تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

العولمة وحوار الحضارات

سيف الدين عبد الفتاح

تحاول هذه الورقة أن تعالج موضوعاً شاع ضمن أشكالٍ من الحوار، تنوعت وتعددت توجهاته ومواقفه، وهو العلاقة بين أفكارٍ مثل حوار الحضارات وتصادمها وظاهرة العولمة. إذ تهدف هذه الورقة إلى الكشف عن شبكة الارتباطات الكامنة والظاهرة، بين هذه الموضوعات على اختلاف توجهاتها. ومن هنا وجب علينا ألا نغفل العلاقة بين العولمة -بوصفها ظاهرةً وعمليةً- من جانب، وحوار الحضارات وصدامها -كآلياتٍ توظَّف ضمن سياقاتها- من جانبٍ آخر. هذه العلاقة إنما تشكل دالّةً مهمّةً، على حوار الحضارات المأزوم، الهادف إلى تنميط البشر، خروجاً على سنة الاختلاف وحقائق التنوع والتعدد الثقافية، وصدام الحضارات المزعوم، القاصد إلى تصنيف الأعداء والخصوم داخل الدوائر الحضارية المتنوعة، الهادفة إلى إشاعة أشكال التهديد والردع. بين حوارٍ للحضارات أسيء استخدامه بوصفه آلية، وصدام الحضارات الذي يلقي الأوصاف جزافاً على الحضارات، ويحدد الموقف منها مصنفاً إياها في دائرة الأعداء والخصوم، تأتي العولمة لتفترس الخلق بما يسمى “القرية الكونية” و”الثورة الاتصالية والمعلوماتية”، ضمن قشرةٍ حواريةٍ تشير إلى معاني “الحوار الزائف” لا الحقيقي، وإيديولوجيةٍ صداميةٍ تُعنى “بصناعة العدو”. وصار الأمر متفاعلاً في علاقةٍ متفاعلةٍ ومستطرقةٍ في آنٍ واحد، يؤكد عليها الشكل التالي:

افتراس العولمة                القشرة الحوارية

تنميط البشر                 الحوار الزائف

 


                                        القشرة الحوارية

                                         الحوار الزائف

 

ذلك أن تلك العمليات التي ترتبط بالعولمة، والحوار الخالي من الشروط الابتدائية والأساسية والمقاصد الكلية، يفقده جوهره ومغزاه وقيمته وفاعليته، صدامٌ حضاريٌّ مفتعلٌ يقوم على صناعة العدو، ويهيئ المعمورة لصراعٍ قادم، تستنفر فيه الحضارة الغربية طاقاتها ضمن صناعة الخطر، “الخطر الأخضر” الذي يتمثل في الحضارة الإسلامية، مهما تشير إليه الدلائل والمؤشرات، من هالة الافتعال حول الدائرة الحضارية الإسلامية، التي تتسم في واقعها الفعلي بالهوان الشديد والوهن المتراكم، كل ذلك يشير إلى الفجوات بين الشعارات والممارسات، بين القيم المدّعاة وتطبيقاتها، بين “عالمية الاستخلاف” و”عولمة الاستئثار”.

هذه الفجوات تشير ومن أقصر طريق، إلى افتقاد عمليات العولمة ومقولات الحوار الحضاري كما يمارس على الأرض، ودعاوى صدام الحضارات كما يروَّج لها، إلى البنية الأساسية التي تؤكد عليها الرؤية الإسلامية ضمن عالمية الاستخلاف، والتي تجعل من مفهوم “تعارف الحضارات” والعمليات المترتبة عليه، والمقاصد المرتبطة به، والآليات التي تشتق منه، خروجاً على افتراس العولمة ومقصدها في تنميط البشر، وحوارٍ حضاريٍّ زائفٍ لا يعدو أن يكون مثل قشرةٍ حضاريةٍ حوارية، ظاهرها الرحمة وباطنها الهيمنة والسيطرة والطغيان، ضمن ما أسماه نعوم تشومسكي “هندسة الموافقة والقبول”، أو تحقيق الرضا في ثوب الإذعان. وضمن سياقات هذه الرؤية، يمكننا أن نقدم رؤيةً نقديةً أوليةً للعولمة، في سياق بناء النموذج المقاصدي “المقاصد الكلية العامة”، فنعرض مقولات وعمليات العولمة على معايير حفظ الكليات “الدين، النفس، النسل، العقل، المال”، وضمن ترتيب عناصر أولوياتٍ تسهم في نقد واقع العولمة “الضروريات، الحاجيات، التحسينيات”. يمكن إبراز هذه الرؤية النقدية ضمن هذا الشكل:

                                                  الدين            

حفظ

                                                  النفس                   الضروري          

العولمة تؤدي إلى                                النسل    الأوليات       الحاجي

                                                  العقل    ومراعاتها       التحسيني

                                                  المال    

ضمن هذا السياق، الذي يشير إلى تعارف الحضارات، بوصفها مفهوماً محورياً في الرؤية الإسلامية والمقاصد الكلية، التي تقدم رؤيةً نقديةً للعولمة وعملياتها، من المهم أن نؤصل معنى التعارف الحضاري، ومتطلباته وتوابعه وارتباطاته، والأنساق المعرفية والقيمية التي تتولد عنه، إن تعارف الحضارات ليس إلا واحداً من قسمات رؤية العالَم في منظور الرؤية الإسلامية، ينفي ذلك المفهومُ عن معنى العالمية كلَّ معاني الطغيان، ويقصي عن الحوار كل ممارساته الزائفة، ويكشف كل معاني الافتعال في دعوى صدام الحضارات.

