تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

تقارير و متابعات

قسم التحرير

 

ندوة: «منظور الفكر الإسلامي في تحليل العلاقات الدولية»
في إطار الإلتزام ومحاولة لتقديم رؤية إسلامية في مختلف الفروع العلمية، رعى المعهد العالمي للفكر الإسلامي منذ سنة 1987م مشروعاً مهماً الغرض منه رصد العلاقات الدولية انطلاقاً أولاً من منظور الإسلام لهذه العلاقة، وثانياً متابعة موقف المسلمين منها خلال التاريخ الإسلامي الطويل.
وقد تمخض هذا المشروع الذي أشرفت عليه الدكتورة نادية مصطفى أستاذة العلاقات الدولية بكلية الإقتصاد بجامعة القاهرة. عن إصدار 12 مجلداً تؤرخ للعلاقات الدولية كما يراها الإسلام.
لمراجعة وتقويم هذا المشروع قامت جامعة العلوم الإسلامية والإجتماعية بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة بتنظيم ندوة حول «منظور الفكر الإسلامي في تحليل العلاقات الدولية» وذلك بين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) و 2 ديسمبر (كانون الأول) 1997م.
شارك في الندوة مجموعة من الأساتذة الجامعيين، ذوي الإختصاصات المختلفة من مصر ولبنان والولايات المتحدة الأميركية، في الجلسة الإفتتاحية تحدث عميد كلية الإقتصاد بجامعة القاهرة الدكتور علي الدين هلال حول أهمية المنظور الإسلامي في مجال العلاقات الدولية، وأن هذا المنظور السياسي يثري الفكر السياسي العالمي. الدكتور طه جابر العلواني مدير جامعة العلوم الإسلامية بفرجينيا اشاد بالجهد الذي بذله الباحثون خلال السنوات الماضية في إنجاز المشروع واخراجه إلى النور، كما أكد على أهمية أسلمة فروع المعرفة المختلفة للوصول إلى نظرية اسلامية للمعرفة تساعد في مراجعة النظريات الوضعية وتقويمها.
الجلسة الأولى تحدثت فيها الدكتورة نادية مصطفى عن الإطار العام الجديد لإتجاه البحوث في هذا المجال، وضرورة التمييز بين التنظير الفقهي والقانوني والتنظير السياسي، ومحاولة معرفة نظرة المسلمين لعلاقتهم بالآخر أو ما سمي بـ«دار الحرب»، ومدى قرب أو بعد هذه النظرة من الأحوال والأسس الإسلامية. أما الدكتورة ودودة بدران أستاذة العلاقات الدولية فتحدثت عن وضعية البحث والإتجاهات السائدة في معالجة العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي الدولي.
في الجلسة الثانية، ناقش الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ النظرية الإسلامية عملية تأصيل القيم والرؤى وعلاقتهما بتقديم بناء مفاهيمي يوجه العلاقات الدولية بين المسلمين وبين غيرهم، كما تحدث في ورقته عن أهمية فهم هذه القيم كإطار مرجعي لدراسة العلاقات الدولية. في الجلسة الثالثة. قدم الدكتور أحمد عبد الونيس شتا ورقة حول: «المبادئ الحاكمة للعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية»، كما قدم الدكتور مصطفى منجود دراسة بعنوان: «المداخل المنهاجية دراسة أصول العلاقات الدولية في التراث والسنة واللغة والتاريخ في عصر النبوة والخلافة الراشدة».
وفي جلسة المساء عرض الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية دراسة بعنوان: «ظهور دار الحرب وزوالها» متتبعاً فيها تطور مفهوم دار الحرب وعلاقته بالفقه الإسلامي، وأنه جاء انعكاساً لمرحلة الفتوحات الإسلامية في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، كما تحدث عن اختلاف الفقهاء حول تعليل الدوافع للحرب والجهاد، وأثر هذا الإختلاف في تحديد مفهوم دار الحرب. وقد تتبع الدكتور السيد تطور هذا المفهوم في الماضي إلى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية. وعلاقة المسلمين بالدول الغربية ابان الفترة الإستعمارية، وصولاً إلى ما أحدثته فكرة الهوية الإسلامية التي انطلقت الدعوة إليها وإبرازها خلال النصف الأول من هذا القرن.
في اليوم الثاني قدمت الدكتورة نادية مصطفى دراسة حول «مدخل منهاجي لدراسة التطور في وضع ودور العالم الإسلامي في النظام الدولي». محاولة رصد أنماط العلاقات والأحداث وتطورها. كما عالجت مضمون الأجزاء الستة من المشروع.
أما الدكتورة علا أبو زيد فقدمت ورقتين الأولى «خبرة العصر الأموي في استئناف فتوح الراشدين وحتى بلوغ الفتح أقصاه»، والثانية «خبرة العصر العباسي من التخلي عن سياسات الفتح وحتى السقوط». ثم قدمت الدكتورة ودودة بدران ورقة بعنوان: «وضع الدولة الإسلامية في النظام الدولي في أعقاب سقوط الخلافة». في جلسة المساء قدم الدكتور وجيه كوثراني أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة اللبنانية دراسة حول: «مسألة الخلافة في الصراع الدولي في مطلع القرن العشرين» موضحاً أن بريطانيا وفرنسا حاولتا الإستفادة من فكرة إنشاء خلافة عربية جديدة في مصر أو الحجاز لإضعاف الخلافة العثمانية، إلا أن هذه المساعي فشلت بفضل ظروف وأحداث متداخلة ومعقدة.
في اليوم الثاني قدم الدكتور أحمد عبد الونيس في إطار نقاش موضوع: الدولة الإسلامية كوحدة تحليل للعلاقات الخارجية، ورقة حول الأصول العامة للعلاقات الدولية في الفكر الإسلامي. وتحدث الدكتور عبد العزيز صقر عن الوجه الآخر للصورة بتقديم وعرض الأصول التي كانت تتحكم في الحرب والصراع.
في الجلسة الختامية قدم الأساتذة الباحثون مجموعة من المقترحات والتوصيات، حيث تحدث الدكتور رضوان السيد عن أهمية تطوير المشروع، كما قدم الدكتور علي مزروعي أستاذ الدراسات الإفريقية والأثنية في جامعة كورنيل، محاضرة تحدث فيها عن العولمة وتحدياتها والآفاق الجديدة التي تطرحها على جميع المستويات وخصوصاً علىالمستويين السياسي والثقافي.

