شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
من البديهي القول: إنه كلما كثر التطور وتعددت أشكال التحول والتغير في حياة الإنسان الفرد والجماعة؛ كانت الحاجة إلى الاجتهاد والتجديد أكثر إلحاحاً. وذلك لأن المستجدات الحياتية بحاجة إلى فهم ومعرفة وتحديد شرعي وعقلي لطريقة التعامل معها أو الاستفادة منها.
فالحقائق الجديدة التي تجري في واقع المجتمعات الإنسانية، وعلى الصُّعُد كافة، بحاجة إلى عملية تجديد فكري وثقافي لبلورة الموقف والرؤية المطلوبة تجاه هذه الحقائق...
ومجلتنا ومنذ انطلاقتها، أخذت على عاتقها المساهمة في الجهد الإصلاحي والتجديدي في الأمة. وفي كل عدد من أعدادها، لا يخلو من دراسة أو مادة ثقافية، تدعو إلى الاجتهاد وتبلور خيارات التجديد والإصلاح...
وهذا العدد ليس استثناءً، وإنما هو إضافة نوعية في جهد بلورة خيار الإصلاح والتجديد في الأمة...
فجاءت كلمته الأولى بقلم العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي بعنوان «إمكانية تفوق المسلمين مدنيا»...
ودراسة الأستاذ رئيس التحرير تحمل عنواناً متميزاً حيث إنها تناقش قضايا «الإسلام والمدنية».
والشيخ حيدر حب الله يطل علينا مجدداً، ويتناول في دراسته «مشروعية تجديد الفكر الديني هواجس ومسوغات».
والأستاذ إدريس هاني عن «المتاهة الكانطية.. محاولة في نقد القانون الأخلاقي الكانطي». ولكي يكون مفهوم التجديد متكاملاً، ننشر دراسة تناقش تجربة أحد أعلام الإصلاح في المجال الاسلامي بعنوان «أهمية التضامن الإسلامي وصعوباته عند الثعالبي»..
إضافة إلى الدراسات والأبحاث والتغطيات الثقافية والفكرية، التي توزعت على أبواب المجلة.
ونأمل أن نكون قد قدمنا عدداً متميزاً في إضافاته المنهجية والمعرفية..
ومن الله نستمد العون والتوفيق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.