم، كما ألقت الدكتورة غزوة نابلسي، كلمة قسم الفلسفة.

انطلقت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى تحت عنوان: (كانْتْ والحداثة)، ترأسها الدكتور ناصيف نصار، وتحدث فيها الدكتور مطاع صفدي (مدير مركز الإنماء القومي/ بيروت - باريس) عن: (الكوسموبوليتا: مدينة التفلسف المحض). ثم تحدّث الدكتور صلاح قانصوة (من جامعة القاهرة) عن: (استئناف مختلف للنقدانية الكانْتية). أما الدكتور موسى وهبة (لبنان) فقد قدّم ورقة تحت عنوان: (قلب القيم أو كانْتْ ضد نيتشه).

الجلسة الثانية ترأسها الدكتور طلعت الأخرس وعقدت تحت عنوان: (كانْتْ والحداثة)، وقد تحدث فيها الدكتور يوسف سلامة (جامعة دمشق)، عن: (الأنا الكانْتي والحداثة)، كما تحدث الدكتور أحمد الأمين، عن (التأسيس الكانْتي للحداثة: بين العقل القيمي والعقل الذاتي). أما الدكتور علي الجابري (جامعة بغداد)، فقدّم ورقة بعنوان: (كانْتْ ومثلث الحداثة)، كذلك تحدّث الدكتور جويدة جاري (جامعة الجزائر)، عن (فلسفة كانْتْ السياسية).

في اليوم الثاني، عقدت الجلسة الثالثة تحت عنوان: (كتاب كانْتْ: الدين في حدود العقل وحده)، وترأستها الدكتورة عاهدة طالب الأمين، وقد تحدّث فيها الدكتور محمد مصباحي (جامعة محمد الخامس - المغرب) عن: (الإصلاح الديني عند كانْتْ في ضوء النظريتين النقدية والتنويرية)، والدكتور فارس ساسين، عن: (كشف الدين وستره: قراءة في (الدين في حدود العقل وحده)، وقدّم الدكتور أحمد برقاوي (جامعة دمشق) ورقة بعنوان: (كانْتْ والأنا الآخر)، أما الدكتور محمد مهران رشوان (جامعة القاهرة) فتحدث عن: (هل استطاع كانْتْ إنقاذ العالم والدين من نزعات الشك والإلحاد؟).

ترأس الجلسة الرابعة د. ريمون غوش، وكانت بعنوان: (كتاب كانْتْ مشروع للسلام الدائم)، وقد تحدّث فيها د. محمد سيد أحمد (جامعة الكويت)، عن: (مشروع السلام الدائم: بحث في أصوله وأسسه)، ود. فضل قائد علي (جامعة عدن)، عن: (قراءة في كتاب نحو السلام الدائم).

عقدت الجلسة الخامسة التي ترأسها د. علي جمية تحت عنوان: (كانْتْ بين الدين والسياسة)، وتحدث فيها د. محمد علي الكبسي (تونس) عن: (مفهوم الحرب في الفكر الكانْتي)، و د. أدونيس العكرة عن (إسهام كانْتْ في تكوين المفهوم الحديث للمواطن). كما تحدّث د. وليد مسلم عن: (فلسفة التاريخ ومشكلة الحرية). أما د. محمد تركي (تونس) فقد قدّم ورقة بعنوان: (التربية بين التنوير والتدمير).

الجلسة السادسة عقدت تحت عنوان: (كانْتْ في الفكر العربي الحديث والمعاصر)، وترأسها وليد خوري، وقد تحدّث فيها د. أحمد ماضي (الأردن)، عن: (كانْتْ في الفكر العربي الحديث: بعض النماذج)، ود. صالح هاشم (العراق) عن: (مفهوم العقل العملي: مقاربة بين الحِلِّي وكانْتْ)، أما حسن العبيدي (العراق)، فتحدّث عن: (كانْتْ بين الدارسين العرب (كانْتْ العربي)، وأخيراً تحدث د. معين حداد عن (القول الكانْتي في الجغرافيا)، وختم المؤتمر أعماله بالتوصيات والمقررات.

الملتقى العربي:
(مسلمون ومسيحيون في مواجهة التحديات)

برعاية وزارة الأوقاف السورية، نظّم مجمع الشيخ كفتارو في دمشق، الملتقى العربي الوطني تحت عنوان: (مسلمون ومسيحيون في مواجهة التحديات)، وذلك بين 13-14 كانون الأول (ديسمبر) 2004م.