ندوات حول الإسلام والغرب
«إن الواقع الإسلامي الجديد في بلادنا يجب أن يدفع بنا لإدراك ما يحصل على الضفة الأخرى وأن نقوم كبلدان متطورة بمعالجته...»
هذه الكلمة والمعطيات الواقعية التي تحدث عنها لوشانو فيولنتيه رئيس مجلس النواب الإيطالي في ندوة روما التي سنعرض لها بعد قليل. تعبر عن واقع الحال والدوافع التي تجعل الغرب يكثف جهوده في الآونة الأخيرة لإعادة النظر في سياساته ومواقفه تجاه بلدان الجنوب والإسلامية بالخصوص وبالتالي محاولة تعديل موقفه من الإسلام كدين يقف وراء طموحات ومطالب بدأت تخيف الغرب وتثير هواجسه ومخاوفه من تعرض مصالحه للخطر هذه الهواجس والمخاوف تعكس طريقتهم في تفسير الدين فالجاليات الإسلامية في تكاثر مستمر (نصف مليوم مسلم في إيطاليا وحدها)، كما أن حركة اعتناق الإسلام تعرف نشاطاً ملفتاً للنظر هناك. بالإضافة إلى دخول المسلمين حلبة العمل والنشاط السياسي، وكونهم أصبحوا رقماً لايمكن اغفاله في الإنتخابات المحلية داخل الدولة الغربية، وهذا ما لاحظناه خلال الإنتخابات البريطانية الأخيرة.
هذه المعطيات بالإضافة إلى بروز الإسلام السياسي علىالساحة هي ما يبرر كثرة الندوات والمؤتمرات التي تعقد في العواصم الغربية لتسليط الضوء على واقع المسلمين هناك وكذا علاقات الحكومات الغربية بما يدور من أحداث ساخنة داخل الدول الإسلامية. وبغض النظر عن النتائج التي تسفر عنها هذه المؤتمرات والندوات فإنها لاشك تدلل على حجم المشكل أولاً وخطورة هذا الموضوع وتداعياته التي يتنبأ البعض بأنها ستشكل الخلفية الفكرية والسياسية لأي انفجار أو اصطدام محتمل بين الغرب والعالم الإسلامي بالخصوص. لذلك فهذه المؤتمرات واللقاءات قد تساهم كما يرى البعض في تأخير الإنفجار «المرتقب؟!» لكنها وكما لاحظنا خلال هذه الندوات التي تعرض لها وكذا الندوات والمؤتمرات التي تحدثنا عنها في العددين (16 و 17) من المجلة. أن جانباً إيجابياً مهماً أبرزته هذه الندوات لو يصار إلى استثماره وتفعيله فإن مخاطر الإنفجار ستقل بنسبة كبيرة. هذه الإيجابيات كانت في جلوس عدد كبير من المفكرين والسياسيين والأكاديميين من الذين يرسمون السياسات الغربية ويدافعون عن المصالح الغربية الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية، مع مجموعة كبيرة من المفكرين والباحثين العرب والإسلاميين وكذا رجال الدعوة الإسلامية هذا اللقاء بين هذه النخب المسؤولة والمتنفذة، ومحاولة كل فريق تعريف الآخر بنفسه وأهدافه وغايات مصالحه، يجعل مما لاشك فيه دوائر الإختلاف والكراهية تتقلص وتضيق. كما تحدد المشاكل الرئيسية والمهمة التي لابد من الوصول فيها إلى نقاط مشتركة تحفظ المصالح وتراعي الوجود الحضاري للآخر بشكل عام كما تمنع الإصطدام بسهولة. شرط أن تكون جميع الأطراف مستعدة للإيمان بجدوائية الحوار لفهم الاخر بشكل موضوعي ومراعاة مصالحه.
صحيح أن التوتر والدعوة لتعجيل الإصطدام وشيوع الكراهية والنفور هي أهم المعالم التي تميز علاقة الغرب بالإسلام ديناً وشعوباً، لكن كثرة المؤتمرات واللقاءات التي عقدت خلال السنوات القليلة الماضية، وما دار وطرح فيها وخلالها من أفكار ودعوات، قد يجعلنا نتفاعل بمستقبل إيجابي لعلاقة الغرب بالإسلام وشعوبه. لأن أي انفجار أو اصطدام محتمل ستكون نتائجه وخيمة على الطرفين دون استثناء بل على العالم ككل.

مؤتمر «اسلاموفوبيا: الكراهية الأزلية»
الإسلاموفوبيا كلمة دخلت قاموس اللغة الإنكليزية وقواميس لغوية أخرى، وكان هذا المصطلح الذي يعني «الخوف من الإسلام» قد بدأ ينتشر بعيد انهيار المعسكر الإشتراكي وبداية البحث الغربي عن عدو مرتقب للغرب الراسمالي. يومها بدأت الدعوات والتصريحات ـ مواكبة لنمو الصحوة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي ومطالبة اصحابها بالحل الإسلامي ـ بأن العدو المرتقب هو الإسلام. الذي ينهض الآن في المجتمعات الإسلامية مطالباً بمجموعة من الحقوق تصطدم بمصالح الغرب ومع وصول بعض الإسلاميين إلى الحكم في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي بدأ الشعور يتآكل في الغرب بأن الإسلام هو حقيقة العدو القادم الذي يجب أخذ الحيطة والحذر منه.
يزيد من هذه التخوفات الجاليات الإسلامية في الغرب والتي تزداد تكاثراً، مع تمنعها عن الذوبان في الثقافة والأعراف الغربية، بل إن مظاهر إسلامية بدأت تنتشر في العواصم الغربية بشكل ملاحظ مثل بناء المساجد والمكتبات وإنشاء الجمعيات الإسلامية للتعليم والدعوة. هذه المظاهر والأحداث السياسية المتفجرة في الشرق الأوسط جعلت الإعلام الغربي يدق نواقيس الخطر ويحاول أن يشيع ويوصل الإنسان الغربي إلى حقيقة «وهمية؟!»، هي أن الخطر الإسلامي أضحى على الأبواب، بل إنه يتوسع ويستشري في قلب العواصم الغربية. هذه الموجات الإعلامية المتتالية كان من نتائجها انتشار الخوف والحقد والنفور من الإسلام والمسلمين، فتم تسجيل عدة حالات عنصرية مغرقة في الكراهية وصلت حد القتل، والخروج في مظاهرات تطالب بطرد المسلمين من أýوربا بالخصوص واعتبارهم خطراً على قيم الحضار الغربية. كما اتهموا بأن أعدادهم الكبيرة وراء البطالة التي تعاني منها المجتمعات الغربية.
في هذه الأجواء المشحونة بالكراهية ولمحاولة علاج هذه الظاهرة الخطيرة، انعقد في قاعة«لوغان هول» وسط لندن، أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 1997م، مؤتمر «اسلاموفوبيا: الكراهية الأزلية» الذي شارك فيه أوربيون ومسلمون من جميعýأنحاء العالم، واستطاع أن يحشد آلاف من المتعاطفين مع المسلمين والمناهضين لموجة الكراهية للإسلام وللمسلمين.
مصطفى شيرك المفتي العام للبوسنة والهرسك دعا لمواجهة هذه الظاهرة بالتفاهم المتبادل وعدم السكوت عن الظلم سواء كان مصدره الغرب أو الشرق وطالب من المسلمين الا يقابلوا الكراهية بمثلها، بل لابد من العمل على فتح قنوات للحوار والتفاهم وإلغاء أسباب الخوف والكراهية. وأشار المؤرخ الاسكتلندي الأصل يعقوب زكي إلى جذور الاسلاموفوبيا، على اعتبار أنها قد انطلقت مع ظهور الإسلام. وإن الغرب قد عرف موجات متتالية من الكراهية للإسلام، وأكد على أن الغرب اليوم: «يتعمد أن ينشر الإسلاموفوبيا حتى يحطمه ـ أي الإسلام ـ كما حطم الشيوعية عن طريق تخويف العالم منها»، وتحدث عن ضعف المسلمين وعن نسيانهم للمآسي والمذابح التي قام بها الغرب في أراضيهم في حق شعوبهم.
أما عادل عبد المهدي وهو كاتب عراقي مقيم في فرنسا فقد تحدث عن مظاهر الإسلاموفوبيا في فرنسا حيث يتراوح عدد المسلمين هناك بين 1.5 و2 مليون مسلم. فذكر قضية حجاب الفتيات المسلمات والضجة التي افتعلها الإعلام الفرنسي الذي صور الأمر وكأنه غزو إسلامي لمعاقل التعليم العلماني الفرنسي، مع أن مسألة الحجاب كما يقول عبد المهدي: «لاتتعلق في النهاية إلا بـ 1143 طالبة من مجموع أكثر من ستة ملايين...» وذكر أن من الصعب اعطاء ترخيص لبناء مسجد الآن كما يمنع الآذان في الوقت الذي تقرع فيه الأجراس الكنسية. وأشار إلى أنه بالرغم من حجم الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا فلا يوجد من يمثلهم ولو بشكل ضمني في لوائح الأحزاب السياسية أو في البرلمان الفرنسي. وقد انتقد عبد المهدي الكثير من التصرفات والمظاهر التي يقوم بها الفرنسيون شعباً وحكومة من أجل الإضرار بحقوق الجالية الإسلامية في فرنسا مع أن فرنسا تدعي أنها من الدول المتميزة بدفاعها عن حقوق الإنسان. لذلك يقول عبد المهدي: «أن أنصار الإسلاموفوبيا لا يستطيعون الكلام عن حقوق الأقليات في البلدان الأسيوية ثم يضطهدون أقلياتهم...» ،اضاف قائلاً: «إن من واجب المسلمين اليوم هو الوقوف ضد هذه الحملة الظالمة التي يتعرضون لها، لكن واجب المسلمين ايضاً هو الوقوف ضد الأخطاء والكثير من الأعمال التي تجري باسم الإسلام والإسلام منه براء...».
أحمد فون دنيفر الألماني الأصل وممثل المركز الإسلامي في ميونيخ حمل الإعلام الغربي انتشار الإسلاموفوبيا وطالبه بتحري الموضوعية، وأشار إلى أن التركيز في ألمانيا ضد المسلمين فقط. وقد قدم المشاركون مداخلات مختلفة ومتنوعة كلها تصب في نقد هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد الحلول لها بالدعوة إلى الموضوعية الإعلامية، وبفتح القنوات وأبواب الحوار والفهم المتبادل من أجل القضاء على فكرة أن الإسلام هو عدو الغرب المرتقب في ذهن الغربيين. كما يتم التخلص من فكرة أن الغرب هو عدو الإسلام رقم واحد كما يعتقد بعض المسلمين.

