شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
نحو موقع متخصص في الجوانب الفكرية والمعرفية ضمن مجموعة مواقع شبكة إسلام أون لاين.نت
* تمهيد
لا شك في أن الفكرة الإسلامية بكافة مستوياتها أصبحت محل اهتمام عالمي، حيث تطرح قضايا جديدة تفرض نفسها على الفكر والفقه والواقع الإسلامي، وتفرض ضرورة تحديد موقف، سواء أكان إيجاباً وقبولاً أو رفضاً أو حتى اشتباكاً. وعلى المستوى العالمي أصبح الإقبال على الاهتمام بالإسلام ذا أهمية قياساً بفترات سابقة، سواء على المستوى المعرفي أو المناهض للإسلام ذاته، ومن ثم أصبح الإسلام مطلوباً على أرضيات مختلفة، ومشتبكاً بدرجات متفاوتة.
وهنا تأتي أهمية إنشاء بوابة متخصصة أو موقع متخصص يتناول الإسلام وقضاياه من جوانبها المعرفية المختلفة، وتسعى للمشاركة في بناء خطاب إسلامي منهجي مشتبك مع الواقع وقضاياه، وتقديم العالم وتعقيداته إلى الفكر والفقه الإسلامي بطريقة مناسبة وعميقة يستطيع الفكر والفقه بناء رؤيتهما للتفاعل مع الواقع على أسس معرفية صحيحة... فلا تأتي أحكامهما ورؤيتهما مجافية للحظة وبعيدة عن روح العصر.
كذلك هناك قناعة بأن الخطاب الإسلامي يحتاج إلى المزيد من المنابر الإعلامية والفكرية الجادة التي تخلق فضاءات للتفكير والإبداع والتفاعل، مما يساهم في تطوير الخطاب الإسلامي وفتحه على مجالات متنوعة وأفكار متعددة، إضافة إلى إعادة الأمل إلى المسار الحضاري الإسلامي بعدما بات مسكوناً باليأس وفقدان الأمل.
* الرسالة.. والرؤية
- القيام بجهود معرفية لتقديم الواقع الفكري بكافة تنويعاته للفكر والفقه الإسلامي لتحقيق أمرين:
أولهما: توفير قدر من المعلومات والرؤى والأفكار الحديثة في العالم، وهو ما يفتح الفكر والفقه على آفاق جديدة وعلى العالم المتنوع، على اعتبار أن المسلم لا يعيش في العالم منعزلاً عن تطوراته المتعددة.
وثانيهما: محاولة استفزاز الفقه والفكر الإسلامي للتفاعل الإيجابي مع قضايا العالم على قاعدة أن الإسلام دين الإنسانية جمعاء {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، مع الاجتهاد في تقديم الكثير من الأفكار والرؤى المتنوعة التي يموج بها العالم، بأسلوب علمي معرفي، كمحاولة لتطوير الخطاب الإسلامي وتعاطيه مع الواقع؛ مما يساهم في ترسيخ الوعي الحضاري وفق رؤية منفتحة تقف على الأرضية الإسلامية وتتبنى خطاباً ينحو إلى التجديد مع إيجاد قدر من التعددية في مناقشة القضايا سواء كان التعدد على أرضية إسلامية بكافة أطيافها أو أرضيات أخرى.
- استفزاز الفكر والفقه وتحريضهما لطرق وتناول القضايا الجديدة في الفكر والواقع، ومطالبة الفقهاء والباحثين والمفكرين أن يحفروا معرفيًّا في القضايا المثارة.
* الأهداف والأدوار
1- تطوير الخطاب الفقهي والفكري الإسلامي وسحبه إلى مساحات جديدة أو حتى مساحات لم يطرقها من قبل ولم يقل فيها كلمته، مع الحث على تطوير بعض المقولات السابقة التي تحتاج إلى تفاعل جديد وتطوير في ظل تغير الظروف والواقع.
2- تقديم العالم للمسلم في جانبه الفكري، مع الاهتمام بتقديم أهم وأحدث الأفكار العالمية والغربية، وأحدث الكتب المعرفية والثقافية العميقة الصادرة بلغات متعددة إلى القارئ المسلم.
3- إدارة مجموعة من النقاشات والحوارات الجادة بين الخطابات الإسلامية المتنوعة، وبين هذه الخطابات وأخرى تقف على أرضية فكرية مغايرة لإغناء النقاش والجدال الفعال والجاد.
