شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
لعل من الظواهر الإنسانية الثابتة، التي تتطلب قراءة عميقة لمعرفة العوامل والأسباب المفضية إليها، والطرق المناسبة، لتجاوز التأثيرات السلبية والمدمرة لهذه الظاهرة، أو التقليل من حدوثها وبروزها في الفضاء الإنساني ؛ هي ظاهرة الكراهية والعداء والعداوة بين بني الإنسان. حيث تشترك عوامل عدة، موضوعية وذاتية، داخلية وخارجية، في بروز حالة العداء والعداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان. وفي إطار سعي المجلة الحثيث لإرساء ثقافة الحوار والتسامح وحقوق الإنسان في فضائنا الاجتماعي والثقافي.. يأتي هذا العدد ليؤكد جملة من الموضوعات والقضايا، التي تنتصر لقيم التعددية والحوار والإصلاح وحقوق الإنسان.. فالكلمة الأولى الموسومة بـ (سؤال المواطنة والتعددية المذهبية) تؤكد أن التعدديات بكل أشكالها ومستوياتها، لا تشرِّع للقطيعة والجفاء، وإنما للتواصل وبناء المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.. والدكتور قطب سانو يناقش مسألة التوفيق بين ثوابت الأمة والدين ومقتضيات المواطنة في دراسته الموسومة بـ(في منهجية التوفيق بين التقيد بالثوابت ومقتضيات المواطنة للمسلمين).
أما الأستاذ الهاني إدريس، فإنه يناقش مقولة الإصلاح، ويعمل في بحثه المتميز على تجلية المضامين الجوهرية والنوعية لمقولة الإصلاح.. وجاءت دراسته بعنوان «الإصلاح الإسلامي من الفكر إلى السياسات»..
أما الأستاذ زكي الميلاد فهو يدافع في هذا العدد عن فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ويؤكد ضرورة هذا الخيار لحاضر الأمة ومستقبلها.. وجاءت مقالته بعنوان «الدفاع عن فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في زمن المحنة».. ويتميز هذا العدد أيضاً، بحضور أسماء بحثية جديدة في فضاء المجلة. فالأستاذ بلال التليدي يناقش في بحثه (الدعوى والسياسي.. رؤية تأصيلية) والأستاذ يسري عبد الغني عبد الله عنون دراسته بـ(أزمة الفكر الإسلامي المعاصر - محاولة للفهم الصحيح).. الأستاذ يحيى اليحياوي كتب (في القابلية على التعارف على هامش أطروحة تعارف الحضارات).. إضافة إلى مشاركات أخرى، توزعت على أبواب المجلة الثابتة.
ونأمل أن يكون هذا العدد إضافة نوعية على صعيد التواصل ومشروع الإصلاح في الأمة.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.