ندوة: «من أجل ان نفهم الإسلام: أوربا بين المواجهة والحوار»
نظم تحالف الزيتون الذي يضم خمسة أحزاب ايطالية ندوة حول موضوع علاقة الإسلام بالغرب والمشاكل التي تتخبط فيها هذه العلاقة الآخذة في التوتر والتصعيد، وذلك تحت عنوان «من أجل ان نفهم الإسلام: أوربا بين المواجهة والحوار»، في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 1997م.
شارك في الندوة أربعة عشرة مفكر اً وأكاديمياً وكاتباً من العالم العربي وإيطاليا، من بينهم سياسيون بارزون على الساحة الإيطالية ومسؤولون حزبيون. افتتحت الندوة بقراءة كلمة رئيس مجلس النواب الإيطالي لوشيانو فيولنتيه. وفي الجلسة الأولى قدم مدير معهد العلوم السياسية في جامعة بيربَيك البريطانية السيد سامي زبيدة دراسة بعنوان: «من اسطنبول إلى الرباط: التحدي الأصولي، الحالة التركية»، ثم قدم زياد أبو عامر من جامعة بيرزيت ورقة حملة عنوان: «حماس في الأمس والغد»، كما تحدث خليل الشقاقي من مركز البحوث والدراسات في نابلس عن «الإسلاميون الفلسطينيون ـ عملية السلام» واختتمت الجلسة الأولى بدراسة نبيل عبد الفتاح مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الأهرام حول: «الغرب والإخوان المسلمين».
ما تقدم به المشاركون كان مادة ثرية للنقاشات احتدمت بين المشاركين في آخر الجلسة وقد تخللتها الكثير من التقييمات والمواقف السياسية المختلفة والمتأثرة بما يحدث على أرض الواقع سياسياً واجتماعياً.
الجلسة الثانية تحدث فيها المشاركون الإيطاليون واختلفت مواضيعها باختلاف التوجهات السياسية لاصحابها والقضايا التي حاولوا معالجتها من منظور غربي متميز. في البداية تحدث البرلماني الأوربي سباشياله عن: «الإتحاد الأوربي والعلاقات مع بلدان المتوسط» ثم تلاه الأكاديمي، ك. براون من جامعة مانشستر بمداخلة «بين الأرض الموعودة والجنات الضائعة». بعد ذلك قدم طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير‏(لبنان) دراسة عن: «الإسلام والإسلامية في لبنان» وأخيراً تحدث باسكوالينا نابوليتانو حول: «التعاون الإقليمي والأدوات الرسمية» وقدمت وندي كريستياسن الصحافية في «لومند ديبلوماتيك» مداخلة بعنوان «خبرتي بين اسطنبول والقدس».
في اليوم الثاني كان المحور الذي اختاره المنظمون هو: «أوربا والعالم الإسلامي: أين الحوار» وقدمت فيه عدة مداخلات ودراسات. في البداية تحدث الصحافية غالية مسوق عن تجربتها الحياة في الجزائر العاصمة، ثم تحدث رئيس تحرير الأهرام محمد سيد أحمد عن: «الإسلام كأيديولوجيا».
أما أوليفييه كاري مدير البحوث في المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية في باريس فتحدث عن: «التطرف الإسلامي: المرحلية والآفاق». ثم تحدثت آنا بوتسو من جامعة روما عن: «الإسلام والمواطنية» ثم قدم روجيه هليوك الأستاذ بجامعة بيرزيت دراسة حول: «التاريخ العثماني ومشكلات اليوم»، ثم تلاه اياد قطان من معهد الدراسات الإستراتيجية في جامعة عمان بورقة: «الإسلام في الإعلام الغربي». وأخيراً تحدث الطبيب النفسي عدنان حب الله عن: «المسلمون والغرب: عراقيل أمام الحوار».
في الجلسة الختامية أعرب المنظمون عن ارتياحهم لنجاح هذه الندوة، سواء من حيث حجم المشاركة أو لكونها أعلنت عن بدء الحوار السياسي بالخصوص لمعالجة قضايا العلاقة بين الإسلام والغرب من أجل فهم حقيقي للإسلام الذي أصبح الدين الثاني في إيطاليا من حيث عدد المعتنقين سواء من الجاليات المهاجرة أو من الإيطاليين الذين اعتنقوا الإسلام. وهذه الحقائق الواقعية هي التي جعلت رئيس مجلس النواب الإيطالي يتحدث خلال الندوة بصراحة قائلاً: «منذ سنوات عدة أصبح الإسلام الدين الثاني في إيطاليا مما يتطلب منا جميعاً الإدراك الفوري بأن التعايش مع الإسلام يعني التعايش مع مفهوم متكامل للحياة».
إذن فأمامنا واقع جديد يمثل امتدادنا الجديد، وعلينا أن ننجز أعمالاً ومهمات جديدة على مختلف المستويات، ثقافياً وسياسياً بشكل خاص لتحقيق الثورة المعرفية الحقيقية لعالم أصبح صغيراً.
لقد تميزت مداخلات السياسيين الإيطاليين بالكثير من التفهم والموضوعية وجاءت دعواتهم لفهم الإسلام وإعادة النظر في طريقة التعامل مع المهاجرين المسلمين، كمدخل لفتح باب الحوار الجدي بين الغرب والإسلام، كماýأن البعض منهم قد أشار إلى مجموعة من المشاكل التي تعيق الحوار الجاد وتقف في وجه تحقيق تفاهم موضوعي بين الطرفين، هذا ما أشار إليه المسؤول في الخارجية أمبرتورانييري عندما قال: أن نفهم الإسلام يعني أن على أوربا انتهاج سياسة فعالة تجاه العالم العربي، مبنية على التفاهم والتعاون المشترك والمساهمة في حل المشكلات العالقة ولاسيما مشكلة الشرق الأوسط واعطاء الفلسطينيين دولتهم في وطنهم...

