شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
وراء النشاط الإنساني كله تقف إيديولوجيا تدفعه حيناً، وتبرره أو تفسره حيناً آخر. حيث غدت الإيديولوجيا -من وجهة نظر دارسيها- منظومة شاملة لتفسير وفهم العالم، وذات وظيفة تتعلق بالعمل الفردي والجماعي، مما جعلها محل عناية كثير من المشتغلين بالدراسات الفِكرية والاجتماعية والنفسية منذ زمن ولا تزال.
والكلمة تفتح ملفاً يتناول الإيديولوجيا تحت عنوان: “الإيديولوجيا.. الإشكال المعرفي والوظيفة الاجتماعية” ترصد فيه أهم وآخر الأبحاث والدراسات الغربية في هذا الموضوع. حيث كتب الزميل الأستاذ إدريس هاني دراسة قدَّم بها للملف بعنوان: “ماذا بعد الإيديولوجيا؟” وناقش فيها مشروعية هذا السؤال، مدخلاً للحديث عن إيديولوجيات عدة، لها أنشطة عالمية وفي الوطن العربي والإسلامي: الاقتصادي منها والإعلامي والديني.
وكتب الدكتور محمد مزوز عن “الوظيفة الرمزية للإيديولوجيا” بوصفها رغبة في الخلاص وتجاوز التاريخ بل الحاضر أيضاً لخلق واقع جديد مأمول.
ومن الدراسات النفسية تضمن الملف دراستين مترجمتين، الأولى بقلم (ب. أنصرت) تحت عنوان: “المقاربة التحليلية النفسية للإيديولوجيات”، والأخرى بعنوان: “الإيديولوجيا والبنية النفسية” بقلم كويمبرا دوتوماس. وتقاربهما دراسة عن الوظيفة الاجتماعية للإيديولوجيا تحت عنوان: “الإيديولوجيا واللاشعور” بقلم لويس ألتوسير، يفصِّل فيها أثر الإيديولوجيا في تكوين الطبقات الاجتماعية وإدارة العلاقة بينها.
ولتتبع أبعاد مفهوم “الإيديولوجيا” نقرأ تحت هذا العنوان لـ(جوزيف غابل) مقالاً يستقصي فيه هذا المفهوم عند أهم دارسيه في الغرب. ويكمل هذا الناحية مقال بعنوان “معايير الظاهرة الإيديولوجية” بقلم بول ريكور، يبحث فيه سمات هذا المفهوم وأثر هذه السمات على الجماعة التي تتبنى إيديولوجيا ما. وفي الملف رصد لـ”مصادر وآثار مفهوم الإيديولوجيا عند ريكور” وتتبع لأبرز أعماله التي تتصل بنقد الإيديولوجيا. وخُتم الملف بحوار مع فرنسيس فوكوياما صاحب “نهاية التاريخ” أجراه الزميل إدريس هاني.
ونقرأ في العدد إلى جانب الملف الكلمة الأولى لمدير التحرير الأستاذ محمد محفوظ بعنوان: “في معنى الحرية”، ومقالاً لرئيس التحرير الأستاذ زكي الميلاد بعنوان: “الثقافة والمجتمع.. نظريات وأبعاد”. وتكتب د. مريم آيت أحمد علي في رأي ونقاش عن “المرأة ودورها في التنمية الشاملة للمجتمعات الإسلامية”. ويقرأ الزميل الأستاذ حسن آل حمادة “السلم والسلام” يلخص محتواه ويعرض لرؤية مؤلفه السيد محمد الشيرازي في السلم التي طالما عُرف بها. إلى جانب بقية أبواب المجلة.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.