وعالَم المسلمين مدعوٌّ إلى أن يسهم بفاعلية، في بناء النسق القيمي الحاكم والضابط للعلاقة بين الحضارات. صحيحٌ أنه قد لا يستطيع أن يسهم في البناء المادي (التقني)، إلا أن عليه أن يسهم برؤيته في تعارف الحضارات، ليرشِّدَ المسيرة الحضارية، هذا الإسهام أحد مستويات شهوده الحضاري، والذي يجب ألَّا نتخلى عنه، وإلاّ تخلى عنا.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إٍنَّا خَلَقْنَاكُم مٍّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائٍلَ لٍتَعَارَفُوا إٍنَّ أَكْرَمَكُمْ عٍندَ اللهٍ أَتْقَاكُمْ إٍنَّ اللهَ عَلٍيمٌ خَبٍيرٌ}.

مدخل النقد والبناء، وإعادة التأسيس، يشتمل على عدة عناصر نركز على بعضٍ منها:

- رؤية العالَم في الذاكرة التاريخية.

- التحيز في المفاهيم المرتبطة بالعولمة.

- المفهوم الحر والمفهوم العبد.

- النموذج المقاصدي والعولمة.

- عالمية الإسلام وتعارف الحضارات.

- نقد عالَم المسلمين ومستقبل التحديات للعالَم الإسلامي.

تقسيم الدور في سياقٍ مقارن

من منظور رؤية العالم: الذاكرة التاريخية

من المهم أن نؤكد أن مسألة التقسيم للمعمورة، منظوراً إليها في سياق رؤى العالم، وفي سياق منظورٍ حضاريٍّ أرحب، هي عمليةٌ من طبائع الأمور، فطالما أن هناك “ذاتٌ” و”آخر” و”ذاتٌ” “وغير”، وعلاقات صداقةٍ وعداء، التي تشكل جوهر السياسة على ما يشير كارك شميت وفروند، فإن التقسيم الفطري يقوم في كل عصر، على ثلاثة دُورٍ متباينةٍ بوصفها شيئاً تفرضه طبيعة الأمر، فدائماً ما ترى كلُّ أمّةٍ دارَها دارَ سلمٍ وأمن، في حين أنها تدخل مع الآخرين في علاقاتٍ، تتفاوت بين حالة حربٍ معها ولا يخضعون لسيادتها، ومن ثم فهي دار حربٍ وعداء، وبين هذا وذاك يوجد الداخلون معها في صلحٍ أو هدنةٍ أو عهدٍ أو صداقة. والمتابعة التاريخية تؤكد هذا الأمر بحيث لا تقبل لتلك القاعدة نقضاً، إلا أن متابعة ذلك من الأمور التي تخرج عن نطاق بحثٍ كهذا، فضلاً عن قيام أحد الباحثين -في دراسةٍ قيٍّمةٍ- بمتابعة هذا التطور، بشكلٍ يتسم بالتقصّي العلميٍّ والمنهجية المنضبطة.

كما أكدنا -ضمن هذه الدراسة التي توضح الإسهام التصنيفيَّ للمدخل القيمي- فإن قضية تقسيم الدُور أو المعمورة، يحمل في طياته رؤيةً متكاملةً للعالَم والآخر، والمبادئ الكلية الحاكمة لهذه العلاقات، ضمن سياق المنهاجية المقارنة. نقدم ذلك ضمن جملة من النقاط الأساسية:

1- التصنيف للدُّور وأثره في فكرة الاعتراف الوجودي والشرعي: من أهم إسهامات الرؤية التصنيفية من منظور الإسلام للمعمورة، أنها أشارت إلى تميُّزٍ جوهريٍّ، بين الاعتراف الشرعيٍّ القانونيٍّ الكامل من جانب، والاعتراف الواقعي من جانب، ويعد هذا التمييز ترجمةً فعليةً للقاعدة الكلية “عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود” فإن الوصف لا ينفي الوجود بل يؤكده، وما يترتب على تلك الرؤية من مواقفَ وقراراتٍ وسياساتٍ، مقتضيات الوجود لا الوجدان (الخصومة والعداوة والكراهية)، هي الحاكمة في أي تعامل.