ندوة «مدى تكيّف الإسلام مع ركائز الجمهورية الفرنسية»
هذه هي الندوة الثانية التي ينظمها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والتي تهدف إلى البحث عن وسائل تكييف الإسلام والمسلمين مع الركائز والقوانين الفرنسية. وقد أشار رئيس الإتحاد فؤاد العلوي إلى أن هذه الندوة التي عقدت خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 1997م. تعتبر امتداداً لندوة السنة الماضية والتي انتهت بتوضيح أن الإسلام لايتعارض مع مقومات الحياة الفرنسية.
شارك في هذه الندوة مجموعة من المفكرين الفرنسيين المختصين بقضايا العلمانية، وكذا مجموعة من رجال الدين الكاثوليك والبروتستانت واليهود، بالإضافة إلى مفكرين إسلاميين وبعض رجال السياسة. والأهداف التي تتوخاها هذه الندوة وتريد أن تتوصل إليها وتؤكدها، تتلخص أولاً: في أن الوجود الإسلامي أصبح حقيقة علىýأرض الواقع الفرنسي، ثانياً: بإمكان الإسلام أن يتعايش مع هذا الواقع في ظل احترام قواعده وأسسه.

مؤتمرات حول أوضاع المرأة المسلمة
يتناسب وعي المرأة المسلمة في العالم العربي والإسلامي بأوضاعها وظروفها، الوعي الذي يحفزها بتوجيه النقد لهذه الأوضاع التي تجد فيها المرأة المسلمة معوقات صعبة في سعيها نحو النمو والتقدم وإثبات جدارتها بالمشاركة الفاعلة في الوظائف العامة وبالعطاء الحيوي في مجالات الخدمة الإجتماعية. فالمرأة المسلمة تحاول جاهدة استعادة شخصيتها وكيانها وتوازنها الطبيعي ومساواتها التي يحددها الشرع مع الرجل. وأن تسجل حضورها وكفاءاتها في الأمة كطاقة مغيبة ومشلولة، وأن تتجاوز هذا الأوضاع إلى أوضاع أحسن. وفي هذا السياق عقدت ندوات ومؤتمرات عديدة، وآخر هذه المؤتمرات ما نعرض له في هذا التقرير:


المؤتمرالثاني للإتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية للنساء المسلمات:
انعقد في طهران مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) 1997م، للمؤتمر الثاني للإتحاد الدولي للمنظمات النسوية الإسلامية غير الحكومية، وذلك بمشاركة (51) اتحاداً دولياً نسوياً من 24 دولة عربية وإسلامية ومن بعض الدول الأوربية كذلك. في الجلسة الإفتتاحية ألقى رئيس الجمهورية الإسلامية السيد محمد خاتمي كلمة قال فيها إن الإنسان والمجتمع الإنساني يواجهان مشاكل عامة كالفقر والتخلف، وحل هذه المشاكل يعتبر انجازاً لجميع البشرية، وأضاف بأن: «المجتمع المتوازن هو الذي يأخذ بمعيار الأفضلية وجدارة الإنسان سواء أكان امرأة أو رجلاً فالمرأة والرجل يكمل بعضهما البعض داخل المجتمع البشري، وكل ما في الأمر أنه ينبغي التحرز من التفريط والإفراط على اعتبار أن نتيجة التفريط ستدفع بالمرأة إلى هامش المجتمع، بينما أýدت النظرة الإفراطية إلى تجاهل وتناسي الدور الأ‏ساسي المطلوب من المرأة في تقوية وتعزيز البنية الأسرية».
كما دعا خاتمي إلى ضرورة توفير الفرص المتساوية للمرأة والرجل، وأنه: «علينا أن نلقي نظرة متأملة إلى الدين وننتقد العادات التي اتخذت أحياناً صبغة دينية، ويبقى الوصول إلى الحقيقة ممكناً في ظل النقد البناء». وأكد في الأخير على:«أن الدفاع الصحيح عن المرأة هو الدفاع عن المجتمع البشري». ثم قرأ السيد أحمد الطيب مستشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي رسالة السيد عز الدين العراقي التي أكد فيها أهمية انعقاد هذا المؤتمر باعتباره: «خطوة على طريق تعزيز الوعي العام بين النساء والرجال فيما يتعلق بوضع المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية وبدورها وبحقوقها وبمسؤولياتها في نطاق الشريعة الإسلامية».
أما السيدة فاطمة هاشمي رفسنجاني الأمينة العامة للإتحاد فقد أشارت إلى «أن المساهمة الفاعلة والإيجابية للمرأة المسلمة في تطوير بلدان عالمنا الإسلامي وتبادل التجارب والخبرات والمعلومات بين النساء المسلمات يمكن أن يساعد في تهيئة الأرضية المناسبة لتقارب المسلمين وتوحيد صفوفهم».
السيدة رندة بري عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني ألقت كلمة في المؤتمر دعت فيها إلى تعزيز دور المنظمات النسوية غير الحكومية لتساعد على تخطي الأزمات التي تتعرض لها المرأة. كما أكدت ضرورة «مضاعفة الجهد الهادف لعكس صورة لائقة عن المرأة المسلمة ومنسجمة مع متطلبات الشريعة الإسلامية». وقد تتالت المداخلات والمشاركات واللقاءات بين المشاركين خلال ثلاثة أيام من فعاليات المؤتمر، لتسفر المداولات عن اصدار بيان ختامي في اليوم الثالث، تضمن التأكيد على التمسك بالشريعة الإسلامية واعتبارها النظام الأمثل والمتكامل في الحياة، كما طالب البيان بتشجيع ثقافة الحجاب لأنه وسيلة تعزز كرامة المرأة، والوقوف في وجه الغزو الثقافي الغربي.
كما دعا البيان حكومات الدول الإسلامية، إلى تمكين المرأة من ممارسة حقوقها في مجالات السياسة والإقتصاد والثقافة وباقي المجالات الأخرى.

«المؤتمر العالمي للمرأة المسلمة» نظم الإتحاد النسائي الإسلامي العالمي المؤتمر العالمي للمرأة المسلمة في صنعاء باليمن وذلك خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 1997.
بحث المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، عدة قضايا وخطط منها مشاريع تجارية واستثمارية لتنمية الموارد الذاتية للإتحاد وكذا الدعوة لاتاحة الفرصة (لنساء الأعمال) لممارسة نشاطاتهن في هذا المجال بكل حرية. كما دار النقاش بين أعضاء مجلس أمناء الإتحاد الستين حول قضايا مستقبل الإتحاد النسائي العالمي وكيفية إيجاد السبل لتوحيد مواقف المرأة في العالم الإسلامي من خلال التبادل الثقافي وعقد المؤتمرات، والدعوة إلى تأصيل العمل العالمي للمرأة انطلاقاً من المنظور الحقوقي الإسلامي الذي كرم المرأة وخصها بمجموعة كبيرة من الحقوق الواقعية والمسنجمة مع فطرتها و غاية وجودها. وقد انتهى المؤتمر بإقرار مجموعة من التوصيات والقرارات من بينها اعتماد العاصمة اليمنية (صنعاء) مكتباً إقليمياً للإتحاد النسائي الإسلامي العالمي في الوطن العربي.

