شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
واجهت الأمة منذ أكثر من قرن صدمة الحداثة وعايشت سؤالها، وتصدى رجالاتها لهذا الشأن، وكانت لهم وجهات نظر عدة في موضوع التحديث والإصلاح. ولا يزال السؤال قائماً والحاجة ماسة لقراءة تجارب رموز الأمة، والتمعن فيها، والوقوف عندها. وقد أولت الكلمة ذلك عناية خاصة. لما له من دور في إمداد الأمة بالرؤى والأفكار والوسائل والخطوات العملية الناجعة التي مارسوها في حركاتهم الإصلاحية. وفي هذا الصدد نقرأ للأستاذ إدريس هاني الكلمة الأولى “صدمة الحداثة، أو ميلاد إشكالية الحداثة في الخطاب العربي والإسلامي” تحدّث فيها عن أصداء هذه الصدمة وآثارها في نخب الأمة ورواد التحديث فيها، وما ولدته من سجال وخلاف قبولاً ورفضاً، وماذا بعد قرن من هذه الصدمة؟!
وكتب رئيس التحرير الأستاذ زكي الميلاد عن “السيد موسى الصدر والمشروع الإصلاحي” وذلك لكونه من المصلحين الذين كانت تحركهم نزعة الإصلاح بوعي شديد، ميّز حركته بخصائص تسترعي الانتباه وتستدعي الدراسة.
ولقد ارتبطت مشاريع التحديث بتكوين دولة المؤسسات، ووضع الدستور الناظم للعلاقات داخل الدولة، في هذا السياق يتتبع الأستاذ محمد الحسيني مراحل تطور النظرية السياسية الإسلامية والفقه السياسي الدستوري عند السيد محمد باقر الصدر، جاء ذلك في دراسة بعنوان “الشهيد السيد محمد باقر الصدر فقيهاً.. نظرات في فقهه السياسي والدستوري”.
وعملية الإصلاح والتحديث تبدأ بالتعليم بوصفه ملاذ الأمة للارتقاء والنهوض، وهو العمود الفقري للتنمية الشاملة، في هذا السياق يشاركنا د. قطب مصطفى سانو بدراسة تحت عنوان “مناهج التعليم في العالم الإسلامي.. حتمية المراجعة وضرورة التطوير”.
ويكتب د. سيف الدين عبدالفتاح دراسة عن “العولمة وحوار الحضارات” يناقش فيها العلاقة بين العولمة وحوار الحضارات وصدامها، مقارناً بين العولمة كما يراها الغرب والعالمية الإسلامية. تلك العالمية كفيلة بجذب الناس كافة إلى الإسلام دون أن يعتدي على خصوصياتهم، لذا لا يمكن وصمه بالتطرف، لأنه فكراً وثقافةً لا يدعو إلى الإرهاب في تعاليمه وتشريعاته، كما وضّح ذلك د. راشد المبارك في دراسة بعنوان “التطرف.. والإرهاب”.
وفي سياق التحديث نقرأ ملخصاً لرسالة دكتوراه بعنوان “الحداثة والتحديث السياسي.. فكرة الليبرالية في المغرب”.
ويراجع الأستاذ حسين الشيخ كتاباً للزميل الأستاذ حسن آل حمادة تحت عنوان “العلاج بالقراءة.. كيف نصنع مجتمعاً قارئاً”. ويقرأ الأستاذ هشام الميلوي كتاباً آخر بعنوان “مقاربات منهجية في فلسفة الدين” لمؤلفه الشيخ شفيق جرادي.
وكتب الزميل الأستاذ محمد تهامي دكير عن مؤتمر: “موقع الحرية في الإصلاح والتجديد” المنعقد في بيروت بين 2-3 كانون الأول 2004م.
إلى جانب بقية أبواب المجلة، التي نرجو أن تقع من نفس القارئ الكريم موقع الرضا.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.