4- تقديم الخطابات الإسلامية المتنوعة في البلدان والمناطق الجغرافية المختلفة من أجل التعريف بها، وبيان ثرائها وثغراتها ومواطن قوتها وضعفها، وخلق مساحة للتعارف والتفاعل بينها.
5- المساهمة في خلق مساحة عالية من الاشتباك بين الخطابات الإسلامية وقضايا الواقع الفكري المعيش.
6- تعميق الفكرة الحضارية الإسلامية، وخلق قدر من النقاش حولها لإبراز عناصرها ومكوناتها وما تحمله من قيم وأفكار إيجابية، أو سلبيات في بعض الممارسات والتطبيقات.
7- القيام بجهود معرفية -سواء من خلال البوابة في إنتاج مواد أو نشر مساهمات لباحثين جادين- في تعميق الفكرة الحضارية الإسلامية، التي هي في حقيقتها منفتحة ومتجددة ومتواصلة ومبدعة وشاملة.. ولا تعتمد على «فكر الوصاية» على الآخرين أو احتكار الكلمة، بقدر ما تقوم على تقديم رؤيتها في إطار تنافسي يوفر فرص الاختيار للآخرين.
8- التأسيس لخطاب إسلامي يعرف طبيعة العصر، ويفقه ما يمكن تسميته بـ«الواجبات الجديدة» التي يفرضها الواقع على المسلمين عامة وعلى دعاته وإسلامييه بصفة خاصة.. مثل القضايا المتعلقة بالبيئة وحقوق الإنسان ومقاومة العولمة والهيمنة من الدول الكبرى على العالم النامي والمستضعفين على هذا الكوكب الأرضي، وكذلك التأسيس لخطاب إسلامي معاصر يوازن بين المصالح والأولويات والرؤى الشرعية والاجتهادات الفقهية، ويسعى هذا الخطاب للتفاعل مع العالم ومخاطبته بأدوات معرفية جديدة.
9- أن تتحول البوابة المعرفية إلى متنفس فكري حقيقي تصطدم فيه الأفكار..وتتناقض.. وتتحاور.. وهو ما يتيح معرفة الذات ونقدها واختبار أعماقها إلى جانب معرفة الآخر بالمستوى نفسه من خلال رؤى واقترابات نقدية.
10- إعادة الفعالية للخطاب الإسلامي سواء على المستوى الفكري والمعرفي أو على مستوى الاشتباك مع قضايا الواقع ومشكلاته، لأن هذا الخطاب فقد جزءاً من فعاليته وتأثيره.
11- إيجاد قدر من القواسم المشتركة فيما بين التعددية الفكرية والاجتهادية، لأن الاختلاف يجب ألَّا يقود إلى التغافل عن المشتركات، لأنه عندما يعظم الاختلاف يتم اختزال الآخر وتنمطيه، ويبحث الناس عما يفرقهم ولا يجمعهم، وبالتالي فهدف البوابة أن تصنع جوًّا نقيًّا، وتكون مكاناً للفكر الإيجابي المتفاعل والمتمايز، على اعتبار أن ثقافة النهوض تقتضي توفير مكان للتفاعل الفكري والمعرفي يعتمد المرونة والتسامح، ويجتهد لاختراع آليات منهجية للتفكير العلمي، وخلق الرؤية المعرفية بعيداً عن ثقافة التحوصل والتحصن التي باتت تتطبع الفكر والفقه الإسلامي.
12- مقاومة الرؤى الإطلاقية للأشياء في ظل تشابك الحياة المعاصرة، ومحاولة تقديم رؤية معرفية ومنهجية مركبة، تتجاوز بعض الخطابات الإسلامية التي تلوذ بالماضي، أو تقع أسيرة الواقع، أو تتقوقع في لحظة زمنية بعينها، هذه الرؤية المركبة تدرك أبعاد وغايات المصالح العليا للأمة الإسلامية، هذا الأمر يُضيِّق الفجوة بين الثنائية المعرفية الموجودة في مجتمعاتنا.
13- أن يكون الموقع المعرفي ميداناً للتدريب المعرفي والمنهجي، لأنه لا يكفي المثقف المسلم التقليد بل لابد من أن يمتلك آليات منهجية تمكنه من فحص الأفكار ونقدها، وهو ما يخلق أجيالاً تمتلك الوعي والقدرة على النقد والتفاعل والتأثير، ويمتلكون ملكات التفكير، ويمتلكون أن يصلوا بقضايا العصر والواقع إلى الناس.