حضر الجلسة الافتتاحية علماء دين مسلمون ومسيحيون، حيث تحدث كل من: د. زياد الدين الأيوبي وزير الأوقاف السوري، والبطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، والبطريرك زكا الأول عيواص، بطريرك أنطاكيا للسريان الأرثوذكس، والشيخ صلاح كفتارو المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو، ومفتي حلب د. أحمد حسون، والشيخ جواد الخالصي رئيس المؤتمر التأسيسي العراقي، والقاضي عباس الحلبي رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي، وقد أجمع المتحدثون على وحدة الأديان، منطلقاً وأهدافاً، فهي تدعو للإيمان بالله وتؤمن بضرورة نشر العدل والمساواة بين الناس، كما تُشجّع على نشر قيم التعايش والتسامح بين الأفراد والأمم والشعوب.

ترأس الجلسة الأولى د. عبد الفتاح البزم (مفتي دمشق)، فأشار إلى ما تتميز به سورية، من تعايش بين الأديان، والوئام الاجتماعي الذي يعيشه المسلمون والمسيحيون منذ عشرات السنين. وقد تحدّث في هذه الجلسة كل من الشيخ صلاح كفتارو، ود. علاء الدين زعتري، ود. محمد وهبة، والأب باولو بولس، والشيخ غبريس، و د. بهجت القبيسي، كميل نصر، د. إحسان بعدراني، د. محمد شيخاني، الشيخ مراد الحديثي، محمد نبيل الخياط، سامر لحام، القس رياض جرجور، الأمريكي إلياس أميدون، رئيس منظمة طريق الصوفية، والشيخ عدنان أفيون، المطران غطاس هزيم.

وقد أشارت مجمل الكلمات إلى خطورة العولمة الغربية ومحاولاتها الهيمنة على الشعوب العربية والإسلامية، عن طريق إثارة النعرات الدينية والطائفية داخل هذه المجتمعات. والإساءة إلى الأديان، باتهامها بأنها وراء تغذية العنف، وإلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي.

وقد أجمع المشاركون على تبرئة كل من الإسلام والمسيحية من هذه التهم، وعدم الخلط بين الأديان والصراعات المسلحة، التي تقف وراءها المصالح المادية للدول والأحزاب والشركات العالمية.

كما أشار المحاضرون إلى ضرورة فضح العدو المشترك لكل من الإسلام والمسيحية، وهو الصهيونية والمسيحية الأمريكية المتصهينة، والاعتداءات التي تمارسها في العالم، وخصوصاً دعمها للمجازر التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين المحتلة.

الجلسة الثانية ترأسها السيد عبدالله نظام، ودار النقاش فيها حول التطرف الديني، والتطهير العرقي: حيث أشار السيد نظام إلى خطورة هذا التطرف على الأغلبية، وليس فقط على الأقليات، مطالباً بضرورة فتح قنوات الحوار على مصراعيها، والانفتاح على الآخر، والاعتراف بحقوقه، والحرص على قيم التعايش مع المختلفين معنا. كما انتقد العلمانية معتبراً أنها مخالفة لجميع الأديان.

تحدّثت كذلك في هذا المحور د. لينا الحمصي، فأشارت إلى القواسم المشتركة الكثيرة، الموجودة بين الإسلام والمسيحية، معتبرة أن ربط ما يقع من انتهاكات لحقوق الإنسان بإلاسلام والمسيحية، هو تزوير للحقائق، كما طالبت بضرورة نشر الأفكار الصحيحة، التي تكشف عن مدى التعايش الذي يعرفه المجتمع السوري بين المسلمين والمسيحيين.

من جهته اعتبر الشيخ جواد الخالصي، أن الفتن الطائفية هي نتيجة استغلال الدين استغلالاً سيِّئاً، وليست من الدين، مشيراً إلى الكوارث التي عرفتها البشرية على طول تاريخها، مؤكداً زيف الدعاوى التي تنسب الإرهاب إلى الإسلام، لأن الإسلام لا يمكن مثلاً أن يطالب أتباعه بهدم المساجد أو الكنائس على رؤوس أصحابها، أو قتل الأبرياء دون وجه حق.

