شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
بصدور هذا العدد تكون (الكلمة) قد دخلت عامها الخامس، وهي تشق طريقها في عالم الفكر والثقافة والمعرفة، بعطاء إسلامي منفتح، وبخطاب يحاول أن يتلمس مشكلات الأمة الحضارية، وبرؤية متجاوزين فيها اختناقات الساحة واشتغالاتها بدوامة من الاشكاليات والمشكلات الجزئية والهامشية والعصبية والفئوية والطائفية، وبمنهجية تتعالى عن التصدامات والمنازعات والخلافات الحادة والجارحة، وبنظرة متوجهة نحو المستقبل تبحث عن حلول لأزمات مستعصية، وعن التقدم الذي بحاجة إلى بناء، وعن الآفاق التي بحاجة إلى اكتشاف، وعن التحديات التي هي بحاجة إلى اعداد، وعن الانماء الذي بحاجة إلى تخطيط، وعن النجاح الذي بحاجة إلى سعي ومثابرة، وعن الأمل الذي هو بحاجة إلى روح واجتهاد.
مع كل عام جديد نختار لنا قضية حيوية للتداول وعرض وجهات النظر حولها، وفتح باب التنوع في مناقشتها، واختيارنا لهذه القضايا ينبع من صميم الرؤية والخطاب الذي نحاول أن نعبر عنه في (الكلمة). وقضيتنا في هذا العام هي (مستقبل الثقافة الاسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة) القضية التي تكتسب أهمية بالغة في هذا الوقت بالذات، والتي هي بحاجة إلى حوارات موسعة ومعمقة، وإلى تشخيص ومعرفة، والتفات واهتمام، لجعلها من القضايا المهمة في العمل الفكري الاسلامي المعاصر، ويتعامل معها بوضوح وإدراك، يستجيب لمتطلباتها، ويستفيد من مكتسباتها، ويعرف ماذا يأخذ وماذا يرفض؟ ما هو نسبي وما هو مطلق، ما هو متغير وما هو ثابت؟
لقد بات المستقبل مفتوحاً على الثقافة الاسلامية فكيف تعبر طريق الوصول إليه! ولم تعد المشكلة لنا في العالم العربي والاسلامي هي نقص المعلومات، التي يضخها العالم كشلاّل لا ينقطع، وإنما المشكلة هي كيف نستفيد من هذه المعلومات، ونأخذ جوهرها ونصل إلى لبها وننظم ما نحن بحاجة أكثر إليه ونخزنها بطريقة يتاح الوصول إليها بسهولة. وأما العولمة فهي من أكثر المقولات تداولاً وسجالاً في العالم، بين من يبشر بها، وبين من يحذر منها، بين متطرف تجاهها، وبين معتدل إلى جانب هذه القضية التي نخصصها للنقاش وتداول الرأي، هناك الموضوعات والدراسات الجادة، والأبواب المتنوعة الثابتة والمتحركة، والتي نحرص على دوامها وتقديم الجديد والمهم فيها، إلى جانب الأبواب التي هي من نشاط المجلة كباب التوثيق التي تنفرد (الكلمة) به من بين الدوريات الأخرى نأمل أن يعبر هذا العدد والأعداد القادمة عن نمو وتطور خلال هذه السنة الجديدة.
والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.