شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
ثمة ضرورات اجتماعية ومعرفية، لدراسة التجارب الدينية والفكرية والسياسية؛ لأن هذه التجارب تمثل إضافة نوعية في مسيرة الأمة. والعمل على دراستها التأمل في أحوالها وإدراك طبيعة التطور الذي حدث فيها، كلها تساعد في استيعاب هذه التجارب وأخذ العبر والدروس منها.
ونحن في مجلة الكلمة اعتنينا بدراسة العطاء الفكري والجهد الإصلاحي، للعديد من الشخصيات الدينية والعلمية والفكرية لإيماننا العميق بأهمية أن تتعرف الأجيال الطالعة باستمرار على تجارب الأمة في مسيرة الإصلاح الديني أو التغيير الثقافي والاجتماعي.
ونحن في هذا العدد الذي نخصصه لدراسة التجربة الفكرية والإصلاحية لأحد العلماء الذين رحلوا عنا قبل مدة قصيرة وهو الراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى.
فهذه الشخصية كغيرها من الشخصيات الدينية والفكرية الكبرى التي بلورت لنفسها مشروعاً فكريًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.. وهناك شرائح وفئات في الأمة، تعاملت مع عناصر هذا المشروع بوصفها هي عناصر الإنقاذ في مسيرة الأمة، وهناك شرائح وفئات أخرى، تحفظت على بعض عناصر هذا المشروع وعملت على نقده وتفكيك بعض قناعاته.. وما نود بيانه أن التجارب الإنسانية، وبالذات في الحقول الدينية والفكرية والسياسية، بحاجة دائما إلى التفاكر المشترك حولها والدراسة المتأنية حول حركة تطورها التاريخي ومآلاتها المستقبلية.
وما نتطلع إليه في هذا العدد الذي خصصناه لدراسة تجربة السيد محمد حسين فضل الله تحت عنوان: «العطاء الفكري والجهد الإصلاحي» هو تقديم مادة علمية وفكرية لتجربة دينية وفكرية معاصرة.
وقد شارك معنا في هذا الملف العديد من الأسماء، التي تواصلت معرفيًّا وفكريًّا مع هذه التجربة.
ونود في الأخير أن نشكر الأخ الأستاذ الهاني إدريس، الذي بذل جهداً متميزاً في إعداد هذا الملف.. ونأمل أن نكون قد قدمنا عدداً متميزاً في إضافاته الفكرية والمنهجية.
ومن الله نستمد العون والتوفيق..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.