لا يمكن فهم هذا المعنى الخاص بالاعتراف الواقعي (الوجود) -بوصفه مدخلاً للتعامل- إلا في سياق فكرة “التعارف” وتنوع مستوياتها، التعارف

-بوصفه مفهوم تأسيس، وعمليةً ممتدة- يتضمن اعترافاً ضمنياً وكامناً بالوجود، وعناصر التعارف بدُورها وبوصفه عمليةً تتنوّع وتتعدّد وفق (الحالات ـ التعاملات ـ المواقف ـ الصفات ـ العلاقات) من جانب، ووفق الشروط والاختيارات والبدائل والتبني من جانب آخر..، التعارف وفق هذه الرؤية، يعبّر عن مساحة حركةٍ ممتدةٍ ومتنوعةٍ، وقائمةٍ على أسسٍ واقعيةٍ من الاختلاف، ولأن الاختلاف سنّةٌ كونيةٌ وإنسانيةٌ، والتعارف الممتدُّ يعتبر عالميةَ الدعوة المستندة إلى مخاطبة عناصرٍ الفطرة الإنسانية المشتركة، وأصول التكريم الإلهي للإنسان وحمله للأمانة ومخاطبته بأصول التكليف، وحركة الاستخلاف العمرانية لعموم البشر والإنسان(1).

ووفق هذه الرؤية، فإن الشرع ينتظم جميع العلاقات البشرية، بقطع النظر عن طبيعة تلك العلاقات وموضوعها وأوصاف أطرافها، ومن ثم فإن علاقات دار الإسلام بغيرها من الوحدات الدولية، محكومةٌ بذلك الجانب من الشرع المتعلق بهذا النوع من العلاقات، ويترتب على ذلك أن دار الإسلام لا يمكنها الخروج على ما ارتضته شرعاً لها، وإلا فقدت صفتها بوصفها دار إسلام، ولا تفقد تلك القواعد والأحكام شرعيتها ولا قانونيتها بعدم اعتراف غيرها بها، بل إن مخالفة هذه الوحدات والبلاد لتلك القواعد الآمرة، لا يعطي بحالٍ مبرراً لدار الإسلام للتحلل منها، ولو من قبيل المعاملة بالمثل.

ومن هنا، فإن الشرع إذ يفترض قيام سلطةٍ ذات سيادةٍ واختصاصٍ إقليمي، لرعاية أحكامه ووضعها موضع التطبيق العملي، فهناك أحكامٌ ومبادئُ تتعلق بموضوع السلطة والدولة ونظامها وشؤونها، وهناك أحكامٌ لا يمكن تنفيذها دون سلطة، خاصةً أن من صفات الشرع المشمَّل بمعنى عدم اقتصار أحكامه على تنظيم العلاقات الفردية فحسب، وإنما تمتد أحكامه لتنظيم جميع علاقات البشر أفراداً وجماعاتٍ ودولاً.

ووفق هذا التصور، فإنه من البدهي أن تكون هناك علاقاتٌ، بين ما اصطلح على تسميته دار الإسلام من البلاد وبين غيرها من الدُّور والبلاد، وحتى لو كانت دار الإسلام لا تعترف اعترافاً شرعياً بغيرها من الدُّور، فإن هذا لم يشكل مانعاً من الاعتراف الواقعي بها، بوصفها كياناتٍ موجودةً فعلاً، وتباشر سلطانها واختصاصاتها الإقليمية على رعاياها، بل، وحتى على رعايا دار الإسلام المستأمنين فيها، كما تنشأ بينها وبين دار الإسلام علاقاتٌ متنوعةٌ من السلم والحرب والتعاهد والتجارة بحكم هذا الوجود، الأمر الذي يفترض وجود قواعدَ معينةٍ، تنظمها على نحوٍ ما، وتُعَدّ ملزمةً على الأقل بالنسبة لدار الإسلام.

التقسيم الدولي للمعمورة والواقع الدولي المعاصر

مراجعاتٌ وإعادة طرح

نعالج ضمن هذه النقطة -في سياق إسهامات المنظور القيمي، بتجلياته العقدية والشرعية والقيمية والحضارية والسننية والمقاصدية- ثلاث نقاطٍ نرى أهميتها في عمليات التأصيل والتفعيل والتشغيل، فضلاً عن إشارتها إلى موضوعاتٍ بحثيةٍ متجددة.

الأولى: التقسيم الدولي للمعمورة في الرؤية الإسلامية: الثابت والمتغير.

الثانية: نهاية التاريخ وصدام الحضارات وحوارها، ورؤية العالم وتقسيم المعمورة.

الثالثة: نموذجان للعالمية (عالميتان)، العلاقة بين الذات والآخر وعملية التصنيف.

الأولى:التقسيم الدولي للمعمورة في الرؤية الإسلامية: الثابت والمتغير

من الموضوعات المهمة في هذا المقام، أن نتعرف على القواعد الثابتة ضمن مفهوم التقسيم الدولي للمعمورة (تصنيف الدُّور)، وكذلك التعرف على المناطق المتغيرة التي تستدعي مراجعة التقسيم والتصنيف، هذه الإشكالية -العلاقة بين الثابت والمتغير- تستحق المتابعة بالدراسة والتحليل.

إن حالات الفوضى والارتباك، تشير وبقدرٍ لا بأس به من ضرورات الفقه المعاصر، الذي يراعي عناصر متعددةً، من دون اللجوء إلى محاولات إخضاع الواقع لاجتهاداتٍ تخص عالمَاً آخر، مختلفاً سياسياً وعقدياً عن عالمنا الراهن. إننا في هذا السياق أمام قسمةٍ جديدة، والقسمة السياسية القديمة التي كانت تشطر العالم إلى “دار إسلام” وإلى جانبها “دار العهد”، ثم “دار الحرب” أفرزت قوىً متفاعلةً وفقاً لهذا التقسيم في إطار العالم الحديث، ومع بروز الدولة القومية اختفت القسمة القديمة، وجاءت قسمةٌ جديدةٌ ومعها قوىً جديدة، وبمواصفاتٍ جديدة، لكي تتولد عنها ضروبٌ جديدةٌ من القتال..

ظلت علاقة الإسلام والمسلمين بأوروبا في حالةٍ من المد والجزر في أثناء الحروب الصليبية، وحروب الأندلس، وفتوحات العثمانيين في أوروبا، إلى أن سقطت بلدان العالم الإسلامي كلها تقريباً في قبضة الاستعمار الأوروبي الحديث..، وبعد حوالي قرنين من الزمان، استطاعوا أن يغيّروا القسمة القديمة للعالم (الواصفة للواقع آنذاك)، استطاعوا أن يغيّروها سياسياً وثقافياً، خارجياً وداخلياً، فلم يعد العالم منقسماً إلى: دار إسلام ودار عهد ودار حرب؛ لأن دار الإسلام -بالمواصفات الشرعية التي حدّدها الفقهاء- اختفت من القسمة السياسية للعالم، وعلى أنقاضها ظهرت الدولة القومية، وصارت دول المسلمين أقرب ما تكون إلى “فسيفساءَ سياسية”، مكونةٍ من دولٍ ودويلاتٍ وإمارات، تتوزعها الخلافات والأطماع، وربما يتقاتلون..

لقد خبا هذا التقسيم السياسي القديم وكاد أن يختفي، لاختفاء أساسه الواقعي الذي استند إليه، والتقسيم الجديد يحتاج إلى دراسةٍ علميةٍ شاملةٍ لتحديد مواصفاته، وتبعاً لذلك يمكننا وصف ضروب القتال والاقتتال الحديث، أساليب المواجهة وطرائق تحصيل القوة.. إلخ.

وبغير تلك الدراسة، لابد أن نتعرض للخلط والاضطراب، فالأمر موضع مَزَلَّة أقدامٍ ومَضَلَّة أفهام.

ومن المهم في هذا السياق، أن نطرح الأسئلة الصحيحة ونحن بصدد عمليات التصنيف، خاصةً وأن بعض الدراسات الحديثة، لم تتنبه إلى التغيّر الحادث وتأثيراته على القسمة القديمة للعالم، وحلول قسمةٍ جديدة، فبدت وكأنها تتحدث عن مقامٍ مختلف، وواقعٍ تبدل، ومضت تتحدث عن ذات القسمة القديمة وأحكامها، كأن شيئاً لم يحدث، وأن تغيراً لم يطرأ.

ألم تُحدث الدولة القومية عناصر قسمةٍ جديدة؟ ألم تُحدث الظاهرة الاستعمارية بإرهاصاتها قسمةً تكوّنت على أرض الواقع؟.

عناصر القسمة الجديدة للعالم الإسلامي أفرزت جملةً من الصعوبات والمشكلات، لا يجوز لنا بحالٍ أن نتخطاها أو نقفز عليها، لأنها غيّرت المعادلات وأطرافها ووسطها، وبالقطع محصلتها ونتائجها.

إننا في هذا السياق أمام أسئلةٍ جديدة، يجب أن نتعرف على فقهها، هذه الأسئلة يجب أن نقدّم لها صياغاتٍ صحيحةً، لأن السؤال الصحيح هو نصف الإجابة، لأنه حركةٌ في مسارٍ صحيح(2).

إن الأوضاع التي انبنى عليها التصور العام، وبقي مستصحَباً قروناً طويلة، قد تغيّرت في عدد من أركانها الهامة في العصر الحديث، من نهايات القرن الثامن عشر حتى اليوم، وبهذا لم نعد أمام التصنيفات التقليدية في دار حرب ودار إسلام ودار عهد، أو ما فُتح صلحاً وما فُتح عنوةً.. وهي أمورٌ تفرض البحث في معاييرَ مختلفةٍ وجديدةٍ، نستهدي بها في ضوء خبرة التاريخ المعاصر، وبالنظر للملامح الرئيسة التي تشكّل حركة تاريخنا المعاصر، والتي تستهدف الاستقلال السياسي، وتوحيد البلدان، ومقاومة الاستعمار، والتخلص من التبعية في كل صورها السياسية والاقتصادية والثقافية، كما تفرض النظر إلى التغيرات ومظاهرها في الأوضاع المعاصرة، ورؤية مدى اختلافها عن الأوضاع السابقة.

الثانية: نهاية التاريخ وصدام الحضارات، والحوار فيما بينها، رؤية العالم وتقسيم المعمورة

في إطار ترسيخ فكرة العولمة، برزت مقولاتٌ اختباريةٌ من النوع الذي استدعى نقاشاً امتدت دائرته. من أهم هذه الأفكار نهاية التاريخ لفوكوياما، الذي استند إلى التبشير بانتصارٍ مؤزّرٍ للّيبرالية الغربية، وعدَّ كل التحديات في هذا المقام هامشيةً، بما فيها التحدي الإسلامي، في حين أن هنتنجتون كان الأكثر تعبيراً عن حقيقةٍ مفادها أن الثقافات والحضارات المرشحة لأن تشكل عائقاً، أمام هذا الانتصار للحضارة الغربية وثقافتها، تتمثل في الحضارة والثقافة الإسلامية، والكونفوشيوسية، وبرزت في هذا المقام إيماءاتٌ وإشاراتٌ، بعضها من طرفٍ خفيٍّ، وبعضها الآخر بشكلٍ مباشرٍ، تؤكد أن “الإسلام” -أيًّا كان تفسيره للإسلام أو المستوى الذي يقصده منه- يُشكٍّل “العدو”، وواقع الأمر، وفي إطار الذاكرة التاريخية للتقسيم الخاص بالمعمورة، كذلك في إطار أن هذه الرؤى تمثل وتعكس بصورةٍ أو بأخرى صورةً للعالم، ومحاولةً لتحديد وتعيين العدو، وهو ما جعل تلك المقولات ليست بعيدةً -بأيّ حالٍ من الأحوال- عما نحن بصدده في تقسيم المعمورة.

يتضح من هذه الرؤى، استناداً إلى تقليدٍ متواترٍ داخل الحضارة الغربية، أن الحضارة الغربية -لا عالَم المسلمين- هي التي تعيّن “العدو” وتصنّف المواقف بناء على ذلك التكييف، ومن ثم فهو يعبّر عن خيار الحضارة الغربية بجعل الإسلام عدواً، وليس من المعقول أن يَعُدَّ طرفٌ في العلاقات الدولية غيرَه عدواً، لا يَعدّه الطرف الآخر عدواً هو الآخر(3).

ومن هنا تبدو لنا جملة المغالطات، التي تحرك هذه التصورات، التي تتهم الإسلام والمسلمين تاريخياً وحتى الزمن المعاصر، هذه النظرة الاتهامية ضمن صناعة الصورة تفعل فعلها، وتشكل رؤىً تصنيفيةً لتقسيم المعمورة من جديد.

وفي إطار هذه المغالطات، قد لا تفتأ هذه الرؤى أن تشير إلى إسقاط صفاتٍ حول العنف والإرهاب، وتحاولَ إلصاقها بالإسلام ثقافةً وحضارةً وواقعاً. على الرغم من واقع الضعف الذي لا يسمح لعالَم المسلمين، أن يعيّنوا أعداءهم، وما يترتب على ذلك من علاقات.

ويعبّر النقاش حول هذه المقولات عن عناصرَ غايةٍ في الخطورة، إذ تُهمل هذه المقولات وتُسفِّهها، رغم أهميتها الواقعية والعملية، بل والبحثية والعلمية.

الثالثة: نموذجان للعالمية، العلاقة بين الذات والآخر وعملية التصنيف

تكتمل حلقات هذه الرؤية، وما يترتب عليها في إطار التعامل الدولي والعلاقات الدولية، وفي إطار المقارنة بين نموذجين للعالمية، وما يترتب على ذلك من علاقاتٍ بين الذات والآخر، وما يحرك ذلك من عمليات تصنيف(4).

إن عالميةً تستند إلى أصول الاختلاف والتنوع، والتعارف والاستخلاف والتعايش والحوار وحقيقة الإقناع (الوظيفة الحضارية)، لَتعبّرُ بذلك عن رؤيةٍ تأسيسيةٍ للعالم، يحتلّ فيها الآخر مساحةً مهمةً لا تقوم على تصنيفه المؤبّد في دائرة “العدو”، إلا إذا رأى هو ـ أي الآخر ـ أن ذلك خياره في أن يكون عدواً، إن عالمية الاستخلاف تقوم بالأساس على مراعاة حق الغير.

أما شأن العالمية التي تبدو في ظاهرها أنها تحرّك عناصر العولمة إلى ثورة المعلومات، وثورة الاتصالات، وثورة التقنية، فإنها في حقيقتها ليست إلا غطاءً للمركزية الكامنة في الحضارة الغربية، والإبقاء على معادلات النظام الدولي، التي تحقق أكبر فاعليةٍ لتلك المركزية، في الاستفادة من أوضاع التبعية والإلحاق، والهيمنة والسيطرة، وعناصر الاستئثار، ضمن الإبقاء على المعادلات الشائهة والمشوَّهة، التي تعبّر في جوهرها عن البنية الظالمة لمنظومة العلاقات الدولية، الناتجة عن تلك المعادلات والتفاعلات، إنها معادلةٌ تقوم على قاعدةٍ من مراعاة مصالح النمط الحضاري الغربي، في ظل مقولاتٍ من مثل نهاية التاريخ وصدام الحضارات السابق الإشارة إليها، تتضخم فيها الذات لتصير المركز، وتمتد وفقاً لحركتها ومصالحها على كامل مساحة المعمورة، الآخر فيها ليس أمامه إلا الإلحاق، أو اللحاق بالركب الحضاري إن استطاع -في ظلّ معادلاتٍ ظالمةٍ- أن يحقق ذلك، إن الرؤية للعالم من خلال العولمة، غير الرؤية للعالم من خلال عالمية الإسلام القائمة على الدعوة، والوظيفة الحضارية القائمة على التعارف والإقناع والاستخلاف.