* السياسات الحاكمة
- الخروج من مأزق أن يقع خطاب البوابة بين حدَّي الدينية «الأيديولوجية» والعلمانية المتطرفة، بمعنى أن يكون ما تطرحه البوابة علميًّا لا علمانيًّا، ومتحيزاً للرؤية الإسلامية تحيزاً علميًّا، وليس متحيزاً لاجتهاد معين أو مذهب معين أو حتى تنظيم إسلامي معين.. وهنا نكون أمام خطاب موضوعي علمي على أرضية إسلامية، منفتح وفق رؤية شاملة لا شمولية، ومنفتح من أجل التفاعل والتوصل وليس من أجل الاستلحاق أو الاستتباع أو حتى التبشير.
- أن تكون البوابة المعرفية الجديدة حافزاً على مناقشة قضايا الساعة وطرق المستقبل خاصة بعض أبوابه المؤصدة والمسكوت عنها، وكشف المستور عما يجب مناقشته وذلك من خلال أسلوب علمي رصين يساهم في بناء تصور جيد للمسلم عن الحياة ودوره فيها وعلاقاته مع مكوناتها.
- إيجاد قدر من استدعاء التاريخ الفكري والمعرفي داخل البوابة، مع التأكيد على عدم إهمال الاجتهادات السابقة، أو الانطلاق من نقطة الصفر على اعتبار أن ذلك نوعاً من التجديد والتطوير، بمعنى ألَّا نكون مُعبَّئين بالموقف المناهض من الماضي واجتهاداته تحت وهْم التطوير والإبداع والتجديد... وهذا يستلزم اكتشاف بعض من الجدل الماضي والسابق وتجريده للوصول لمواطن الاختلاف في الجدل السابق ومحكَّاته الأساسية ومدى قرب الجدل الحالي والسابق من القضايا الأساسية.
- التنقيب في الملفات المجهولة في تراثنا الفكري، والبحث عن نشأة بعض الأفكار وتاريخها.. لأن تاريخ الأفكار يكشف كثيراً من طبيعة المشكلات التي يعاني منها الواقع الفكري والسياسي والاجتماعي والديني.
- سوف ينحصر الإطار الزمني للقضايا التي سيناقشها الموقع المعرفي في القرون الثلاثة الأخيرة باعتبارها القرون التي كان لها أثر كبير في تشكيل العقلية الإسلامية وتفاعلاتها مع الواقع الحديث ومنجزاته.
* الجمهور المستهدف
يستهدف النطاق الجديد عموم المثقفين، خاصة من المهتمين بقضايا الإسلام والمسلمين في جانبها الفكري والمعرفي والثقافي، على أن يكون هناك مستويات في هذا الجمهور يخاطبها الموقع أو البوابة القادمة، بحيث تقدم أكثر من مستوى لعرض المادة، مع مراعاة أن الموقع يعمل في فضاء الإنترنت وهو ما يقتضي في الكثير من الحالات اللجوء إلى تبسيط الأسلوب لا المعلومة أو الفكرة، والاستعانة بالأدوات التي يوفرها الإنترنت من «مادة مقروءة، وصوت، وصورة، وحركة، وتفاعل... إلخ» لجعل المادة الفكرية قابلة لأن تكون مادة إعلامية بامتياز يتوفر لها عناصر الجذب والتشويق والإثارة التي لا تخلُّ بعنصر الرصانة الذي هو شيء ضروري وأساسي في البوابة الجديدة.
وبالتالي فإن الجمهور المستهدف -في تصوري- يجب أن تعمل البوابة على توسيعه، وأن تضع في حسبانها أن تكون المعرفة والفكر مادة مطلوبة في قاعدة المثقفين لا أن تقتصر على مساحة ضيقة من النخب، وألَّا تكرر تجارب بعض المجلات الرصينة جدًّا التي لا تطبع أكثر من ألف أو ألفي نسخة ويعود مرتجع لها أكثر من نصف المطبوع.
هذا التوجه الهادف إلى توسيع الجمهور من خلال جعل الفكر والمعرفة مادة إعلامية قابلة للتعاطي الإعلامي بآلياته وقواعده معها، من المفترض أن يكون هاجساً دائماً من أجل الوصول إلى قطاعات واسعة من الجماهير والتأثير فيها وفي وعيها.
ومن هنا فإن اعتقاد أن الرصانة معاكسة للجماهيرية هو وهْمٌ كبير، أو تعبير عن خلل في القدرات الإعلامية يمنع من التعاطي الجيد مع المادة المعرفية والفكرية...ففي ظل الإنترنت وإمكاناته الكبيرة وقدراته الهائلة فإن الجمهور المستهدف لابد من توسيعه باعتبار ذلك محدداً أساسيًّا لا يمكن إغفاله.