مؤتمرات حول العالم العربي وأروبا: التثاقف والمستقبل
تعددت الحوارات والمناقشات في هذه السنوات الأخيرة، بين العالم العربي وأوربا، مع إقتراب العالم من نهاية هذا القرن، والتطلع إلى علاقات أكثر توازناً وتكافئاً وفاعلية بين الضفتين الجنوبية والشمالية مع القرن الحادي والعشرين. وقد جرت خلال الأشهر الأخيرة من سنة 1997م وبداية 1998م بعض الندوات والمؤتمرات والتي ناقشت قضايا ترتبط بتحديات هذه العلاقات وديناميات التثاقف والنظرة إلى المستقبل.
من هذه الندوات والمؤتمرات:
مؤتمر: «التعاون الأوربي ـ العربي على مشارف القرن الحادي والعشرين: المبادرات والتحديات»
احتضنت مدينة طليطلة الإسبانية الخامسة للحوار العربي الأوربي الذي نظمته جامعة كاستيا لامنتشا بمشاركة مدرسة المترجمين وبالتعاون مع هيئات اقليمية أوربية وعربية. وذلك بين 23 -24 تشرين الأول (أكتوبر) 1997م.
شارك في المؤتمر سياسيون وباحثون ومفكرون أوربيون وعرب، من بينهم خافير روبيرت رئيس المجلس البرلماني لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا، ولويس أريو رئيس جامعة «كاستيا لامنتشا» والمدير العام لمعهد التعاون مع العالم العربي. وأغوستين كوندي عمدة مدينة طليطلة.
من العالم العربي شارك في المؤتمر سفراء ورؤساء البعثات العربية من بينهم رئيس بعثة جامعة الدول العربية في مدريد محمد العربي الداودي، ومحمد عبد الإله نائب رئيس جامعة الإسكندرية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعوب المصري. وعبد الله المهيري نائب رئيس جامعة الإمارات. بالإضافة إلى قاسم أبو عين واسماعيل الجباري، وانور الزغبي، وابراهيم بدران من الأردن، وزياد أبو زياد من فلسطين، وعلي أومليل وعبد الله أديال من المغرب، وميلود المهدبي من ليبيا.
ومن الأوربيين شارك وبرند روف من جامعة الأتونوما بمدريد، والأستاذ ابراهارد كينلي المقيم في القاهرة والباحث بمدرسة الدراسات الشرقية في لندن، وبول بلطه من فرنسا. تمحورت هذه الدورة حول ثلاثة محاور رئيسية هي أولاً: الأبعاد السياسية للتعاون العربي الأوربي، ثانياً: الأبعاد الإقتصادية والتجارية والإستثمارات، ثالثاً: الأبعاد الثقافية، وخلال يومين من اللقاءات قدم المشاركون عدة محاضرات تناولت مجموعة من المواضيع أهمها التحديات التي تواجه الحوار العربي ـ الأوربي، وقد أبرزت المعالجات المقدمة حجم الإختلاف بين ما يطالب به العرب وبين ما ركز عليه السياسيون الأوربيون الذي قدموا الهاجس الأمني ومحاربة الهجرة السرية من الشمال الإفريقي، على التعاون الإقتصادي والسياسي. أما الجانب العربي فقد اهتم بالتأكيد على تعاون أشمل وأوسع يركز على المساعدة في تحقيق التنمية المطلوبة داخل الدول العربية، كافة وليس بعضها فقط. بالإضافة إلى مطالبة الإتحاد الأوربي للعمل على المساهمة في تفعيل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وممارسة الضغط على اسرائيل للإلتزام بمعاهدات السلام، ومساعدة الشعب الفلسطيني على تحصيل حقوقه المشروعة.
كما انتقد المشاركون العرب مواقف بعض الدول الغربية التي تفرض حصاراً اقتصادياً على بعض الدول العربية وتساهم في انتشار المعاناة الإجتماعية داخل هذه الدول كما تعرقل مسيرة التنمية الإقتصادية فيها. كما تم توجيه النقد لإتفاقات الشراكة الإقتصادية التي أبرمتها الدول الأوربية مع بعض الدول العربية على اعتبار أنها لاتحقق إلا المزيد من المصالح الإقتصادية للإتحاد الأوربي على حساب الدول التي ستتفاقم بها المعاناة الإقتصادية، وستكثر بها البطالة والمشاكل الإجتماعية والإقتصادية.
وبالجملة فإن المراقبين لمثل هذه اللقاءات يؤكدون على أنها أصبحت ضعيفة الجدوى، قليلة الفاعلية، لأن الإعداد لها يأتي بعجالة ودون تنسيق سابق مما يقلل من فائدتها في خلق مناخ يساعد على تقليص الهوة بين الشمال والجنوب ومعالجة القضايا المهمة والشائكة التي تتحكم في العلاقة بين الطرفين.

ندوة: «ديناميات التثاقف»
عقد خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 1997م ندوة أوربية ـ عربية في مدينة برشلونة باسبانيا، حول موضوع: «ديناميات التثاقف». شارك في الندوة باحثون عرب وأوربيون.
من الجانب العربي شارك جورج قرم من لبنان بورقة: «ديناميات الهوية والجغرافية السياسية في العلاقات بين أوربا والعالم العربي». مسلطاً الضوء على البعد التجاري الذي يتدخل في تحديد الثقافة، ومن ثم لم يؤثر عل الهوية، وذلك لأن عدداً من المؤسسات الإقتصادية تساهم في الإنتاج الثقافي لخدمة ثقافة معينة أو خلق تشويش على ثقافة اخرى.
أما نور الدين أفاية من المغرب فقدم دراسة بعنوان: «صور الغرب في الإدراك العربي الإسلامي وعوائق التواصل». متسائلاً عن المفهوم النمطي للغرب كما تقدمه الصحافة الآن، كما تحدث عن العوائق التي تقف أمام تحقيق التواصل الثقافي المتكافئ المنشود بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي. كما شارك برهان غليون من سورية في فعاليات الندوة.
من الجانب الغربي والأوربي، قدم مانويل ديلكادو ورقة بعنوان: «ديناميات الهوية والمجال العمومي» عالج فيها وضعية المهاجر الذي وخوفاً من الضياع يهرع للتشبث بمظاهر هويته بشكل حثيث مما يجعله يدخل في عالم من التناقض والغرابة. أما ريك بينكسون فقد تحدث في ورقته «التفاوض حول النزاعات: حوار أم تفاهم» عن مظاهر اللقاء والخلاف بين أوربا والمغرب العربي، مظهراً امكانية التثاقف بين الطرفين بشرط مراعاة التاريخ الإستعماري الذي عانت منه هذه الدول. كما أكد على أن الحوار الثقافي المنشود والفاعل لابد له من أن ينطلق من قواعد العدالة والتكافؤ والإعتراف والإحترام المتبادل.

