شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
في إطار التواصل المعرفي والمعلوماتي الهائل، الذي يعيشه العالم، على مختلف الصعد والمستويات.. ولا زالت الأسئلة التاريخية والمصيرية تُلقي بظلها، وتبحث عن إجابات معرفية وافية ودقيقة.
وتندرج هذه الأسئلة الحيوية والمصيرية في آن، في حقول معرفية عديدة.
وفي هذا الإطار تبرز أهمية التعرف على التجارب المنهجية والمعرفية لمختلف الأمم والشعوب، لأن هذا التعرُّف العلمي، هو الذي يراكم الخبرات، ويصقل التجارب، ويعزز خيارات التواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات.
ولأهمية قراءة التجارب المعرفية والمنهجية، فقد خصصنا في هذا العدد ملفاً بعنوان «إشكالية المنهج في العلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية»، وهو يحوي دراسات وأبحاث قيِّمة منها «المقاربة الجدلية في تأسيس المنهج عند ماركيوز» للدكتور عطار أحمد. و«أزمة المنهج في فلسفة وإمكانية التجاوز البرغسوني» للأستاذ العربي ميلود. و«الفلسفة وسؤال المنهج: مقاربة نقدية لمقولة أنا أفكر الديكارتي» للأستاذ مزي عبدالقادر.
وغيرها من الدراسات والأبحاث المتميزة، التي تُعرِّف القارئ العربي بإشكالية المنهج في العلوم الإنسانية الغربية.
ونحن بدورنا في هذا السياق، نقدم شكرنا الجزيل للدكتور عبد القادر بو عرفة على الجهود المتميزة التي بذلها في إعداد هذا الملف، ونحن نتطلع إلى ملفات فكرية أخرى يعدها الدكتور العزيز.
وإضافة إلى هذا الملف، حفل العدد بدراسات وأبحاث أخرى، توزعت على أبواب المجلة المختلفة.
ونأمل أن نكون قد وُفِّقنا في إضافة معارف جديدة في هذا العدد.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.