شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
ثمة ضرورات ومؤشرات عديدة، تدفعنا إلى الاعتقاد بأن المنطقة والظروف الحساسة التي تمر بها، وطبيعة التحديات والمشاكل التي تواجهنا، كل هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذه المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، بحاجة إلى مبادرات نوعية من أهلها، تستهدف فضح المتطرفين والإرهابيين ورفع الغطاء الديني عنهم، وبناء حقائق وخطاب إسلامي جديد قوامه الاعتدال والوسطية والتسامح واحترام المكاسب الإنسانية والحضارية.
وخطاب التسامح والاعتدال لا يمكن تعزيزه، وتعميق موجباته في الفضاء الاجتماعي، دون الحرية. فطريق الاعتدال الحقيقي هو في توسيع دائرة الحرية والحريات. فهي الوسيلة الحضارية الكبرى لتجذير مفهوم الاعتدال في الوسط الاجتماعي والثقافي.
وإيماناً منا بأهمية المشاركة الفعّالة، في جهد تعزيز خيار التسامح والاعتدال في الأمة. تأتي دراسات وأبحاث هذا العدد.
فالكلمة الأولى كتبها الكاتب الأستاذ حسان عبد الله حسان بعنوان «التسامحية بين المذاهب الإسلامية عند رواد الإصلاح الحديث».
ويساهم معنا أيضاً في هذا السياق الأستاذ علي بن مبارك بدراسة بعنوان «قراءات في أصول التفسير محمد الطّاهر بن عاشور ومحمد حسين الطباطبائي نموذجين».
والأستاذ الهاني إدريس بدراسة مطولة وعميقة بعنوان «النهضة بعيون الرحالة مطالب الإصلاح من خلال تجارب الرحلة رفاعة الطهطاوي نموذجاً».
والأستاذ إحميده النيفر بدراسة «الإنسان والزمان في منظومة محمد إقبال التجديدية».
أما دراسة الدكتور توفيق السيف الموسومة بـ«مقاربة دينية لمبدأ العقد الاجتماعي» فهي إضافة متميزة في مشروع بناء الاستقرار السياسي والاجتماعي في الأمة على أسس المشاركة والحرية والديموقراطية وصيانة حقوق الإنسان..
إلى جانب هذه الدراسات والأبحاث، هناك بقية أبواب المجلة الثابتة.
ونأمل أن تساهم أبحاث هذا العدد، في تفكيك الحوامل الثقافية والسياسية لظاهرة الغلو والتشدد والتطرف، وتعميق خيار التفاهم والاعتدال بين مختلف مكونات الأمة.
ونسأل الباري عز وجل أن يلهمنا دوماً التوفيق والسداد، والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.