أما الشيخ عدنان أفيون فطالب بضرورة الفهم الصحيح للنصوص الدينية، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتجاوز الفتن الطائفية والتعصبات العدوانية، وتشجيع الحوار الدائم بين الأديان والمذاهب. كذلك تحدّث د. جورج جبور فأشار إلى أن العلمانية ليست ضد الدين وإن آمنت بفصله عن الدولة. مطالباً بضرورة تفعيل الحوار بين الثقافات المختلفة داخل العالم العربي. الدكتور محمد أبو الهدى الحسيني أوضح الفرق بين الجهاد وبين الإرهاب، مبرِّئاً الإسلام من تهمة الدعوة إلى قتل الأبرياء، كما طالب بالعمل على نشر ثقافة الاعتراف بالآخر.

من جهته طالب الدكتور بهجة القبيسي بضرورة تفعيل القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، وترسيخ قيم التآخي والتسامح. كما أشار الدكتور محمد شيخاني إلى خطورة إثارة الفتن الدينية، وضرورة الفهم الصحيح للأديان والرسالات السماوية.

أما المطران أسيدور فقد أشار إلى أسباب الاختلاف بين الأديان، وحدّدها في اختلاف القراءات، كما أشاد ببعض المؤرخين، الذين لم ينسبوا الحروب إلى الأديان، وإنما إلى مصالح الشعوب التي خاضت هذه الحروب. كما طالب المرجعيات الدينية بالعمل على نشر المفاهيم الصحيحة للنصوص الدينية.

الجلسة الثالثة ترأسها المطران أسيدور بطيخة، ودار النقاش فيها حول المسيحية المتصهينة، حيث أشار أسيدور إلى ضرورة التمييز بين المسيحية الشرقية وبين المسيحية الغربية، مؤكداً على كون المسيحية المتصهينة قد ظهرت في الغرب، وأن الكثير مما ينسب إلى المسيحية في الغرب هو ليس منها.

ثم تناول الكلمة بعده القس رياض جرجور، أمين عام الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، فتحدث عن المسيحية المتصهينة وجذورها، مؤكداً رفض المسيحيين الشرقيين لها.

أما الأديبة كوليت خوري، فرفضت بدورها مصطلح المسيحية المتصهينة لأنه لا علاقة لها بالمسيحية في واقع الأمر.

كذلك تحدّث القسيس بطرس زاعور، عن حجم التحديات التي يتعرض لها المسلمون والمسيحيون على السواء، منوهاً بالمواقف التي اتخذتها بعض الكنائس في أمريكا، عندما رفضت التعامل مع بعض الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، وتحدّث د. بهجت عن جذور التغلغل الصهيوني في أمريكا منذ اكتشافها. كما أكّد سامر لحام على ضرورة كشف الحقائق ونشر الوعي الحقيقي بالأديان، لمعرفة ما ينسب إليها كذباً وزوراً.

من جهته طالب د. محمد شيخاني بتأسيس مراكز بحث مهمتها نشر الحقائق فيما يخص الديانتين المسيحية والإسلام، كما طالبت الباحثة هند عبيدي بالانتقال إلى التطبيق العملي بدل الاكتفاء بعرض الأفكار النظرية، وأشار د. جبور إلى أهمية الإعلام في نشر الأفكار والدفاع عنها، وضرورة أن يكون للعرب دور فعّال في المنظمات الدولية للدفاع عن مصالحهم.

وفي ختام هذه الجلسة، تحدث الشيخ صلاح كفتارو، فأكد أن هذا اللقاء هو منطلق لتحقيق الإخاء بين الإسلام والمسيحية، لبناء دولة وطنية قوية. ثم قرأ توصيات الملتقى نذكر منها:

1- التمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية، والتأكيد على حماية الأسرة، وتفعيل دورها في بناء جيل واعٍ ملتزم بتلك المبادئ التي نادت بها الديانات السماوية.

2- عدم الخوض في تفاصيل خصوصيات العقيدتين الإسلامية والمسيحية.

3- توعية الأمة عن طريق العلماء ورجال الدين والمصلحين المخلصين بسلبيات العولمة، والتي تهدف إلى ضرب الهوية وتهميش الانتماء، وسحق الروح الوطنية لشعوب المنطقة.

4- مواجهة العدو المشترك للإسلام والمسيحية، والمتمثل في الصهيونية، وإفشال مخططاته في التفريق بين أبناء الإسلام والمسيحية، الذين عاشوا ولازالوا -تاريخاً وواقعاً- مصيراً واحداً.

5- تعميق المعرفة المتبادلة من خلال الحوار البنّاء في شتى المجالات.

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة