شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
المثقف والمجتمع من القضايا الفكرية الحيوية ، التي شغلت حيزاً من الاهتمام في الأدبيات العربية، ولا زال الخطاب الثقافي العربي والاسلامي يعيد طرح هذه القضية باهتمام اكبر لارتباطها الوثيق بقضايا النهضة والاصلاح والتنمية والتجديد الثقافي والاجتماعي.
والتساؤلات كثيرة، والمهام جسيمة، والطموحات كبيرة، مع ذلك فهناك أزمة واشكالية قديمة ومتجددة في الدور المطلوب من المثقف في المجتمع ، الأزمة التي بحاجة إلى معالجة جادة وبمنطق الحوار النقد..
وإذا كان للثقافة من وظيفة معرفية وتربوية وحضارية في الحضارة، فهي ذات وظيفة المثقف الجوهرية.. وهذا يعني أن الثقافة مسئولية وواجب، وليست كسباً مادياً، ووجاهة اجتماعية.
وهذا الحوار والنقد يشترك فيه المثقف كما يشترك فيه المجتمع، ولا نريد أن نحمل المثقف كل مسئوليات الأزمة التي يتقاسمها معه المجتمع ، لكنه المسئول أولاً، لارتباط المسئولية بالعلم..
وأخطر ما في هذه العلاقة حين ينحاز المثقف إلى ما هو ضد المجتمع ونقيض مصالح الأمة، والحالة السليمة أن المثقف هو ضمير المجتمع ، وحامل رسالته، والمدافع عن حقوق وحريات المجتمع ، وان كل له انتماء فإنتمائه للمجتمع.. وإذا كانت بعض المجتمعات العربية والاسلامية قطعت شوطاً من التقدم في مشاركة المثقف بعض المجتمعات العربية خصوصاً لا زالت في أطوار تأسيس هذه المشاركة، والنهوض بالدور الحضاري للمثقف في المجتمع ..
وهذا الدور يتأكد لتلك المجتمعات التي تأخرت في نموها العلمي والثقافي وهي اليوم تخطو خطوات في طريق البناء والنمو..
لهذه التطلعات والمهام، والأزمة والاشكالية ، أرتأينا في مجلة "الكلمة" أن تكون هذه القضية " المثقف والمجتمع " من همومنا الفكرية والثقافية التي نجدد طرحها آملين في علاقة أفضل تخدم قيم الحرية والعدل والسلام.. والحوار والمجادلة والنقد من أفضل السبل لتأسيس هذه العلاقة..
ومن هنا نتقدم للباحثين والمثقفين والمفكرين أصحاب الرأي أن يشاركونا هذا المهم، وهذا التطلع بالمداخلة والرأي والنقد، في مختلف جوانب وابعاد هذه القضية ان كان لها من بعد تاريخي أو ثقافي ، أو اجتماعي .. الخ.
وإلى مستقبل أفضل
نشكر الأخوة الأساتذة الباحثين والكتاب الذين شاركونا في هذا الحوار بمداخلاتهم في موضوع (المثقف والمجتمع) كقضية فكرية حيوية وهامة على طريق النهوض والاصلاح الاجتماعي الشامل. القضية التي كانت بحاجة إلى نقد وحوار متجدد. والمداخلات التي وصلتنا عكست وجهات نظر متعددة ، بتعدد زوايا النظر لهذه القضية.. وسوف ننشر هذه المداخلات تباعاً في الأعداد اللاحقة . كما نرحب بالمداخلات الجديدة من الباحثين والكتاب مع خالص الاحترام والتقدير . هيئة التحرير القسم الثاني |
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.