شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العـدد
تسعى مجلة الكلمة ومنذ انطلاقتها إلى الاهتمام بقضايا التجديد والحوار والإبداع والحرية في المجالين العربي والإسلامي. إذ لا يخلو عدد من أعدادها من دراسة أو أكثر حول هذه العناوين والموضوعات الحيوية التي تحتاجها ساحتنا العربية والإسلامية.
ودائماً مقاربة المجلة لهذه العناوين والموضوعات مقاربة جادة ونوعية، وتستهدف إنضاج هذه الموضوعات وتعميق حقائقها في المشهد الثقافي والفكري.
وهذا العدد لا يشذ عن هذه القاعدة، إذ يتضمن مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تناقش القضايا الحيوية المطروحة اليوم في الساحتين العربية والإسلامية.
فالكلمة الأولى جاءت من أجل مناقشة قضية هامة، وقديمة وجديدة في آن واحد، وهي قضية الاستقلال. إذ حاول العلامة الدكتور عبدالهادي الفضلي في هذه الافتتاحية المعنونة بـ(مفهوم الاستقلال السياسي) أن يوضح هذا المفهوم، ويبلور ويحدد أبعاده المتنوعة.
وكعادته الدائمة يعمل الأستاذ إدريس هاني على مناقشة مسألة فكرية حيوية، يحاول من خلالها أن يناقش ويحاور ويجادل العطاءات الفكرية والمنطقية للشيخ ابن تيمية في إطار البحث عن مسارات تقدم الأمة وتطور. فكانت دراسته بعنوان: (المنطق في الثقافة العربية والإسلامية : جدل التطور والإعاقة) .
أما الأستاذ رئيس التحرير فيناقش مسألة السبيل الفكري والثقافي لمحاربة ووأد ظاهرة الإرهاب المنتشرة اليوم في أصقاع عديدة من دول العالم. فجاءت دراسته بعنوان: (من التراث إلى الاجتهاد.. نقلة فكرية تمنع الإرهاب).
ويكتب الدكتور توفيق السيف دراسة هامة عن رؤية التيار المحافظ في إيران للدولة الإسلامية بعنوان: (نموذج الدولة الإسلامية عند التيار المحافظ في إيران) .
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.