شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
ثمة دوافع ومتطلبات عديدة ساهمت في بلورة الحاجة إلى مفاهيم وقيم وثقافات، تساهم في زيادة وتيرة التفاهم بين الأمم والشعوب، وتؤسس لعلاقة سلمية وبعيدة عن خيارات القطيعة والصدام والحروب المفتوحة. فكلما توسعت المسافة بين الشعوب والأمم ازدادت الحاجة إلى أطر ومبادرات تحول دون أن تتحول هذه المسافة إلى سبب إلى الصراع والصدام. ولكن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإنسانية اليوم هو: كيف نجعل من هذه المفاهيم والقيم التي تجسِّر العلاقة بين الأمم والشعوب، وتضبط حالات التنوع والاختلاف قيماً حاكمة وسائدة ليس على مستوى النخب والأطر الضيقة فحسب، وإنما تشكل تياراً مجتمعيًّا قويًّا، تتجاوز من خلاله كل محاولات التزييف والحصار.
وفي سياق رفد الساحة بالمزيد من الآراء والمفاهيم، التي تعمق خيار التسامح والحوار في الفضاء الاجتماعي، يأتي ملف هذا العدد. والذي هو بعنوان «قراءات في التسامح والاعتدال»، ويتضمن الكلمة الأولى للعدد، إضافة إلى ثلاث دراسات تناقش مسألة التسامح من أبعاد وزوايا متعددة.
فدراسة الأستاذ محمد محفوظ جاءت بعنوان «مفهوم التسامح وقضايا العيش المشترك» وهي تحاول أن تثبت أنه لا استقرار سياسي، ولا عيش مشترك بين مختلف المكونات والتعبيرات دون قيمة التسامح.
والأستاذ محمد البشاري يحاول في دراسته المعنونة بـ«التسامح الإسلامي بين الحقيقة والافتراء» أن يتتبع مفهوم التسامح في الرؤية والتجربة الإسلامية، ويرد الشبهات التي تحاول أن تلصق تهم العنف والإرهاب بالإسلام كدين وحضارة.
أما دراسة الأستاذ معتز الخطيب الموسومة بـ«في نقد القول بالوسطية والاعتدال» فهي إضافة متميزة على هذا الصعيد.
إلى جانب هذا الملف، هناك بقية أبواب المجلة الثابتة.
ونأمل أن تساهم أبحاث هذا العدد في تعميق خيار التفاهم والتسامح بين مختلف مكونات وأطياف الأمة.
ونسأل الباري عز وجل أن يلهمنا دوماً التوفيق والسداد،،
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.