نحن بحق، أمام نموذجين يمثلان جوهراً مختلفاً بل ربما متناقضاً، هذه المقارنة في حاجةٍ إلى دراساتٍ متأنيةٍ، تحرك عناصر توصيفٍ وتصنيفٍ، وكذلك عناصر تقويمٍ لأطر “العولمة” المستحدّثة، والتي صارت -بحكم انتشارها بوصفها فكرةً- مشروعاً لنموذجٍ معرفيٍّ إرشاديٍّ، يحرّك عناصر بحثٍ وأجندةٍ بحثيةٍ تتوافق معها، كل ذلك يحتاج إلى دراساتٍ متأنيةٍ وعلميةٍ ومنهجية.

المفهوم الحر والمفهوم العبد:

مدخلٌ نقديٌّ لخطاب العولمة ومفاهيمها المشتقة

إن البحث في مفاهيم العولمة ومنظومتها، جديرٌ باستخدام عناصرَ عقليةٍ كاشفةٍ وفارقةٍ فيه. ومن ثم فإن تركيزنا على هذا المدخل، مستقىً من مقولة أبي حيان، التي تشكل مفتاحاً لمراجعة عالَم المفاهيم، هل تنتج العولمة عالَمَ مفاهيمٍ عبداً أو حراً؟ لابد أن نرجع بعض الشيء إلى الخلف، ومفاهيمَ سيقت وأُطلقت على ظواهرَ مثل “الاستعمار”، ومفاهيمَ مثل “الاعتماد المتبادل”، ومفاهيمَ مثل “نظامٍ عالميٍّ جديد”، مع ما تحمله هذه المفاهيم من عناصرَ تزيينٍ، مما يُعدّ من زخرف القول، فاللفظ الذي يبدو حرًّا في مبناه، ربما يكون عبداً في معناه ومغزاه ومآلاته وتأثيراته(5).

حول قدرات رؤية العلاقة في مستوياتها وتقديم الرؤية النقدية الفارقة والبانية

إن العلاقة بين العولمة والإسلام، شديدة التنوع في المستويات، وفي سياقات الدراسة الفعلية وارتباطها بقضايا وموضوعات ومنظومات مفاهيمَ وقيمٍ، يتضح ذلك من الشكل التالي الذي يوضح تعقد مستويات العلاقة(6):

ومستويات التعامل البحثي مع العلاقة، على نحوٍ منهجيٍّ معرفيٍّ، يُعدّ مقدمةً لدراسة الرؤية المقارنة النقدية الفارقة والكاشفة والبانية، وهو أمرٌ يعكسه الشكل التالي:

الرؤية النقدية (حول تقويم

 العولمة ) المدخل المقاصدي

رؤية اسلامية للعولمة

 


                       مفهوم                                       الموقف

 

 


المدخل المقاصدي الرؤية البنائية

 (حول إعادة تأسيس مفهوم العالمية)

بين نقد فكرة الحضارة والنظام العالمي الجديد، الذي شكل إرهاصاً لبروز مفهوم العولمة، وكذا الحداثة، تتحرك مقدمات النقد في رحلة العولمة.

رحلة العولمة وصدام الحضارات

النماذج الظالمة للعلاقة

ثم يأتي النموذج المقاصدي ليقدم رؤية نقدية وبنائية في آن واحد. نمثل لها بالأشكال التالية وهو أمر يستحق دراسة مفصلة ومنفصلة(7).

 

 

الهوامش:

* أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.

(1) قارن في هذا المقام مارسيل بوزار، إنسانية الإسلام، ترجمة د. عفيف دمشقية، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1986م، وهذا الكتاب يعالج قضية الانتشار الإسلامي، من خلال ما أسماه بالخُلُق الدولي، وهو في هذا المقام يعبّر عن تميّز مفهوم العالمية الإسلامية، عن ادعاءات معاني العالمية لدى توجهاتٍ أخرى تاريخية، كما يمكن أن تمتد إلى مناقشة قضية العولمة في عصرنا الحاضر، انظر ص 7 وما بعدها.

(2) انظر في تأسيس العلاقة وتصنيف الدُّور والمترتبات المنهجية على ذلك، وكذلك تطور كتب السير ومسألة دَارَي الحرب والسلم: رضوان السيد، كتب السير، مسألة دارَيْ الحرب والسلم، نموذج كتاب السير لمحمد النفس الزكية، بحثٌ غير منشور، تحت الطبع. وكذلك دراسة ظهور دار الإسلام وزوالها، دراسةٌ في الاجتهاد الفقهي، تحت الطبع أيضاً.