* قوالب مقترحة للمادة المقدمة بالموقع
- يمكن إعادة نشر أهم المقالات التي تصب في الاتجاه نفسه الذي ينطلق منه الموقع، وهو الخطاب الإسلامي في اشتباكه مع الواقع أو اشتباك الآخرين معه، ومن هنا أحسب أن حجم ما يكتب في هذا الاتجاه معقول، ولو نجح الموقع الجديد في إعادة نشره ومتابعته سوف يكون شيئاً جيداً.
- تقديم عروض للكتب والمجلات الصادرة، بحيث يكون الموقع واضعاً في خطته أن يكون هو أول من يقدم خدمة العروض والعروض النقدية للدوريات والكتب الصادرة، مع الاهتمام بالبحث عما هو جديد في الساحة الغربية، وأقترح أن نقدّم خدمة جديدة في هذا المجال وهي تقديم خلاصة شهرية لأبرز الدوريات التي تصدر كل شهر في إطار مقال شامل يلقي الضوء على ملفاتها والمواضيع التي طرحتها، وهي خدمة لم يقدمها أحد قبل ذلك على الإنترنت، فهناك العشرات من الدوريات الرصينة التي تطرح قضايا مهمة وهناك تغافل عنها، وإذا وضعناها في دائرة الضوء وما تطرحه، فهذه إضافة جيدة، ومن الممكن أن تقود إلى تطوير خطابها نفسه بعد تسليط الضوء عليها، وكذلك يتيح للبوابة الجديدة أن تقوم بالتشبيك الكبير والتنسيق مع هذه الدوريات، ودور النشر.
- تقديم خلاصات فكرية لأهم الموضوعات التي تناولتها بعض المواقع العاملة في المجال نفسه، بحيث يكون الموقع الجديد هو بوابة النظر للأشياء والآخرين، ويمكن للجمهور أن يتابع الآخرين من خلالنا.
* المكونات
- ثقافة وفكر: ويضم هذا القسم ما يتعلق بتشابكات الثقافة والفكر مع الواقع من المنظور الإسلامي في مجالات حرية الإبداع والتفكير، والقضايا المتعلقة بحوار الأديان والحضارات، والقضايا الفكرية المتعلقة بالفنون والآداب والحضارة... إلخ.
- سياسة: ويضم القضايا المتعلقة بالمساحات الشائكة بين الدين والدولة، والدين والسياسة، ورؤية الإسلام للعالم وتقسيماته، والعلاقات الدولية من المنظور الإسلامي.
- مفاهيم ومصطلحات: وسيضم صفحة المفاهيم والمصطلحات الحالية بتفريعاتها، وتضم المصطلحات في التخصصات المختلفة، وسيكون طرح بعض المصطلحات متعلق إلى حد كبير بقضايا الواقع وحركة الأحداث قدر المستطاع.
- تنمية واقتصاد: وسيضم القضايا المتعلقة بالتنمية والاقتصاد من المنظور الإسلامي، مثل قضايا التنمية المستدامة، والربا، والبنوك، الثروة، والقضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة، ومحاربة الفقر... إلخ.
- علوم وبيئة: وسيضم القضايا المتعلقة بالبيئة وما تثيره من قضايا ومشكلات ومخاوف، إضافة إلى المستجدات العلمية والموقف الشرعي منها مثل قضايا الاستنساخ، والموضوعات التي تتقاطع فيها الصحة بالعلم بالشريعة... إلخ.
- مجتمع ومرأة: وسيركز على قضايا المرأة مثل النسوية وحقوق المرأة وحرية المرأة مع التركيز على الجانب الفكري في القضايا وليس الجانب التطبيقي، إضافة إلى القضايا الاجتماعية.
- مواقع ومدونات: وسيقوم هذا القسم باستضافة عدد من مدونات والمواقع لعدد من المفكرين والكتّاب الذين يتقاطع إنتاجهم مع ما تطرحه الصفحة، إضافة إلى استضافة المواقع التي تتشابه في إنتاجها ورؤيتها مع الموقع.
- دليل مواقع: للمواقع الفكرية والمعرفية ومواقع المفكرين والكتَّاب المهتمة بالأفكار نفسها.
- أجندة الفعاليات: تحصر الفاعليات الخاصة بأبرز المؤتمرات والندوات الفكرية وما تتناوله، ولو توافرت بعض موادها يتم نشرها كنوع من الخدمة، وتتيح هذه الخدمة قدراً من التواصل والمعرفة وما يدور من اهتمامات في الأماكن المختلفة.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.