شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
تُولي مجلة (الكلمة) عناية كبيرة بالكلمة الحرة، وتحرير الكلمة، ولن نحقق ذلك ما لم نعمل على تضييق دوائر التسلط ومصادرة الرأي، وما لم نفسح المجال للآخرين ليكونوا شركاء لنا في الحياة الفكرية والثقافية، وما لم نجعل من الحوار وحده وسيلة للإقناع، في هذا السياق يكتب الشيخ حسن الصفار عن (إدارة الصراع الفكري في الساحة الدينية) كلمة أولى للمجلة.
ويراجع رئيس التحرير الأستاذ زكي الميلاد بداية مهمة في رحلة تحرير الفكر من الجمود وتجديده، في دراسة عن (محمد إقبال وتجديد التفكير الديني في الإسلام) إقبال الذي كرّس فلسفته لتقديم فهم للدين ينبع من نصوصه ويكشف عن فرادة فلسفته وقدرته على قيادة الحياة. ويكتب د. رسول محمد رسول دراسة عن (السيد محمد باقر الصدر والمطارحات الفكرية في عصره) عرض فيها لمشروع الصدر الإصلاحي والسجال الفلسفي الذي نهض به في مواجهة النظم الفكرية في عصره. كما كتب الأستاذ إدريس هاني دراسة عن (التراث والحداثة واستمرارية السؤال الإشكالي في الفكر العربي المعاصر) وقف فيها عند مبررات هذا السؤال الإشكالي، وصور القطيعة مع التراث بوصفها إحدى الإجابات عنه. ويشاركنا الأستاذ أحمد شهاب بدراسة بعنوان (الدين والدولة المدنية) يؤكد فيها أن الدين ضرورة، وأن الإيمان روح المدنية، وبالمدنية نستطيع بناء المجتمع المؤمن الحر، ولتحقيق ذلك لابد لنا من الشجاعة في مراجعة إرثنا الديني والفكري لاستلهام قيم المدنية التي يراها الكاتب من صميم الدين.
والعنف أكبر عائق يمنع الإنسان من ممارسة حريته، يكتب الأستاذ محمد محفوظ دراسة بعنوان (ظاهرة العنف الديني.. مقاربة ثقافية) يحدد فيها الحوامل الثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة. وعلى عاتق المثقف تُلقى مسؤولية التغيير والنهوض بالمجتمع يناقش الأستاذ زكي العليو العلاقة بين المثقف والسياسي من جهة والمثقف والمجتمع من جهة أخرى في دراسة بعنوان (المثقف بين المجتمع والسياسة).
وفي باب رأي ونقاش نقرأ دراسة للباحث خالد ياموت بعنوان (العلمانية وما بعد العلمانية: أطروحة عبدالوهاب المسيري نموذجاً). ويقرأ الزميل الأستاذ حسن آل حمادة كتاب (الإصلاح السياسي والوحدة الوطنية) للأستاذ محمد محفوظ. وفي باب ترجمات نقرأ مقالة بعنوان (الإسلام والغرب في مفترق الطرق) بقلم باتن كريستوفر، ترجمة هشام الميلوي.
ويكتب الزميل محمد دكير عن (مؤتمر: دور التفاعل الثقافي في بناء السلام العالمي) المنعقد في بيروت بين 28 - 30 سبتمبر 2005م. وفي الرسائل الجامعية نقرأ مخلص رسالة بعنوان (مفهوم المواطن في الفلسفة الحديثة).
إلى جانب بقية أبواب المجلة التي نرجو أن تروق للقارئ ويفيد منها.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.