شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
قد يتبادر للذهن فوراً حينما نتحدث عن المثقف لوحة قد تعني للبعض أنه هذا الإنسان المتعلم صاحب الدكتوراه أو الشهادة العليا، أو قد ترتسم صورة أخرى عند البعض أنه ذلك الرجل وليس المرأة، وقد ترتسم عند البعض الآخر ذلك المثقف الذي يكون في موقف المعارض دائماً.
والحقيقة أن المثقف ليس هو فقط الباحث أو الكاتب أو المتعلم، وليس هو فقط الرجل دون المرأة، وليس هو فقط الانسان المثقف في موقع المعارضة..
حسب قناعتي هو المثقف الذي تتجاوز اهتماماته حدود مصلحته الخاصة لتشمل بقدر ما يستطيع مصلحة المجتمع ككل وقضايا المجتمع ككل، وهو من قد يجمع بين العلم والكفاءة المهنية وأيضاً الثقافة والادراك بما يعيش فيه المجتمع من قضايا ومشاكل، وبالتالي محاولة تصور الحلول المناسبة لهذه المشاكل ولهذه القضايا.. هو عملياً الذي يجمع عقول الانسان بهذا المعنى هو الانسان الرجل، هو الانسان المرأة.. هو المرأة التي قد تكون لم تسمح لها الفرصة الكاملة للتعلم نتيجة ظروف معينة، ولكنها في إطار منزلها تمارس عملية الثقافة الذاتية، تمارس عملية الاطلاع والمعرفة بما يحدث حولها في المجتمع ، وبالتالي قد تكون هذه المرأة صاحبة دور أهم بكثير ربما من دور الرجل في كيفية تربية أطفالها، في كيفية تناول ما يحدث من قضايا في المجتمع مع جيرانها وأقاربها، هي تقوم بشكل غير مباشر بالدور الطليعي المطلوب في تقديري من الانسان المثقف الرجل الذي عليه ليس فقط أن يتصور مشاكل المجتمع وإنما الحلول لها أيضاً، عليه أن يسعى للحديث عنها، ومن ثم أن يسعى للتغيير والاصلاح قدر ما يستطيع.
وأزمة المثقف قد تكون عند البعض هي أزمة الظروف حولهم، وليس أزمة أنفسهم.. يعني هناك تساءل ما زال مطروحاً على نطاق واسع : هل أزمة المثقف ناشئة منه ، أو بفعل الظروف المحيطة به ؟
في تقديري أنها مزيج الاثنين خصوصاً في ظروف محدودية الكلام والمطالعة الحرة وغياب الحريات، وبالتالي فإن مشكلة المثقف أنه محدود الاحتكاك والتفاعل مع الناس.. فهو قادر على كتابة كتاب أو مقال لكن في ظل انتشار الأمية فإن قراءة هذا الكتاب أو هذا المقال يكون على نطاق محدود جداً، حيث أن غالبية الناس وفي المنطقة العربية بالذات سماعية، أو تعتمد على الرؤية ومشاهدة التلفاز.
وحتى ما يكتبه المثقف قد يحاصر ويمنع، وهذا يترك أثره على محدودية تأثير المثقف على المجتمع ..
والنتيجة أن يتحول حديث المثقف المهم في مضمونه إلى حديث مغلق لا يحتك ولا يتفاعل مع الناس لأنه غير قادر على ايصاله إلى الناس بسبب نوعية الخطاب، وهذا بدوره يكرس انقطاع المثقف عن المجتمع الذي يجعل من هؤلاء المثقفين طبقة فوقية، في حين أنه لا يصح أن يتحول المثقف إلى طبقة في المجتمع ، بل ينبغي عليه أن يكون منتشراً في كل أجزاء المجتمع وطبقاته المختلفة حتى يكون قادراً على الدفاع عن مصالح الأمة.
فالمطلوب من المثقف إن كان رجلاً أو امرأة أن يتجاوز حدود اهتماماته ومصلحته الخاصة سواء كان داخل السلطة أو خارجها وهذا لا يتحقق إلا بالاحتكاك بالناس والتداخل معهم.
مشكلة أخرى أساسية تواجه المثقف هي هوية المثقف ذاته، هوية ثقافية ، هوية المجتمع الذي يتحرك فيه، وهذا يعني أن يتساءل المثقف من نحن ؟ ويخاطب من ؟ ولماذا ؟
وللأسف الشديد فإن هذه التساؤلات لم تحسم بعد، من هنا كانت الضرورة لحسم القضايا الأساسية للخروج من قوس المشكلة ليكون المثقف قادراً على توجيه المجتمع إلى طريق الصواب.
* المحرر الناشر لمجلة الحوار – الولايات المتحدة الامريكية .
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.