وقارن: محيي الدين محمد قاسم، التقسيم الإسلامي للمعمورة: دراسةٌ في نشأة وتطور الجماعة الدولية في التنظيم الدولي الحديث، القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي: 1996م.

انظر هذه الملاحظة الناقدة، في استمرار تقسيم المعمورة إلى دار حرب ودار سلم، ومنطقة ذلك التصنيف في السياسة المعاصرة في:

Ali A. Mazrui , The political Culture of North –South Relation: The cose of Islam and the west, Paper written for Russian Littoral Project Conference of (The Decline of Empiers), Univ. of California, San Diego, January 9-11, 1996)

(3) انظر مقولات العدو الأخضر في هذا المقام، جون اسبيزيتو، التهديد الإسلامي أسطورة أم حقيقة؟، القاهرة الهيئة العامة للاستعلامات، 1995م.

انظر أيضاً: يوجين هيلر وأندريا لويج، الإسلام العدو بين الحقيقة والوهم: ترجمة: أيمن شرف، القاهرة، الفرسان للنشر والتوزيع، 1994م، ص 19-54.

في إطار فكرة الخطر الإسلامي انظر:

Hipplar , Jochen and Andrea Lueg, (eds), The Next Threat: Western Perceptions of Islam , London: Pluto Press and Transnational Institute, 1995.

(4) انظر إطار العالميتين: علي الشامي، الحضارة والنظام العالمي، أصول العالمية في حضارتي الإسلام والغرب، ص 19-28.

وقارن وقارب: نعوم تشومسكي، الأنظمة العالمية قديماً وحديثاً، ورقةٌ مقدمةٌ إلى المؤتمر الدولي للفكر والإبداع، القاهرة، فبراير 1993م.

-Ali Mazrui, Globalization, Islam and the west: Between Homogenizatian and hegemonizatian, the American journal of Islamic Social Sciences, vol. 15 No 3, fall 1998, pp1-13

انظر أيضاً محاولةً أخرى للربط بين الإسلام والعولمة، ودراسة هذه العلاقة على مستوى التحديات والواقع:

Ilrahim M. Abu, Rabi, Globalization: A Contemporary Islamic Response

وفي إطار مفهوم الهوية الإسلامية انظر:

M. A Muqtedre khan, Constructing Identity in " G local " politics , Ibid pp 81-106.

انظر أيضاً ضمن مدخل التحديات:

Ahmed , Akpar S., Islam Towards the global Millennuim , the challenge of Islam , the World Today , August, september 1996 )

وفي إطار الرؤى والتصورات:

 Husoin Zohahair Mir , Global Islamic politics, New York: Harpercollings Collage publishers , 1995.

وفي إطار الرؤية المستقبلية انظر:

Ali Nawaz Memon , The Islamic: status future of the Muslim in the new warld order , 1995.

وضمن نفس مسار موضع العالم الإسلامي في النظام العالمي الجديد، انظر: عبد الهادي أبو طالب، العالم الإسلامي ومشروع النظام العالمي الجديد، بيروت: دار الساقي، 1995م.

 ضمن هذا الإطار انظر: محمد إبراهيم مبروك (تحرير)، الإسلام والعولمة، القاهرة: الدار القومية العربية، 1999م.

انظر أيضاً د. عبد اللطيف العبد (محرر)، الإسلام في عصر العولمة، كتاب المؤتمر الدولي الرابع للفلسفة الإسلامية، جامعة القاهرة: دار العلوم، قسم الفلسفة الإسلامية، 3-4 مايو 1999م.

انظر بصفة خاصة:

السيد الشاهد، العولمة والعالمية بين المنظور الإسلامي والمنظور الغربي ص 59-78، عبد الفتاح أحمد الفاوي، العولمة وموقف الإسلام منها ص 145 وما بعدها، أ.د عبد المقصود عبد الغني، عالمية الإسلام والعولمة ص 279 وما بعدها، إبراهيم هلال، ماهية الإسلام بين الماضي والحاضر ص 323 وما بعدها، عبد اللطيف محمد العبد، دور الدعوة الإسلامية في عصر العولمة ص 355 وما بعدها، محمد أحمد المسيري، ختم النبوة، الوجه الآخر لعالمية الإسلام ص 369 وما بعدها، عبد الحميد عبد المنعم مدكور، الإسلام والغرب في ظل العولمة ص 413 وما بعدها، د. خليفة حسين العسال، دور الدعوة الإسلامية في عصر العولمة ص 491 وما بعدها، د. عبد الفتاح أحمد، العولمة والثقافة في ميزان مفكري الإسلام ص 573 وما بعدها، د. مصطفى حلمي، كيف نصون الهوية الثقافية الإسلامية في عصر العولمة ص 619 وما بعدها، وموضوعات الندوة الأخرى ليست بعيدةً عما نحن فيه، في إطار التعرف على خريطة العلاقة بين الإسلام والعولمة.