مؤتمر «الحوار العربي الأوربي من أجل المستقبل»
عقد في المنامة عاصمة البحرين مؤتمر حول: «الحوار العربي ـ الأوربي من أجل المستقبل»، نظمه مركز الدراسات العربي ـ الأوربي في باريس بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة والمفوضية الأوربية. وذلك بين 23 - 25 شباط (فبراير) 1998م. شارك في المؤتمر سياسيون واعلاميون عرب واروبيون من بينهم. الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبد المجيد ومستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية الدكتور أسامة الباز والسيد جميل الحجيلان أمين عام مجلس التعاون الخليجي ومفيد شهاب وزير التعليم العالي المصري، ومن الجانب الأوربي شارك رئيس معهد العالم العربي في باريس في باريس كميل كبانا وكلود شيسون وزير خارجية فرنسا السابق. وجان ميشيل السكرتير العام للجمعية البرلمانية للتعاون العربي ـ الأوربي ودوغلاس هيرد وأيان غليمور وزيرا خارجية بريطانيا السابقان. ودنيس ولتر رئيس لجنة شؤون الشرق الأوسط في حزب المحافظين البريطاني. بالإضافة إلى زعيم «حركة مجتمع السلم» بالجزائر الشيخ محفوظ نحناح وعبد الحميد الأحدب رئيس اللجنة العربية للتحكيم الدولي ورئيس اتحاد المعارف العربية محمود عبد العزيز.
أما المحاور التي ناقشها المؤتمر فهي: ثورة الإتصال على أبواب القرن الحادي والعشرين، والإعلام العربي ـ الأوربي في مواجهة التحديات العالمية. و «علاقة الإعلام بآفاق الإستثمار والتنمية العربية‏ـ الأوربية». و «الإعلام بين ضرورات الحرية وضوابط الممارسة»، و «دور الإعلام في تحديد آفاق المستقبل العربي». كما تطرق المشاركون لمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالفضاء الإعلامي ودور الإعلام العالمي والعربي في مواجهة مظاهر التطرف واختلال النظرة لصورة العرب والمسلمين في الإعلام الغربي. بالإضافة إلى مشاكل الهويات الثقافية.
كما ناقش المؤتمر أهمية دور الإعلام في تقريب التشريعات الإقتصادية بين الكتلتين الأوربية والعربية، وتأثير الإعلام في الدعوة إلى حماية البيئة. بالإضافة إلى مناقشة بعض القضايا الحقوقية المرتبطة بحرية الرأي ومحاربة الإعلام الغير المشروع، كما عقد المشاركون جلسة خاصة بحثوا فيها دور وأهمية الإعلام العربي في المساعدة على تحقيق وتنفيذ مشروع السوق العربية المشتركة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان وكذلك مناقشة الطرق الكفيلة بإنشاء واقامة محطة فضائية عربية موحدة.

مؤتمرات ثقافية وتنموية نظمتها الأمم المتحدة
خلال هذه الأشهر الأخيرة نظمت الأمم المتحدة عبر مؤسساتها ولجانها الدولية والإقليمية بعض الندوات وورشات العمل حول قضايا ذات اهتمام مشترك على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي، وتلتقي هذه النشاطات على ضرورة الإستعداد لاستقبال القرن الجديد القادم، ومواجهة المشكلات والعقبات التي تعترض إتجاهات النمو وتحسين الأوضاع العامة خصوصاً لدول الجنوب والعالم الثالث...
ونحاول في هذا التقرير أن نعرض لبعض الندوات وورشات العمل التي ناقشت قضايا حيوية للغاية في مجالات التنمية والثقافة.

ندوة اقليمية: «نظم إدارة الدولة والتنمية الإجتماعية في المنطقة العربية»
نظم المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للإنماء بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للتنمية والخدمات الإدارية ندوة اقليمية في بيروت حول: «نظم إدارة الدولة والتنمية الإجتماعية في المنطقة العربية» وذلك بين 8 - 10 كانون الأول (ديسمبر) 1997م.
تهدف الندوة إلى ا لبحث عن صيغ التوافق حول المسؤولية المشتركة بين المجتمع المدني والحكومة لتلبية الإحتياجات التنموية الإجتماعية.هذا ما أكده وزير الدولة لشؤون الإصلاح الإداري بشارة مرهج الذي تحدث في جلسة الإفتتاح عن تعزيز هذه المسؤولية المشتركة بين الدولة والحكومات كما تحدث عن العولمة وتحدياتها، ودعا إلى الإستجابة لها لأنها توفر فرصاً ينبغي الإستفادة منها. لكن التعامل مع هذه العولمة يجب أن يكون ضمن الثقافة الوطنية والقومية ومن خلال تنمية الموارد البشرية وتنمية الأطر العربية وبخاصة السوق العربية المشتركة التي تطرح نفسها بقوة في هذه المرحلة كما دعا مرهج المشاركين في الندوة إلى تحليل الوضع الحالي وبحث الإمكانات والإحتمالات المتوفرة لتحقيق تنمية اجتماعية متكاملة في المنطقة العربية.
وزير الشؤون الإجتماعية في الحكومة اللبنانية أيوب حميد تحدث عن مجهودات وأولويات وزارته في العمل على تحقيق تنمية مستدامة. وقال: «إن الجهود الرسمية في مجالات التعليم والصحة والتغذية وسواها لاتكفي وحدها لنجاح خطة التنمية الإجتماعية، وتبقى قاصرة إذا لم تتضافر مع جهود هيئات المجتمع المحلي، مما يتيح فرصاً أكبر للسكان للمساهمة في إدارة شؤونهم والمشاركة في تخطيط الخدمات، وهذا بدوره يحتاج إلى تحقيق المزيد من اللامركزية الإدارية كما دعا إلى المزيد من التكافل الإجتماعي وتقوية مبادرة الهيئات الأهلية للمساعدة في معالجة بعض الحالات الإجتماعية المأساوية كالفقر واليتم وانحراف الأحداث المشردين.
أما روس ماونتن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان. فقد تحدث عن مشاكل إعادة البنى التحتية في لبنان وما خلفته الحرب من مشاكل هيكلية وبنيوية. وأضاف بأن المطلوب من الدول العربية ودول العالم بأسرها استراتيجيات تتطلع إلى الأمام. وهذا يعني إيجاد بيئة عالمية متمكنة وبيئة عربية متمكنة تستطيع تحقيق النمو والتوزيع معاً. وهذا يعني أيضاً سياسات وطنية متمكنة من أجل تأمين التكامل مع الإقتصاد العالمي. وتحتاج عملية التكامل إلى تنمية اقتصادية وقدرات تتمتع بها المؤسسات الوطنية بعكس الليبرالية التي تبنتها بعض الدول في السنوات الأخيرة...».
ثم تحدثت بياتريس لابون مديرة مكتب الإقتصاد والتنمية الإجتماعية في دائرة الشؤون الإجتماعية في الأمم المتحدة، عن أهمية العمل مع برنامج الأمم المتحدة للإنماء، وإن من أهداف الجمعية العامة تعزيز فعالية تأثير الإدارة العامة ورفع مستوى المشاركة الشعبية. وأضاف إلى أن: «الأوضاع الإجتماعية للعالم العربي قد تحسنت بشكل ملحوظ، ولذا يجب التطلع إلى المستقبل بنظرة متفائلة».
أما المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فواز فوق العادة فقد أكد على ألا مجال للنمو الإقتصادي الدائم إذا لم يوازيه تقدم آخر من النواحي الإجتماعية، وأشار إلى أن هذه الندوة «سوف تركز على البحث في السبل والوسائل التي من شأنها تعزيز فعالية الخدمات الإجتماعية في الدول العربية عن طريق جعلها أقل وطأة على الميزانيات العامة التي تشهد بعض التقلصات، وعن طريق جعلها أكثر رخاء من الناحيتين الإجتماعية والسياسية. كما ستبحث الندوة في السبل والوسائل التي من شأنها تعزيز علاقات الشراكة والتكامل بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في هذا المجال الحيوي، أي مجال التنمية الإجتماعية الذي لابد وأن يشكل عنصراً اساسياً في اطار تحضير الدول العربية لرفع تحديات العولمة الإقتصادية التي بدأنا نعيشها. وقد تابعت الندوة عملها خلال اليومين الثاني والثالث وقدم المشاركون عدة أوراق ودراسات عالجت موضوع الندوة، وقد شارك وزير الإصلاح الإداري بشارة مرهج بمداخلة حول: «آليات التنمية وأدواتها» حيث أكد على أن النزعة الحالية تتجه إلى الإنتقال مما كان يعرف بدولة الرعاية الإجتماعية إلى مجتمع الرعاية الإجتماعية حيث يتوقع من المواطنين أنفسهم تولي المزيد من المسؤوليات حرصاً على مصلحتهم الخاصة. لذلك يضيف الوزير: من الأهمية بمكان تشجيع قيام المنظمات الأهلية التي ترعى الشأن التربوي والإجتماعي وتعمل له بجدية ومسؤولية.

ورشة عمل: «برنامج الأمم المتحدة ألفين وواحد: التغيير ومواجهة التحديات»
نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDOP ورشةعمل اقليمية في بيروت للممثلين المقيمين لهذا البرنامج في العالم العربي، تحت شعار: «برنامج الأمم المتحدة ألفين وواحد: التغيير ومواجهة التحديات»،وذلك في النصف الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر) 1997م.
شارك في هذه الورشة (55) ممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة من الدول العربية بالإضافة إلى أركان المقر الرئيسي للبرنامج في نيويورك، وفواز فوق العادة مدير المكتب الإقليمي للدول العربية للبرنامج، وروس ماونتن الممثل للبرنامج والمقيم في لبنان. أما الأهداف التي من أجلها نظمت هذه الورشة فهي من أجل عرض البرامج والمشاريع الإنمائية التي تنجزها مكاتب البرنامج بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات وتقسيم الإنجازات، ومن ثم وضع استراتيجيات عملية لتخطي وتجاوز العوائق التي تقف في وجه التنمية الفاعلة داخل الدول العربية بالخصوص وقد أشار روس ماونتن في حوار معه إلى أن: أبرز النتائج التي ستتمخض عنها الورشة هي إنشاء مكتب اقليمي مركزه بيروت ومهمته تقديم المساعدات التقنية السريعة والخبرات في مجال إدارة الحكم لكل دول المنطقة، بالتنسيق مع سواه من مكاتب المنطقة الإقليمية مثل «ألاسكو» وتعزيز التعاون بين مراكز البرنامج في المنطقة وبين مكتبه الرئيسي في نيويورك. أما فواز فوق العادة فقد أشار إلى العوائق التي تواجه الدول العربية في مجال التنمية وتحديات العولمة، مشيراً إلى الإنخفاض الواضح في الإستثمارات داخل العالم العربي. كما أن قطاع التعليم أثبت عدم فاعليته لأن نسبة محو الأمية لاتتعدى 55% بالإضافة إلى انخفاض مستوى الدخل الفردي الذي سجل تراجعاً بنسبة 3% سنة 1996، مما كان عليه قبل عشر سنوات، «كما يوجد ما لايقل عن 10 ملايين نسمة يعيشون اليوم في حالة فقر بالوطن العربي».
أما جرسي سيزيريميتا رئيس قسم البرامج الإقليمية للبرنامج في نيويورك، فقد تحدث عن أهداف الورشة التي ستعمل على فهم كيفية تأثير المعلوماتية والإتصالات على الدول العربية. كما ستهتم بمعرفة الدور الذي تريد الدول العربية أن يلعبه البرنامج وحجم المساعدات المطلوب تقديمها، مؤكداً على أن برنامج الأمم المحدة يهتم بشكل خاص بالتنمية البشرية والقضاء على الفقر.
أما الدكتورة عفاف أبو حسبو المرشحة لمنصب ممثل مقيم للبرنامج في جيبوتي، فقد اشتكت من نقص الموارد الأساسية التي تقدمها الدول الصناعية للبرنامج مما يؤثر على جهود التنمية داخل المنطقة العربية، كماýأشارت إلى جهود البرنامج ومساعداته في مجال التنمية وحثه الدول على تأمين التمويل الذاتي للبرامج التنموية.

مؤتمر: «دور وسائل الإعلام في محاربة الفقر»
يعتبر الفقر من أهم المشاكل المستعصية التي يصعب إيجاد الحلول السريعة والنهائية لها دون تضافر الجهود الجبارة من طرف المؤسسات والهيئات المحلية، الحكومية والأهلية، وكذا الدولية للإحاطة بهذه المشكلة ومعالجة تفرعاتها وتداعياتها.
وقد تحدثت التقارير الدولية عن استشراء حالة الفقر في مناطق عدة من العالم، فحوالي ربع سكان الدول السائرة في طريق النمو يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الكريمة، ويعانون من الفقر المدقع. كما أن دخل مليار و300 مليون انسان لايتجاوز دولاراً واحداً في اليوم. بالإضافة إلى 840 مليون إنسان يكابدون الجوع بشكل مباشر في العالم بحيث يموت الكثير منهم يومياً من جراء ذلك.
ومظاهر الفقر والحرمان لاتختص بالدول الفقيرة أو النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية فقط، ولكن مظاهر الفقر والحرمان توجد كذلك داخل الدول الصناعية الغنية حيث يقدر عدد الفقراء في هذه الدول بأكثر من 100 مليون فقير من بينهم 37 مليون عاطل عن العمل.
وفي إطار المساعدة على القضاء على الفقر والتخفيف من آثاره السلبية على الإنسان تقوم مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة بمعالجة هذه المشكلة بوضع الخطط والبرامج المتعددة والهادفة لخلق تنمية مستديمة داخل المناطق الفقيرة مما ساعد على تخفيف آثار الفقر، وقد سجل ارتفاعاً في معدلات حياة المواليد وكذا الكبار في أكثر من منطقة في العالم، كما ساهمت مشاريع النتمية في تقليص حجم هذه الظاهرة. لذلك وتتويجاً لجهودها في هذا المجال قامت الأمم المتحدة بإعلان يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يوماً عالمياً لمحاربة الفقر، كما أعلنت أن العشر سنوات القادمة (1997 ـ 2006) ستكون «عقد القضاء على الفقر».
من أجل دعم خطط وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية، ولأهمية وسائل الإعلام ودور الصحافيين في تغطية مواضيع الفقر والمساعدة على نشرها والحديث عنها وابراز سلبياتها ومآسيها الإجتماعية والانسانية، واشراك وسائل الإعلام في تغطية أعمال البرنامج الأممي ومساعدته في استئصال حالات الفقر. قام قسم الشؤون العامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنظيم ورشة عمل لصحافيين قاموا بزيارات لدول ومناطق تعاني من الفقر، وذلك لمناقشة الدور الذي يمكنýأن تلعبه وسائل الإعلام المختلفة وطبيعة مساهمتها في القضاء على هذه الظاهرة.
عقدت الورشة في دكار عاصمة السنغال في 15 كانون الأول (ديسمبر) 1997م، وشارك فيها على مدى أربعة أيام مجموعة من الصحافيين حضروا من مختلف دول العالم لتقديم تجاربهم ووجهات نظرهم بخصوص مساهمتهم في الحد من مأساة الفقر في العالم.
افتتحت الورشة بكلمة وزير الإتصالات السنغالي سيرين ديوب، الذي أشاد ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجهوده المبذولة في محاربة الفقر في العالم. كما أشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في المساهمة في تنفيذ خطط الأمم المتحدة للقضاء على الفقر. كمت تحدث محافظ دكار، م. ديوب عن النشاطات التي تبذل من أجل محاربة الفقر في دكار.
في اليوم الأول عقدت ثلاث جلسات، الجلسة الأولى تحدث فيها جبريل ديالو مدير قسم الشؤون العامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن الفقر في العالم وقال أن البنك الدولي قد حدد خط الفقر سنة 1985 بأنه دولار واحد للفرد للإنفاق على نفسه، مع اختلاف في التحديد بين المناطق في العالم وذكر أن 80 دولة قد حددت سياساتها الخاصة لمحاربة الفقر. أما بالنسبة للإستراتيجية التي وضعها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فتعتمد أولاً على تزويد وسائل الإعلام داخل أي بلد بالمعلومات اللازمة، ثانياً: مساعدة الإعلام الدولي بإرسال مراسلين وصحفيين للمناطق التي تعاني من حالات الفقر للقيام بتغطية هذه الحالات وتوصيفها. بالإضافة إلى تقديم المعلومات للصحافة وحثّ الصحافيين على الكتابة في هذه الموضوعات، كما أشاد ديالو بدور وسائل الإعلام في محاربة ظاهرة الفقر.
الجلسة الثانية، خصصها المنظمون لمناقشة وتبادل التجارب والخبرات بين الصحافيين وقد أجمع المناقشون على أهمية الحرية لمساعدة وسائل الإعلام لأداء دورها الفاعل في محاربة الفقر. في الجلسة الثالثة تحدث السنغالي يوسي ندور عن دور الفن في استئصال الفقر. كما تحدث المنتج منصور سورا ويد عن ضرورة تعاون الفنانين لمحاربة الفقر. وقد فتح النقاش بعد ذلك حول دور الفن في إنهاء هذه الظاهرة، في اليوم الثاني دعا المنظمون الصحافيين لزيارة بعض المشاريع التي نفذها البرنامج الأمم الإنمائي في السنغال للقضاء على آثار الفقر.
في اليوم الثالث ناقش المشاركون نتائج زيارتهم لمشاريع البرنامج الأممي، ودارت نقاشات عامة حول الطريقة التي يتمكن بها الصحافيون من تغطية موضوعات الفقر، من خلال الزيارات الميدانية لمناطق الفقر أو الأماكن التي يقيم فيها البرنامج الأممي مشاريع إنمائية. كماýاشار شابير شيما مدير قسم الإدارة والتنمية والحكم في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى حق كل مجتمع في تنمية متكاملة وحقيقية.
في اليوم الرابع تابع المشاركون مناقشاتهم حول دور وكالات الأنباء في محاربة واستئصال الفقر في العالم. وقال بابكر فول المنسق العام لوكالة الأنباء الإفريقية، إن دور الوكالة يتحدد في الكتابة عن النجاح أو الإخفاق في جهود التنمية في الدول الإفريقية. كما تحدث أدفيناس بوتكوس رئيس تحرير وكالة أنباء البلطيق، وكول أجاي من وكالة برس ترست أو أنديا.
في الجلسة الأخيرة دار الحديث فيها حول مساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للصحافيين لتغطية مظاهر ومواضيع الفقر في العالم. وتم التركيز على أهمية الزيارات الميدانية التي يقوم بها الصحافيون عبر العالم لمتابعة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى مساهمة مكاتب البرنامج في إمداد الصحافيين بالمعلومات الضرورية والمطلوبة لنشرها عبر وسائل الإعلام ومن ثم تؤثر بشكل أو بآخر في تخفيف مظاهر الفقر أو القضاء عليه نهائياً.

مؤتمر: «العولمة والحفاظ على الهويات الثقافية والإبداع والسياسات الثقافية»
لنقاش تقرير اللجنة العالمية للثقافة والتنمية الذي حمل عنوان «تعددنا الخلاق» يرأس هذه اللجنة خافير بريس دوكويلار الرئيس السابق لهيئة الأمم المتحدة.
نظمت اللجنة الوطنية الفرنسية للتربية والتعليم والثقافة لدى اليونسكو، مؤتمراً تحت شعار: «العولمة والحفاظ على الهويات الثقافية والإبداع والسياسات الثقافية» وذلك في 8 ـ 9 كانون الثاني (يناير) 1998م.
شارك في المؤتمر مفكرون أوربيون وعرب، حاولوا الإجابة عن مجموعة من الأسئلة حول ماهية العولمة وتعريفها؟ وهل تهدد الهوية؟ وما هو مفهوم الهوية؟ وما هي السبل الكفيلة بالحفاظ على الثقافات التي تتعرض لتحديات العولمة؟
أما الأجوبة فكانت مختلفة ومتنوعة لكنها اتجهت في محاولة لوضع خطط واستراتيجيات لحماية الثقافات المهددة من الإضمحلال والفناء أمام تحدي النمط الواحد الذي تروجه العولمة وتدعو له.
الأستاذ في جامعة مدريد الإسباني جوزيه فيدال بنيتو عَرّف الهوية بأنها تراكمية ومتحركة لأن الإنسان هو كل هوياته التي تبدأ به بشخصيته بانتمائه العائلي، في القرية والمدينة ثم الوطن والقارة، وصولاً إلى كونه مواطناً من هذا العالم. إذن فالهوية متعددة الإنتماءات ولايمكن تحديد الهوية بعنصر دون غيره من العناصر. السيد شريف خازندار مدير دار ثقافات العالم أشار إلى أن المؤتمر جاء «كضرورة لإيجاد رد على العولمة التي فرضت نمطاً ثقافياُ واحداً حيث بتنا نجد أن نمطاً موحداً من الثقافة يفرض نفسه يوماً بعد يوم».
أما الشاعر والكاتب أدونيس فقد أكد على أن مفهوم الثقافة يستدعي اعتبار وجود الآخر، خصوصاً وأن فكرة الإعتزال والعزلة أصبحت صعبة التحقق في هذا العالم. وتحدث أدونيس عن قدرة الحضارة العربية في الماضي على التثاقف، لأنها استطاعت إبان ازدهارها أن تأخذ من الثقافات الأخرى وأن تتفاعل معها أخذاً وعطاء في جميع ميادين الفعل الإنساني وخصوصاً في المجال الثقافي والمعرفي. كما تحدث عن الرؤية الغربية الآن التي تتحكم فيها الأنانية العسكرية والإقتصادية، ودعا الغرب للخروج من ذاته السياسية والعسكرية الإقتصادية ليجدها في الآخر.
إن العولمة كما اتفق على تعريفها المشاركون اصبحت أمراً واقعياً وموضوعياً يجب التعامل معه وليس رفضه. لذلك جاءت دعوتهم إلى إيجاد سياسة ثقافية أوربية على خلفية الرد على الغزو الثقافي الأمريكي وخصوصاً على مستوى السينما والفيديو. ومحاولة إيجاد خطة لضبط مسيرة العولمة وللأخذ بعين الإعتبار الحفاظ على الهويات الذاتية. كما خلص المؤتمر فيما يخص دول الجنوب إلى الإهتمام بالوسائل والتقنيات الإعلامية من أجل التوثيق الصوتي والمرئي والمكتوب لحفظ الثقافات المحلية. وكذا دعم الجهود في معالجة الإبداع والإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى وضع سياسات ثقافية واعية تهتم بالمحافظة على الهوية الذاتية كما تحترم وتراعي الآخر.

 

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة