شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يضم هذا العدد ملفاً أعده في المغرب الأستاذ إدريس هاني حول قضية الأنا والآخر والصورة النمطية ، ويتجلى في هذا الملف حضور الأنا والآخر بصورة ما ، فهو يحتوي على موضوعات بعضها جاء مترجماً من اللغتين الإيطالية والفرنسية لاثنين من المفكرين المعاصرين والمعروفين ، وهما المفكر والروائي الإيطالي الذائع الصيت أمبرتو إيكو ، والمفكر السياسي الفرنسي ألان غريش ، الأول يناقش ما يصطلح عليه بالحرب المقدسة من ناحية الأهواء والداوفع ، والثاني يناقش ظاهرة الإسلاموفوبيا أو ظاهرة اصطناع الخواف من الإسلام ، وهي الظاهرة التي تنامت بعض الشيء في داخل المجتمعات الغربية .
ويحتوي هذا الملف أيضاً على موضوعات أخرى تقدم قراءات ومقاربات لإشكالية الأنا والآخر ، وكيف ينتصر الحوار على التنميط والعنف الممنهج ، وفي هذا السياق جاء المدخل لهذا الملف بقلم الأستاذ إدريس هاني ، الذي ناقش كذلك رؤية ألان غريش في مقالته المذكورة. ومن بعد آخر ناقش الأستاذ العربي عاكف قضية صدام الثقافات بالعودة لأفكار كارل بوبر أحد أشهر فلاسفة القرن العشرين. كما ناقش الأستاذ ذاكر آل حبيل قضية الآخر بوصفه مفهوما وكيف يتشكل هذا المفهوم في الوعي الإنساني .
ويقارب سياق هذا الملف مشاركة الشيخ حسن الصفار حول كيف نقرأ الآخر ؟ وهي الكلمة الأولى في هذا العدد. ويتصل بهذا الملف أيضاً مشاركة الدكتور رسول محمد رسول حول نقد العقل التعارفي .
وإشكالية الأنا والآخر ما زالت من الإشكاليات التي تشغل اهتمام الفكر الإنساني بكافة مرجعياته وتعدد ثقافاته ، كما تنشغل بها مختلف المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية لأهميتها وخطورتها ، ولأنها من الإشكاليات التي تؤثر على صور وأنماط العلاقات بين الثقافات والمجتمعات الإنسانية ، فهناك من يعالجها بطريقة قد تدفع نحو صدام بين الثقافات ، وهناك من يعالجها بطريقة تدفع نحو التواصل والتعارف بين الثقافات .
إلى جانب هذا الملف هناك أيضاً بعض الموضوعات والدراسات التي تواكب اهتمامات الفكر الإسلامي المعاصر ، إلى جانب الأبواب الأخرى الثابتة .
نآمل أن يكون في هذا العدد ما هو جديد أو لافت .
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.