وفى إطار التعامل في العلاقة بين الإسلام والعولمة، عبر مفهومٍ وسيط، يمكن مطالعة حسن أوريد، الإسلام والغرب والعولمة، الدار البيضاء - الرباط: مطبعة النجاح، منشورات جريدة الزمن، 1999م. وضمن هذا المقام يمكن ملاحظة خريطة المعالجة.

(5) في إطار مدخل المفهوم الحر والمفهوم العبد، كمدخلٍ نقديٍّ لدراسة عالَم المفاهيم السياسية والاقتصادية والحضارية، انظر: أبو حيان التوحيدي، رسالة في العلوم، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، د. ت، ص 27.

وقد أورد على لسان أحد العلماء “ (..مدار الكلام على أربعة أركان: منها ما جاد لفظه ومعناه، ومنها ما خسّ لفظه ومعناه، ومنها ما جاد لفظه وخسّ معناه، ومنها ما خسّ لفظه وجاد معناه.. فقد وضح للمنصف أن ثلاثة أركان من هذه الأربعة قد تهدمت وتداعت، وأن المفزع إلى الأول)، ويقول: (.. متى فاته اللفظ الحر، لم يظفر بالمعنى الحر، لأنه متى نظم معنى حراً ولفظاً عبداً، أو معنى عبداً ولفظاً حراً، فقد جمع بين متنافرين بالجوهر ومتناقضين بالعنصر..)”.

ربما إن تطبيق هذه المعاني على مفهوم العولمة من الأمور الجديرة بالاهتمام، وكذلك كلمة الاستعمار المظلومة، وكلمة الاعتماد المتبادل الزائفة.

(6) إن دراسة العولمة عبر وسائطَ واقعيةٍ، أو مفاهيمَ أو عناصرَ جزئيةٍ، أو أفكارٍ مرتبطةٍ بها، من أهم أشكال المعالجة، انظر على سبيل المثال: العولمة والهوية، ندوة ( العولمة والهوية ) موضوع الدورة الأولى، الرباط: مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، مايو 1997م.

وإذا كانت هذه الندوة، قد غلب عليها دراسة قضية الهوية مع الإشارة إلى حالات، فإن دراساتٍ أخرى اتجهت لدراسة ما يرتبط بالمنطقة العربية، من خلال معالجة آثار العولمة على قضية الهوية، انظر على سبيل المثال: تركي الحمد، الثقافة العربية في عصر العولمة، بيروت - لندن: دار الساقي 1999م.

وانظر أيضاً: العولمة والثقافة واللغة والخطاب، بوصفها وسائطَ مهمةً في هذا المقام: د.عبدالسلام المسدي، العولمة والعولمة المضادة، القاهرة: كتاب سطور 1999م.

وهو في هذا المقام يستحدث منهجاً هو المنهج السيميائي، متخذاً من الظاهرة السياسية والظاهرة الاقتصادية منظومةً من القرائن والعلامات والأمارات، يفك شفرتها بواسطة المجهر الثقافي، هو بحث في سيمياء الثقافة بين الفكر العربي والنظام العالمي على حد تعبير مؤلفه.

 انظر في الدين وارتباطه بالعولة:

Roberton , R. , Globalization , Politics and Religion , in: J. A. Beckford and th. luchmann (ecds) the changing face of religion , sage studies in International sociology , val. 3 london , 1989 , pp 10 23 Akbar S. Ahmed & H. Donnan , Islam , globalization and Postmodernity , London & New York routledge , 1994.

Peter Beyer, Religion and Globalization, London, Sage Publications, 1994

انظر بصفة خاصة:

Systematic Religion in Global Society Pp. 60 FF

Religion and Social Movements in Global Society. Pp 97 FF

انظر أيضاً في الربط بين الأصولية -أو الإيديولوجيات الأصولية- وإيديولوجيا الليبرالية المتعولمة، وفكرة نهاية التاريخ، ضمن: سمير أمين، مناخ العصر: رؤية نقدية، القاهرة: سينا للنشر، بيروت: الانتشار العربي 1999م، ص72 وما بعدها.

- من المهم في هذا المقام أن نتعرف على خطاباتٍ متعددةً، تحاول من خلال الجزئيات أن تقدّم خطاباتها، بوصفها مدخلاً لتشكيل رؤيةٍ للإنسان، سواءً عن طريق حقوق الإنسان، أو الحقوق النوعية النسوية، انظر على سبيل المثال: محمد أمزيان، الاجتهاد في الخطاب النسوي من شرعنة العلمنة إلى شرعنة العولمة، المنعطف، عدد (15-16، 2000م، ص 154 ـ 170).

(7) انظر في مقام تفعيل دراسة مدخل المقاصد كنموذج ناقد وبنائي ودراسة الظواهر السياسية والاجتماعية: سيف الدين عبد الفتاح، دراسة الظاهرة السياسية من منظور إسلامي: النموذج المقاصدي: حالة بحثية، بحث مقدم إلى الندوة المصرية الفرنسية التاسعة (العلوم السياسية والاجتماعية بالآفاق والتوقعات)، جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية: مركز البحوث والدراسات السياسية، 19-21 فبراير 2000م.

 

 

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة